عندما يكتب أي شخص مقالا في أحد المواقع الالكترونية يكون في الغالب مدفوعا برغبة في فائدة القراء بشئ جديد ومفيد . وقد يكون الدافع في كثير من الاحيان نابعا من كون الكاتب خبيرا بما يكتب وله رغبة في نقل خبرته الى الآخرين ( ليون برخو وميخائيل ممو نموذجا ). وفي أحيان أخرى يكون هدف الكاتب هو نقل فكرة ما الى الآخرين ويتمنى أن يعلق القراء عليها ويضيفوا عليها أو يكملوها وهذا نابع من محبة الكاتب لمجتمعه والرغبة في تطوره وقد يكون الدافع للكتابة في بعض الحالات لأجل الشهرة واظهار الذات وهذا ليس دائما بالشئ السلبي طالما أن هناك فائدة من المقال المكتوب للجميع .
ولكن تظهر في بعض الحالات النادرة مقالات لا يستطيع أصحابها اخفاء طابع الضغينة والحقد على جهة معينة أو على كيان محدد في مقالاتهم . وتزداد صفة الحقد والتحامل في هذه المقالات عندما تتكرر وتتحول الى سلسلة مقالات تكرر نفس العبارات بشكل ملفت وبدون داع ولا مبرر الى درجة يستنتج القارئ معها بأن كاتب هذه المقالات غير مؤمن بما يكتب لذلك يكرر ما يقوله لاقناع نفسه أولا بصحة ما يقول .
وتأتي مقالات السيد موفق نيسكوعن الآشوريين ضمن هذه الفصيلة من المقالات التي يكون الحقد فيها هو الدافع الوحيد لكتابتها .
ولكي لايتهمني أحد بأنني أتجنى أو أبالغ أو أكتب عن نية مسبقة فيجب علي أن أقدم دليلا على كلامي . وبدلا من دليل واحد أقدم لكم عدة أدلة على صحة ما أقول
الدليل الأول هو أن السيد موفق نيسكو لم يكتب أي مقال الا وكان مخصصا لمهاجمة الآشوريين . ورغم أن هناك عددا من الكتاب لا يعجبهم الاسم الآشوري وينتقدون الآشوريين أحيانا الا أن كتاباتهم لا تقتصر على ذلك بل يكتبون عادة في مواضيع مختلفة . أما السيد نيسكو فانني لم أقرأ مقالا واحدا له لا يهاجم فيه الآشوريين أو يحاول الانتقاص منهم
الدليل الثاني هو التكرار فالسيد موفق نيسكو كتب ما لا يقل عن سبعة مقالات طويلة عن علاقة مزعومة للانكليز بالاسم الآشوري كلها تحوي نفس العبارة مكررة مرات ومرات .
وكتب عدة مقالات كرر فيها عدة مرات أن الآشوريين القدماء لم يكونوا سكان بلاد آشور الاصليين .
ثم كتب عدة مقالات يكرر فيها بأن الآشوريين الحاليين ما هم الا بقايا من بقايا اليهود !!
والتكرار كما هو معروف دليل الفشل في اقناع الكاتب نفسه أولا بما يقول والفشل في اقناع الآخرين ثانيا . كما ان تكرار نفس العبارات بمناسبة وبدون مناسبة لا يدل الا على حقد دفين .
الدليل الثالث هو في نوعية البراهين التي يسوقها الكاتب للاستدلال على صحة أقواله حيث يستشهد في كثير من الاحيان بكتب ليس لها أية علاقة اكاديمية بالتاريخ مثل التوراة التي نحترمها ككتاب مقدس ولكن لايمكننا الاستناد عليها ككتاب تاريخ اكاديمي أو يستشهد بكتاب مشبوهين لا يعتد بكتاباتهم مثل أحمد سوسة اليهودي الذي أشهر اسلامه والذي كان بدوره متحاملا على الآشوريين . بينما نرى السيد نيسكو يغض الطرف عما كتبه مؤرخون مشهورون مثل عميد المؤرخين هيرودتس والمستشرق عالم الآشوريات الفنلندي البروفيسور سيمو باربولا والراحل الكبير هرمز آبونا وعالم التنقيبات الراحل هرمز رسام وعالم التنقيبات الراحل دوني جورج وغيرهم من المختصين في علم التاريخ . بل انه يتهم بالتزوير اشخاصا بمستوى المطران أوجين منـا والعلامة توما أودو وذلك لايهام القارئ بفكرته .
الدليل الرابع يتلخص في انتقائية السيد نيسكو في كتاباته فهو يحاول الانتقاص من الآشوريين القدماء ولكنه يتجاهل بأن الامبراطورية الآشورية حكمت العالم القديم من الصين شرقا حتى مصر غربا وأن الآشوريين هم أول من اكتشف الحديد واستعملوه في اسلحتهم وهم الذين اخترعوا العجلة التي صارت احد الاسس التي قامت عليها حضارة اليوم وهم الذين ادخلوا الصفر في الرياضيات واول من استعمل نظام ري متطور .
وهو يحاول الانتقاص من آشوريي اليوم ويتناسى بأن الآشوريين هم أصحاب قضية شعبنا اليوم وهم الذين حاربوا الاتراك والفرس وغيرهم للحفاظ على هوية شعبنا وهم الذين أوصلوا قضيتنا الى عصبة الامم في ثلاثينيات القرن الماضي وتوصلها الاحزاب الآشورية الى كل المحافل الدولية اليوم . ويغض الطرف عن ان الحركات الآشورية الحالية هي التي أسست المدارس الابتدائية والثانوية لتدريس كل المناهج بلغتنا الام . وهي التي كانت السبب الاول في تنامي الفكر القومي لدى ابناء شعبنا من الكلدان والسريان .
الكاتب الرصين يجب أن لا يكون انتقائيا . والسيد موفق نيسكو يصر على سلبيات ومساوئ غير موجودة أصلا بينما يغض الطرف عن ايجابيات واضحة للعالم كله ويكرر ذلك عدة مرات وبدون أي مبرر وأي دافع الا دافع الضغينة والحقد .
والذي لا يصدق كلامي هذا ما عليه الا انتظار المقالات القادمة للسيد موفق نيسكو .
ِ