المحرر موضوع: ☻ أكفــــر بهــــذا الإلــــه !!! ☻  (زيارة 3076 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
أكفرُ بِهذا الإِله !!!
بقلم / الخوري طوني الخوري :
الخميس 28 ـ 01 ـ 2016
لبنان :
أَمامك يا إلهي ، وأمام المَلأ ، وفي قلبِ الأغورا
الإعلاميّة ، وبصوتٍ جَهْوَرِيٍّ ، أُعلِنُ الكُفر، والكُفر في
هذه الحال ليسَ خطيئة : نَعَم ، أَكفُرُ بِهذا الإله
وبعقيدته وفِكرِه ، وبجميعِ جنوده ، وبِمَملَكتِه وبِكُلِّ
ما هو لَه، أَكفرُ بهذا الإله الذي بِتُّ أتقيّأُ لمُجرّد سَماعِ اسمه ، أكفرُ بِهذا الإله الذي صَنعته المُخيّلَة المريضة التي تفرِزُ آلهتها بدون هوادةٍ ولا حَياء .
أكفُرُ بِهذا الإله الذي باسمه تحوَّلَ الرّبيع إلى خريف ! ، والأملُ إلى خَيبةٍ ، والحُلم إلى كابوس .
أكفر بهذا الإله الذي يحملُ راية الإنقضاض على الحياة ؛ الحياة التي تبتسم وتُعنّي وترقص وتُؤَلِّف وتُبدِع وتُرَقّي .
أكفر بهذا الإله الذي إنْ تكلَّم فبالسيف وقرقعة الحديد ، وإنْ تنفَّسَ فبالنار، وإن تَحَاور فبالبارود ، وإنْ عَدَلَ فبالبطش ، أكفُرُ بهذا الإله الذي باسمِهِ ينتشر الرُّعب ويُسَوَّق الجحيم ، وتُلوَى إرادة الشّعوب ، ويُبادُ المُختلِف ، وتُقطَعُ الأوصال ، وتُدَقَّ الأعناق، وتُشَقُّ الصدور، وتُبقَرُ البُطون ، وتُسفَكُ الدّماء ، وتؤكَلُ الأكبادُ، وتُقتلَعُ
الألسُن ،  وتُعلَّق الصُلبان مَشانق ، وتُختَنُ النساء ،
وتُشَرَّعُ أسواق النّخاسة ، ويُرَقَّم البَشَر كالبقر .
أكفُر بهذا الإله الذي باسمه تُسرَقُ الطفولة ، وتُنحَرُ البراءة ، أكفُرُ بهذا الإله الذي باسمِهِ يُقفَل على الفكر ويُحجَرُ على المُخيّلة ، ويُصادَر الإبداع ، وتُسلبُ الحريّات ، ويُكَفَّرُ المفكِّرون ، ويُذَنَّبُ الفنّانون ، ويُغتال الباحثون
عن الحقيقة ، ويُطمَسُ التاريخ وتُخَرَّبُ الجغرافيا .
أكفرُ بهذا الإله الذي باسمِهِ يُكافَىءُ “ الأبطال ”
بفُرُوج النساء ودوابِرهنّ ، وبأجساد العذارى والغلمان .
أكفر بهذا الإله الذي باسمه يُنادى بالكذب حقّاً ، وبالجبانة بُطولة ، وبالشراسة مُروءة ، وبالسّفالة عِزّة ، وبالعداوة عِبادة ، وبالكراهية فَضيلة، وبالجريمة شرَفاً.
لا تقُل لي إنّ إلهاً كهذا هو إله ! .
 لا تقُل لي إنّ إلهاً كهذا يَستحقُّ العبادة ! .
 لا تقُل لي إنّ الذين يتكلّمون بوحيٍّ من هذا الإله
ليسوا كإلاههم .
 لا تقُل لي إن جريمةً تُنزَل باسم الله ليست جريمة .
النفاق البشري وحدهُ يُحاول أنْ يجعل الله شريكاً
بالجريمة ،  وإنْ كان لا بُدَّ من الإيمان بهكذا إله لكي
أنال الخلاص ، فأنا سأتوقّف عن الإيمان وأرضى بالجحيم مُستقبَلاً لي ، ذلك أنَّ وطأةَ الجحيم ستكون أخفّ منْ عذوبة السماء مع إلهٍ لا يَفقَهُ من الألوهة إلاَّ القتل والبطش .
 فإلى إلهي الذي أعبُده أقول :
” أكفر بهذا الإله ” ، نعم أَكفر، والكُفرُ، في
هذه الحال ، فضيلة العاقلين .