المحرر موضوع: في كندا المستشفيات لم تعد امينة – لماذا؟  (زيارة 1544 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل TOMA SHAMANI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في كندا المستشفيات لم تعد امينة – لماذا؟ 
 

 في كل عام يصاب ربع مليون انسان في كندا، بنوع من العدوى في المستشفيات عندما يلجأون لها لعلاج من مرض ما، وهذا الرقم المصقع يعني ان واحدا من كل 9 كنديين يصاب بعدوى قدمتها له او لها المستشفى عندما يقصدونها للعلاج. والحقيقة الاخرى هي ان 8 آلاف رجل او امرأة يلقون موتهم الذي لم يكونوا متوقعين حدوثه، على الرغم من ان المستشفيات الكندية هي الاعلى نوعا وعدة في العالم. ويعني ذلك ان هذا العدد يزيد على ما يموت الناس فيه بسرطان الثدي ومرض الايدز وحوادث السيارات مجتمعين واغلب هذه الاصابات الطارئة تنتج عن عدم غسل ايدي العاملين او المرضى. ومنذ ان اجتاح مرض (السار) تورونتو بدأ الاهتمام بغسل الايدي بالماء والصابون والمعقمات. وقد ظهر من من عرض تلفزيوني ان الاطباء يتركون مريضا الى مريض آخر دون ان يغسلوا ايديهم وبلغت نسبة هؤلاء الاطباء الذين لا يغسلون ايديهم 10 الى 20% وعدم غسل الايدي عادة جارية بين الاطباء ولم يعتمد عليها الا حديثا. الواقع ان المكروبات سهلة الانتقال بين المرضى لانهم يعانون من مرض ما وهذه المكروبات كثيرة وهي تلك التي غدت مقاومة لبعض المضادات الحيوية، وكثيرا ما تتواجد على الجلد او في الانف وهي ليست ضارة على العموم لكن بعضها ضار اذ يسبب العدوى خلال الجروح او شقوق العمليات الجراحية وهي على العموم تنتشر بايدي الناس وبشكل خاص العاملين والعاملات في المستشفى ولهذا من الضروري غسل الايدي لكل الناس بالماء والصابون والمعقمات التي تحوي الكحول. الجدير بالذكر ان استخدام البنسيلين في بداية تداوله كان قاتلا  لكثير من المكروبات خاصة الكريات العنقودية الا ان الكثير من المكروبات غدت مقاومة للبنسيلين وغيره في كثير من صنوف المكروبات. بعض المكروبات تبقى كامنة ولكنها تغدو خطرة للمصابين بامراض طويلة او الذين انخفضت مناعاتهم بفعل المرض الطويل, (الفانكومايسين) احد المضادات الحيوية الجديدة وهو مشتق من تربة الارض وهو عنيف على الجسم لهذا فانهم لا يلجأون له الا في حالات اليأس الاخير.                                                                                                                                      تلجأ بعض الاقطار كهولندا وفنلندا والسويد الى اجراءات صارمة تحت حملة (ابحث ثم دمر) للبكتيريا فاي انسان يدخل المستشفى يعتبر مصابا بالمكروبات حتى يثبتون انه خال من الجراثيم الخطرة بالفحوصات المختبرية، اما الافراد الحاملون للمكروبات المعدية فانهم يعزلون ثم يعالجون بالتنظيف حتى تزول عنهم الخطورة وهذه التجربة قد نجحت بالقياس الى الاقطار المجاورة. وهناك مجموعات من البكثيريا قد تصيب المريض وهو في العلاج بالمضاد الحيوي وهناك جراثيم تبقى مقاوما بعد تنظيف الغرفة اذا نسي المنظفون جزء من السرير في المستشفى، فاذا لامسه المريض فانه ينال العدوي به وتلك مشكلة كبرى. وهناك انزيمات في الجسم اولدت مقاومات للمضادات الحيوية، وشرها يعتبر كبيرا رغم ان هذه الانزيمات زلال مفيد في فعالتات الجسم لتفعيل الردود الكيموحياتية. المستشفيات ليست خالية من الاخطاء الطبية في التشخيصات والعلاجات فقد حدثت حتى في مستشفى جون هوبكنس، واعترفوا بالخطأ ثم جاء تقرير فجائي يقول بان الخطأ قد يحدث الآن باقل ما كان عليه سابقا. وجاء في التقرير ان بعض الخطأ في التشخيص يحدث احيانا، بالرغم من توفر ادوات التشخيص الحديثة التي تسارق النظر في جسم الانسان وتقسمه الى شريحة شريحة لهذا فان الخطأ هو (خطأ انسان).                                                                                                               على عكس ذلك هو ما حدث في احدى مستشفيات ليبيا اذ اتهموا ممرضات بلغاريات بنشر مكروب معين بين ليبيين عمدا، وذلك لتغطية فشل المستشفيات الليبية في العلاج وسوء الادارة في مستشفياتهم. المستشفيات الكندية لا تقف جامدة فهي تأخذ مايقدمة العالم من ابتكارات وتزيد عليه ما تقدمة الكوادر الطبية الكندية من ابتكارات اضافية للعالم فجامعاتها ومختبراتها عامرة بالعلماء من جملة جوائز نوبل واهم ما قدمته كندا للانسانية جمعاء هو اكتشاف مادة الانسولين التي تعالج داء السكر، وكان قبل ذاك يموت الناس حتما عند اصابتهم بالسكر اما الآن فقد غدي داء السكر داء عاديا.  في المستشفيات الامريكية يموت كل عام 98 الف امريكي بسبب اخطاء كان من الممكن الحفاض عليهم. استطاعوا مثلا تقليل 55% من اصابات تلوث الدم في التغذية المباشرة من خلال الاوعية الدموية ولجأوا الى التغذية عن طريق احد انابيب الدم الكائنة في الرقبة لزرق الدواء والسوائل ومكونات الدم او المغذيات. الواقع ان كندا دائبة في سعيها لمنع التلوثات الحاصلة في مستشفياتها، ففي تورونتو جاء مرض (السار) على غفلة ولم تفلت منه الا بيقظة بنيانها الطبي وقدراتها الطبية الفائقة، بيد انها اخذت الدرس وبدأت حملاتها في االتطهير والغسل واولها غسل الايدي لكل عامل في المستشفيات خاصة الاطباء والممرضات وغسل ايدي العاملين والعاملات وغسل الحيطان وايادي الابواب والاسرة. بدأوا بزيادة مخصصات الغسول والتطهيرات والتعقيمات وتعقيمات الغرف والادوات والآثاث والاسرة وأكدوا على الطبيب والممرضة بغسل الايدي عند مس المريض وبعد الانتهاء منه. وجرى ذلك في اميركا حيث بدأت حملات التعقيم في اكثر من 3 آلاف مستشفى، وظهرت على الانتريت شبكات من (شبكات عنتر) من اختصاصيين يعلمون الناس كيف يعقمون ايديهم منها شبكة www.handhygiene.org . وهي واحدة من كثير من الشبكات.                                      المعقمات هي مضادات او قاتلات المكروبات، والمكروبات وقانا الله شرورها هي عوالم ليست دقيقة بل هي فوق الدقيقة بحيث لاترى بالعين المجردة بل بالمكريسكوبات اي المجاهر، وينبغي لنا التفريق بين المضادات الحيوية ومبيدات الجراثيم، فالمضادات الحياتية تقتل الجراثيم داخل الجسم اما المعقمات فهي التي تقتل المكروبات خارج الجسم على الجلد والاصابع وعلى الاشياء المحيطة بنا، من ادوات وكراسي وفي الوقت الحديث ظهر ان المكروبات تتعايش على اجهزة التلفون وطابعات الكومبيوترات. يقولون ان المعقمات تقتل 99.9% من المكروبات ولكن ذلك امر مشكوك فيه غير ان الذي موجود في اليد خير مما نراه على الشجرة ومع كل ما نحاوله فان الكثير ممن المكروبات عصية على المحاولات التعقيمية ولا ننسى اننا نعيش عصر قفزات الفايروسات الى درجة ان كندا عندما تعد اللقاح المضاد للانفلونزا فانها تحاول بقدراتها الطبية التأكد من نوع الفايرس الآتي لهذا فانها في كثير من السنوات تتأخر قليلا حتى تتأكد من نوع الفايرس القافز. للاسف الشديد ان المعقم المثالي لم يتوصل له الطب الحديث على رغم قدراته الفائقة وبعض هذه المعقمات مؤذ للانسان. اختيار المعقمات مهم فبعض المعقمات ذات منشور واسع في قتل المكروبات وبعضها ضيق الافق. ان اشعة الشمس والاشعة فوق البنفسجية معقمتان شديدتان مهمتان اساسيتان في الصحة العامة وفي سلامة الغذاء وهي تخلق اجواء تمنع تكاثر المكروبات. كنت قبل اجثر من عشر سنوات قد اذعت مقالا عن (اغسلوا ايديكم) في راديو كندا الدولي ولكن الآن اغلب المحطات الإذاعية تهتم بقال احمدي نجاد وصرحت كوندوليزا رايس للبعض انه عصر الجمود.                                                       
توما شماني –  تورونتو

  عضو اتحاد المؤرخين العرب  [/b] [/font] [/size]