المحرر موضوع: ☻ المالكي أكثر خطورة على العراق من صدام حسين !!! ☻  (زيارة 3006 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
المالكي أكثر خطورة على العراق من صدام حسين !
بقلم / حسين القطبي :
اذا كان الديكتاتور الاسبق صدام حسين قد مثل خطرا
على العراق ، كونه زجّ البلاد بحروب ، فانّ المالكي يقحم العراق اليوم في عاصفة من الطائفية و" العرقية " ، تدمر الهوية الوطنية العراقية ، اكثر خطورة من الحروب الخارجية السابقة ، فالحرب العسكرية الخارجية مهما حصدت من ارواح ، ورغم كل تبعاتها الاقتصادية ، وتأثيراتها النفسية في المجتمع ، فان بالامكان خلال
سنين تجاوزها ،  وهذا ما حدث بعد حرب الخليج الاولى ،
إذ عادت العلاقات بين الشعبين الجارين
( العراق وايران ) ، وكأنها لم تتأثر أساسا ،
بدليل هذه الاعداد المتزايدة من الزوار التي تتنقل
على جانبي الحدود يوميا ، وبكلا الاتجاهين ، بل حتّى القوى السياسية الايرانية ، الموالية للحكومة ، والمعارضة ( مجاهدي خلق ) ، على السواء ، تجد حلفاء لها في داخل العراق .
حتى الحرب الثانية ، فانّها لم تخلف صدعا بين الشعبين الجارين ( الكويتي والعراقي ) ، ولو تتصرف القيادات الحاكمة في البلدين بحكمة وروية أفضل لآنتهت جميع الخلافات المالية والحدودية منذ زمن ، ولبدأ البلدان مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاقتصادية والتعايش المزدهر ، الا أنّ ما يقوم به السيد المالكي من تجييش إعلامي لتعبئة مكونات المجتمع العراقي ضد بعضها البعض ، والتاصيل لحالة العداء المزمن بين المكونات العراقية ، من اجل آستمراره في السلطة ، فانه يقود الى نتائج أكثر كارثية ، ويترك تبعات اكثر خطورة من حروب صدام ، ومخلفات نفسية على الفرد العراقي اسوء بكثير مما تركته تلك الحروب السابقة ، فلاول مرة يؤمن العراقي ( من مكون معين ) بان العراقي ( من مكون آخر) هو " اخر " ،
بمعنى بروز ثمة تعارض في الانتماءات بين فرد عراقي وآخر، يصل الى حدّ الاصطدام ، وهذا ما لم يكن معروف سابقا ، وسياسات التجييش الاعلامي التي آنتهجتها القوى الدينية من أجل تهيئة أجواء ومسببات بقائها وآنتشار شعبيتها ، بتسخير كل الوسائل الاعلامية المتاحة لها ،
هي التي زرعت هذا الشعور، واذا كانت السياسات الطائفية السابقة ( منذ 2003 ) قد أوجدت شرخا في العلاقة
بين " الشيعي " و " السني " ، فان التجييش القومي
في الاعلام ، والذي يشعل فتيله السيد المالكي شخصيا ، لايقل خطورة على تجانس المجتمع العراقي من التجييش الطائفي ، اذ صار يؤسس لثقافة خطيرة أخرى هي
" العربي " ضـدّ " الكوردي " هذه المرة، والخطورة تكمن في انّها قد تمثّل رصاصة الرحمة في جسد الهوية الوطنية العراقية الشاملة ، التي حددت سمة العراقي منذ تاسيس هذه الدولة في العام 1921 الى 2003 .
سياسة التجييش الطائفي التي مارستها الحكومات الدينية بعد عام 2003 أفرزت ثقافة التقسيم للمرة الاولى ،
إذ برزت الى السطح مطاليب شعبية تختلف " الشيعة "
منها عن " السنية " في تراجع واضح للمشاعر الوطنية
" العراقية " ، الامر الذي لم يكن معروفا من قبل ،
بل برزت مصطلحات جيو- طائفية على شكل المثلثات الجديدة ، كالمثلث السني ، ثمّ التقسيم الاكثر وضوحا ،
مثل " المحافظات السنية " مقابل " المحافظات الشيعية " بل آمتد الاستقطاب الطائفي الى إحياء المدن نفسها
في ظاهرة جديدة وخطيرة وهي نشوء الاحياء الطائفية !
وسياسة التجييش القومي التي يدفع بها السيد المالكي الى الواجهة ،  من اجل اجنداته الخاصة ، والتي تتلخص جلها بـ " افضل طريقة للبقاء على الكرسي " ،
فانها في بدايات تشكيل شرخ جديد في جسد المجتمع العراقي ،  يسخّر السيد المالكي خلالها ، ما يتوفر له
من أجهزة اعلامية ، ومن برلمانيين وصوليين وساسة
حديثي عهد " إنتهازيين " على شاكلة أحد المتزلفين
الذي يدعو الى طرد الكورد من بغداد ! .
وهذا الشرخ أخطر بكثير من الشرخ الطائفي السابق ،
وهو ملف حساس ينبغي التعامل معه بعلمية وإيثار بعيدا عن المصالح الذاتية .
يتلخص سيناريو السيد المالكي من أجل البقاء في السلطة في سعيه لرسم ملامح عدو وهمي للعراق ، يحاول هذا العدو أنْ يمزق جسد الكيان العراقي ، وقد آختار له كوردستان ، وانه ( السيد المالكي ) ، مقابل هذا العدو ، هو المدافع الوحيد عن وحدة الاراضي العراقية ،
وهكذا فانه يتقدم الصفوف في حرب إعلامية ، تتحول لاحقاً الى شنّ مناوشات عسكرية ،  يعد لها على هامش إجتماعات مجلس الوزراء ، فى كركوك والموصل ، لتكون النتيجة إيهام الشرائح نصف المتعلمة في المجتمع ، وهي الاكثر تأثرا بالاعلام الحكومي ، بأنّ شرط بقاء العراق موحداً
هو في بقائه على الكرسي ، هذه الشرائح بالتحديد
هي التي أوصلته في الانتخابات السابقة ، وهي التي
يراهن عليها مجددا .
سيناريو كهذا للعراق ، يشبه فرحة طفل رضيع يمارس هواية اللعب  بالسكاكين ،  فاذا كانت حروب صدام الخارجية ، واثارها قد آندملت ، بفعل الزمن ، فان حروب المالكي الداخلية ، باستخدام سلاح الاعلام الجماهيري ، واللّعب بسكاكين الطائفية سوف تترك ، في حالة نجاة العراق ، أثارا أكثر خطورة ، لنْ يستطيع الزمن تجاوزها ،
لانها تقطيع ، وآجتثاث للهوية الوطنية العراقية
من الاساس ، وهو على ما يبدو الثمن الذي يدفعه المجتمع العراقي من أجل بقاء المالكي على كرسي الحكومة ! .

[http://www.gilgamish.org] GILGAMISH