المحرر موضوع: حتّى أنت يا "نجامينا" !!  (زيارة 701 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زكي رضا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 485
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حتّى أنت يا "نجامينا" !!
« في: 23:11 24/02/2016 »
حتّى أنت يا "نجامينا" !!


لا أدري ما شكل البارومتر الذي يستخدمه الإسلاميون لقياس نسبة النجاح والفشل لحكمهم الكارثي منذ الإحتلال لليوم، وبماذا سيجيبون أجيال العراق القادمة حول مستوى الخراب الذي حلّ بالعراق على كافّة الأصعدة وضياع ونهب وسرقة مئات مليارات الدولارات من ثرواته في عهدهم الأسود. وهل لازال هناك من يريد افشال تجربتهم الاسلامية التي يحسدنا عليها العالم بأكمله!!؟ ولمَ كل هذا الحقد في داخلهم ضد العراق وشعبه، هل لهم مع العراق ثأر قديم يريدون اليوم تسويته، علما من أنّ مشكلتهم الطائفية بدأت في المدينة المنورة "يثرب" وليس ببغداد فهناك كانت السقيفة وليس في شوارع وساحات وأزّقة بغداد؟

لا أدري أن كان الاسلاميون أحزابا وساسة وقواعد حزبية ومعمّمين تاجروا بالدين ببازار السياسة فأساؤوا للدين وأفسدوا السياسة وغيرهم من معمّمي الميليشيات أو من أصحاب الخطابات الرثّة التي لا تفرز الّا القيح من على منابرهم مسيئة ليس لشعبنا بزرع الجهل والتخلف بينهم فقط بل للتراث الشيعي وأعلامه قبل كل شيء، من أمثال الشيخ "كيت كات" والسيد "چكليته" وغيرهما من الذين نعتهم شعبنا بألقاب أخجل من ذكرها، أقول هل هؤلاء بقضّهم وقضيضهم عراقيون!؟

أن ما دخل خزينة شعبنا في عهد حزب الدعوة الحاكم والبيت الشيعي ومعهما البيتين السنّي والكوردي فاق ما دخل خزائن العديد من البلدان الاوربية إن لم يكن موازيا لها، الا اننا نتيجة فسادهم وسرقاتهم وتبديدهم للثروة الوطنية نعيش كأي شعب أفريقي بل وأفقرهم أن اردنا توخي الدقّة. فلصوصنا في الخضراء يهمّهم دوما أحراز العراق وشعبه المراكز الاولى في أي مسح تقوم به مؤسسات دولية معتبرة، فنحن الأوائل مقارنة ببلدان لا تملك عشر ثرواتنا بنسبة الأمية والأوائل بنسبة الجهل والتخلف، والأوائل بفقر البنى التحتية وبؤسها كما ولازلنا نتربع على المركز الاول بالفساد على مستوى العالم، ونحن الدولة الوحيدة تقريبا التي تجيز التزوير حتّى وصل الامر بأن تقوم مؤسسة دينية بتزوير شهادة دراسية لأحد شيوخها لأشغال منصب بصفة وزير.

بغداد التي هي أفضل من دبي وأربيل ونيويورك وفق قول الأسلامي "عبعوب" صنّفتها شركة ميرسر البريطانية للإستشارات اليوم كأسوأ مدينة بالعالم يمكن العيش بها علما أنّ هذا المركز تحتله عاصمتنا لعدّة مرات منذ العام 2011 وفق تصنيفات هذه الشركة المرموقة التي تعتمد معايير عدّة في ترتيبها للمدن ضمن قائمتها السنوية. ويأتي في مقدّمة هذه المعايير الإستقرار السياسي الذي يشمل الأمن وهيبة الدولة بأمتلاكها السلاح لوحدها كما يشمل التعليم والصحّة ومعدلات الجريمة والترفيه والنقل. وهذا يعني من أننا وبفضل حكوماتنا الطائفية الفاشلة لا نملك إستقرارا سياسيا ودولتنا لا هيبة لها ، أما الصحّة والتعليم والنقل فأننا لا نعرف منها الا أسمائها أما الترفيه فبغداد هي المدينة الوحيدة التي لا تملك رئة ترفيهية كون الترفيه من المحرمات.

وقد أنهت الشركة تقريرها قائلة أن "مدينة دمشق" - في سوريا الغارقة في حرب دموية منذ خمس سنوات - سبقت بغداد بستة مراكز، وحلت بينهما كل من "بانجي" في جمهورية أفريقيا الوسطى و"صنعاء" في اليمن و"بورت أو برنس" في هايتي و"الخرطوم" في السودان و"نجامينا" في تشاد.

وأني إذ ارى "نجامينا" عاصمة تشاد وهي أفقر دولة أفريقية تقف أعلى من بغداد الرشيد التي حوّلها الاسلاميون الى مزبلة حقدا عليها ، لا أملك الا ان اقول بألم رغم إحترامي الشديد لها "حتّى أنت يا نجامينا".

لم يحظى شعب ولا وطن بالعالم على مرّ التاريخ بساسة مجرمين كساسة العراق اليوم.

زكي رضا
الدنمارك
24/2/2016