مرة اخرى .. ولأهمية الموضوع ..من يقوم باغتصاب املاك المسيحيين في بغداد ؟؟
بطرس نباتي
بعد مدة من كتابتي للمقال الاول قرأت اعلانا في الصفحة الاولى لموقع عنكاوا والذي يَصْب في نفس المنحى ، ولكون القضية هذه تهم جميع المسيحيين العراقيين سواء في الداخل او من ترك ممتلكاته واجبر على الهجرة وجدت لزاما علي ان اعود مرة اخرى لاسجل بعض الملاحظات على ما ورد في اعلان قراته على الصفحة الرئيسية لموقع عنكاوا والذي كان بعنوان
تشكيل لجنة للتحقيق في ملف الاستيلاء على بيوت المسيحيين في بغداد
وقد اقتطفت من الإعلان هذا كجزء منه زوعا اورغ/ بغداد
(تصاعدت في الاونه الاخيرة ظاهرة الاستيلاء على بيوت وعقارات المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريين) ، وبعد محاولات استهداف كتلة الرافدين النيابية من قبل بعض الكتل البرلمانية ومحاولة طمس الحقائق واشغال الجماهير بالمهاترات الاعلامية الغير مجدية، وللرد على مثل تلك التخرصات.
اعلن النائب عماد يوخنا عن الجهود التي سبق ان قامت بها القائمة في اطار حماية تلك الممتلكات، حيث قام النائب عن قائمة الرافدين عماد يوخنا عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية ومقرر مجلس النواب، بمطالبة السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق ومتابعة بكتاب رسمي موجه الى مكتبه بعد ورود العديد من الشكاوى من مواطنين كلدان سريان اشوريين من سكنة بغداد .
من جانبه وجه السيد رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق ومتابعة بالتحقيق بما ورد بكتاب مكتب النائب عماد يوخنا المرقم (1/45) في 20/8/2015 بشأن شكاوى المواطنين المسيحيين ، وطلبت اللجنة المشكلة تزويدها باعداد الدور التي تم اخلائها على ان يصلها ما مطلوب لمتابعة التحقيق.)
لكون الإعلان فيه اكثر من محطة يتوجب علينا التوقف عندها ولست هنا بصدد توجيه اي انتقاد لمصدر الإعلان ولا انوي مناقشته من اجل مهاترة إعلامية او تسقيط سياسي. لاني احترم واقف اجلالا للتضحيات الجسام التي ضحى بها الجهة التي رشحت الاخ البرلماني ،من اجل الحرية والنضال المستمر والدؤوب من اجل شعبنا وامتنا وان الاخ النيابي اليوم عندما يجلس على مقعده البرلماني إنما هو ثمرة تضحيات شهداء قدموا حياتهم على مذبح الحرية لامتهم وشعبهم ونضلات اجيال من مناضلي منذ الكفاح المسلح ولحد الان ، وهنا اود ان أسجل باني عندما اعود مرة اخرى الى هذه المشكلة إنما اعود اليها بداع الشعور بان هذا الامر يجب ان يتم من زاوية اخرى ربما سياخذ برأي الاخ العزيز الناءب عماد يوخنا او غيره من المهتمين بهذا الشأن ، وكنت على أمل ان يعمل ممثلينا في البرلمان العراقي سوية ، لا ان يتبادلوا بينهم التهم وينسب احدهم لنفسه كل المنجزات بينما في الواقع لم يحقق الا القليل مما هو مطلوب منه ، ولان هذه الجريمة (وهي اغتصاب ممتلكات المسيحيين) اصبحت مزمنة وخطرة ،وقد خرجت من إطار المشكلات الاعتيادية التي غالبا ما تتواجد وتنخر في وجودنا وإنما اصبحت جريمة ذات ابعاد خطرة ترتكب بحق اخوتنا في بغداد وغيرها من محافظات العراق ولا تتحمل المزيد من إبراز العظلات الإعلامية والتصريحات وغيرها التي لا نرى فيها سوى محاولة النيل من الاخر واظهار كل منهم على انه البطل المنقذ و المخلص .
اولا : نقرا في الإعلان عن انه هناك محاولات من قبل بعض الكتل لاستهداف كتلة الرافدين ولا ندري لما هذا الاستهداف ؟ فان كان الاستهداف هذا المزعوم يجري لان الكتلة تقدم اعمال جليلة وذات فاءدة لناخبيها فان استهدافها يجب ان ينال المزيد من الاستنكار من قبلنا جميعا ، اما استهدافها لانها لم تفعل شيء امام مسؤلياتها التي اعلنتها كمشروع انتخابي ، فهذا ايضا يحتاج الى توضيح والى فضح أسباب هذا الاستهداف وخاصة وقد تطرق كاتب الإعلان الى ان هناك تخرّصات ومهاترات إعلامية غير مجدية ، يا ترى كانت هذه المهاترات من اجل إيقاف جهود الإخوة للدفاع عن اصحاب الاملاك المغتصبة وغيرها من المنجزات الاخرى التي حققتها سواء في كتابة الدستور العراقي او في البطاقة الوطنية مثلا ، ام كانت تتجه الى نيات اخرى نجهلها، المطلوب إذن الكشف عن هذه التخرصات ومن يقف وراء هذا الاستهداف فاطلاق الكلام بشكل عام وشمولي وعلى عواهنه ، كما يقال ،وبدون تشخيص الحالة اصبح من الأمور الغير المعتد بها في إعلام هذا العصر .
ثانيا: عندما يشير الإعلان ان هناك تلاعب وتزوير للمستندات لقاء رشاوى فالذي يفعل ذلك لا بد انه يعمل في دواءر التسجيل العقاري وهذا الامر يجب يخضع للتدقيق والمساءلة القضائية لكشف المتهمين في جراءم التزوير والإعلان يدل على ان مصدره قد تابع هذه القضية اي قضية التزوير فلما يا ترى قد أغفل ان يورد لنا بعض الأسماء للمتورطين في هذه القضايا وكم منهم تم تقديمهم الى المحاكم المختصة ؟
حيث ان جميع الوثائق المرفقة هي مخاطبات ورفع مطالبات بين سيد الناءب وعمليات بغداد ولا توجد بينها أية مذكرة قضائية لاتهام الجناة بتزوير مستندات رسمية .
ثالثا: يبدوا من الإعلان بان السيد رءيس الوزراء قد امر بتشكيل لجنة لمتابعة القضية ، في مثل هذه القضية المحاكم المختصة هي الاولى بحسم هذه القضايا ، ولكن في عراق الاقانون يتم اللجوء الى تشكيل لجنة وهذه اللجان تتكون من عدة أشخاص وتعقد اجتماعات دورية كل أسبوع او ربما كل شهر ، وعندما يمرض احد الأعضاء يتأجل الاجتماع الى القادم وكذلك اذا سافر احدهم للحج او للعمرة او للاستجمام يتأجل اجتماعها وهكذا وتطول الأيام واللجنة لم تعقد غير اجتماع او اجتماعين بدون أية نتاءج وخاصة في البداية يجب ان تجمع المعلومات ثم السندات وهلم جرا وإني اتساءل من اجل تسويف جراءم كبرى حدثت في العراق ، كم لجنة تم تشكيلها لحد الان ؟وماذا كانت نتاءجها؟
١- لجنة تسليم الموصل لداعش
٢- لجنة جريمة سبايكر
٣- لجنة جريمة تسليم الأنبار
٤- لجنة اعادة الأموال المنهوبة وإعادتها
٥- لجان وليس لجنة التطبيع في المناطق المتنازع عليها
٦- لجنة السجناء والموقوفين
٧- لجان في كل وزارة لمتابعة مساءل الفساد المالي والاداري وما تسمى النزاهة
بالاضافة الى ذلك يعلم الاستاذ عماد كم من اللجان شكلت من اجل حل مشكلة تعويض أراضي الفلاحين في المطار الدولي في أربيل لوحدها ولحد الان لا زالت تراوح في محلها وكم لجنة اخرى في مشاكل القرى وأراضيها في محافظة دهوك وغيرها
ماذا عملت هذه اللجان سوى تسويف القضايا المحالة عليها او تأجيل النظر بها او ايقافها وربما الاخ الناءب ادرى بها منا .
ماذا فعلت تلك اللجان؟ حتى يتم الإعلان عن تشكيل لجنة اخرى تنظر في اغتصاب ممتلكات المسيحيين ام ان القضية شانها شان القضايا الاخرى في طريقها الى التسويف والمماطلة .
كنت اود ان تناط هذه القضية كما اسلفت بالقضاء العراقي ، وبما ان القضاء قد اصابه شلل مميت منذ ما بعد حمورابي وحتى الان وان أية قضية من هذا النوع تطول في ادراج المحاكم لشهور وسنوات ، وبما ان مثل هذه القضايا لا تتحمل التأجيل والمماطلة وتحتاج الى حسم فوري او الى قضاء مستعجل ارى ان تحل هذه القضايا كما يلي وباختصار :
ًًًًًًًًًتشكيل قوة مسلحة مشتركة من القوى الأمنية تظم عناصر من المسيحيين ومن الحشد الشعبي وإعطاء لهذه القوة الصلاحيات الكاملة في اخلاء هذه الدور والمحلات من شاغليها وتقديم مغتصبيها الى المحاكم المختصة ليحاكموا بموجب قانون العقوبات ، وتسليم الدور والمحال التجارية الى أصحابها او وكلاءهم الشرعيين .
رابعا: طالبت في مقالي السابق ان يتم الكشف عن اسم المسيحي ان وجد أصلا (هذا الاسخريوطي القرن الواحد والعشرون ) الذي يرتكب مثل هذا الجرم والذي أعلن عنه قاءد عمليات بغداد و احمد الزاملي ايضا. وان لم يتم الكشف عن اسمه اقترحت تقديم شكوى ضد الاثنين بتهمة التشهير بالمكون ،وفي هذا الإعلان وجدت إشارة واضحة الى ما ادلى به قاءد عمليات بغداد والسيد حاكم الزاملي ، ولحد الان لا زال هذا الشخص ( من المكون المسيحي ) مجهولا ارى ان كان ذلك من اجل تسقيط شخصي او النيل من شخصية معينة فهذا ما يجب الإفصاح عنه من قبل السيد حاكم الزاملي او من قبل قاءد عمليات بغداد ،وان كان الامر حقيقة اي ان احد من المكون المسيحي مشارك في هذا الجرم ، يتوجب تقديم شكوى رسمية الى محكمة الجنايات للكشف عن حيثيات هذه القضية .