المحرر موضوع: وداعاً أيها الشاعر( الطالع من نخل آذار) .. وداعاً زهير الدجيلي  (زيارة 542 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداعاً أيها الشاعر( الطالع من نخل آذار) .. وداعاً زهير الدجيلي
في لحظة عراقية حزينه، مضافة الى الحزن العراقي المستمرعبرالتأريخ، (أُغلقت) نوافذ تواصل الأنسان والشاعروالمبدع (زهير الدجيلي) مع الحياة، ومع عائلته ومحبيه والعراق (شاغله الأكبر) وعنوان وطنيته وانسانيته النظيفة من الملوثات، عبر تأريخه السياسي الحافل بالابداع الثقافي الرصين، بشهادة مجايليه والأجيال التي نهلت من منتوجه الثرخلال عمله في العراق وخارجه، بعد أن أُجبرعلى مغادرة وطنه الذي أحب، حين تحول العراق الى (مزرعة) للدكتاتورية البعثية البغيضة، التي اعتمدت مبدء (تحويل الشعب الى قطيع لضمان استمرار قيادته! )، نهاية سبعينات القرن الماضي .
كان زهيرالدجيلي يحترم حروفه ومفرداته في قصائده ومجمل نصوصه الابداعية المنشورة في وسائل الاعلام (أغاني ومسلسلات وتمثيليات وأفلام مختلفة الأغراض) عبر تأريخه الطويل، لأنه المتمسك بأمانته للمبادئ الوطنية والأنسانية التي نذرنفسه للدفاع عنها، بالرغم من كل معاناته بسببها، أمام موجات الأرهاب الفكري المعلن والمقنع خلال عمله في العراق، وفي محطات الغربة، ليقدم نموذجاً متميزاً للمثقف العراقي الأصيل، الذي لايساوم على مبادئه وقناعاته، ويبقى عنواناً ابداعياً شجاعاً أمام ضغوطات المتحكمين بمصادر القرارفي مواقع العمل، ممن اعتادوا على التلاعب في(خلطة) العجين الوطني العراقي كي لايكون بطعم خبز (باب الأغا) !.
الراحل الكبيرالذي أغمض عينية في الكويت عصرالخميس الماضي (الثالث من آذار)، بعد غربة أربعة عقود، سيرقد بين أحضان تراب العراق المتشوّق لدفئه، بعد أن أوفى باستحقاقات وطنه وشعبه عليه، وهو الذي نذر نفسه من أجل حرية وكرامة شعبه وقدسية ترابه، سيعود شهيداً و(ذنب غربته)  برقاب الدكتاتورية والأحتلال والفاسدين المتسلطين على رقاب العراقيين، الذين حرموه من حقوقه في العيش الكريم الذي يستحقه في وطنه .
اليوم تُقيم الناصرية مجلس عزاء مهيب لأبنها البارزهيرالدجيلي، يليق بتأريخه الوطني المشرف، ويستذكر الوطنيون من أبنائها أصالته في حب الوطن والشعب، ويرفعون علماً باسمه في ذاكرتهم، يخطّون عليه بقلوبهم نماذج من شعره، وفاءاً وعرفاناً وأحتراماً له ولمدينتهم التي أنجبته .
انا الشاعر الطالع من نخل اذارعثك برحي ..
وانت نخلتي الماحالت وماطاحت ابميلة ..
انا الشاعر الطالع من فرات الناصرية
الزهت في ميلادك وظلت تغنيلة..
أبوقت من ثار ريسان وغدت شمسك
تلاصف بيرغه وهوسة مهاويله..
أبوقت أول بيان أبخط فهد اسس لميلادك
يميلاد الحقيقة الماطفت
صارت نجوم الوطن في ليله ...
ابوقت من ثارت البصرة على الأجنبي والمحتل
وعمالك على الميناء شالوا للوطن رايات تزهيله ..
بوقت من غدت الشطرة مقرات الحزب
ويامكثر أبيوت الحزب عند الفلح والفلح تبنيله ..
انا المهوال في اعيادك السبعين والتسعين والميّة
اذا طال العمر يدعيلي وأدعيله ..
الوطن ديوانك العامر بأهاليك اليحبوّك
وأحسّ كلّ القصايد ماتّكفّيلّه ّ...

الذكر الطيب للراحل الكبيرزهير الدجيلي، والعزاء لعائلته ومحبيه وللوطنيين العراقيين المفجوعين برحيله .

علي فهد ياسين