المحرر موضوع: ميسان ماسة العراق على مر العصور  (زيارة 2325 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تضامن عبدالمحسن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 516
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ميسان ماسة العراق على مر العصور

قاسم صبار الفوادي

محافظة ميسان هي إحدى محافظات العراق التاريخية الغارقة في عمق التاريخ والتي انجبت طوال العصور الاجيال العملاقة في الفكر والادب ورجالات السياسة.
 تقع ميسان في الشرق على الحدود للجمهورية الاسلامية الإيرانية، عاصمتها العمارة الواقعة على نهر دجلة، وقبل عام 1976 كانت تعرف بمحافظة العمارة.
ويعتقد بأن التسمية كانت وكما تشير البحوث والدراسات المعمقة في تاريخ محافظة ميسان الى ان الاصل هي مملكة ميشان ومن ثم تحولت إلى ميسان كما أكدت أغلب المصادر إلى أن (ميسان) دويلة نشأت في جنوبي أرض بابل تحت حماية السلوقيين (311ق. م ـ 247ق. م) عندما ضعف شأنهم في الفترة الواقعة بين عامي (223ق. م ـ 187ق. م) استقلت ثم تدرجت في سلم القوة واصبحت دويلة مهمة.
كما وتبين اغلب المصادر التاريخية الى ان ميسان حكمها ثلاثة وعشرون ملكا أي ما يقارب من ثلاثة قرون ونصف وبالتحديد ما بين عامي 129ق. م ـ 225 ميلادي كما وانها أدت دورا بارزا في الأحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال الفترة من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى الربع الأول من القرن الثالث للميلاد, وفي ميسان يقع قبر (النبي العزير) وهو مقدس لدى اليهود والمسلمين فضلا عن ضريح الشريف عبيد الله بن علي بن أبي طالب (ع) في منقطة قلعة صالح.
والجدير بالذكر فقد فتحت ميسان في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض)على يد القائد العربي (عتبة بن غزوان المازني) وكانت حدودها تمتد بين محافظة واسط والبصرة وكانت البصرة جزءاً منها وكذلك المذار والبطائع (الأهوار) كما ويشير تاريخ المدينة الى أنها مدينة واسعة كثيرة القرى والنخيل وكانت الامثال تضرب بها وبخصوبتها.
ولقد ذكر اسم العمارة ونهر العمارة وكوت العمارة في عدة مؤلفات قديمة لا تقل عن الخمسة عشر بين مخطوط ومطبوع فيها العربي والتركي والفارسي والايطالي والفرنسي والانكليزي . وتشير الدراسات التاريخية الى ان اقدم من وصلها سباستياني في عام 1656م حيث يتحدث في رحلته عن العمارة والمنصورية والمجر وربما كانت جزرا مسكونة حيث يتلاشى نهر دجلة في الرحلة الثانية يتحدث عن العمارة كقرية تبعد عن بغداد ثلاثة أيام وفيها انكشاريون أنزلوه في دار الكمرك كان ذلك في 1658م كما كانت العمارة من أعمال الوالي العثماني محمد نامق باشا (1278هـ ـ 1284هـ) (1861ـ 1867م) الذي انشأ معسكرا على نهر دجلة عرف (بالاوردي) أي الفيلق ثم توسع بعد ذلك فأصبح مدينة كبيرة يقال لها (العمارة) وقد تولى قيادة الفيلق القائممقام العسكري المقدم (حسين بك) ثم خلفه بعد ذلك (محمد باشا الديار بكرلي) الذي شيد سوقا في المدينة أطلق عليه اسم الباشا.
كما شيد بعض المباني الكافية لايواء الجنود فتوافد على اثر هذه الحركة العمرانية كثير من الاشخاص من أماكن متفرقة فشيد المباني التي اطلق عليها العمارة نسبة إلى العمران والأبنية التي شيدت فيها. وتدين محافظة العمارة في تطورها لموقعها الجغرافي المتميز حيث تبدو للناظر من سطح السفينة جميلة وذلك بفضل (كورنيشها) الذي تمتد عليه في خط واحد بيوت تتألف من طابقين مبنية من الطابوق وتقسمها إلى محلات منفصلة عدة شوارع عريضة ومستقيمة, أن هذه الواجهة الجميلة تبدو كما لو انها ديكور يخفي وراءه العمارة الحقيقية بأبنيتها الطينية وصرائفها وبساتينها وحقولها المحروثة, كما كانت فيها محلة القادرية وهي أول محلة بنيت في العمارة وكانت فيها منارة أثرية بناها عبدالقادر الكولمندي الذي صار متصرفا لها في الفترة (من 1861م إلى 1866م) و كان أغلب سكانها من اليهود و لا تزال مساكنهم التي تمتاز بطابع عمراني يكاد يكون مميزا .


القسم الاعلامي
دائرة العلاقات الثقافية العامة