المحرر موضوع: لقاء صحفي مع جريدة (keski-uusimaa) نشر بتأريخ 6 اذار 201  (زيارة 825 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء مع الكاتب يوسف ابو الفوز في صحيفة فنلندية
لقاء صحفي مع جريدة (keski-uusimaa) نشر بتأريخ 6 اذار 2016
اجرته المحررة   Marianna Simo وتصوير Anton Soinne
مقهى في مدينة كيرافا . اربعة اشخاص يجلسون الى طاولة. اربعة نساء واطفال . صحون واكواب والاطفال يثيرون الضجة. زبون يتابع الامهات واخر يتسمع للكلام. على طاولة مجاورة يجلس الكاتب يوسف أبو الفوز يبعد فتات  "كيكة" من امامه وثم يرسم صورة قنفذ على الورق .
ـ  بعضنا ينسى اننا بحاجة لأن نعيش مع بعض ويركز فقط على الاختلافات ! يوسف يقول .
ولد يوسف ابو الفوز في العراق (1956) في سنوات بدء الحرب الباردة والان يعيش في كيرافا في اجواء البرد .
ـ مدينة كيرافا تناسبني، حجم المدينة وناسها الذين يبادلوني التحية حتى دون ان اعرف اسمائهم .
يوسف وصل الى فنلندا عام 1995 من استونيا كلاجيء،  ضمن الحصة الدولية لمفوضية اللاجئين . بقي في المستشفى لفترة ثم انتقل الى كيرافا :
ـ  شاركت في اضراب عن الطعام احتجاجا على سجني في استونيا ! سجنا في استونيا ، حوالي مئة عراقي ، كنا في طريقنا الى السويد وفنلندا لغرض طلب اللجوء .
في عام 2006 قرأ يوسف تقريرا افاد بوجود 800 شخصا اعضاء في الخلايا النائمة للجمعيات التكفيرية في اوربا . وبدأ يسأل : كم حصة فنلندا من ذلك ؟.
ــ بدأت البحث في الموضوع واكتشفت ان التكفيرين موجودين ونشطين في فنلندا !
التقى يوسف بشاب في هلسنكي اخبره بأنه مستعد للمشاركة في الحرب المقدسة (الجهاد) ، ضمن يوسف ذلك في  روايته " كوابيس هلسنكي" الذي كتبه في عام 2008 وصدر 2011 عن نشاط وحياة التكفيرين في فنلندا. احد شخوص الرواية يعيش في كيرافا .
ــ كتبت عن " داعش " قبل ان تتأسس !
ويضيف :
 وقد أكون اول كاتب اجنبي كتب عن كيرافا . ساجعل كيرافا معروفة ومشهورة ! انا كيرافي وافخر اني من العراق . يقول مازحا وثم يعود الى جديته في الحديث .
ــ المهاجرون الاجانب جزء مهم من حياة المجتمع الفنلندي، ولكن لدينا في فنلندا من يحاول نسيان وتجاهل هذا الواقع .
يسحب صورة القنفذ : انظري الى الاشواك ، يبرزها القنفذ حين يهاجم، وكذلك الانسان يبرز اسوأ ما عنده عندما تهاجمه الكراهية! هناك كراهية تفرزها الجماعات العنصرية وهناك توتر بين الافراد.
يتجول يوسف في شوارع كيرافا حاملا دفتر ملاحظاته. في العراق اختفت النساء من الشوارع ، لكن "جمعيات الحراسة " ملأوا شوارع فنلندا !
يوسف يقول : ان تسجيل "جنود أودين" كجمعية مجتمع مدني  لعبة خطيرة لان نمو الكراهية والعنف سيكون له تاثيرا خطيرا وسلبيا على الافراد والمجتمع،  وبالضبط مثلما حصل في العراق مع ظهور المليشيات قد يحدث في فنلندا .
ويشدد يوسف على موضوع خطر الكراهية :
ــ ان بعض الجماعات السياسية يتحدث كثيرا عن مشاكل الاجانب حتى يشغل الناس ولا يتحدثون عن ارتفاع الضرائب وتقليص الاجور والعطل، بالضبط  يذكرنا ذلك  بسياسة نظام صدام حسين .
مؤخرا حصل يوسف على جائزة الابداع  لعام 2015 لجمعية الكتاب والفنانين الفنلنديين (كيلا) لكتاباته الادبية واعماله عن الهجرة  واللجوء.
يوسف يقول بشكل واضح : يجب ان نعطي الفرصة للمهاجرين واللاجئين لبناء انفسهم  وتطويرها، نعطيهم فرص للعمل والاشتراك في الحياة  بشكل سريع ويجب ان نقلل من الشروط فهناك كثير من الاعمال لا تحتاج لاتقان اللغة الفنلندية .
يوسف دائما مشغول بالاطلاع والبحث والتعلم. الان مشغول بالبحث لصالح جامعة تامبيرا في دراسة العلاقات في اجواء التعدد الثقافي والاثني في منطقة فارساوا في مدينة توركو . 
ـ هناك طلب كبير على المعلومات والبحوث في هذا الجانب ، وللاسف ان الصحافة الصفراء ترسم صورة سلبية للواقع الموجود وللاجئين الجدد .
ويقول : ان الرجال الذين مارسوا التحرش الجنسي لا يعكسون كل الصورة للمهاجرين واللاجئين مثلما ان الفنلندي الذي قتل زوجته وقطعها بالسكين لا يمثل عندي الشعب الفنلندي !
يوسف عربي وزوجته كردية، والعرب والاكراد والشيعة والسنة في العراق  واجهوا اختلافات وحتى حرب . يقول يوسف انه في السبعينات في القرن الماضي لم يكن مهما معرفة لأي طائفة او قومية ينتمي الانسان ، مثلما  اي مواطن يعيش الان في كيرافا.
ــ  مع زوجتي (شادمان) ، لم يشغلنا هذا الامر يوما .
زوجته (شادمان) تدرس الان في الجامعة كمترجمة ، وسبق ودرست وعملت عشر سنوات في التمريض . بعض المرات كانت شادمان تبقى طول النهار في المستشفى، لانها تأخذ مناوبة زميلة لها لم تستطع الحضور بسبب ان ابنها مريض مثلا  .
ـ ماذا يحدث لو ضغطنا زرا سحريا واختفى كل الاجانب من المهاجرين من  فنلندا؟ ستتوقف الحياة. ستتوقف الباصات وسنكون بدون اطباء وممرضات .
يوسف يأخذ معه دفتر الملاحظات حتى الى الساونا :
ـ العقل البشري افضل كومبيوتر والافكار يمكن ان تاتيك في اي مكان .
يوسف نشر افكاره في كل مكان، في العراق وفي فنلندا . زار المدارس في كيرافا وحدث الطلبة :
ــ  يمكن ان نتعلم الكثير من التأريخ . احدث العراقيين والطلبة عن التجربة الفنلندية. كيف توحد الشعب ونما وتطور المجتمع . التطور وبناء المجتمع  يتم فقط خلال السلام وان الكراهية تهدم الانسان والمجتمع .
وهذا ما يجب ان نعرفه في فنلندا .