المحرر موضوع: مؤسسات الكنيسة الاشورية اللبنانية، خطوات كبيرة بإمكانيات متواضعة  (زيارة 1640 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فادي كمال يوسف

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مؤسسات الكنيسة الاشورية اللبنانية، خطوات كبيرة بإمكانيات متواضعة
فادي كمال يوسف، بيروت
الطائفة الاشورية من طوائف الاقليات بلبنان، لا تملك تلك الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها المكونات الكبيرة في هذا البلد، ولكنها تمتلك غيرة ابنائها وحبهم لخدمة الطائفة، من هنا جاء تأسيسهم لمجموعة مؤسسات اجتماعية ثقافية خدماتية، من اهم امثلة تلك المؤسسات هيئة الدعم الأشوري، والتي أسست لتنفيذ مشاريع سكنية وانمائية وربط أشوري لبنان بأخوتهم في انحاء العالم، تغيرت استراتيجية عملها بعد نزوح مئات العوائل المسيحية من سوريا والعراق باتجاه لبنان.


 الخور أسقف  يترون كوليانا، قال لموقع عنكاوا كوم "إننا وبحكم موقع كنيسة مار جيورجيس الاشورية في قلب منطقة سدة البوشرية، ومع بداية الازمة استقبلنا مئات اللاجئين المسيحين العراقيين من مختلف الطوائف المسيحية كلدان وسريان كاثوليك وارثوذكس وقلة من الاشوريين، وقدمنا لهم ما نستطيع من خدمات غذائية وطبية وتعليمية وخدمات اجتماعية"، مبينا أنه "بعد ذلك تم توزيع اللاجئين على كنائسهم المختلفة وبحسب اتفاق بين رؤساء الطوائف".
وأوضح الخور اسقف أن "غالبية لاجئنا الأشوريين هم من سوريا، ووصل عددهم الان الى اكثر من 1500 عائلة، ما مثل ضغط كبير على الطائفة ومؤسساتها بإمكانياتها المتواضعة، رغم الدعم الذي يقدمه راعي الابرشية المتروبوليت مار ميلس زيا، وعدد من الجمعيات الخيرية الا أنها غير كافية".
وعن التنسيق والدعم مع الكنائس والطوائف الأخرى وخاصة الكبيرة منها، يجد الخوراسقف كولينا  أن "التنسيق موجود بين جميع الأطراف، ولكن فيما يخص الدعم الحقيقي لمساعدة الالف اللاجئين فهو محدود جدا"، منوها الى ان "هناك صعوبات جمة تواجهنا وخاصة في ما يتعلق بقانونية تواجد النازحين على الارض اللبنانية، والذين اغلبهم  متواجدين بصفة غير رسمية خاصة العراقيين منهم، ورغم محاولاتنا العديدة لإيجاد مخرج قانوني، ولقائتنا بالعديد من المسؤولين المختصين بهذا الملف، الا ان كل محاولاتنا بائت بالفشل فيما يتعلق بالعراقيين".
من جانبه يعتبر الاب سرجون زومايا إن "بداية عام 2012 شهد التغيير الحاسم في نشاطات الكنيسة ومؤسساتها بشكل عام، فعند استهداف القرى الاشورية في الخابور بهذا التاريخ، شهد لبنان تدفق المئات من النازحين السوريين الأشوريين، فتحولت الكنيسة بمؤسساتها الى ما يمكن ان نسميه هيئة اغاثة، فسخرت كل طاقتها وامكانيتها المعنوية من جهد شباب الكنيسة وعملهم وعينية مادية في خدمة النازحين"، مضيفا أن "مشكلة اخرى عانينا منها الا وهي قرار الدولة اللبنانية بمنع دخول اللاجئين السورين، وايقاف اصدار اوراق الحماية من الامم المتحدة، وهذا ما جعل الكثير من ابناء الخابور عالقين في قراهم المحاصرة، ومثل لنا تحدي كبير".

الأب سرجون زومايا  يجد ان "ما ساعد الاشوريين مواقفهم المشرفة منذ تأسيس الدولة اللبنانية، والجهد الذي بذلته المطرانية في هذا الشأن، وخرجنا باتفاق مع الحكومة يسمح لأبناء الخابور حصرا الدخول الى لبنان مع تزكية من الكنيسة، كما تم في الوقت ذاته تسهيل موضوع الاقامات بالنسبة للسوريين".
الاشوريين اللبنانيون والذي يقدر تعدادهم بـ 10 الى 12 الف نسمة  والذين يتمركزون في المتن الشمالي والحدث، ومنطقة كسارا في زحلة، وحي السريان في الاشرفية، والذين قدموا بغالبيتهم من روسيا بعد ثورة اكتوبر الشيوعية ونهاية الحرب العالمية الاولى عام 1916، سالكين طريق صعبة انتقلوا فيها بين تركيا وسوريا ليستقروا في لبنان، حتى اعترف بها كطائفة رسمية عام 1968، بعد قدوم المتروبوليت نرسي دي باز.

أما عن تأسيس هيئة الدعم الأشوري والتي تعنى بأغلب نشاطات الطائفة الاشورية، فقال لعنكاوا كوم عضو المجلس الإداري للهيئة نينوس عودة إن "تأسيس الهيئة لم يكن كردة فعل عن موجات النزوح واللجوء والتي تعرض لها شعبنا خلال السنوات الاخيرة"، مبينا ان "التأسيس كان بعد التجديد الذي شهدته مؤسسات الكنيسة عقب تولي غبطة مار ميلس زيا مهامه كرئيس للطائفة، فانطلقت فكرة التأسيس لإيجاد حلول ومعالجات لمشاكل استراتيجية يعاني منها الاشوريين اللبنانيين وليس لحل مشاكل انية".
وبين عودة أن "العمل الرئيسي للهيئة كان محاولة خلق مشاريع استثمارية، وتهيئة الظروف والتسهيلات لجلب المستثمر الاشوري من الخارج، وبالتالي ايجاد فرص عمل للشباب، اضف الى ذلك توجيه المستثمرين نحو تنفيذ مشاريع سكنية لحل ازمة خانقة نعاني منها منذ سنوات، ولكن تدهور الاوضاع السياسية في العراق وسوريا وبدء تدفق المئات من اللاجئين الى لبنان اوقف المشروع، وغير مسار عمل الهيئة لجهة تقديم المساعدات الانسانية"، مستدركا أن "هناك مؤسسات اخرى تستند احداها الاخرى في اتمام نشاطات الرعية، الكنسية والاجتماعية  وأهم تلك المؤسسات، معهد نوهرا، الشباب الأشوري، مجلة ملتا/ الكلمة، قناة قالا د أتور الالكترونية".
واشار عودة الى أن "الهيئة عملت بكل طاقاتها لخدمة اللاجئين ومحاولة توفير متطلباتهم المختلفة، ومن اهم الملفات التي تبنتها الهيئة، هو مساعدة الطلاب في مجال التعليم وقبولهم في  مدرسة مار جيورجيس التابعة للكنيسة مجانا وبدون تحميلهم أي اعباء مادية ولدينا للان اكثر من 120 طالب من اللاجئين، كما تعاونا مع منظمة اليونسف لتهيئة برنامج تربوي لمن هم غير مسجلين في المدرسة ممن فاتهم العام وهو كذلك مجاني، وكذلك في مجال التعليم لدينا برنامج دروس تقوية بعد الظهر سيفتتح قريبا".
ولكي تستمر الكنيسة في متابعة اولادها تثقيفيا، فأن نشاطاتها تشمل فترة العطلة الصيفية ايضا، فيشرح عودة أن "لدينا برنامج صيفي لفترة شهرين، يتضمن دورات تقوية في اللغة السريانية والفرنسية، وتحضير العاب تنشيطية ومحاضرات ثقافية، كما في نهاية البرنامج ننظم مخيم ترفيهي".
وفي ملف اخر يحمل ذات اهمية الملف التعليمي، الا وهو الاهتمام بالجانب الصحي والاستشفائي، فيقول عودة أن "الهيئة اولت اهتمام كبير بهذا الجانب، وذلك لعدة اسباب يأتي في مقدمتها إنسانية هذا الملف وغلاء الاستشفاء، لذلك قررت الهيئة تحمل جزء من تكاليف حالات محددة يتم اختيارها وفق أطر معاينة، خطورتها وتكلفتها والحالة المادية لصاحبها، ويتم ذلك بالتنسيق مع الامم المتحدة والمنظمات الأخرى".
وزاد عودة أن "هناك مشروع اخر في مراحله النهائية، وهو يمثل شراكة بين جمعية ادراك الطبية الخاصة بالعلاج النفسي والسفارة الفرنسية وهيئة الدعم الأشوري، حيث ينقسم البرنامج الى عدة مراحل، الاولى مع الأطفال في المدارس بمتابعتهم من خلال العاب وتمارين معينة ومن ثم تحديد الحالات السلبية لمعالجتها، المرحلة الثانية من المشروع يكون من الامهات بتنظيم حلقات توعية صحية ونفسية، والمرحلة الثالثة لكبار السن ودراسة حالاتهم وتوفير العلاجات النفسية لهم مجانية من خلال مركز صحي مختص، والمرحلة الأخيرة هي للشباب، والامر الاخر وهو ان أي نازح او لاجئ او مشترك بالبرنامج يمكن له شراء بطاقة بمبلغ رمزي، يوفر له عدة خدمات صحية بمستشفى الروم بالأشرفية، وبأسعار زهيدة جدا".
مشاريع وملفات عديدة تهتم بها رعية مار جيورجيس الاشورية في لبنان، وبإمكانياتها المتواضعة، ولكن ركيزتها شبابها وروح التضحية والعمل التي يتحلون بها، لخدمة ابناء كنيستهم وشعبهم.