المحرر موضوع: مسؤوليتنا ليست لعبة بيد الضالين  (زيارة 3008 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسؤوليتنا ليست لعبة بيد الضالين
بقلم: ميخائيل ممو
حين تغيب هيمنة المبادرة الجماعية لمشروع ما من أجل النهوض بمتطلبات الشعب المنتمي والمنضوي تحت راية التسمية القومية ، والتي عادة ما تتحمل مسؤولية تلك المبادرات التنظيمات السياسية المتمثلة بالأحزاب، ليس معنى ذلك التغاضي والتغافل عن همة المبادرات الفردية النابعة من الذين يتصفوا بحيادية وإستقلالية الرأي، وإستهجان فكرة المبادرة كونها لا تحتمي بإلتزامات مبادئ السلطة الحزبية أو القنوات السلطوية، أو ان أصحاب تلك المبادرات محتم عليهم أن تمر مبادراتهم من خلال نظرة مجهر سلطة الأحزاب لدعمها ، وعلى الأغلب تفنيدها وبالتالي تحويرها على نحوٍ من الماركة المسجلة بغية التباهي بأسبقية العمل التنفيذي ، بالرغم من أهميتها المعنوية المباشرة المستمدة من الفكر الحر للفرد المُبادِر الذي يعمد تفعيلها وتنفيذها دون أي شرط أو ارتباط مقصود، بغية تعميم جدواها للنفع العام وإصلاح ما ينبغي إصلاحه أو تقويمه لإثبات الوجود الوطني الشامل أو مستلزمات الوجود القومي .
إن ما حدا بي لتدوين هذه التوطئة المقتضبة هو نظرة السلطات الحكومية على تفنيد العديد من مقترحات ومبادرات إصلاحات أفراد المكونات ذات  المذهب والإتجاه الحيادي أو المتمتعة بالإستقلال التام، بغية الإرتقاء بالواقع المألوف من نظرة الموازنة بمقارنة ما هو على الأرض، وما هو في ملفات أرشفة التعاليم التنظيمية المغبرة والمُلكئة لجمالية الرفوف المكتبية، وتلك مواد كراريس الدساتير المخفية في حقائب المُنَظر أو المسؤول المباشر . وكذلك هو الحال بالنسبة للأحزاب إن كان الرأي صادراً من رؤية النسيج الإجتماعي، وممن لم يلتزم رسمياً بالتنظيم المعروف ، ليتلق الرفض والمعارضة ، كونه لم ينبع من معين الفكر الحزبي ورؤيته الستراتيجية. هذا ما ألفناه ونألفه يومياً بين أروقة عمليات تنظيمات فئات الكتل السياسية والمكونات الحزبية في عراق اليوم، سواء بين الأحزاب السلطوية الكبيرة المشاركة على إدارة دفة الحكم في العراق أو بين أحزاب القوميات الأخرى كالقومية الآشورية مثلاً والمنضوية تحت أجنحة أطراف متعددة، كالطرف الفلاني لأسباب انتخابية بعلة محدودية عضوية الإنتماء ، أو لحساب طرف آخر لأسباب مصلحية، أو لخوف من الطرف الغالب، أو بدافع التواجد المناطقي وحوافز أخرى مغمورة في العقل الباطن، بدلاً من هاجس الشعور بمفردتي الوحدة والتوحيد لتصيبان المفردة الأم " الإتحاد "، بمواقف مشتركة وموحدة ووطنية من خلال ما يقره الدستور إن كان صريحاً وواضحاً في مواده،  وذلك من أجل تشكيل قوة تضامنية واحدة بأرضية صلدة ورصينة لها أهميتها في إثبات الوجود، وعلى نحوٍ خاص في حال التحالف لأرجحية كفة الميزان على الوجه الأفضل في كافة المجالات التي تفرضها إشكالات التفضيل لشعب ما، وبشكل خاص ومتميز في المجال السياسي لتطبيق ما هو في الصالح العام والخاص. أما الإنجراف في تيارات الإستهواء دون الدليل اليقيني بتأثيرات إطماعية بغية الإستحواذ وفرض الرؤية الإنفرادية فهذه مسألة تردي الفرد المراقب في شكوك عديدة ليعيش في دوامة أربع حالات متفاوتة، الأولى بإيجابية الدعم، والثانية بسلبية النفي،  والثالثة بموقف الشك والحيرة والرابعة التنحي الى قاعدة التطرف.
هذا ما يثبته واقع اليوم بشكل أوسع من خلال توجهات الدول الكبرى وإقدامها على ترضية أطراف مستضعفة بغية إنجرافها في تيار ألاعيبها الضمنية مقابل ما تمنحه لها من وعود لردع قوة ومكانة دولة ما، لها مركزيتها وكيانها كدولة مستقلة ذات سيادة أو جهة معينة، وذلك بكسب عواطف من لا يشعروا بإنتمائهم الشرعي المباشر لقوانين ذات الوطن رغم استيطانهم على أرضه، بفارق الإنتماء القومي والمذهبي واللغوي لا بدافع صراحة الوطنية المشتركة، ومن ثم انعكاس اللعبة بفرض المناداة بحقوق الإستقلال التام إن لم يتم تلبية المطالب التي تفوق حقوق المواطنين الأصلاء، وليس الدخلاء أيضاً من الذين تكاثر عددهم واستحوذوا على أراض بحجج واهية وغير شرعية لا يقرها القانون الدولي، وذلك بدافع استغلال الأوضاع السلبية التي فرضتها ظروف البلد السياسية بمؤثرات دوافع الأزمات الإقتصادية والأمنية والإجتماعية وفقدان الثقة لتشتت الكتل البرلمانية وضعفها أو عجزها في خلق قيادة مشتركة تخدم الشعب والمصالح الحزبية والعلاقات الدولية بالتبادل الإقتصادي والتجاري والدبلوماسي والتحالف برضا الأطراف المقصودة وفق معاهدات واتفاقات خاصة. لا لتكون بالتالي طُعماً ولقمة سائغة بيد من يدرك لعبة الإستغلال من خلال المصطلح السياسي المتعارف عليه بـ " فرّق تسد "، حسب ما يبدو للعيان بالمعايشات اليومية في عراق وسوريا اليوم من الجانب الأمريكي والروسي والتركي والسعودي ودول الخليج. وهنا لا نستثني وضع التحالفات الإنتهازية التي تفرضها بعض التكتلات على إستمالة من لها ايديولجيات متعددة من أبناء شعوب المنطقة متمثلة بالقوميات الإثنية ومنها القومية الآشورية التي لها جذورها التاريحية الأصيلة في أعمق أعماق الأرض الرافدينية النهرينية ليتم استغفالها واستصغارها رغم أصالتها في إمتلاك التربة بتغيير مفهوم وفحوى التسمية التي تم انتحال الأسم الحالي للعراق من اوروك العريقة في القِدَم أو ميزوباتاميا أي بلاد ما بين النهرين، حيث لا زال لحد أيامنا الحالية يتغنى الآشوريون بالتسمية الأخيرة في محافلهم وأغانيهم أو أناشيدهم أينما تواجدوا إلى جانب تمجيد المستشرقين والباحثين اللغويين لذلك.
ولكي نربط هذا الوجود القومي الآشوري المتبع بالنهج السياسي العروبي القومي والصراع الديني المذهبي والقومي الإسلامي لبعض الفئات لا يمكننا مقارنته بالظروف القاسية والمؤلمة الكارثية التي حلت بالتكوين الإثني لشعب الإمبراطورية الآشورية ودويلاته العشر بعد السقوط ق. م. ولحد إيمانه بالمسيحية ليلق فيما بعد أبشع أنواع العذاب والقتل والتشريد مروراً بعهود المذابح التيمورلنكية ـ الجينكزخانية التترية والحقبة العربية الإسلامية والعثمانية والزمرة الداعشية وما لف لفهم في عراق اليوم، ومقارنة ذلك أيضاً بالصراع المذهبي الطائفي بين الشيعة والسنة، إن كانوا عرباً أو أكراداً وفئات أخرى. ورغم كل ما حدث وحصل على مر العهود بقي الآشوريون يكنون الإحترام والتقدير والتبجيل لكلا الطرفين في كافة مناطق تواجد المذهبين من الموصل الحدباء أم الربيعين والمناطق الغربية إلى البصرة الفيحاء.
ما الذي جناه الشعب الآشوري ليكون لقمة سائغة لمن هبّ ودبّ؟! هل هي مسيحيتهم؟ أبدا. هل هي انثروبولوجيتهم؟ طبعاً لا. هل هي عملياتهم الإرهابية؟ لا أبداً. هل هي مشاكساتهم؟ كلا. هل هو تواطئهم؟ مع من؟ هل وهل وهل تتكاثر، ولا هناك أي تساؤل تؤطره أجوبة الصفات السلبية.. إذن أين هو الخلل؟ وأين هي الدوافع لكل التجاوزات لحد يومنا هذا؟! والدلائل تفوق ما أشرنا اليه. وأقرب دليل هو حال اليوم في ديمقراطية العراق المصاب بسرطان التزييف وداء الفساد والترويع بهجرة أبناء الوطن المخضرمين من المسيحيين بكافة تسمياتهم الإثنية من الذين خدموا الوطن بعز وشرف وإخلاص بتسنمهم أهم الوظائف التي ترتقي بالبلد منذ العهد الملكي لتأسيس العراق، وبالتالي لتثمن خدماتهم بما وصفناه من صفات الإيجاب بعكس ما هو عليها،  ليهُجّروا من ديارهم بعمليات التخويف والتهديد كالإختطاف والقتل والذبح ودفع الفدية والإستيلاء على عقاراتهم ومساكنهم بالعنوة وبالتزوير المفبرك ليتطابق فعلها فعل مضمون مقولة الشاعر الذي قال:
فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ... ألـقمُهُ بأطْراَفِ الْـبـَنَانِ
أعـلِّمهُ الـرِّماَيَةَ كُـلَّ يــوَمٍ ... فَلَمَّا اشتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَـظْـمَ الْقـوَافي ... فَـلَمَّا قَال قَافِـيَةً هَـجَاني

mammoo20otmail.com


غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ والصديق العزيز ميخائيل ممو المحترم
تحيه طيبه
 وليكن الشيب قد غزا مفارق الرأس, يبقى المرء محتاجا للتعلم  من الاخرين , وإلا  كيف و مَن سيعطي لضحكات بياض الشعر في الراس مدلوله الواجب وجوده؟ ويراعكم الثري والسخي يا صديقنا  العزيز فهو  بلاشك واحد من المنابع التي منها ننهل ونتعلم  كيف تـُرمى المصيبة وكيف تحرك مواجع مسببيها , فكيف بي ان أهجيك وقد وضعت  في مقالك هذا اصبعك على الجرح الذي طال نزفه, نعم مهمة القلم و مسؤولية ماسكه لا تحتمل مجاملة اهواءاجندات  ومصالح عظام ساسة العالم , ولا يمكن لهذه المسؤوليه ان تخنع او تستسلم لما تستهويه الاحزاب  ويرضي المتحزبين في عصر اصبح فيه احتراف السياسه اقرب للبزنس منه الى  تلك المبادئ التي تسلق حاملوها اعواد المشانق .
  كانت وستظل رشاقةالقلم المنتمي و صراحة ما يقدمه حامله تقض مضاجع جبابرة العقول من المتخندقين في الاحزاب والمشاريع السياسيه , وإن رضوا بالقليل من صراحة تلك الرشاقه يفعلوا ذلك شريطة تجيير ما يحكيه القلم لصالح خطهم وتخطيطهم والا فتهمة الهرطقة ابسط ما يمكن كيلها .
  رغم بعض تعقيدات لغة المقال,فقد اعجبتني طريقة التفصيل المتسلسل  في ايصال الفكرةعبر توزيعكم لمكامن الضلاله  المعاديه والمضاده (للقلم المسؤول ) على ثلاث محاور ابتداء بمحور السياسة الدوليه الفتاك  ثم  محورالسياسه الفوضويه ضمن حدود الوطن واخيرا آفة التناحر داخل المكون القومي  الكلدواشوري السرياني الذي يفضل جنابكم تسميته ب ( الآشوري), ذلك شأن احترمه ولا يشكل عندي موضوعا هاما لمناقشته ما دمتم في كلامكم النقدي  تهتمون بمقام الانسان وقيمة افكاره التي تستحق التطبيق والالتزام بها , بينما المؤسف  لها انهافي اغلب حالاتها لا تلق من ذوي الشأن السياسي الحزبي (البزنسي )اذانا صاغيه ان لم ينالها الهتك والتسقيط.
شكرا جزيلا لكم على مقالكم الثر, رغم تحميلكم لفكرة المقال شيئا من ثقل  ثراءنحويات اللغه وبلاغتها.
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي الأستاذ شوكت الكثير العطاء
تحيات معطرة بأريج الحرف...
دعني أبدأ بإختصار لكل ما ذهبت إليه... بدءاً من مفارق الشيب الذي يدعوك بإسهابك الدائم في عملية التحليل والتمحيص الذي نادراً ما نجده ذلك متمثلاً لدى من غزا وخط الشيب رأسه وعَمّ في لحية شيخوخته لتقتحمه مصائب الدهر على سقوط ما يكسو مقدم الرأس. فإن كان ذلك يعني الحكمة، فالحكماء قليلون في زمننا، لهم فقط حكمة التلاعب بما يشبع مطامعهم، وحكمة التبجح والتحجج في الفراغ القاتل بمفردات لا تجدي نفعاً. هذا ما تعودوا عليه بما تعنيه في " المدلول الواجب وجوده".
وعن يراعنا الذي تصفه بالثري والسخي هو من منطلق قول الشاعر:
إذا لم تكنْ حافظــاً واعـيـاً   فـجمعُـك لـلكـتـبِ لا يـنفع
أتنطق بالجهل في مجـلس   وعلمك في البيت مستودع 
لهذا فإن المعرفة مهما بلغت درجاتها هي بمثابة المبضغ الذي يوصل الجراح في ردء وإغاثة الصدع. هذه هي مهمة القلم على مسؤولية حامله وماسكه لمن يستدرك جدوى نطقه بتجاوزه لحالات الخنوع والذل والهوان. ثم أين نحن اليوم من فاعلية الإيمان بالمسؤولية إن لم نضع أمام أبصارنا وفي مداركنا مهمة مسؤولية الإلتزام بالنظام.
أما عن إعجابك لطريقة " التفصيل المتسلسل في إيصال الفكرة ". ألا تعلم بأن الغوص في أعماق البحر له مراحله المتعاقبة، وألا تعلم بأن إرتقاء السلم تستوجبه عملية التسلق التدريجي، كحالة مذهب النشوء والإرتقاء إن صح ذلك. هذه حالة طبيعية وقضية بديهية وجلية لا يحتاجها إثبات للذين يفقهون فحوى ما نلمح اليه.
أما عن الفقرة الأخيرة عن موضوع التسمية الأصيلة بمسميات عديدة، أقولها وبكل صراحة، لقد اصبحت تشكل أضلاع المثلث اللغوي غير المتساوي الأضلاع لمفردات المسألة والمشكلة والمعضلة وفي زواياه أيضاً. ولكي يتسنى لنا تحليل هذا الشكل اللغوي الهندسي، نحن بحاجة لفيتاغورس جديد في الفيتنا الثالثة. وإن لم نكتشفه، دع كل واحد منا يستمتع بليلاه، إنطلاقاً من مقولة " كل إناء بما فيه ينضح ".
وفي نهاية مداخلتك ـ استاذنا الفاضل ـ لا أظن تثقل عليك حمولة المفردات اللغوية التي أدونها بتركيبة متميزة وأنت الذي تبحر يومياً في خضم بحر الأدب الهائج، ومن بحر لآخر دون تعب أو ملل. وإن كانت إشارتك التبسيط أليس من حقي أن أقول:
" من شبّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه "
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل


غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ الاديب والكاتب المتالق رابي ميخائيل ممو المحترم
تحية طيبة
هذه الصراعات الحزبية والسياسية في الوطن، ليست مجرد اختلاف، ولكنها مسالة مرتبطة بالعقل العراقي وطريقة تفكيره وتعامله مع جميع قضايا الاختلاف والتي اضحت تؤدي الى التناحرات والتنافرات، بدلا عن الاختلاف في اطار الوحدة الوطنية والتعايش السلمي. وهنا تبدو المسالة اكثر عمقا في الحقيقة مما يحدث على السطح، وظاهرة ثقافية اكثر منها مجرد تجارب تاريخية محدودة.استاذ العزيز وكما تعلمون ان تاريخ الوطن، هو تاريخ نزاعات اكثر منه تاريخ بناء، كما ان مما حدث ويحدث منذ سنوات، من نزاعات بين القوى السياسية المتصارعة، لم يكن قائما علي اسس فكرية او برامج سياسية ،بل كانت على مصالحة طائفية وفئوية،مما يشير الى ان واقعنا السياسي والاجتماعي هو في حالة صيرورة ، وفي حالة تكوين مستمر وهذا يعني من جانب ان هذه الصراعات والتحولات من جانب هي جزء من الهدم ، ولكن في جانب اخر فانها عبثية ولا منطقية هذا اولا.وثانيا بما اننا كشعب  اشوري عريق والاضعف في معادلات القوى السياسية وادوات العمل السياسي، فمن الطبيعي علينا في بعض الاحيان ان نستعمل ادوات نضالية احتياطية اخرى. وبالتالي المشهد السياسي العام في الوطن هو امر واقعي في الاوضاع الحالية، وعلينا ان نعي هذا الواقع وان نتصرف بشكل واع وفقا له، لاننا اصبحنا مهمشين اكثر ونحن كشعب اصيل نعيش في قلب الاحداث. وتقبل مروري ووجهة نظري ولكم مني فائق محبتي والرب يرعاكم
اخوكم
هنري سركيس

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي الأستاذ هنري
تحياتي
اسمح لي ان اقول لك بأن مداخلاتك وموضوعاتك التي تطرزها على صدر عينكاوا، لا تفوتني أبداً، وهي بمثابة تلك الأوسمة التي يقتنيها من هم في مراحل تدوين ما يرتأوه في صراعهم الفكري والتثقيفي، أو من يخطر على باله في حلم اليقظة، إلى جانب من يهوى من أجل المداخلة الشبيهة بالمناقشة من أجل المناقشة وتأثره بالصيغ الفنية التي مفادها الفن من أجل الفن التعبيري الغامض، لا من أجل المفهوم الإصلاحي والتنويري الواضح.
أنا علي يقين تام بأن مداخلاتك هي من أرض الواقع بإسلوبك المنطقي الشفاف الذي قلما يدركون حقيقته وما ترمي اليه. فلو كان المدركون قد تيقنوا مما تعنيه ـ ومن أمثالك ـ لكانوا قد التزموا بالأفكار المطروحة تقديراً لها، لا لكونها من شخص غير ملتزم  حزبياً، وإنما من فرد حيادي تؤلمه وتحزنه المعايشات اليومية اللامجدية مهما كانت صفتها، ومهما بلغت سعة وحذاقة منظريها. نعم إن العقل العراقي مدبلج منذ مئات السنين، إن لم تكن الآلاف، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها طالما الرعاة يتصارعون في ذات الحلبة لتتوافق أصوات بعضهم وأصوات الذين لم يكن منهجهم " قائما على اسس فكرية او برامج سياسية ، بل كانت على مصالحة طائفية وفئوية "، وإن كان الأمر عكس ذلك لتحقق الحلم الذي نسعى إليه بقوة إيمان المصارحة والمصالحة. فكيف يمكننا تنفيذ ذلك والغرابة تكمن في فحوى مقولة الشاعر.
وإنّ عناءاً أن تـفهَـم جاهلاً      فيحسب جهـلاً أنهُ منك أفـهمُ
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه      إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
هذا هو واقع حالنا  أخي هنري. ليس فقط في الأيام الحالية التي يفرضها الواقع المتردي في عقر دارنا من وطننا الأم، وإنما منذ أن تآلبت علينا النكسات من أبناء جلدتنا أولاً في فترات متعددة، ليقتفي بها من هم بعيدون عنا وفق ما يتراءى لنا المشهد السياسي الذي تعنيه. إني على وفاق تام ورأيك الصائب أن نعي واقعنا، وأن نستبدل سياستنا بأدوات نضالية لها وقعها الإستراتيجي. نعم هذه نقطة في دائرة  تتمركز فيها جوهر المسألة، وعلى أقل ما يمكن لتغيير موازين القوى التي تستغل وجودنا بأبخس الثمن. مع تقديري البالغ لوعيكم، آملاً أن تكون آراؤنا وخزات موقظة للغافلين والمتغفلين والمتسلطين النفعيين على حساب تسميات وجودنا القومي.
ميخائيل   

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاستاذ الفاضل
ميخائيل. ممو المحترم
تحياتي
نشكرك جداً ومن صميم القلب بهكذا مقالات التي نعتبرها مقالات مخضرمة من كاتب مخضرم يعرف ما نريد ويعمل على التثقيف ويكتب مواضيع  ذات علاقة بما يجري على الساحة العراقية عموماً وعلى الساحة المسيحية ان صح التعبير خصوصاً .
ويرشدنا ويعلمنا ويجمعنا  كاشوريين  .
اخي العزيز ان ماساتنا كبيرة كعراقيين   وتزاد وتكبر فمن حولنا ضباع بلا ذكاء  وسياسيين  ليسوا أنقياء
ونحن الاشوريين  نحترق ونضيع ونصبح رماد في حروب الاغبياء .
ان وضعنا يسير نحن الاسواء ولا يوجد بصيص امل ونحن قد خسرنا وضيعنا الكثير بسب خلافتنا وبسب من حكمنا وبسب المتطرفين  الجهلاء المحتالين  .
فهل هذا النهاية ام نحن حقاً لعبة بيد  المنتفعين الضالين ؟
صدقني اخي العزيز  انني مرات لا انام وابقى سهران أقول ماذا  حدث لنا وكيف ولماذا ؟
ولماذا تعذبنا ولماذا تشردنا ولماذا اصبحنا بلا صوت ولا صورة بعد ان كنّا الصوت والكلمة  والصورة
ان واجبنا ان نكتب ونواجه ونوجه ونتابع  قضيتنا  لهذا أقول لكم ان كل كلمة تكتبونها  لنا. هي مقبولة ومرغوبة  ومطلوبة

تقبل تحياتي .

صديقكم جان يلدا خوشابا / ديترويت 


غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ جان يلدا المحترم
لا يسعني وأنا أمر على مداخلتكم إلا أن أشكر لكم مروركم، وبما دونتموه واستيعابكم لمضمون ما هدفناه ، حيث تصيبون فيه وجه الحقيقة التي تدعنا نشكو دوماً من واقعنا المرير الذي أملاه علينا عدم تجاوزنا الصراعات الفارغة من محتوى المنطق الأخلاقي والمناوشات اللانفعية التي تبعدنا عن بعضنا لأسباب لا ندرك نتائجها بالشكل الصحيح، والتي توصلنا دوماً لما نحن عليه في شكوانا وتذمرنا، وكأنما تَمَثلْنا بما يجري على الساحة العراقية بشكل عام وبطريقة التجاذب المغناطيسي، حسب ما نوهت عنه في اسطرك التي لا تقل شأناً مما كتبناه وحللناه وأشرنا اليه في مقالنا.
كما ولا أظن بأن هناك من المدركين والواعين من أبناء شعبنا من لا يدرك تلك الحقائق ويتأسف عليها، طالما ينتمي تحت راية تلك التسمية التي نؤمن بها. ولا تنس بأن مثل هذا النوع لا زال يعيش في عالمه الخاص، البعيد عن واقعنا مهما كانت الظروف.
ولكي نعيد ثقتنا بأنفسنا علينا أن نمحي ونستبعد كلمة اليأس والمستحيل من قاموس حياتنا بأية طريقة كانت، وخلق مفردات جديدة توجهنا للطريق الصحيح والقويم بالرغم من صعوبة إيجاد ذلك وفق مفاهيم النضال السلبي والإيجابي. ومتى ما أدركنا بأن قوة تلائمنا في الخارج نكون عندئد قوة دافعة ومحفزة للداخل، وهذه مسألة تعتمد على مدى درجات الوعي للحفاظ على وجودنا.. وهناك الكثير من الدلائل التي لا تدعني أن أخوض في خضمها بهذه السرعة التي أدون فيها ردي لمداخلتكم.. آملاً لك التوفيق فيما تدونه من كتابات التي هي الأخرى لها نفعها الخاص في إطار معين.. مع بالغ شكري لكم.
ميخائيل   
]

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ القدير والكاتب النحرير ميخائيل ممو المحترم
شلاما
تتساءل وتجيب بالنفي : ما الذي جناه الشعب الآشوري ليكون لقمة سائغة لمن هبّ ودبّ؟! هل هي مسيحيتهم ؟ أبدا. هل هي انثروبولوجيتهم؟ طبعاً لا. هل هي عملياتهم الإرهابية؟ لا أبداً. هل هي مشاكساتهم؟ كلا. هل هو تواطئهم؟ مع من؟ هل وهل وهل تتكاثر، ولا هناك أي تساؤل تؤطره أجوبة الصفات السلبية.. إذن أين هو الخلل؟ وأين هي الدوافع لكل التجاوزات لحد يومنا هذا؟! انتهى الاقتباس.
بالتأكيد استاذنا العزيز ان الاختلاف في الثقافة، وخصوصا الثقافة الدينية التبشيرية المحيطة بشعبنا الآشوري كان لها الاثر الكبير في هذه التجاوزات. وهنا المقصود هي الثقافة الاسلامية التي كما يقول فيها هادي العلوي في كتابه "الاغتيال السياسي في الاسلام": ان لغة الصراع في الاسلام تحريضية. وانا اضيف واقول ان في فلسفة هذه الثقافة تنشط العدوانية المؤدية الى سفك الدماء وسبي الاعراض، في حين ان انتقال الاشوريين الى ثقافة التسامح والمحبة، من خلال تبنيهم للمسيحية جعلهم لقمة سائغة للشعوب الاسلامية الدموية الثقافة. لاحظ استاذنا العزيز ان الآشوريون لم يكن لهم يوما تضارب مع الأيزيدية بالرغم من الاعتقاد الخاطيء الذي كان يحمله الجميع بكفرهم، للسبب الذي ذكرته، أي فلسفة العدوانية، بل عاشوا على مدى الدهور في سلام ووئام مع بعض، على عكس الذين حملوا الاسلام من عرب واتراك واكراد، والان جاء الشيشانيون والباكستانيون و و و غيرهم.
انظر استاذنا الفاضل، الى الخطاب المنفرد للفرد العراقي المسلم، وثنائه وحبه للمسيحيين العراقيين، واعتبارهم من افضل مكونات الشعب العراقي، ادبا وخلقا وثقافة، وبالمقابل يقوم نفس هذا الفرد بالتجاوز على اعراض المسيحيين وعلى ارضهم ومنازلهم ومقدراتهم، بسبب الثقافة البدوية المدعومة بالدين التحريضي، والتي تجعله ينشطر الى شخصيتين، وتتأصل فيه الشيزوفرينيا ... الكلام في هذا الموضوع طويل وذو شجون، لذا آثرت التوقف، فتقبل وافر حبي وتقديري، وبوش بشينا رابي..

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متابعنا القدير لقلم التحرير الأخ  أوراها سياوش.
استهلالك بصمت الكلمات التي استلبتك لتدوينها ثانية واستشهادك بها لتنطلق في مداخلتك القيمة هي دلالة وعيك بالثقافة التي تحملها من خلال رصدك لكل صغيرة وكبيرة عن واقع معاناتنا وتشرذمنا بشكل لا تسيجه أية همة خالصة للقيادة الموحدة، وحسب ما يقال: تشرذمت الأمة فصارت ضعيفة مستباحة. فالضعف والإستباحة مبعثهما الوعي والإستدراك المتأرجح الذي يصيب من لا يعي التثقيف الذاتي أو التثقيف الجمعي لأسباب أصبحت في خبر كان.
حقاً انك أصبت عين الحقيقة بإشارتك للثقافة التبشيرية التي ورثنا عدواها من الدخلاء الإصلاحيين المزيفين منذ أكثر من قرنين، ومن المستحدثين الذين لا يقلوا شأناً عنهم، وهم بدورهم يكنون الحقد والكراهية لهم لنكون نحن قاب قوسين، وبالأحرى بين لسانيّ الملزمة نسترجي الرحمة بالخلاص. أليست هذه الحالة من مبعث التواطؤ الفكري للثقافة الهزيلة المزيفة؟ حتماً سيكون الجواب بالإيجاب. إذن دعنا نضيف لمقولة العلوي مفردة الإغتيال الديني أيضاً ونزيد لمقولتك تآلب فلسفة من تعنيهم على أنفسهم حتى وإن بَرئَ جرح ظاهرهم ليبقى ما يضمره باطنهم على ما هوعليه من العدوانية التي مبعثها انفصام الشخصية الجمعية، لا الفردية فقط من رواد المهيمنين لمكونات لا حصر لها، أي بما مفهومه في الظاهر شئ، وفي الباطن شئ آخر بدلالة ما ذكرته في فقرتك الأخيرة على ضوء المثل العراقي القائل: ( في الوجه مرايا وبالكفة سلّايا ).
وكفى في نهاية حديثي أن أؤكد كلامك بما أشار الشاعر في قوله:
لا خـير في ود امـــرئ متـملـق    حـلـو الـلسـان وقـلبـه يـتـلهـب
يلـقـاك يـحــلــف أنـه بـك واثـق     وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة    ويروغ منك كما يروغ الثعلب
نعم.. إن الحديث طويل  وذو شجون بما فيه من الحزن والهم والغم مثلما ينوح الحمام من الحزن.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل