رد على الدكتور ليون برخو فيما يتعلق بأخطاء كراس القداس الالهي للبطريركية الكلدانيةاقتباس:
"لماذا وكيف تقترف الكنيسة الكلدانية كل هذه الأخطاء وفقط في 20 صفحة من كراس القداس الإلهي "المؤن"؟ رد على مقال الأستاذ سيزار هوزايا
الإطار الفكري (النظري)
لا يجوز فرض طقس وثقافة وسلطة واحدة على المسيحي المختلف باسم الوحدة المسيحية. ولا يجوز ان يكون الانتماء الى مذهب محدد او قبول سلطة مذهب محدد – أي ثقافته وألفاظه – أساس الوحدة.
وحدة مثل هذه او الذي نادى وينادي بوحدة مثل هذه أساء ويسيء كثيرا الى المسيحية.
تخللت الدعوات مثل هذه ممارسات تقصي الأخر المسيحي وتهرطقه وتكفره.
استخدم أصحاب هذا النوع من الوحدة عنفا رهيبا جسديا ولفظيا وثقافيا وطقسيا ضد المسيحي المختلف.
وما محاكم التفتيش (التي عانى منها مكون رئيسي من شعبنا اشد العناء ولا يزال) والحروب المذهبية المرعبة والقول بسمو مذهب على اخر (عنصرية مذهبية) الا نتيجة حتمية للوحدة التي تفرض ثقافة وسلطة مذهب معين على أخر." انتهى القتباس
أنا شخصيا أعتقد بان هنالك الكثير من التخبط واللغط سواء في المقال أم في الردود ومن الجميع تقريباً... والدليل هو في الاقتباس اعلاه.
فالعنوان يحاول أن يفسر لماذا تقترف البطريركية الكلدانية كل هذه الاخطاء في كراس للقداس الالهي، ولكن "الاطار الفكري" الذي وضعه الدكتور ليون لا يفسر سبب هذه الاخطاء! بدليل انه يشيد بالمحاضرات التي يلقيها المطران سرهد جمو وعلى الهواء وما تستقطبه من جمهور واسع من الكلدان لكونه يتشبث باللغة والطقوس المشرقية الساحرة بحسب وصفك انت لها شخصيا. ثم تعود لتقول لنا بان السبب وراء عنوان مقالك هو وجود "وزارة المستعمرات" في الفاتيكان!! أليس في ذلك تناقض فاضح حضرة الدكتور؟!
فلو كان سبب الأخطاء الموجودة في كراس القداس الالهي المؤون للبطريركية الكلدانية هو بسبب "وزارة المستعمرات" فكيف اذن بأبرشية كبيرة كالتي في غرب امريكا برئاسة المطاران سرهد جمو - المعروفة بولائها العلني "للوزارة المستعمرات" والفاتيكان - اصبحت أكثر تأثيراً على المؤمنين من البطريركية بحيث اصبحوا متعلقين بالفنون الكنسية المشرقية وادابها ولغتها ...الخ وهذا كله من كلامك انت!
اقتباس من أحد ردودك على القراء الكرام:
"غريمها المطران سرهد جمو عمل العكس. أظهر نفسه انه مدافع صنديد عن الطقس الكلداني ولغته وثقافته وفنونه وموسيقاه وريازته وأزيائه – تماما عكس موقف البطريركية.
وأنا اكاديمي. أقول ما اراه الحق مهما كان الثمن الذي سأدفعه.
لقد نجح المطران سرهد جمو وفشلت البطريركية.
كلمة الحق تقول ان المحاضرات التي يلقيها المطران جمو على الهواء كل أسبوع حول الممارسات الطقسية المشرقية في فترة الصوم وبلغتنا الساحرة لها صدى كبير ليس بين الكلدان بل حتى لدى الأشقاء الأخرين أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.
والبطريركية هاجمت وتهاجم وتهمش أقدس ما نملكه نحن الكلدان وهو طقسنا وثقافتنا بلغته وكما اتانا من اجدادنا." انتهى الاقتباس
اذا لو كان اساس مشكلة وجود اخطاء في كراس القداس هو بسبب وجود "وزارة المستعمرات" لكانت ابرشية غرب امريكا اكثر الابرشيات ارتكاباً لأخطاء في الكراس، أليس كذلك؟ ولو كانت للبطريركية الكلدانية السلطة على تلك الابرشية لكانت الآن قد فرضت هذا القداس الملي بالأخطاء - بحسب قولك - على المطران جمو!
هل رايت الآن كيف يكون النقاش العلمي الاكاديمي بدون الدخول في متاهات وتشعبات كنت انت والقارئ الكريم في غنى عنها. أما باقي ما تحدثت عنه عن دور "وزارة المستعمرات" والفاتيكان في الكنيسة الكلدانية فهذا بحث آخر ويحتاج الى مقالة اخرى كاملة. أما محاولتك اقناع القراء الواعين والمدركين بأن سبب وجود اخطاء بكراس القداس المؤون للبطريركية سببه "وزارة المستعمرات" فهذا قد تم تفنيده الآن. وأنا لدي مثال آخر سيقنع القراء الأذكياء بأن "الاطار الفكري" الذي وضعته لا يمت بصلة للعنوان بأي شكل، لذلك سأحيلك الى الكنائس الغير مرتبطة بالفاتيكان وليس لديها "وزارة مستعمرات" مثل الكنائس الارثذوكسية السريانية والقبطية وغيرها. أليس تلك الكنائس هي الأولى من ادخل العربية في القداس؟! لا بل حتى الشعب بدل لغته وحولها الى العربية بكل طواعية؟ كيف يمكن تفسير لنا ذلك؟ بما ان الفاتيكان لا سلطة له على تلك الكنائس كيف أصبحت هذه الكنائس تتغنى بالعربية وترفع رايتها الى ان وصل الحد باحد بطاركتها السريان ان يعلن بانهم جميعاً عرب؟!
هل رأيت الآن كيف ان حقيقة التعريب الموجودة في الكنائس لا علاقة لها بالفاتيكان، لا من قريب ولا من بعيد؟ التمسك باللغة والتقاليد يعتمد على الفرد بنفسه ومن المعيب علينا أن نضع اللوم على غيرنا لعدم قدرتنا او تخاذلنا في الكثير من الأحيان تجاه هذه القضايا الحيوية؟
لا أريد أن ادخل في تفاصيل توصيات الفاتيكان بشأن القداس ولغته والتمسك بالتقاليد، حيث أذكر جيدا كيف قام الاستراليون الابورجنلز بترتيل ترتيلة بلغتهم وبطقوسهم وملابهم ورقصاتهم الجميلة قبل تلاوة الانجيل في القداس الالهي الختامي للأيام العالمية للشباب في سيدني سنة 2008
شاهد بنفسك هذا الرابط في الدقيقة 33 لتتاكد بنفسك وليتاكد القراء من هذه الحقيقة:
https://www.youtube.com/watch?v=hjgLMkm9j4Aوأخيرا، لا بد من القول بأنني أحترمك جدا وأحترم أكثر مواقفك الشجاعة من حيث ضرورة التمسك بالتقاليد الكنسية المشرقية واللغة والتراث والفنون والآداب والريازة وغيرها من مقومات البقاء لأي امة أو شعب. ولكنني أعترض وبشدة على تحليلك لأسباب الخلل والتدهور الحاصل فيما يتعلق بالقداس واللغة والطقوس. لانك وغيرك من القراء تفعلون كما يفعل العرب عندما يواجهون أية مشكلة، عويصة كانت ام شجار بسيط بين عائلتين - السبب هو امريكا واسرائيل!! هذه الثقافة اللامسؤولة يجب ان تنتهي وتدفن بدون رحمة وليتحمل كل شخص مسؤوليته عن التدهور في مسائل القومية.
اذا كان هنالك خلل في كراس القداس والطقس الكلداني المؤون بعد التحديث، فالخلل فينا نحن الأفراد الذين لا نبدي اهتماما باللغة والطقوس. الخلل ليس في الفاتيكان! بل ان اللذين خارج سلطة الفاتيكان نراهم متشبثين اكثر بالتعريب ومحو القوميات الاخرى واكثرهم بطشاً وارهاباً لكل ما هو سورث او سرياني او كلداني أو آشوري.
تحياتي.