المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية الحلقة ال 51 ـ الاعلام من العلمانيين ـ يوسف حودي  (زيارة 6549 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
            نينوى والموصل المسيحية الحلقة 51 الاعلام من العلمانيين
هذه الحلقة  مكملة لحلقات الاعلام من العلمانيين والذين تجاوز عددهم الثلاثمائة وكانت اخر الحلقات الحلقة الخمسون   ، لقد بدأت بكتابة حلقات نينوى والموصل المسيحية  بعد عام 2003 وما أصاب شعبنا المسيحي في العراق وخاصة في الموصل بعد احتلالها من داعش في 10 ـ 06 ـ 2014  وبعدها باقل من شهرين بقية سهل نينوى  ، على اثر الغزو الداعشي المتطرف لمدينة الموصل وسهل نينوى حيث الكثافة العالية لشعبنا الكلداني السرياني والاشوري (المسيحي )  في بلداته وقراه التي كانت عامرة ومتمتعة بالامان والاستقرار النسبي مقارنة بمناطق أخرى في العراق ،وقد اكمت المواضيع لعمل كتاب عن هذا الموضوع ولكن التغييرات التي حدثت بعد دخول داعش للمنطقة  ستجعلني ان اقوم بعمل اضافة لفقرات كثيرة منها على سبيل المثال الحلقة الرابعة  والتي تخص الكنائس التي تحولت الى جوامع والتي عددها أكثر من 12 كنيسة أو دير ، ولا نعلم ماذا حدث لكنائسنا واديرتنا بعد دخول داعش للمنطقة  حيث قامت داعش بهدم بعض الكنائس وحولت بعضها الى جوامع  كما حصل لكنيسة مار افرام للسريان الارثدوكس في حي الاندلس مقابل جامعة الموصل  وغيرها  ، وارجو ممن عنده معلومات تخص موضوعي  ان يرسلها لي واكون مشكورا له  ، وهذه الحلقة من الاعلام قمت ايضا كبقية الاعلام ترتيبها حسب الحروف الابجدية  .
                 بنينيا هرمز منصور شكوانا
من مواليد مدينة ألقوش التابعة لمحافظة نينوى عام ١٩٤٠ وفي محلة (قاشا )
في طفولتها دخلت الأبتدائية في،
ـ (مدرسة راهبات الدومنيكان) في مدينة ألقوش وحتى الصف الرابع بعدها انتقلت الى
ـ (مدرسة الدير) في بغداد والواقعة في (عكَد النصارى) حيث اكملت الصفين الخامس والسادس ثم انتقلت الى ـ (متوسطة راهبات الأرمن) وبعد ثلاث سنوات دخلت
ـ (دار المعلمات الأبتدائية) في بنايتها التي كانت بمنطقة "الحيدرخانة" لتتخرج منها بعد ثلاث سنوات عام ١٩٦٠. حينما حل وقت استلامها مهامها الوظيفية، يبدو ان تفاهما كان قائما بين "الكنيسة ـ الراهبات " ووزارة التربية في اتباع سياسة مرنة في التعينات ولهذا كان أول عملها في
ـ (مدرسة الراهبات في دهوك)  للعامين ١٩٦١ ـ ١٩٦٢ ثم
ـ مديرة (مدرسة الفيحاء الأهلية) في البصرة  عام ١٩٦٣ ولعدة  سنوات، ثم
ـ مديرة (مدرسة المنصورة الأهلية ـ الأمل) في دولة الكويت ولعدة  سنوات ايضا،
 بعدها تُكمل  "ماسير بنينيا" الحديث:
ـ إفتتحتُ مدرسة  في إمارة دبي وأصبحتُ مديرة لها، وسمّيت (مدرسة الراشد الصالح الأهلية) بعد استحصال موافقة الشيخ زايد شخصيا على هذا الأفتتاح، ثم عدتُ الى بغداد وتعينتُ  مديرة في
ـ (مدرسة مار يوحنا الحبيب الأهلية) في شارع فلسطين، والتي افتتحت عام ١٩٧١، وعندما أممت المدارس الأهلية في العراق فأن وزارة التربية ارتأت إبقائي في منصبي والأستفادة من امكانياتي و إخلاصي في العمل، وقد سـميت المدرسة بعد التأميم (مدرسة الأبتكار).  ومن الضروري الأشارة الى موقف وزارة التربية التي  كانت تفتخر بالمستوى التدريسي والنتائج الراقية لمدرستنا،  حيث اضيفت الدراسة المتوسطة المتوسطة للبنات فيما بقت الأبتدائية مختلطة  منذ العام ١٩٩٤.  لقـد استبشرنا خيرا عندما اعيدت المدارس الأهلية الى مالكيها الأصليين بعد عام ٢٠٠٦، فعدت لوظيفتي وأستمريتُ في العمل حتى العام ٢٠١٣، العام الذي قررت فيه الأستراحة من العمل نهائيا بعد رحلة في التعليم والادارة استمرت (٥٣) عاما متواصلة.
تتذكر (ماسير بنينيا) مسيرتها التربوية وتقول:
لاشك بأن التعليم الأهلي، وبالذات (مدارس الراهبات) في العراق  كان لها أثرا عظيما على العملية التربوية والتدريسية، وعلى تطوير مستوى التعليم ونوعيته، وأني أشعر بالفخر والغبطة والسعادة وأنا انظر الى تلك السنين وحجم المنجز الذي حققناه أنا وأخواتي الراهبات  مع المعلمات والموظفات اللواتي شاركنني العمل. ولعل من المفارقات أن اذكر بأن عدد التلاميذ في السنة الأولى لأفتتاحنا "مدرسة يوحنا الحبيب"  بلغ (٧٢٠ طالب وطالبة)  وعشية احالتي على التقاعد عام ٢٠١٣  كان قد بلغ عددهم (٣١٦٠ طالب وطالبة) ولعلهم لم يخطأوا حينما كانوا يسمون مدرستنا ب (جامعة) نظرا لعدد طلابها ومنتسبيها، فيما وصلت عدد صفوف الدراسة الأبتدائية الى (٤٦) صفا ، اما كادرنا التدريسي فقد وصل الى (٩٠) معلمة للفصل الدراسي.  اما عن عملها الوظيفي فتقول  "ماسير بنينيا" :
مع مهامي الأدارية في التعامل مع الكادر التدريسي، والوزارة والمؤسسات الحكومية المعنية  والعوائل  وأحتياجات الطلاب، فأني كنت اقدم (١٠ دروس) باللغة العربية، وتدريس مادة (الديانة المسيحية) للصفوف العليا، وعندما اضافوا لنا (الدراسة المتوسطة) فأن مدير الأشراف العام على المدارس قال في الأجتماع : ( انتي  تبقين مديرة المدرسة الأبتدائية، ومديرة المدرسة المتوسطة ايضا) وهذا زادني فخرا، لأنه تكريم عال لمجهوداتي، مع كل الثقل الذي تحمله هذه المهام.
وتكمل حديثها بالقول: ان هذه المسؤوليات لم تحرمني من أداء واجباتي الروحية مع اخواتي الراهبات الأخريات، ولا حتى هواياتي  في القرأت الشعرية  ونظمه ايضا، خاصة ذاك المتعلق بالأمور الروحية والدينية.  لقد كنت املك مكتبة كانت تضم ما لايقل عن (٣٠٠٠ آلاف) كتاب، وكانت ومازالت عندي هواية (التطريز) التي اعتز بها ، خاصة في (الشارات) التي يعلقها الأولاد والبنات عند تقبلهم اسرار التناول الأول، ومن جماليتها بأن الأهالي غالبا ما يحتفظون بها للذكرى، وهم دائما يقول لي: ان لمسات يديك مازالت عالقة بها !
اما عن مستوى تكريم الوزارة فتقول (ماسير بنينيا) :  لست مبالغة في الأشارة لعشرات  ـ كتب الشكر ـ التي حصلت عليها مدرستنا، وطبعا هذا لم يكن بجهدي فقط، بل شاركتني به بكل فخر وأعتزاز أخواتي الراهبات والملاك التدريسي والموظفين وتلاميذي النجباء، الذي صاروا مع الأيام سفراء لمدرستنا، وهم من يرفع اسمها عاليا .  ومن المفارقات التي حدثت أن كان هناك اجتماعا مهما في الوزارة، وأثناء الحديث عن مدرستنا نهض المسؤول وقال: (ان ماسير بنينيا، ومدرستها هي تاج الوزارة) وهذا اعتراف كبير بحقنا جميعا. لقد كانت كتب الشكر على مستوى التعليم، والأنضباط  والدوام  والنظافة والمعارض والمسابقات التي كنّا نشترك فيها.  اما نسبة النجاح عندنا فقد كانت ( امتياز ـ نموذجية) وربما أذكر بأنها كانت ١٠٠٪ في اللغة العربية والرياضيات ومادة الدين. لقد ضمت مدرستنا تلاميذا من كل القوميات والديانات، بناتا وبنينا، وكم انا سعيدة حينما تصلني أخبار البعض والمستوى الراقي الذي وصلوا اليه، وغالبا ما اصادف تلاميذي في الأماكن العامة فينادوني بأعلى الصوت : (هذي  ماسير بنينيا مديرتنا
           توما توماس  1924 ـ 1996
توما صادق شمو توماس من مواليد القوش 17/12/1924 من عائلة ككا المعروفة على نطاق القوش .. درس في مدارسها الابتدائية وتخرج منها عام 1938 والتحق بمتوسطة المثنى في الموصل وتخرج عام 1941 وفي عام 1944 تخرج من ثانوية كركوك المسائية .. وحينما باشر الانكليز بتجنيد الشباب في الجيش الليفي كان الفقيد من ضمن الذين تجندوا فيه ودخل دورة تدريبية لمدة ستة اشهر في الحبانية ليصبح بعدها ملازماً ( امر فصيل ) في الجيش واستمر حتى عام 1948 . دخل مع الجيش العراقي كمقاتل الى فلسطين بعد تنسيبه الى احد الافواج وتسرح عام 1949 بعد صدور قرار حل اللواء الذي كان منسوبا اليه بعد الانسحاب من فلسطين .

 تزوج في 5 / ايار 1946 من رفيقة دربه المرحومة (المص حسقيال زلفا ) التي وقفت الى جانبه في نضاله المرير ولم تثنها عن التواصل تلك الظروف العائلية الصعبة التي مرت بها .. انجبت منه خمسة بنين وابنتان .في عام 1950 كان يعمل في شركة نفط كركوك متبوئاً منصب سكرتير النقابة الى جانب السيد عبد الرحيم قلو الذي كان رئيسا للنقابة آنذاك . انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في خمسينيات القرن الماضي عضواً فعالاً في تنظيماته وفياً مخلصاً لمبادئه ملتزماً لا يتقاعس عن اداء واجبه الحزبي وبقي يناضل في كركوك حتى عام 1961 حينما بدأت الهجمة الشرسة ضد تنظيمات الحزب فأضطر لمغادرة كركوك مع عائلته الى القوش ليفتح حقلا للدواجن ومعملاً للثلج .. وبعد انقلاب 8 شباط 1963 صودرت امواله المنقولة وغير المنقولة وتم بيعها في المزاد العلني في الموصل . في عام 1996 غادر ابن القوش البار الى رحاب الخالدين تاركا لبلدته القوش ذكرى عزيزة لا تزول وكانت ظروف العراق  آنذاك لا تسمح بنقل جثمانه وتشييعه في بلدته فدفن في مقبرة دهوك وبعد زوال الدكتاتورية ارتأى محبي المناضل توما توماس وخاصة منظمة الحزب الشيوعي العراقي / القوش نقل رفاته الى القوش  وبنفس الوقت تم نقل رفات زوجته المناضلة المص ليرقدا معا الى جانب آبائهم وأجدادهم في مقبرة القوش وذلك عام 2010 .

               خالد ايليا ابو الصوف 1941 ـ 2002
من عائلة أبو الصوف المعروفة بالموصل من لاعبي كرة القدم وكنت اعرفه وكان اعتماده على الرجل اليسرى ، تسرح من العسكرية ليشترك في منتخب الموصل بكرة القدم ، زوجته ميسون خليل عبد الاحد تسكن حاليا مع ابنتها المهندسة زينة خالد في كندا ، اما عمر خالد فخريج معهد الكتروني يسكن في المانيا ، أما الاخت الصغيرة الصيدلانية  فرح عمر فتسكن مع زوجها سرمد فرنسيس تمو في لندن ، رافق عمته الدكتورة جليلة ابو الصوف الى مدينة العمارة حيث كان يخدم مذبح الرب هناك ، عمل محاسبا في معمل السكر بالموصل لحين احالته الى التقاعد لاسباب .
أما نشاطه الديني فكان شماسا في كنسة ام المعونة بالموصل  وله خدمة في المجلس الخورني لكنيستي مار ايشعيا  والطهرة زمن المرحوم الاب يوحنا جولاغ  ، كذلك كان مشاركا في المجالس الابرشية حيث كان يلتقي به كاتب الموضوع في كنيسة مسكنتة بالموصل زمن المطران المرحوم كوركيس كرمو ، هذا وشارك في رسامة البطريرك المرحوم عما نوئيل الثالث دلي ممثلا عن ابرشية الموصل ، ا وكان عضوا في اخوية المحبة ( الكاريتاس ) في الموصل التي كانت توزع الاعانات على المحتاجين  .
                       خالد دنّو
الدكتور خالد دنو ، من مواليد الموصل ، من عائلة موصلية عريقة ،والده المرحوم سعيد دنو ووالدته من عائلة عبد النور المعروفة أيضا ،  درس الابتدائية في مدرسة الوطن بالموصل ، ثم متوسطة المثنى قرب جامعة الموصل ثم الثانوية الشرقية ، بعدها قدمت على البعثة خارج العراق وكان عدد المقبولين (105) طالبا وقبلت في بعثة إلى انكلترا ، ودخلت جامعة مانشستر وتخرجت منها بدرجة الشرف ،وكنت الاول على كافة المتخرجين في الاختصاص وهذا ماشجعني أن اطلب التقدم لدراسة الماجستير وحصلت على الموافقة ثم تقدمت بعدها لنيل شهادة الدكتوراه وأكملتها بفترة قياسية عام 1965 (اي قبل 50 عاما) ..
•   عاد الدكتور خالد دنو إلى العراق وعين مدرسا في المعهد الصناعي العالي الذي كان تابعا لليونسكو ومدة الدراسة فيه  5 سنوات والذي اصبح فيما بعد الجامعة التكنولوجية وعين بعد السنة الاولى رئيسا لقسم هندسة البناء والانشاءات .وفي سنة 1970 أصبح عميدا للمعهد المذكور لفترة قليلة ، بعدها صدر الأمر بتعيينه رئيسا للدائرة الهندسية في وزارة التعليم العالي ( بدرجة مدير عام) التي كانت قد تشكلت عام 1970 ، وبعد سنتين طلب من وزيرة التعليم العالي آنذاك الدكتورة سعاد خليل اسماعيل رحمها الله العودة إلى الجامعة ..وحصل على درجة (الاستاذية ) ، وكان اصغر الاساتذة سنا لمن يحمل ذلك اللقب  . وطلب منه بعدها ان يؤسس قسما للهندسة المدنية في (جامعة صدام) وهو ما حدث بين عامي  1988 - 1990 بعدها عاد الى كلية الهندسة وعين رئيسا لقسم الهندسة المدنية في كلية هندسة جامعة بغداد.كما اشترك بشكل فعال في اعادة الاعمار ، كما اشترك باعماله الاستشارية فيها .
•   وعن شهادة الدكتوراه الثانية التي حصل عليها قبل أسابيع من جامعة تورونتو قال الدكتور خالد دنو :
•   لقد اخذت دراسة موضوع الأطروحة وقتا كثيرا والكتابة فيها هي ليست كتابة ارتباطية ، ربما اكون قد كتبت 350-400 صفحة في الاطروحة ، لكن ما هو مهم كانت النقاط الموجودة في اسفل الصفحات التي يسمونها ( الهوامش) فهي يزيد عددها على  1000 هامشا فممكن ان يتصور القاريء الكريم  بانك لاتذكر شيئا او تكتب شيئا الا  فيه اشارة الى مصدر موثوق ، وهذا النوع من الكتابة كان دقيقا ومجهدا جدا ، وقد تمكنت والحمد لله من انجاز الموضوع .
•   وابدى الدكتور خالد دنو أسفه مما حصل في العراق عامة والموصل بالذات من تدمير التراث الكبير للعراقيين لان هذا التراث باقي في القلوب وان هو قد دمّر كحجر الا انه باقي في اسفار التاريخ وفي قلوبنا نحن العراقيين الاصلاء . ويقول : احب العراق فهو بلدنا وفيه جذورنا وتاريخ ابائنا واجدادنا ..
•   الدكتور خالد دنو يعيش مع عائلته في كندا وزوجته هي السيدة اميرة دنو وهي مهندسة ايضا وخريجة كلية الهندسة وفي سنة تخرجها 1959 كانت الاولى على كلية الهندسة وابنته الكبرى مي طبيبة اسنان تخرجت في العراق وتعمل هنا في تورونتو باختصاصها ، وابنته الوسطى دينا مهندسة ايضا وتخرجت من كلية الهندسة من جامعة بغداد وكانت هي ايضا الاولى على كلية الهندسة وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة ، والاثنتان تخدمان كنيسة مار بهنام للسريان الآرثوذكس كشماستين، وابنه الأصغر زياد درس الصيدلة في بوسطن بالولايات المتحدة وعاد إلى هنا (كندا) ليعيش معنا ، مع عائلته .
•   هذا العراقي الأصيل ، الذي يحمل وسام مار افرام السرياني الذي منحه اياه مثلث الرحمات البطريرك زكا الاول عيواص ، هو أحد علماء العراق الذين غادروا البلد الأم ، وهو مفخرة لأبناء الجالية العراقية التي تسكن كندا .. وعلم من أعلام العراق .
  حصل شهادة الدكتوراه الثانية  من قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة تورونتو حول موضوع ( أوضاع الكنيسة السريانية الآرثذوكسية في أواخر العهد العثماني وفي النهضة التي حققتها في القرن العشرين ) ، وجرت مناقشة الاطروحة يوم الاثنين ( 29 يونيو / حزيران 2015) وضمت لجنة المناقشة كل من الاستاذ الدكتور البروفسور أمير حراق مشرفا اولا على الاطروحة والاستاذين الدكتور جيمس رايلي والدكتور فكتور اوستابجك مشرفين ثانويين ، والدكتور كايل سمث والدكتور ثابت عبد الله ممتحنا خارجيا .
                 روفائيل بطرس عيسى 1898 ـ 1956
 رفائيل بطرس عيسى، علم من أعلام مدينة الموصل الذي ولد فيها عام 1898، وتميز بقدرته الثقافية على ادارة عالم الصحافة بشكل ملفت لأنظار الأدباء والمثقفين، له من الآثار في منتصف الخمسينات (الصحافة في العراق) منذ أقدم العصور، وهو مرجع أساس لكل الباحثين والمؤرخين في هذا العالم، وله آثار منشورة وغير منشورة، حتى شبه بالمؤرخ الشهير (ابن خلكان)، وزار عدداً من البلدان العربية، وله مساهمات سياسية فيها، وحرر العديد من المقالات الاجتماعية والسياسية والأدبية، وكان من مؤسسي جريدة البلاد العراقية وتوفي سنة 1956.

             زهير ابراهيم رسام  1939ـ  2012
ولد  في مدينة الموصل1939، وفيها نشأ وانهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم انتقل الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية فيها. تخرج من كلية التربية فرع اداب اللغة العربية في العام 1961، ونال شهادة البكالوريوس، وعمل في التدريس مدة طويلة.  اخذ ينشر في السبعينات من القرن الماضي قصص الاطفال في "مجلتي" و" المزمار"، كما نشر في جريدة الحدباء ومجلة النبراس الموصليتين. ونشر في ملحق تموز ومرحبا يا اطفال في طريق الشعب وملحق الثورة في بغداد- كما نشر في مجلات عربية منها العربي الصغير الكويتية، وفي مجلة وسام ومجلة الحاتم الاردنية وقد تخصص في كتابة ادب الاطفال، خاصة في القصة والسيناريو.
 له ستة كتب نشرتها له وزارة الثقافة والاعلام العراقية-دائرة ثقافة الاطفال:
1-الشجرة المثمرة سنة 1978 قصة واحدة.  2 ـ اين ذهبت الشمس 1984 مجموعة قصصية.
3-الفلاح والطائر الابيض 1992 مجموعة حكايات شعبية ذات اجواء موصلية. 4-الغيمة المرحة1995 مجموعة قصصية. 5 -نجمة تحب الصباح1996مجموعة قصصية. 6 ـ الارنب الحالم1997 مجموعة قصصية.
وهناك اربعة كتب تحت الطبع اشترتها منه دار ثقافة الاطفال، ولكنها لم تنشر حتى الان.كما اذاعت له اذاعة بغداد قسم برامج الاطفال-الكثير من قصصه، وكذلك نشر له التلفاز العراقي قسم من قصصه-قسم برامج الاطفال.
وقد كتب عنه بعض النقاد والدارسين في المجلات والصحف المحلية (كاتب عراقي يتميز اسلوبه بشفافية وشاعرية، وذو خيال خصب يسحب الطفل ببساطة الى عالمه الخاص، عالم الطبيعة وعالم الخير والمحبة والتسامح وقصصه هادفة ممتعة بعيدة عن المباشرة احب الطفل وقدم له عطاءً جميلاً ممتعاً من قصص وحكايات وسناريوهات ومازال يقدم.
وقد نال زهير رسام الجائزة الثانية في القطر في مسابقة القصة 1994، كما نال جائزة الابداع وهي اعلى جائزة في القطر 1998 عن مجموعته القصصية (الارنب الحالم ). غيّبه الموت في عنكاوا عام 2012  وكان قد ترك بغداد وأستقر في عنكاوا، نتيجة الأوضاع المآساوية التي عاشتها في السنوات الأخيرة. ورسام عُرف في العراق بكتاباته الشهيرة للطفل. وبوفاته التي جاءت بعد معاناة من المرض، تفقد الاوساط الادبية العراقية والوسط الثقافي لابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني علما بارزا ومبدعا من المبدعين الكبار الذي اغنى مكتبة الطفل في العراق والمنطقة بالابداع القصصي والروائي الموجه للطفل.
                طارق عزيز
طارق عزيز مولود في العام 1936 في شمال الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، باسم ميخائيل يوحنا الذي غيره لاحقاً إلى اسمه الحالي، درس اللغة الإنكليزية ، ثم عمل كصحافي قبل أن ينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وانضم عام 1954 إلى حزب البعث وأصبح عام 1963 عضواً في قيادة قطر العراق للحزب، وبسبب الانشقاقات والتمرد الذي وقع داخل الحزب فصل منه.
 وبعد انقلاب 17 تموز عام 1968 عاد إلى الحزب بدرجة عضو، وفي العام 1969 عين رئيساً لتحرير جريدة وعي العمال التي يشرف عليها المكتب العمالي لحزب البعث، وفي العام نفسه تم تعيينه رئيساً لتحرير جريدة الثورة الصحيفة الرسمية للبعث، ليعين بعدها وزيراً للإعلام عام 1970 وأصبح وزير خارجية العراق وارتقى إلى منصب نائب رئيس الوزراء عام 1973، كما تفرغ في العام 1975 لمنصب نائب رئيس الوزراء ومشرف على السياسة الخارجية والفعاليات الثقافية داخل العراق ومساعد لصدام حسين في مكتب الثقافة والإعلام في القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث.
 وتعرض طارق عزيز في نيسان 1980 لمحاولة اغتيال أعلنت الحكومة العراقية في حينها أنها مدعومة من إيران واتهمت على الفور حزب الدعوة بالوقوف ورائها، وفي 14 شباط 2003، قام طارق عزيز بمقابلة البابا يوحنا بولس الثاني ومسؤولين آخرين في الفاتيكان، وعبر عن رغبة الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي، خصوصاً في قضية إلغاء السلاح، استناداً إلى رسالة للفاتيكان، كما ذكرت الأخيرة أن البابا شدد على ضرورة احترام العراق بقوانين مجلس الأمن والالتزام بها.
وأعلن الجيش الأميركي، في ليل في 24 نيسان  2003، عن استسلام طارق عزيز الذي كان الرقم 12 الذي يقع بيد القوات الأميركية ضمن مسؤولي نظام الرئيس السابق صدام حسين، وخلال محكمة الدجيل، دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين، عاداً الأول "رفيق دربه" وأخاه غير الشقيق برزان التكريتي "صديق عمره"، وفي محكمة الأنفال، حمل طارق عزيز الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية العمليات العسكرية عام 1988 ضد الكرد، ومسؤولية قرار سحق انتفاضة في جنوب العراق العام 1991.
بعد عام 2003  أعلن الجيش الأميركي، في ليل في 24 نيسان  2003، عن استسلام طارق عزيز الذي كان الرقم 12 الذي يقع بيد القوات الأميركية ضمن مسؤولي نظام الرئيس السابق صدام حسين، وخلال محكمة الدجيل، دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين، يشار الى ان المحكمة الجنائية العليا كانت قد أصدرت، في 26 تشرين الأول 2012، حكما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق عزيز في قضية تصفية الأحزاب الدينية، بعد أن أصدرت، في 3 أيار 2011، حكما بالسجن المؤبد بحقه في قضية تصفية البارزانيين. أعلن النائب الأول لمحافظ ذي قار ، عادل دخيل، الجمعة، عن وفاة نائب رئيس مجلس وزراء النظام السابق ، طارق عزيز ، على اثر وعكة صحية ألمت به وتجاوز عمره 79 عاما .
                  عابد بتي عبدو 1928 ـ 1994
من مواليد مدينة القوش التابعة لمحافظة نينوى عام 1928 في (المحلة التحتانية) وقد اقترن بالسيدة حياة هرمز توما ولهم 3 بنات وإبنان، وما مجموعه 13 حفيد لحد الآن. درس الأستاذ عابد بتي  في مدارس (القوش)  ثم دخل (المدرسة الريفية لأعداد المعلمين) ، بعدها انتقل الى بغداد وأنهى  الدراسة الأعدادية وألتحق مباشرة ب (كلية الآداب / جامعة بغداد – قسـم اللغة العربية) وقد اثبت جدارة كبيرة وتفوقا في هذا الحقل، ســيجد انعكاسه لاحقا على مجمل حياة المرحوم، اذ نال شهادة البكالوريوس عام 1958 بدرجـة شــرف.
كانت  مسيرة الأستاذ  الراحل حافلة بالنشاطات الأجتماعية والثقافية والعمل الدؤوب وخدمة الكلمة، اضافة لعمله المهني الوظيفي كمدرسـا في (المتوسطة النظامية) ولاحقا ، معاونا للمدير  في (الأعدادية النظامية)،  وبنظرة فاحصة الى عمله، سيتوقف الأنسان ليسأل: كم ساعة كان يوم الأستاذ عابد بتي؟ ومن جملة ما يمكن تذكره كان:
- عضوا في المجمع العلمي العراقي ـ - عضو جمعية الثقافة السريانية
 رئيس نادي بابل الكلداني لعدة دورات ـ  عضو جمعية الثقافة السريانية
- رئيس تحرير مجلة (الثقافة المسيحية) لعدة سنين ، عمل طويلا في مجلة (قالا سوريايا )
- وقد برع في نظم القصائد الشعرية في اللغتين، العربية والسريانية وله منهم الكثير.
اما مسيرته المهنية والوظيفية في العراق فكانت جديرة بشخصية (لغوية) فذة في زمانه، فقد كان العديد من اللغوين وأصحاب الأختصاص يعتبره من (فطاحلة) اللغة العربية  ، كان لأندلاع الحرب العراقية – الأيرانية وما آلت اليه اوضاع العراق آنذاك من انحدار نحو الأسفل سببا لدفعه للمغادرة والهجرة في العام 1982، فقصد الولايات المتحدة ، وأستقر بمدينة ديترويت، وهو لما يزل في قمة عطائه وطاقاته الأبداعية، التي صاغتها مشاركاته في العراق، وقد برع في لغة آبائه وأجداده (السريانية) كتابة ونثرا وشعرا اضافة الى اللغة المحببة عنده، العربية.ولكونه انسانا معطائا فقد نشط في ديترويت ايضا وكان،
- رئيس تحرير (مجلة الثقافة المسيحية) في المهجر لفترة غير قصيرة
- رئيس (جمعية التراث) في الأتحاد الكلداني لفترة من الزمن
- أحد اعضاء هيئة التحرير في (مجلة القيثارة) التي يصدرها السيد سلام رومايا
- كاتبا ومشاركا في معظم الصحف والمجلات التي تصدر محليا في مدينة ديترويت آنذاك، اذ كتب عن التربية، العائلة والشباب، وعن الحياة الأجتماعية في المهجر.
- محاضرا في (المجلس العربي الكلداني الأمريكي) في مواضيع تخص تهيئة الأجيال لمستقبل افضل
- مشاركا نشـطا في معظم فعاليات ونشاطات الجالية في مدينة ديترويت.
- عضوا نشطا في (جمعية فرسان كولومبس) الكاثوليكية الخيرية. توفي في ديترويت عام 1994 .
                      عبودي الطمبوغجي
هذه ليست قصة من قصص الخيال العلمي أو أفلام الكومبيوتر الحديثة وليست خرافة يحكيها الأجداد إلى الأبناء للتسلية، وليست قصة محبوكة عن بطولات وهمية.  إنها قصة حقيقية عن بطولة الأجداد، قصة تحكي لنا إبداعهم رغم أن الكثيرين منهم لم ينهلوا العلم، ولم يشاهدوا أفلام السيرك أو الألعاب البهلوانية. قصة حكاها لنا أحد الأجداد الذين رحلوا تاركين أثراً لا ينسى، قصة عن بطولة وإبداع بنّاء ماهر قديم، هو واحد من جملة بنائين أمثال: نوري غزالة وفتوحي قاقو وخضر ويوسف العبيدي وعبّو السمعان ونعوم حنا الأسود ويوسف فندقلي واسطيفان عيسى وبهنام جردق. إنه البناء المبدع عبّودي الطنبورجي الذي رمم منارة الحدباء في العقد الثالث من القرن العشرين.
يتحدث عامل البناء والخلفة والهداد والجبّال فتحي الشيخ مالو العبيدي رحمه الله عن عملية الترميم هذه وعلى لسان ابنه عبد المنعم: كنتُ في عمر الشباب عندما جمعنا البنّاء عبّودي الطنبورجي أنا ومصطفى العجوز ونوري المشعول وصالح الرحّاوي وستة عمال آخرين من باب العراق والحويرة وشهر سوق، وأخبرنا أنه كلّف بمهمة ترميم فجوة في بدن منارة الجامع الكبير (الحدباء)، وهذه العملية تتطلب معدات خاصة وأشخاصاً أقوياء مختارين. وإننا اخترنا للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وكان أول عمل قام به هو زيارة مكان العمل من داخل المنارة، فوجد أنّ التصليح يجب أن يتم من الخارج وليس من الداخل، ونظر إلى المنارة من الخارج، وارتقى أسطح عدد من البيوت المجاورة لها عدة مرّات، ومن أعلى المنارة درس حالة الرياح واتجاه الشمس والحالة الجوية، وذرع المسافة بين حوض المنارة والفجوة فوجدها حوالي (20) عشرين ذراعاً.
وبدأنا معه في إعداد المستلزمات والمعدات المطلوبة للعملية، ومنها صندوق خشبي كبير بطول (6) أفوات (قدم) وعرض (3) أفوات وارتفاع (2) فوت، أحد جوانبه مقعّر، وصنع هذا الوعاء لدى النجار من خشب قوي ومسامير حدادي (ذات رأس كروي حديد). وربط الصندوق بثمانية حبال غليظة من زواياه الأربع، طول الحبل أكثر من (25) ذراعاً، وجعلنا في كلّ ذراع واحد عقدة. واشترى البناء عبّودي مذراة (مذري الحصاد) وعدداً من الجرار (الشربات) وجص سريع الجفاف (جص شداد)، وحجارة خرشانة (حجارة من الجص المبني قديماً وتسمى زكّورة أيضاً .
وكان مثار استغرابنا عندما ذهب البناء إلى ميزان كبير في علوة الميدان ووزن نفسه، وطلب منّا جلب حجارة صمّان بقدر وزنه ووضعه في الصندوق الخشبي، ثم الصعود إلى حوض المنارة مع هذه المستلزمات وصفائح ملساء (تنك). وكان يقول لنا أنّ الذي يخاف لا يأتي معي. فصعدنا معه إلى أعلى المنارة ونحن نخفي خوفنا الشديد من الارتفاع الكبير ومن أن يأخذنا الهواء الشديد معه، أو تميل المنارة أكثر وقد تسقط من ثقلنا على البيوت المجاورة.
وضع عبّودي صفائح التنك على حوض المنارة ليسهل انزلاق الحبال عليها دون أن تتخدّش أو تتآكل، وطلب من كلّ اثنين منا الإمساك بحبلين مثبتين في زاوية من زوايا الصندوق ودليناه عقدة بعد عقدة ببطء إلى وسط المنارة، وسرعان ما وصل أمام الفجوة المنوي ترميمها ولكنه يبعد عنها أفقياً مسافة قليلة. فطلب إعادة الصندوق بسحبه إلى حوض المنارة ... ففعلنا، وأضاف إليه حبلين آخرين من خلف الحوض لغرض سحبه نحو بدن المنارة من الجهة الأخرى. وأعدنا العملية لعدة مرّات حتى تدربنا عليها على نحو جيد جداً. وعلمنا أنّ متصرّف الموصل قد كلّف البناء عبّودي بترميم هذه الفجوة في مقابل أي مبلغ يطلبه.
وفي اليوم الموعود حضر المتصرف مع موظفين من الآثار من بغداد ومن الأوقاف، وامتلأت أسطح المنازل وحديقة الجامع بالمشاهدين من النساء والرجال والأطفال. وصعدنا أعلى المنارة مع معدات البناء وركب عبّودي في الصندوق الخشبي مع مواد البناء غير خائف أو متردد. وتم إدلاؤه نحو مكان الفجوة بمهارة فائقة، وسحب عاملان آخران الحبلين الإضافيين فأصبح الصندوق مطابقاً للمكان. وأخذ البنّاء بتنظيف الفجوة بالمذراة من أعشاش الطيور والحجارة الهدمة ورشّها بالماء من الشربات، ثم بدأ البناء بمزج الجص الشداد بالماء واستعمال الحجارة الخرشانة.
وكنا ننظر من أعلى المنارة حابسين أنفاسنا وكلّ دقيقة تمرّ كأنها ساعة، والناس مشدوهون من المنظر الغريب المخيف، وفجأة لاحظنا أنّ البنّاء عبّودي توقف عن العمل وملامح الخوف تبدو على وجهه. فقلنا له: هل نسحبك ؟ فلم يجب وهو ينظر مشدوهاً إلى الفجوة. وإذا به يدخل المذراة داخل الفجوة بقوة وسرعة ويخرجها فإذا هي حيّة كبيرة طعنها وأسقطها إلى الأسفل في حديقة الجامع حيث قتلها المتفرجون. وكان جلب المذراة من بنات أفكار البنّاء الذكي الذي توقّع وجود مثل هذا الحيوان الذي يعيش على أكل الطيور التي تنام ليلاً في شقوق المنارة. وتصاعدت هلاهل النساء من أسفل المنارة وصياح الجمهور مستحسناً العمل .
واستمر العمل مدة ساعة تقريباً أعاد فيها البنّاء ترميم الفجوة وإكمال النقوش كما كانت بكفاءة عالية، وعندما أردنا سحب الصندوق رفض البنّاء ذلك قبل أن يأكل لفّة الكباب التي كان قد أعدّها في عبّه (فتحة في الصدر) ليثبت للناس عدم خوفه وتحدّيه للأخطار والصعاب، واستمرّت النساء تزغرد والأطفال تهزج وتصفّق.
وانتهت عملية الترميم وسحبنا البناء الشجاع عبّودي الطنبورجي إلى الأعلى. ورفض أن يستلم أي مبلغ ثمناً لعمله قائلاً: (أنا آخذ أجوري من صاحب البيت ),ولكون المنارة صاحبها الرب سبحانه تعالى فلن استلم اي مبلغ )، وأعطى للعمال أجوراً مضاعفة من جيبه.  هؤلاء هم مسيحي العراق الذين أعطو هذا البنّاء الماهر درساً بليغاً في الإبداع والشجاعة والعفّة والنزاهة مع عمّاله البسطاء الأقوياء الشجعان أما سكنه فكان في المحلة التي يبدأ شارعها من منطقة السرجخانة التي تقع في شارع نينوى الذي يبدأ من الجسر الحديدي ( الجسر القديم ) وينتهي في الشارع الذي يبدأ من شارع النجفي الى  المستشفى الجمهوري والعام والكلية الطبية  , وكان يقف يوميا عدا يوم الاحد كرخانات البناء وتشمل  البناؤون والنقارون والعمال والجبالون والفنيون وغيرهم الذين سيذهبون للبناء كل حسب اختصاصه .

                     عابد بتي عبدو
من مواليد مدينة القوش التابعة لمحافظة نينوى عام 1928 في (المحلة التحتانية) وقد اقترن بالسيدة حياة هرمز توما ولهم 3 بنات وإبنان، وما مجموعه 13 حفيد لحد الآن. وافته المنية  في مدينة ديترويت عام 1994، عن عمر ناهز ال 66 عاما.
درس الأستاذ عابد بتي  في مدارس (القوش)  ثم دخل (المدرسة الريفية لأعداد المعلمين) ، بعدها انتقل الى بغداد وأنهى  الدراسة الأعدادية وألتحق مباشرة ب (كلية الآداب / جامعة بغداد – قسـم اللغة العربية) وقد اثبت جدارة كبيرة وتفوقا في هذا الحقل، ســيجد انعكاسه لاحقا على مجمل حياة المرحوم، اذ نال شهادة البكالوريوس عام 1958 بدرجـة شــرف.
كانت  مسيرة الأستاذ  الراحل حافلة بالنشاطات الأجتماعية والثقافية والعمل الدؤوب وخدمة الكلمة، اضافة لعمله المهني الوظيفي كمدرسـا في (المتوسطة النظامية) ولاحقا ، معاونا للمدير  في (الأعدادية النظامية)،  وبنظرة فاحصة الى عمله، سيتوقف الأنسان ليسأل: كم ساعة كان يوم الأستاذ عابد بتي؟ ومن جملة ما يمكن تذكره كان:
- عضوا في المجمع العلمي العراقي  ـ رئيس نادي بابل الكلداني لعدة دورات
- عضو جمعية الثقافة السريانية ـ  رئيس تحرير مجلة (الثقافة المسيحية) لعدة سنين
- عمل طويلا في مجلة (قالا سوريايا )
- وقد برع في نظم القصائد الشعرية في اللغتين، العربية والسريانية وله منهم الكثير.
اما مسيرته المهنية والوظيفية في العراق فكانت جديرة بشخصية (لغوية) فذة في زمانه، فقد كان العديد من اللغوين وأصحاب الأختصاص يعتبره من (فطاحلة) اللغة العربية .
كان لأندلاع الحرب العراقية – الأيرانية وما آلت اليه اوضاع العراق آنذاك من انحدار نحو الأسفل سببا لدفعه للمغادرة والهجرة في العام 1982، فقصد الولايات المتحدة ، وأستقر بمدينة ديترويت، وهو لما يزل في قمة عطائه وطاقاته الأبداعية، التي صاغتها مشاركاته في العراق، وقد برع في لغة آبائه وأجداده (السريانية) كتابة ونثرا وشعرا اضافة الى اللغة المحببة عنده، العربية.ولكونه انسانا معطائا فقد نشط في ديترويت ايضا وكان،
- رئيس تحرير (مجلة الثقافة المسيحية) في المهجر لفترة غير قصيرة
- رئيس (جمعية التراث) في الأتحاد الكلداني لفترة من الزمن
- أحد اعضاء هيئة التحرير في (مجلة القيثارة) التي يصدرها السيد سلام رومايا
- كاتبا ومشاركا في معظم الصحف والمجلات التي تصدر محليا في مدينة ديترويت آنذاك، اذ كتب عن التربية، العائلة والشباب، وعن الحياة الأجتماعية في المهجر.
- محاضرا في (المجلس العربي الكلداني الأمريكي) في مواضيع تخص تهيئة الأجيال لمستقبل افضل
- مشاركا نشـطا في معظم فعاليات ونشاطات الجالية في مدينة ديترويت.
- عضوا نشطا في (جمعية فرسان كولومبس) الكاثوليكية الخيرية.
                    فائق روفائيل بطي   1935 ـ  2016   
حيث قضى معظم حياته في ميدان  العمل الصحفي الذي استهواه  من خلال والده مؤسس جريدة البلاد والنائب روفائيل بطي وفي البحث والكتابة عن تاريخ الصحافة العراقية التي كرس حياته لها .وينحدر بطي من عائلة موصلية عريقة وولد في بغداد العام 1935. نال شهادة البكالوريوس في الصحافة من الجامعة الاميركية في القاهرة، وعاد الى العراق العام 1963 ليترأس تحرير جريدة " البلاد " آنذاك.
ويعد بطي من مؤسسي نقابة الصحافيين العراقيين، وحصل على الدكتوراه في الصحافة من موسكو. كان حريصا على المشاركة في الملتقيات الثقافية لاسيما تلك التي كانت تقيمها مديرية الثقافة السريانية في بلدة عنكاوا في السنوات السابقة خصوصا تلك التي تهتم بالشان الاعلامي كما له العديد من المؤلفات منها  " صحافة الاحزاب " ، " الصحافة اليسارية " ، " ذاكرة عراقية " ، " الوجدان " ، " ذاكرة وطن "، " الصحافة العراقية في المنفى" وقد اصدرت له دار المدى معظم مؤلفاته واشهرها موسوعة الصحافة العراقية ، والصحافة الكردية واخيرا الصحافة السريانية إضافة الى كتاب حول سيرة والده روفائيل بطي المهنية    . 
                فرنسيس تمو 1932 ـ 2004
ولد فرنسيس توما يوسف تمّو في الثالث من آذار عام 1932 في مدينة الموصل لعائلة موصلية عريقة حيث كان جده يوسف تمّو عضواً لمجلس أعيان المدينة أبان الاحتلال العثماني بينما كان أحد أجداده ويدعى عبدالأحد من الذين عملوا على عودة الكاثوليكية للموصل والعراق بصورة عامة. كان ترتيبه الرابع بين ستة من الأخوة والأخوات لأب كان يعمل أميناً لصندوق بلدية الموصل وأم هي أمينة عبدالكريم بُني وهي قريبة المثلث الرحمة الباطريرك بني المعروف في أوساط الموصل الدينية.
بدأت علامات توقد ذهن فرنسيس تمّو بالظهور مبكراً حيث تم قبوله في مدرسة مار عبدالأحد الابتدائية وهو بعمر الخمس سنوات كمستمع وكان من بين معلميه المثلث الرحمة الباطريرك بيداويذ، ثم واصل دراسته ليتخرج بعدها من الاعدادية الشرقية بمعدل أهله لدخول ما يرغب من الكليات لكنه اختار دراسة الهندسة المدنية في جامعة بغداد. تخرج فرنسيس تمّو من كلية الهندسة المدنية في العام 1954 بعلامات متميزة ليتم تجنيده كملازم احتياط في اللواء العشرين من الجيش العراقي المرابط في جلولاء ضمن سلاح الهندسة.
بعد قضاء مدة خدمة العلم الالزامية تم تعيين فرنسيس تمّو كمهندس مقيم في منطقة الحويجة من كركوك ثم مديراً لري الناحية هناك ليساهم ببناء السدة والتي لا يزال شيوخ العشائر وكبار السن في المنطقة يدينون بالفضل له لتنفيذها على أتم وجه. تنقل بعدها فرنسيس تمّو ليعمل كمديراً لري عددٍ من مدن ومحافظات العراق كالموصل، الكوفة، العمارة (ميسان)، البصرة وغيرها ليستقر بعدها مديراً لري محافظة نينوى ثم يتسلم مهام منصب المهندس المقيم لمشروع ري الجزيرة الشمالي الذي نظم عمل مشاريع الري للمحافظات الشمالية من العراق ويكون ضمن اللجنة العراقية المشرفة على تنفيذ الشركات الاجنبية لمشروع سد الموصل. تم ترقيته بعدها ليصبح معاونا للمدير العام لمشروع ري الجزيرة الشمالي حتى تقاعده عام 1987. نال فرنسيس تمّو إشادات كثيرة من وزراء الري الذي تعاقبوا أثناء فترة عمله وتم اختياره لمرات عديدة لينظم عمل مشاريع الري في مناطق العراق المتعددة ومنها تلك التي كانت على خطوط النار اثناء الحرب العراقية الايرانية.
بعد تقاعده عمل فرنسيس تمّو كمستشار لشركة فلسطين للمقاولات العامة حتى العام 1991 ثم كمقاول خاص حتى منتصف التسعينات. استعان القضاء العراقي بخدمات فرنسيس تمّو كمستشار هندسي منذ تقاعده وحتى وفاته في 2004 للبت في القضايا الهندسية الشائكة التي يتم طرحها على المحكمة في الموصل. أشرف فرنسيس تمّو على عددٍ من المشاريع الهندسية التي قامت بها الكنيسة الكلدانية في الموصل لتجديد وتعمير بعض الكنائس كما أوكلت له تصميم وتنفيذ كنيسة مار افرام. استعانت مطرانية الموصل الكلدانية بخبرات فرنسيس تمّو ولأكثر من مرة ثم عينته مسؤولاً عن أوقافها في منطقة رأس الجادة حتى تأريخ وفاته ليقوم بتغييرات جذرية في المنطقة أدت لزيادة واردات الوقف الكلداني هناك مع توسيع رقعة البناء وزيادة عدد المحلات التابعة له في تلك المنطقة من الموصل.
انضم فرنسيس تمّو إلى الجمعية الخيرية الكلدانية في الموصل في منتصف السبعينات ليتدرج بالعمل الخيري فيها كعضو ثم أميناً للسر ثم نائبٍ للرئيس ليتقلد منصب رئاسة الجمعية بعيد وفاة رئيسها الأسبق المرحوم المحامي فخري خلف ليبقى رئيساً لها حتى وفاته في عام 2004 وقد عاصر خلال عمله الخيري زملاء من أمثال السادة باسم يوسف عجاج، يوسف جبرائيل حودي ،معن فخري خلف والسيدة وسامة متي توزا كما مثّل السيد فرنسيس تمّو مهندسي الموصل في نقابة المهندسين منذ منتصف التسعينات وحتى العام 2003.
تزوج فرنسيس تمّو من الاختصاصية التربوية جنبد سليمان داؤود الصقال في العام 1964 وكان نِعمَ الزوج المخلص في رحلة كفاحهما سويةً والأب المثالي لكل من إيمان (مهندسة معمارية)، فاتن (طبيبة اختصاصية في أمراض النسائية والتوليد)، نهى (دكتوراه في حماية أنظمة الكومبيوتر)، وسرمد (طبيب ماجستير في أمراض الدم) الذين نقل لهم وزرع فيهم بذرة الإيمان المسيحي وحب العمل والعلم. كان فرنسيس تمّو مثالاً للشرف والاخلاق والنزاهة في حياته العملية المهنية والخاصة وقد شهد له كل من عاصره وتعامل معه بهذا.
للسيد فرنسيس علاقات جيدة مع زملاءه  واصدقاءة ومنهم كاتب المقال الشماس يوسف حودي حيث خدما فترة طويلة في الجمعية الخيرية الكلدانية بالموصل حيث كان عضوا فيها وامينا للسر ثم نائبا لرئيسها فخري خلف ثم رئيسها بعد وفاته وكان كاتب المقال نائبا له ، كما لم يقصر عندما كلفناه بتشكيل لجنة للاشراف وتقييم المهندسين الذين قاموا بعمل تصاميم لكنيسة الروح القدس في الموصل  ، حيث استعان بمهندس اسمه طه لتقييم التصاميم وفازت ثلاثة تصاميم حصل مصمموها على ثلاثة جوائز نقدية لاتعابهم في التصميم  لان الجوائز حددت قبل المسابقة  .
      كامل قزانجي 1907 ـ 1959
المحامي كامل بطرس قزانجي،احدى الشخصيات العراقية المثقفة التي ضحت بحيايتها من اجل الحرية والديمقراطية ، وكان ينتمي فقط الى الحزب الوطني الديمقراطي . قضى حياته القصيرة (1908-1959 ) في جهاد وطني غيور،كمثقف عراقي حر، وكتاباته السياسية والفكرية نورت جيل ماقبل ثورة 14 تموز 1958 .
ولد كامل قزانجي في مدينة الموصل في عام 1907 ،وتلقى علومه الاولية في مدارس الموصل، وبعد ان انهى دراسته الثانوية ، سافر الى لبنان للدراسة في الجامعة الامريكية في بيروت، منتسبا الى قسم الاقتصاد السياسي . وبعد ان قضى اربعة سنوات بين 1928-1932 ،حصل على شهادة البكلوريوس وعاد الى العراق، وعين في وزارة الخارجية في وظيفة قنصل في السفارة العراقية في نيودلهي في الهند . ولم يمض سنة في وظيفته حتى اخرج من وزارة الخارجية لان افكاره ضد الحكومة القائمة. واضطر ان يتعين مدرسا لموضوع الاقتصاد في ثانوية النجف بين عامي 1934-1935 وربما انتقل كمدرس بعد ذلك في احدى ثانويات بغداد، لفترة لاتزيد عن سنة. وبعدها قرر ان يدخل كلية الحقوق العراقية ،وبعد اربعة سنوات ، تخرج وسجل نفسه محاميا في نقابة المحامين العراقية، كما انتمى الى الحزب الوطني الديمقراطي.

في الفترة بين السنوات 1940-1945 ،نشط في مجال التاليف والترجمة ، وكتابة بعض المقالات عن ضرورة تعزيز الاسس الديمقراطية، واصدار قوانين تكفل للمواطنين المشاركة في اختيار ممثليهم في مجلس النواب بحرية ، وتعزيز العلاقات مع الدول الاشتراكية . وابرز كتبه التي ترجمها وكتب لها مقدمات تشير الى اتجاهاتها وتاثيرها السياسي في الصراع الدولي اللذي كان قائما في منتصف القرن العشرين   .
في عام1959 ، كانت منظمة انصار السلام قد دعت الناس للذهاب الى الموصل والقيام بتظاهرة لاثبات تاييدهم الى الثورة العراقية .فذهب كامل قزانجي مع اصدقاء له في منظمة انصار السلام الى الموصل، وهناك تظاهروا . وبعد يوم او يومين قام العقيد عبد الوهاب الشواف مع مجموعة من الضباط بمحاولة انقلاب على الحكم القائم آنذاك . وفي الموصل قام الانقلابي
ون بالقاء القبض على كل من يعتبرونه ضدهم، وكان من ضمنهم كامل قزانجي. وقد وصف شاهد عيان، وهو السيد شوكت توما عملية القاء القبض على كامل قزانجي قائلا : “دخلت زقاقنا مجموعة من الاشخاص في سيارة وكان احدهم يرتدي ملابس عسكرية ، وطرقوا بيت السيدة جارتنا التي كانت من اقارب كامل قزانجي ، ودخلوا البيت حال فتحه وطلبوا ان ياتي معهم كامل لان اصدقائه يريدون رؤيته حالا . وعلى الرغم من عدم تصديقه للامر ،لكنه اضطر ان يذهب معهم . وفي اليوم التالي سمعنا عويلا وصوت بكاء عالي ،وعويل عدد من النساء، اتيا من بيت اقارب كامل قزانجي ، فلما نظرنا وجدنا امامنا جثة كامل مرمية امام بيت اقاربه وعلى جسمه آثار عدد من الرصاصات، وعرفنا بعد ذلك ان الذي قتله هوالنقيب محمود عزيز .” ويكمل مأساة اغتياله شاهد آخر قد تحرى كيفية قتله وهو السيد فخري بطرس قائلا :” بعد الانقلاب ،وقصف مقر عبد الوهاب الشواف ، ذهب الضابط محمود عزيز مساعد الشواف الى سجن القلعة حيث سجن كل من اعتقدوا معارضا للانقلاب . وكان غرضه الانتقام لقائده الذي اصيب اثناء القصف، وعند وصول محمود الى سجن القلعة ،وقف في باحة السجن وطلب من العسكريين اخراج المعتقلين واحدا بعد الاخر، وقام الجنود باخراج كامل قزانجي اولا ، فلما وصل الى الباحة ،اصدر محمود عزيز الامر للجنود بقتل كامل ،فانها لت عليه الرصاصات ،وهكذا سقط مضرجا بدماءه . وهنا اعترض الضابط السجين عبدالله الشاوي،الذي كان من ضمن المعتقلين، على وحشية محمود عزيز قائلا : اننا لن نخرج واحدا واحدا، فاذا اردت ان تقتلنا فتعال واقتلنا جميعا “ وهكذا لم يقتل من المعتقلين سوى كامل قزانجي، ذلك الانسان النبيل والطيب الذي احب بلاده وقدم نفسه في الصفوف الاولى للاستشهاد في سبيله .
جرى تشييع المرحوم كامل قزانجي في بغداد بعد ايام،وسار في جنازته جميع اهله واقاربه ومريديه مع حوالي نصف مليون شخص،وقد نشرت معظم الصحف العراقية في ذلك اليوم الخبر على صفحتها الاولى .
                     نعيم يوسف صرافة
ولد في مدينة (تلكيف) التابعة لمحافظة نينوى  عام ١٩٠٦ في (محلة سامونا)  وتوفي في مدينة ديترويت الأمريكية عام ٢٠٠٣ .  كان متزوجا من السيدة كرجية بتو سالم ولهم ستة  أولاد وبنتان، ولو كان قد قدّر له الحياة لليوم لكان قد شهد ٢٦ حفيدا و ٣٨ من ابناء الأحفاد.
درس أول الأمر في مدرسة الكنيسة بمدينته، وبعد ان انهى الرابع الأبتدائي أخذه والده الى العاصمة بغداد حيث درس الخامس ابتدائي في (مدرسة الكلدان) الواقعة جوار  (كنيسة ام الأحزان) في عكَد النصارى.
 في تلك الفترة (يقول الأستاذ نعيم في مذكراته) افتتحت دورة  ـ دار المعلمين ـ لمدة سنتين، فتقدمت لها من ضمن ٢٠٠ مُرشـح ، وبعد فرز الناجحين   كنت ضمن ال ٤٠ المقبولين.  ونسبت ١) معلما في مدرسة تلكيف الأبتدائية ، 2)  بعدها دخلت (دار المعلمين العالية) وتخرجت عام ١٩٤٠ .  3 ثم  دخلتُ (دورة ضباط الأحتياط) لمدة سنة (٤٠ ـ ١٩٤١) نسبتُ  بعدها ،4) مدرس في (ثانوية كركوك) 

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
    ملاحظة : لم تتسع الصفحة جميع الحلقة 51 فهذه تكملة الحلقة                
        نعيم يوسف صرافة
 
ولد في مدينة (تلكيف) التابعة لمحافظة نينوى  عام ١٩٠٦ في (محلة سامونا)  وتوفي في مدينة ديترويت الأمريكية عام ٢٠٠٣ .  كان متزوجا من السيدة كرجية بتو سالم ولهم ستة  أولاد وبنتان، ولو كان قد قدّر له الحياة لليوم لكان قد شهد ٢٦ حفيدا و ٣٨ من ابناء الأحفاد.
درس أول الأمر في مدرسة الكنيسة بمدينته، وبعد ان انهى الرابع الأبتدائي أخذه والده الى العاصمة بغداد حيث درس الخامس ابتدائي في (مدرسة الكلدان) الواقعة جوار  (كنيسة ام الأحزان) في عكَد النصارى.
 في تلك الفترة (يقول الأستاذ نعيم في مذكراته) افتتحت دورة  ـ دار المعلمين ـ لمدة سنتين، فتقدمت لها من ضمن ٢٠٠ مُرشـح ، وبعد فرز الناجحين   كنت ضمن ال ٤٠ المقبولين.  ونسبت ١) معلما في مدرسة تلكيف الأبتدائية ، 2)  بعدها دخلت (دار المعلمين العالية) وتخرجت عام ١٩٤٠ .  3 ثم  دخلتُ (دورة ضباط الأحتياط) لمدة سنة (٤٠ ـ ١٩٤١) نسبتُ  بعدها ،4) مدرس في (ثانوية كركوك)  للأعوام ١٩٤١ـ١٩٤٤ ثم جرى نقلي،5)  بعدها اصبحت معيدا في (كلية التربية) بين الأعوام ١٩٥١ـ١٩٥٤ ثم6) مديرا ل (اعداد المعلمين) في ديوان الوزارة بين عامي ١٩٥٤ـ١٩٥٦ ثم ،7) معيدا في كلية التربية بين عامي ٥٦ـ١٩٥٧. ) دراسة الماجستير:8 ) في العام ١٩٥٩ تقرر ارسالي للدراسة الى الولايات المتحدة الأمريكية  وفي (جامعة وين ستيت يونيفيرستي / ديترويت) لمدة سنة واحدة وذلك لغرض الحصول على  ـ درجة الشرف ـ9)  درستُ طوال العطلة الصيفية، اضافة الىى مدة ـ سنة ـ المقرر وتمكنتُ أخيرا من الحصول على الدكتوراه عام  1961 . 10) عدت الى بغداد فورا، وبعد مضي حوالي ٤ أشهر جرى تعيني (مديرا للتعليم الثانوي )   . 11) في العام ١٩٦٣ جرى ترفيعي الى درجة (استاذ مساعد) في كلية التربية/ جامعة بغداد .12)  وفي عام ١٩٦٩  جرت احالتي على التقاعد بعد وصولي السن القانوني (٦٥ )عاما .
جمع الأستاذ د. نعيم صرافة خصال  فريدة في شخصيته ميزتهُ ومنحتهُ المكانة التي وصل اليها، بالجد والعمل والتخطيط والتضحية والذكاء.  فبنظرة فاحصة الى السّلم الذي سلكه الأستاذ ابتداءا من معلم ابتدائية وصولا الى مساعد استاذ ومديرا للتعليم الثانوي و التعليم العام وكالة ، فإن هذه المنزلة لم يحصل عليها الا بعد أن اثبت كفاءة وجدارة قلّ مثيلها، ولعلي هنا، ورغم مرور كل تلك السنين  على  رحيله، استطيع الجزم، بأن النظام كان مقصرا معه، إذ لو اُخذت امكانياته بنظر الأعتبار فربما كان يستحق منصب الوزير ان لم أقل أكثر!
ان عشقه للتعليم لم يجد تطبيقه فيما حققه هو شخصيا بل  تمثل بالجهد الذي بذله في رفع مستوى المدارس الموجودة في بلدات سهل نينوى والتي عمل بها (تلكيف و ألقوش) اذ ساهم بأضافة الصفوف لها، ثم العمل على افتتاح المدارس المتوسطة من اجل تسهيل مهمة التلاميذ بدل ذهابهم للموصل او انقطاعهم عن الدارسة.   ومما ذكره في مذكراته بأنه قـد أسس (فرقة للكشافة) في مدينة تلكيف ابان عقد الأربعينات، وقد جلب خياطا من مدينة الموصل، و تفرغ للعمل  مدة ١٥ يوما ، أنجز خلالها  ملابس فرقة الكشافة ،  وأصبحت حاضرة وكاملة ل ٦٠ كشافا، وقد كانت تجربة رائدة وجميلة وجديدة على البلدة.
في العام ١٩٥٠ قدم طلبا ل (الجمعية الخيرية الكلدانية) في بغداد طالبا منها تأسيس (ثانوية أهلية مسائية) على حساب الجمعية، وفعلا تأسست (ثانوية المشرق المسائية) وكان قد سبقها بتأسيس متوسطة وبأشراف ذات الجمعية في منطقة السنك، بالقرب من كنيسة (باتري بيير .
مع عمله الوظيفي وألتزاماته العائلية والشخصية الكثيرة، فقد وجد الوقت للعمل في (متحف التأريخ الطبيعي) والذي كان كائنا  في الباب المعظم، حينما كان بإشراف الأستاذ  ـ بشير اللوس ـ حيث كان يقوم بتحنيط الطيور،
مؤلفات د.نعيم صرافة:
١) مبادئ  التربية وتطور التعليم في العراق لدور المعلمين والمعلمات ـ ١٩٥٦
٢) اصول تدريس التأريخ والتربية الوطنية لدور المعلمين والمعلمات ـ ١٩٥٦
٣)  طرق تدريس الحساب والقياسات لدور المعلمين والمعلمات والدورات التربوية.
٤)  عام ١٩٦٨ قامت كلية التربية/ جامعة بغداد، بطبع أبحاث د. صرافة على شكل ملازم  بمادة ( أحدث أساليب الأرشاد والتوجيه للأبناء)، وقُدمت على شكل محاضرات للصف الثاني ، قسم الماجستير / كلية التربية.
مؤلفات شارك بها سوية مع بعض الأساتذة والكهنة:
١) القراءة الحديثة للأميين والمبتدئين، ٤ أجزاء  عام ١٩٥٢
٢)  اصول تدريس الجغرافيا لدور المعلمين والمعلمات والدورات التربوية بالأشتراك مع الأستاذ محمد حسين آل ياسين ـ عام ١٩٥٩
٣) القراءة السريانية للصف الأول ـ رئيس اللجنة ـ بالأشتراك مع مجموعة من الآباء والكهنة بضمنهم المطران سرهد جمو
٤) القراءة السريانية للصف الثاني ـ رئيس اللجنة ـ بالأشتراك مع مجموعة من الآباء والكهنة.وحتى بعد احالته على التقاعد، كان قريبا من صنّاع القرار فيما يتعلق بالتعليم والتربية، وعشية صدور قانون (التعليم الألزامي حتى سن الأربعين) الذي أصدره  ـ مجلس قيادة الثورة عام ١٩٧٦ـ فأنه قدم رسالة للمجلس وضع فيها خبرته وتجربته وضمنها خطة عمل لأنجاح هذا المشروع الحيوي والأنساني المهم في تقدم ورقي العراق.  مع حلول العام ١٩٧٨، وبعد أن اصبح الجزء الأكبر من عائلته في الولايات المتحدة، قرر الرحيل والتفرغ  للعناية بصحته ايضا.
            يوسف فرنسيس متي اقليموس عطالله
مواليد قره قوش عام 1965 ،دكتوراه علوم استكشافات جيولوجية جيوفيزيائية ,بكالوريوس قانون، مكان العمل :تدريسي وباحث في مركز بحوث السدود والموارد المائية /جامعة الموصل
المنصب الحالي :معاون العميد الاداري لكلية التربية في الحمدانية
عضو ومنسق لجنة انشاء الجامعة في الحمدانية .عضو في العديد من النقابات والجمعيات الحقوقية
عضو مؤسس لمركز السريان للثقافة والفنون ومجلس اعيان قره قوش وملتقى الفكر والثقافة في بغديدا .     
             يعقوب افرام منصور
مواليد البصرة 1926 وسكن الموصل 1940 ـ 1945 وغادر البصرة الى بغداد 1957 وتركها الى اربيل في اوائل 2011 .
عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين منذ اول تأسيسه عام 1959
عضو جمعية المترجمين العراقيين منذ عام 1972
عضو اتحاد الادباء والكتاب السريان منذ عام 2013
بدأ النشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية الرصينة منذ عام 1949
المؤلفات
نوافذ / ادبي نقدي 1958 الموصل  ، جبران خليل جبران / نقدي ادبي 1958 بيروت
تلميذ الناسك والغاية / ادبي 2004 بغداد  ، جبران بين التجني والانصاف/ نقدي 2006 لبنان
من الشعر الغنائي / ادبي 2007 لبنان ، حديقة وبخور/ ادبي  2007 بغداد
الموجز في التصوف المسيحي والزهدي وبعض ابرز اعلامه 2007 بغداد
بين الاصيل والغسق .. انسام واعاصير / ادبي 2011 بغداد،  من ادب الرحلات / 2012 بغداد
الاماني والاهواء بين الدين والدنيا / بغداد 2015 ، المؤلفات المترجمة عن الانكليزية
التائه لجبران خليل جبران /   . حملة العشرة الاف ، او الصعود ( الاناباسس ) لزينفون الاغريقي / 1985 الموصل  ، في يابان الاطياف / لفكاديو هيرن الياباني / 1990 بغداد
لعازر وحبيبته والمكفوف لجبران مسرحيتان 2001 بيروت
ترجمته الموجزة في موسوعة الاستاذ حميد المطبعي ( موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ) ج1 1995 , وموسوعة ( مسيحيو العراق ) للاستاذ الاب سهيل قاشا الصادرة عن دار الوراق لندن 2009
له اعمال موسيقية لم تنشر . كرم بنوط الاستحقاق العالي في 1992 عن اسهاماته في الصحف المحلية بمقالات في الشؤون الوطنية والانسانية .  منح هدية درع الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق في حزيران 2009 تقديرا لاحتفاظه بهوية انتمائه الى الاتحاد منذ تاسيسه الاول في ربيع 1959 برئاسة الجواهري . جائزة جبران الوطنية العالي .
                  يونان هوزايا  1955 ـ 2016
ولد في زاخو 12 – 12 – 1955 واكمل دراسته الاعدادية في زاخو تخرج في جامعة الموصل كلية الهندسة قسم الميكانيك سنة انتقل الى عنكاوا عام 1995 والتحق بصفوف الحركة الديمقراطية الاشورية عمل كوزير للصناعة والطاقة في حكومة اربيل 2001 – 2006
نشرت 16 كتبا في الشعر السرياني والقصة القصيرة السريانية واعد قاموس بهرا السرياني بالتعاون اندريوس يوخنا ،  وقاموس برعم اللغة بالتعاون مع بنيامين حداد وعوديشو ملكو
تراس جريدة بهرا وكان له الدور البارز في اعدادللموتمر القومي الكلداني السرياني الاشوري 2003 بغداد  ، له 16 مؤلفا في مختلف حقول الادب من شعر وقصة ونقد وقاموس وله تحت الطبع
قصائد مترجمة الى السريانية ،  وله قصائد كتبها بالسريانية وترجمتها الى العربية
مجموعة قصص بالسريانية  ،  كراس لغتنا السريانية  ،  كراس الخط السرياني
                       يوسف النعمان
هو من عائلة النعمان المعروفة بالموصل ،  استاذ واستشاري جراحة القلب والاوعية الدموية في كلية الطب في بغداد ، درس الابتدائية في مدرسة الطاهرة، المتوسطة الشرقية والثانوية المركزية في الموصل ، تخرج من كلية الطب بغداد 1949.حاصل على الماجستير في الجراحة سنة 1955 من جامعة بيلر في الولايات المتحدة.حاصل على البورد الامريكي سنة 1958. دكتوراه في العلوم الطبية 1960 في جامعة كولومبيا. عضو المجلس الامريكي لجراحة الصدر والقلب 1958.عاد الى الوطن سنة 1961. أسس أول مركز لجراحة الصدر والقلب في كلية الطب بغداد 1963-1986.
تقلد منصب رئيس فرع الجراحة كلية الطب بغداد ثلاث مرات كان آخرها 1982-1986أسس مركز جراحة الصدر والقلب في مستشفى السلام 1961 ، عضو مؤسس لجمعية ميشيل ديبغي الدولية لجراحة الصدر والقلب 1977، عضو مؤسس لجمعية أطباء الصدر والقلب والاوعية الدموية. عضو في جمعية السرطان العراقية. رئيس تحرير مجلة الكلية الطبية – جامعة بغداد 1970-1986.
له فعاليات رياضية واجتماعية، فهو بطل العراق في رفع الاثقال سنة 1945. بطل التنس الزوجي 1948 والرئيس الفخري لرفع الاثقال وكمال الاجسام. بطل التنس الفردي للجيش العراق 1950
سميت شعبة جراحة الصدر والقلب في مدينة الطب بأسمه عام 1981.
استاذنا الفاضل الجراح الماهر المبدع المرحوم الدكتور يوسف النعمان الاب والمعلم وصاحب النكتة والنموذج في العلم والاخلاق..علم وعامود من اعمدة الجراحة القلبية في العراق وعلى مستوى عالمي...من واكبه وعمل معه لن ينساه ابدا...يموت العظيم وتبقى ذكراه خالدة  .   طبيب وجراح وفنان ورياضي  رجل قل مثيله في الجمع بين العلم والرياضة ، عضو فعال في عدد كبير من الجمعيات الطبية العراقية والامريكية ، له حضور ضخم لعديد من المؤتمرات الطبية لجراحة القلب في العراق وامريكا واليابان والدول الاسيوي ، تراس الجمعيات الطبية  لجراحة القلب في العراق واسيا لعدة سنوات له عدة مؤلفات طبية منها المقدمة في جراحة الصدر والقلب وكذلك الصدر والانعاش.
نشر عشرات النشريات الطبية والعلمية في جراحة القلب والاوعية الدموية في العراق والعالم والف عدد من الكتب الطبية في جراحة القلب  ، وتدرب بين يديه الاف من طلاب كلية طب بغداد الذين هم بدورهم خدموموا العراقيين بعلمهم .  توفي  في 27/2/1986. وبهذا التاريخ المشرف الذي يفتخر به العراق والعراقيين  وابناءه الذي  ترك  لهم هذا الارث  من العلم الوفير في مجال الطب ، يبقى ماقدمه للعراق والعراقيين حسنة جارية ليدخله العلي القدير في جناته الواسعة ان شاء الله .
       يوسف حودي  ـ   josef_hody@yahoo.de