المحرر موضوع: شيوخ السعودية بين الأستقلالية الفكرية والتبعية / وعاظ السلاطين  (زيارة 763 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                     
مقدمة :
    نهج رجال الدين ، أو كل ذا تأثير أو شأن أو دور في شؤون العقيدة الأسلامية ، وبشكل أدق في القرأن ، من شيوخ ودعاة وعلماء ومفكرين .. ، أن يسلكوا طريقين ، بغض النظر عن القدرة الفكرية والفقهية والألمام نصا وحديثا وسنة ، فأما أن يكونوا متحررين من أي قيود على فكرهم وأرائهم ودعواهم وخطابهم .. وأما أن يكونوا تابعين طائعين مأمورين مسيرين موجهين من قبل الحاكم ، والطبقة الأخيرة يمثلها أفضل تمثيل رجال الدين في المملكة السعودية على أختلاف فئاتها ، أي بصيغة أخرى المؤسسة الدينية بشكل عام ، حيث تأتمر بأمر الحاكم ولا تشذ عن المرسوم لها أبدا ، فهي الناطق والوكيل و الممثل الشرعي له ، فمثلا  هيئة كبار العلماء السعودية ، هي هيئة دينية إسلامية حكومية ، ( وتأسست هذه الهيئة  عام 1971 وتضم لجنة محدودة من الشخصيات الدينية في البلاد جميعهم فقهاء مجتهدون من مدارس فقهية متعددة ، ورئيسها هو مفتي الديار السعودية ، وهي مخولة باصدار الفتاوى وابداء آرائها في عدة أمور . يرأسها حاليا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.  ويتفرع عن الهيئة لجنة دائمة متفرغة ، اختير أعضاؤها من بين أعضاء الهيئة بأمر ملكي ، وتكون مهمتها إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة ، وإصدار الفتاوى في الشؤون الفردية ، وذلك بالإجابة عن أسئلة المستفتين في شؤون العقائد والعبادات والمعاملات الشخصية ، وتسمى اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى ، ويلحق بها عدد من البحوث.. ) / نقل بتصرف من الويكيبيديا .الحرة . هذه الهيئة لا أستقلالية لها ولا أجتهاد ولا تجديد في الخطاب ألا بموافقة الحاكم ، وهذا ما عبر عنه قديما ، وأتى متطابقا مع عالم اليوم ، خالد الذكر د. علي الوردي / عالم أجتماع عراقي ، حيث قال في مؤلفه القيم " وعاظ السلاطين "  (  يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين . وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة .. ) وهذا ما تدعوا  اليه المؤسسة الدينية في السعودية تماما ، ويذهب د.الوردي الى أبعد من هذا ، وكأنه يعيش في القرن 21 ، حول " رجال الحسبة / المطاوعة " في السعودية ، حيث يقول  (.. وساعدهم السلاطين في ذلك فعيّنوا نوعاً من الجلاوزة يشبه ما نعرف اليوم عن جلاوزة البلديات ، وأمروهم بالتجول في الأسواق في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فرض النبي واجب النهي عن المنكر لكي يحرّض أمته على مكافحة الظلم ، فجعله السلاطين سوطاً بيد الجلاوزة يسلطونه على رأس البقال والحمال والمعلم من أهل السوق المساكين .. ) هذا العالم الجليل وضع كتابه عام 1954 ، أي قبل أكثر من 6 عقود ، وكأنه يتنبأ بوضع المملكة الحالي ، فيما يتعلق بدور هذه الهيئة سيئة الصيت في ملاحقة الشعب السعودي ، كرجال الجستابو الألماني .
النص :
      شيوخ الأسلام يجهلون بل يسطحون عقول المسلمين بعدم تبليغهم الحقائق كما هي ! خوفا من الحاكم ، وذلك رغبة في البقاء في الرفاهية والعز والجاه والسلطة  الذين هم عليه ، ناسين قوله تعالى في سورة آل عمران 185  ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  ) . فالشيوخ يكيلون بمكيالين ، هكذا النفاق والمتاجرة بالدين .                                  * الشيخ محمد العريفي / مثلا – في المجال العقائدي الديني ، ترك كل الدنيا ، وكل مشاكل السعودية الأجتماعية والسياسية والأمنية والأقتصادية ، خاصة مشكلة اليمن ، .. وتحدث بموضوع أبعد ما يكون من مجاله وحدوده ومعرفته وأختصاصه ، وهو ميلاد السيد المسيح ، حيث قال ( .. نالت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الدكتور محمد العريفي ، الجمعة (9 أكتوبر 2015)، اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية ، بعدما شكك في صحة التاريخ الميلادي ، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وفقرات من الإنجيل ، وكان العريفي ، قال في خطبة الجمعة ، إن التاريخ الميلادي خاطئ على اعتبار أن المسيح لم يُولد في الشتاء بل وُلد في الصيف .  وأضاف أن المسيحيين يحتفلون بذكرى ميلاد المسيح في 25 ديسمبر وأول الشهر من بداية العام الجديد، وهذا كله في فصل الشتاء ووقت الثلوج ، وأنهم يعتبرون ذلك وقت ميلاد المسيح عليه السلام .. ) / نقل بتصرف من موقع عاجل الألكتروني .                                                                                                                               * هنا نلاحظ بدل توجيه المسلمين الى التألف والأخاء والمحبة والتلاقي الأنساني دينيا ، يحاول هذا الشيخ بث روح التفرقة والبغضة بمواضيع بعيدة عن المعاناة الحالية خاصة بالنسبة للسعوديين بمواضيع لها أكثر من  20 قرنا  ، وهي ميلاد المسيح ، ومن جهة أخرى ، يحاول تضليل المسلمين بأطلاق تسمية النصارى على المسيحيين الحاليين ( يرجى الرجوع للأستزادة حول هذا الموضوع الى مقال سابق للكاتب بعنوان " النصرانية بين الحقيقة والمتداول مع أشارات دينية " المنشور  في 2.9.2014 ) ، فهل يعقل يا شيخ ، وأنت دكتور لا تفرق بين النصرانية و المسيحية ! أم أنك تدري وعقلك الباطن يريدك أن لا تبلغ ما أنت تعرفه خوفا من الحاكم ومن المؤسسة الدينية السعودية التي تأتمر بأمرها ! وما قيمة الدكتوراة التي تحملها وأنت تسطح عقول المسلمين لغايات لا تخدم المجتمع ، فهي فقط تعمق الفرقة والكراهية ! . من جانب أخر ، أما كان من الحقيقة العلمية أن تبلغ المسلمين ماذا يقول القرأن عن المسيح ، فمثلا يورد موقع " مركز الكلمة المسيحي " الأتي عن المسيح / نقل بتصرف ،   ( يسميه القرآن "عيسى". وهذا الاسم يقرب من الكلمة اليونانية ( إيسوس) Iycouc ومعناها : المخلِّص . أما الاسم: المسيح في العبرية فهو يسوع ومعناه مخلِّص . وقد ذكر القرآن اسم المسيح أكثر من عشر مرات ، واسم "المسيح" هذا كان موضع دراسة لكبار المفسرين في الإسلام . وقيل في ذلك إنه سمي مسيحاً  " لأنه مُسح من الأوزار والأثام ".  وأورد الإمام الفخر الرازي حديثاً قال فيه راوية "سمعت رسول الله يقول: ما من مولود من آدم إلا ونخسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخاً من نخسه إياه . إلا مريم وابنها". ) ، لماذا لا تبلغ المعلومة الايجابية للمسلمين ، وتلتف الى مواضيغ لا تغني ولا تفيد ، أو تبلغ الأثنين معا ، أحتراما للحقيقة العلمية ، ويسترسل هذا الموقع بمواضيع أخرى ، حول مقام المسيح في الأسلام ، منها :                                                                                                                      1. أنه دعي كلمة الله وروح منه وقد تكرر هذا اللقب ، فورد في سورة آل عمران (45): "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين". وورد في سورة النساء (171): "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ".                                                                                                                   2. ولادته المعجزية من عذراء  : لم يقتصر الأمر على كنه المسيح أو طبيعته من حيث هو "كلمة الله وروح منه ألقاها إلى مريم" وهذا ما لم يوصف به أحد من البشر ، وإنما الطريقة التي ولد بها والتي شرحها القرآن في سورة مريم ، كانت طريقة عجيبة معجزية لم يولد بها أحد غيره من امرأة ، زادها غرابة أنه حسب ما جاء في القرآن " .. يكلم الناس في المهد .. " آل عمران 46 ، الأمر الذي لم يحدث لأحد من قبل المسيح ولا من بعده .
3. معجزات المسيح العجيبة  : شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والقدرة على الخلق . وعلى معرفة الغيب. وفي ذلك يقول القرآن على لسان المسيح "( .. إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ، فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله. وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (سورة آل عمران 49.
4. موته ورفعه إلى السماء:  وقد ورد في ذلك "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك. ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة .." (سورة آل عمران 55                             5. صفات المسيح الأخرى "وجيهاً في الدنيا والآخرة " وقد شرح أئمة المفسرين معنى هذا الوصف باستفاضة ، وخرجوا منه بعلو مركز المسيح علواً عجيباً ؛ فوجيهاً في الدنيا تعني النبوة ، ووجيهاً في الآخرة تعني الشفاعة ، المسيح هو الوحيد بين الأنبياء الذي وصف بالوجاهة في القرآن.
*  وعلقت الدكتورة زبيدة عطا الله / نقل التعليق من موقع اليوم السابع  ، إن ما صرح به الداعية محمد العريفى ، حول أن سيدنا عيسى ولد فى الصيف ، وأن احتفالات الشتاء جاءت تأثرا بوثنية "الرومان" ، كلام غير صحيح ، وإذا أرد أن يفتى فليفتى فى مجاله . وأوضحت الدكتورة زبيدة عطا الله ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أنه يوجد اختلاف فى ميلاد المسيح ولكن فى أيام قليلة ، والكتب المسيحية حددت ميعادا يختلف فى أيام بسيطة وليس بفروق كبيرة ، ولا توجد اختلافات تتعلق بفصول أو بسنوات . وأضافت الدكتورة زبيدة عطا الله ، أن كلام العريفى حول أن الاحتفال بميلاد المسيح تأثر بوثنية الرومان ، كلام غير حقيقى حيث إن الرومان هم من حاربوا المسيحية ، وكل كلامه ليس مبنيا على علم ، وإذا أرد أن يفتى فليذهب فى مجاله .                                                                   * ومن جانبه قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى / نقل من نفس المصدر السابق ، عميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقًا ، إن محمد العريفى يريد أن يثير فتنة داخل الدين المسيحى ، فقولة بأن سيدنا عيسى ولد فى الصيف ، وأن احتفالات المسحيين به فى الشتاء جاءت تأثرا بوثنية "الرومان" ، كلام غير صحيح ، وأرجو أن لا يتدخل فيما لا يعلم . وأوضح المؤرخ عاصم الدسوقى ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أن الدين يقوم على الإيمان المطلق دون مناقشة العقل ، وإذا فتحت باب العقل فى العقائد ستدخل مجال الكفر ، فكيف يقول أن المسحيين تأثروا بالرومان وهم من قتلوهم لمدة أربع قرون .
* وبالنسبة لموضوع الجهاد ، تحتل المملكة السعودية الصدارة ، حيث أن شيوخها ، وبتوجيه من الحاكم يدعون للجهاد ، الأمر الذي أدى الى تفاقم مجتمعي سعودي ، حتى تناول الفن هذا الموضوع منها " مسلسل سيلفي "وهو من إخراج أوس الشرقي . بطولة ناصر القصبي والعديد من الممثلين السعوديين والعرب . يحاول المسلسل معالجة قضايا المجتمع السعودي بإطار كوميدي ساخر .. وفي السعودية نفيرا أجتماعيا جهاديا ، وهذا يرجع الى الدور التخريبي الذي يمارسه الشيوخ حول تعبئة عقول الشباب بأفكار الجهاد خاصة في سوريا والعراق وليبيا ، وقد بينت " بوابة الحركات الأسلامية  " أن نسبة السعوديين هم الغالبية في الأنتماء وفي القتلى معا ، ( .. الدراسات أثبتت على حسب دراسة لمجلة «long war» عن الجنسيات التي يحتويها تنظيم «داعش» ، أن جنسيات داعش تغطي إفريقيا وآسيا وأوروبا وصولًا إلى أمريكا ، وأن نسبة السعودية تمثل 65% والباقي من جنسيات مختلفة ، كما أن 44% من قتلى داعش من السعوديين ، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل حول أسباب ذلك ، السر وراء ذلك يعود إلى أن بعض الدعاة من السعوديين يتبنون الفكر الجهادي ويدعون الشباب إلى النفير للجهاد في سوريا وهو ما تجدد مؤخرًا على شكل دعوة من  52 محرضاً ، هم أكاديميون ودعاة سعوديون دعوا إلى "النفير" في سوريا لقتال القوات الروسية بعضهم أعضاء في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين " ..)  ، الأحرى يا شيوخ أن تدعوا الى الجهاد في بلادكم ووطنكم ، وتنصرون المظلوم على الظالم !
* شيوخ السعودية ، هم أفضل وأمثل نموذج لوعاظ السلاطين ، فهم يغضون النظر عن الوضع السعودي الحالي ، المتمثل بسلوك مستهجن ومستغرب ، ويذهبون الى زاوية بعيدة لا تمس وضع المملكة بشئ ، لا من بعيد ولامن قريب ، فمثلا ، أخيرا حدثتنا الأنباء عن ما يلي :
1. ففي موقع البداية - بين أن خادمتان تعرضنا للاغتصاب والاعتداء والتجويع والاحتجاز عدة أشهر في منزل دبلوماسي سعودي ،  سحبت السعودية دبلوماسيها المتهم باغتصاب وتعذيب خادمتين من النيبال مرارا في مسكنه قرب نيودلهي منهية حادثا دبلوماسيا محرجا للهند ، فيما رفضت المملكة رفع الحصانة عن الدبلوماسي المتهم لمحاكمته أمام القضاء الهندي .. وذكرت الشرطة أن فحصا طبيا أثبت تعرض الخادمتين للاغتصاب.. فيما رفضت السفارة السعودية الرد على استفسارات الشرطة الهندية ، بحسب فرانس 24 .
2. في موقع الوطن الألكتروني ، تكلم عن قطع يد خادمة هندية في السعودية من قبل مخدومتها ، وبين الموقع         ( .. أجتاحت موجة من الغضب الهند ، بعد قطع يد خادمة كانت تحاول الهرب من منزل مخدومها ، بعد تعرضها لمضايقات من صاحب المنزل الذي تعمل فيه ، وطالبت الهند ، المملكة ، بإجابات حول الحادث . وكتبت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج ، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، عدة رسائل اليوم ، حول قضية كاستوري مونيراثينام ، قائلة إن بلادها منزعجة للغاية من الطريقة الوحشية التي تم التعامل بها سيدة هندية في المملكة العربية السعودية . وأضافت سواراج ، أن الهند اتصلت بالسلطات السعودية بشأن تلك القضية ، بينما لم تتحدث وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن هذه القضية ! ) . أما كان من المنطق أن ينصف الشيوخ المتضررين من هاتين الواقعتين بكلمة حق ويظهرون زيف هذا السلوك الشائن لهذا الأعمال المخجلة ، والتي سردت على سبيل المثال وليس الحصر ، ولكن أيتجرأ أي شيخ على دبلوماسي سعودي عين بأمر ملكي !
* ما هو موقف الشيوخ من مبدأ المواطنة والمساوات بين أبناء المملكة ، لماذ هناك تفرقة وأضطهاد للأقليات وهم مسلمون ، ألم يقرأوا الحديث التالي " الناس مستوون كأسنان المشط ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله  " ، ففي موقع مركز الفتوى يشير لهذا الحديث ويوضح ( .. فقد عزاه / أي الحديث ، صاحب كشف الخفاء إلى الديلمي ولم يذكر سنده ، ويكفي في تعليله تفرد الديلمي به . وتغني عن هذا الحديث أحاديث صحيحة في هذا المعنى . ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ، من أكرم الناس ؟ قال : تقاهم... الحديث . وعند البيهقي كما عزاه المنذري في الترغيب والترهيب ، وصححه الألباني عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . ) ، الشيوخ السعوديين يغضون الطرف عن كل هذا ! ، وحول التفرقة والأظطهاد أيضا ، يشير" موقع الحرة "  عن تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها السنوي لعام 2012  حيث تقول (  إن أبناء الطائفتين الشيعية والإسماعيلية يعانون تمييزا يصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد ، وقد يتعرض من يفصح عن معتقداته الشيعية بشكل سري أو علني إلى الاحتجاز أو الاعتقال ، وخاصة في الحرم المكي والمدينة ، حسب قول المنظمة الدولية .  وتضيف هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمن "الممارسة الدينية ، والتربية ، والمنظومة العدلية" ، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى " إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم". ) . أين أنتم أيها  الشيوخ من كل هذا الغبن الواقع على المسلمين من غير أتباع المذهب الوهابي ! ولماذا تصمتون صمت القبور في قولة الحق !
الخاتمة :
      وأختتم مقالي ، كما بدأته ، بمقطع أخر منتخب من كتاب وعاظ السلاطين  للدكتور علي الوردي ، حيث يقول  :    ( .. محمد صلى الله عليه وسلم ألعوبة بيد السلاطين ونسى الناس أن محمداً كان من ألد أعداء السلاطين ) ، وهذه  دلالة على توغل الوردي أكثر فأكثر في نهج وسلوك الحكام الطغاة ، وبشكل أكثر عمقا في نفسيتهم وطبيعتهم السلطوية ، وأرى أن السعودية  هي النموج الأمثل  لهذا النهج ، الذين يستخدمون أبواق شيوخ الدين ، لأثبات وتوطيد حكمهم من جهة ، وتعميق المذهب الوهابي من جهة أخرى ، الذي يكفر معظم المسلمين ،  أن أغفال وأخفاء الحقائق عن المسلمين هو فعل لا أخلاقي تمارسه نخبة من الوعاظ من أجل تجهيل وتسطيح العقل العربي الأسلامي لغرض ترسيخ  بقاء الحاكم في السلطة ، من خلال أفتاء الشيوخ ب " بعدم جواز الخروج على الحاكم " ، لتثبيت سلطة الحاكم ، ولكن نسوا أو تناسو الحديث النبوي " الساكت عن الحق شيطان أخرس "  (  المصدر الذي وجدت فيه هذا الكلام ، هو " الرسالة القشيرية " للإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله إذ قال ، ص 62 : باب الصمت  : " ... والسكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال .. ) .  نحن بزمن لا نحتاج به لشيوخ و وعاظ  يتاجرون  بالعقيدة وبالدين ، وتبيع للمواطن الأوهام والخرافات من أجل تثبيت سلطة الحاكم  وتحجير الوعي المعلوماتي  لدى المحكوم ! ولكننا في أحتياج لشيوخ دين تقول كلمة الحق ، أنصافا للمحكوم ولا تخشى الحاكم الظالم !