المحرر موضوع: قصيدة بوشكين – (النبي ) بثلاث ترجمات عربية  (زيارة 1259 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ضياء نافع

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 846
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصيدة بوشكين – (النبي ) بثلاث ترجمات عربية
أ.د. ضياء نافع

النبي
ترجمة – رفعت سلام
من كتاب – الغجر وأعمال اخرى / الكسندر بوشكين / القاهرة – 2010
ص . 72- 74
++++++++++++++++++
ظامئا قلبي الوحيد,
قطعت الاراضي البور القاحلة
حين وجدته أمامي, ساروفيم المجنٌح,
صامتا, منتصبا,
وعلى مفترق الطرق انتظرني.
على عيوني الطينية العمياء
وضع أصابعه برفق,
وكعيني نسر عند الرعب,
فتحتا وراقبتا الارض والسماء,
لمس أذني, ثم الاخرى.
وواضحة متميزة تماما,
أتتني الرفرفة الرهيفة لاجنحة الملاك,
فسمعت الكرمة
وهي تغوص في الارض, وترتفع في السماء,
وهولات أعماق البحر
تنزلق في الماء كالاسماك..
اعتصر لساني الآثم البارع من فمي,
وانتزعه بيد دامية,
مال فوقي بلا شفقة
ودسٌ ناب أفعى بين شفتيٌ الهامدتين..
ثمٌ- غارسا سيفه أللامع ببطء –
شقٌ صدري,
واقتلع قلبي المرتعش المعتم الكالح,
وغرس بتثاقل في الفجوة المفتوحة
جمرة سرت مع اللهيب..
رقدت هناك,ميٌتا,
والهي, تكلٌم يا الهي,
وهذا ما قال-
انهض ايها الحكيم, يا من تسمع دعوتي
افعل كما اطلب,يا من يعوقك العدم,
تقدم على الارض, نبيٌا,لافحا قلوب الرجال
بكلمة الحق.
+++++++++++++++++++++++
النبي
ترجمة – د. طارق مردود/ العديد من المواقع الالكترونية
مضنى بالظمأ الروحي
تعذٌبت في صحراء موحشة
وفجأة ظهر لي عند مفترق الطرق
الملاك ( سيرافيم) السداسي الاجنحة
وبأصابع خفيفة كالحلم
لمس قرٌة عينيٌ
فانفرجت مقلتايٌ النبويتان
كأنهما عينيٌ نسر مذعور
ثم لمس أذنيٌ
وملأهما ضجة ورنينا
فسمعت رعدة السماء
وتحليق الملائكة في الاعالي
وسريان حركة أغوار البحار
ونمو الكرمة النائية
وانحنى الملاك على فمي
وانتزع لساني الآثم
الخامل والمراوغ
ووضع في فمي المشدوه
بيده اليمنى المضرجة
لسان الافعى الحكيم
وشق صدري بسيفه
واقتلع قلبي المرتجف
واقحم في صدري المشقوق
جذوة متأججة النيران
فانطرحت في الصحراء كجثة
وناداني صوت –
انهض , يا نبي , وابصر
ولب ارادتي
وجب البحار والاراضي
والهب بقولك قلوب الناس.
++++++++++++++++++++++
النبي
ترجمة أ.د. ضياء نافع

ظمأ الروح اضناني
وانا في عتمة البيداء وحدي
أجرٌ بالكاد أقدامي,
وفي مفترق الطرق
الملاك سيرافيم - المعلٌى الاثير
ذو الاجنحة الستة
ظهر امامي,
وكالحلم, وبانامله الرقيقة
لمس مقلتيٌ,
فانفتحت المقلتان المتنبئتان,
كما تفعل انثى النسر المرتعبة.
لمس الملاك اذنيٌ
وملأهما بالضجيج والرنين,
واصغيت انا لارتعاش  السماء,
وتحليق ملائكة الجنان,
ومسير الاحياء في عمق البحار,
وخمول الكروم في الوديان.
انحنى الملاك على شفتيٌ
واجتث لساني الآثم
والماكر والثرثار,
ووضع بيمناه التي يقطٌر منها الدم
لسان حيٌة حكيمة
في ثغري الاصم,
وشجٌ صدري بسيفه
وانتزع القلب المرتعب
وغمد في جوفه
جمرة تلتهب.
استلقيت كالجثة في البيداء
وصوت الرب ناداني –
”قم, ايها النبي, وابصر
وانصت ,
ونفٌذ ارادتي,
واججٌ بالكلمات قلوب البشر
وانت تجوب البٌر والبحر“
+++++++++++++++++++++++++
+++++++++++++++++++++++++
توجد عشرات الترجمات العربية لهذه القصيدة, وكم اتمنى ان أجمعها سوية واقدمها للقارئ العربي , اذ ان ذلك سيكون درسا رائعا في مجال ترجمة الشعر الروسي الى اللغة العربية بشكل خاص, وترجمة الشعر من لغة الى اخرى بشكل عام,ومع ذلك فقد حاولت هنا ان أختار ترجمة عبرلغة وسيطة لهذه القصيدة( ترجمة المصري سلام) واخرى عن اللغة الروسية مباشرة ,
ولازال بوشكين يدعو المترجمين ان يدلوا بدلوهم منذ ان كتب هذه القصيدة
 عام 1826 ولحد الآن , ولا زال باب الاجتهاد مفتوحا على مصراعيه , ولكن رفقا بالقوارير...