المحرر موضوع: عضو المكتب السياسي للشيوعي العراقي بسام محيي: نقف إجلالا لضحايا حلبجه.. ونشدد على قطع الطريق أمام عودة المستبدين  (زيارة 2052 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الحزب الشيوعي العراقي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1291
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحزب الشيوعي العراقي
مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عضو المكتب السياسي للشيوعي العراقي بسام محيي: نقف إجلالا لضحايا حلبجه.. ونشدد على قطع الطريق أمام عودة المستبدين


ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بسام محيي، يوم أمس، كلمة في مناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لفاجعة حلبجة، في حفل تأبيني أقامه مكتب المنظمات الديمقراطية للاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد.. في ما يلي أبرز ما جاء في الكلمة:
 
تمر الذكرى الثامنة والعشرون لمجزرة حلبجه، تلك المدينة الوديعة التي افترشت ارضها بين سهل شارزور وجبلي هورامان وشتروى، واحتضنت بحيرة دربنديخان، مدينة عاشقة للحياة والأمل، ملامحها مليئة بالجمال والحب، كانت تغفو في عمق نومها البريء حين فزت وارتعبت من صراخ الاطفال والنساء والشيوخ والرجال يتراكضون في كل صوب واتجاه، يخرجون من بيوتهم هلعا من اختناقهم بغاز السيانيد والغازات السامة الاخرى، لا يعرفون الى اين، واي ارض او سماء تنقذهم من قدر الموت، خائفين ومحتضنين الاطفال والرضع ليسقطوا على وجوههم في ازقة المدينة ودروبها وساحاتها حتى يموتوا على أرضها، ليعم الهدوء وتصمت المدينة.. ولم يبق في المدينة سوى الغاز الثقيل الجاثم عليها، كان ذلك في 16-17 اذار عام 1988، ليسجل التاريخ واحدة من ابشع جرائم الابادة الجماعية ضد الكرد والشعب العراقي التي قامت بها قوات نظام صدام حسين المقبور، وبطل المجزرة ابن عمه (علي حسن المجيد- علي الكيمياوي) وجحوشهم الخونة.
 لقد اهتز العالم واستنكرت شعوبه تلك الجريمة النكراء ليست لأنها كانت ضد الكرد بل انها ضد البشرية والإنسانية جمعاء لما خلفته من قتل اكثر من 5000 مواطن في وقت قصير ليس لهم اي ذنب سوى أنهم كانوا أبرياء !.
نحن في الحزب الشيوعي العراقي اذ نستذكر هذه الجريمة البشعة فلا بد من استخلاص دروسها وعبرها، خاصة وان العراق يعاني ازمة شاملة ومستفحلة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والبناء الهش لمؤسسات الدولة وسوء ادارة البلاد وعجز القوى المتنفذة في السلطة والدولة من تقديم الخدمات للمواطنين، وتعرض أكثر من ثلث الاراضي العراقية لسيطرة داعش الارهابي، والسماح للدول الاخرى بالتدخل في شؤون الوطن الداخلية.
كل هذا التردي العام في البلاد والأزمة المستعصية ليست بمعزل عن طريقة التغيير في الحرب والاحتلال عام 2003، وتبني نهج المحاصصة الطائفية الاثنية، اس البلاء، المولد للازمات وسوء ادارة الدولة والحكم.
وفي ظل هذه الظروف يخوض ابناء شعبنا العراقي وقواته المسلحة بصنوفها واشكالها المتنوعة الحرب ضد داعش ويحققون انتصارات في الانبار والمناطق الأخرى، وتجري الاستعدادت لتحرير الموصل. انها حقا معركة تحريرية وطنية كبرى تستوجب تقديم كل الدعم الى القوات المسلحة والبيشمركه والمتطوعين من الحشد الشعبي وأبناء العشائر والمحافظات للتعجيل في الخلاص من القوى الظلامية والتكفيرية، واستعادة المدن وعودة النازحين وإعادة اعمار ما خربه الارهاب الداعشي، والحفاظ على وحدة البلاد واستقلاله، ان تحقيق الانتصار ضد الارهاب يستوجب نبذ كل اشكال الصراعات السياسية اللادستورية والعنفية او توظيف مآسي جماهير المحافظات المغتصبة لإغراض سياسية انانية او حزبية ضيقة، انها معركة حساسة وشرسة تتطلب توحيد كل الجهود الوطنية المخلصة والدعم الدولي لدحر داعش والإرهاب، ونحن نعيش هذه اللحظات الحرجة لا بد من زيادة اليقظة العالية والحذر المطلوب من مكائد العدو وجرائمه واختراقاته وهي مهمة الاجهزة الامنية لحفظ الامن والاستقرار، وهذا يستوجب وضع حد لاستهتار المليشيات المنفلتة والجريمة المنظمة ، وحصر السلاح في يد الدولة.
وامام هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد والازمة المستفحلة التي تطحن بعجلاتها المواطن العراقي، انطلقت الجماهير في بغداد والمحافظات منذ اكثر من سبعة اشهر في تظاهرات واحتجاجات تطالب فيها بالاصلاح والتغيير والقضاء على الفساد والمفسدين وتحسين الخدمات العامة، ليعبر هذا الحراك الجماهيري والاجتماعي المتسع عن طموحات ابناء شعبنا في رفض طريقة الحكم ونهجه الطائفي الاثني، واصلاح العملية السياسية لاقامة الدولة المدنية الديمقراطية على اساس المواطنة الحقة والتعددية والتنوع وتوسيع دائرة المشاركة السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية واعادة تماسك النسيج الوطني والاجتماعي وصيانة استقلال وسيادة البلاد وتحقيق التنمية المستدامة  لضمان الحياة الكريمة للمواطن العراقي.
ونحن نقف اليوم بكل اجلال وإكبار لاستذكار ضحايا مجزرة حلبجه الجريحة علينا ان نستخلص الدرس في قطع الطريق امام عودة الطغاة والمستبدين، وان نبني وطنا تسوده المحبة والأمان والاستقرار والتقدم، ودولة ديمقراطية فيدرالية موحدة على قاعدة العدالة الاجتماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص2
الاحد 20/ 3/ 2016