المحرر موضوع: مناورات صامتة: إرتباك إخواني من تصنيف حزب الله إرهابيا  (زيارة 1278 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
مناورات صامتة: إرتباك إخواني من تصنيف حزب الله إرهابيا
سيطرت حالة من الارتباك والغموض على جماعة الإخوان المسلمين في مصر وروافدها في عدد من دول العالم ولا تزال مستمرة منذ تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، في وقت تمر فيه الجماعة بأزمات داخلية وخارجية زادها تعقيدا موقف الأغلبية العربية من حزب الله وحليفته إيران، التي هي أيضا حليفة للإخوان.
العرب محسن عوض الله [نُشر في 22/03/2016،]


من ليس معنا فهو ضدنا
القاهرة - لم يضيّق تصنيف دول الخليج العربي حزب الله جماعة إرهابية، وما أعقبه من تأييد لأغلبية الدول العربية الخناق على الحزب اللبناني، التابع لإيران، فقط، بل أيضا وضع جماعات الإسلام السياسي، خصوصا جماعة الإخوان المسلمين، وأذرعها، أمام اختبار جديد، وهي التي تمرّ بأزمات داخليّة وتضييق في معاقلها، في الداخل والخارج.
وجاء تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية بشكل أساسي نتيجة للتوترات الطائفية والجيوسياسية التي تسببت فيها إيران الشيعية، الأمر الذي يفرض على جماعة الإخوان، السنية، تحديد موقفها من هذا التنصيف، وهو ما حشرها في الزاوية، وقد بدا ذلك واضحا في الموقف الملتبس والتصريحات التي لا تكشف عن رأي واضح من إعلان حزب الله جماعة إرهابية.

وعلى غرار حركة حماس، الذراع الفلسطينية للإخوان المسلمين، والمرتبطة ماديا بإيران، ذهب الخبراء والمراقبون لنشاط الجماعة، إلى القول إن عدم صدور رد فعل إخواني حاسم على القرار يعكس رفض الجماعة إدانة حزب الله، نظرا لطبيعة العلاقات التي تربطها بطهران.

وفي قراءة أخرى، أكدت مصادر مقربة من قيادات الإخوان المقيمة في تركيا لـ”العرب” أن عدم تبني الإخوان موقفا واضحا من الأزمة راجع إلى حالة التخبط التي تمر بها الجماعة منذ فترة، ولا يوجد لديها من يملك ميزة الانتباه للمواقف السياسية أو نقل رسائل إيجابية حتى من باب الحياد.

الجماعة تخشى موقفا مشابها لما تعرض له حزب الله خاصة بعد أن طالب مصريون الجامعة العربية باعتبار الإخوان منظمة إرهابية

دور جديد
وجهة نظر ثالثة رأت أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تحيي الثلاثاء الذكرى الـ88 لتأسيسها (22 مارس 1928)، تراهن على القيام بدور جديد تلعبه في سياق التطورات الحاصلة والحديث عن ضرورة تشكيل محور سني قويّ ومؤثّر تشارك فيه تركيا، حليفة الإخوان، بعد أن غادرت “محور المقاومة والممانعة” الذي كان يضم مزيجا سنيا شيعيا بزعامة إيران وشراكة حزب الله وحماس وسوريا.

لذلك تتريث الجماعة في محاولة للخروج بأكبر قدر من النقاط التي يمكن أن تفيد الجماعة، المصنّفة في مصر ودول عربية أخرى، على غرار الإمارات، على قائمة التنظيمات الإرهابية، وهي اليوم تمر بإحدى أصعب فتراتها، خاصة في ظلّ الإجراءات، التي بدأت تتخذها دول مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ضد الإخوان.
أكد خبراء أن امتناع حماس والإخوان عن التعليق على قرار اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا ليس له تفسير إلا الالتزام بمحددات وتوجيهات الحلف الجديد. ورأوا أن الجماعة تسعى أولا لتفادي مواجهة موقف مشابه لما تعرض له حزب الله، خاصة بعد أن طالب سياسيون مصريون الجامعة العربية باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، كما تسعى لمحاولة إحراز تغيير في وضعها داخل مصر وإنهاء أزمتها مع النظام من خلال ضغط خارجي ومصالحات إقليمية مع تركيا للحصول على امتيازات ومكاسب على رأسها العودة إلى المشهد السياسي المصري وإزالة آثار السنوات الثلاث الماضية. وهذا بدوره، سيوفّر الدعم لحركة حماس مع تقلص الدعم الإيراني وتخفيف الضغط السياسي والاقتصادي عليها، واعتبارها شريكا أساسيا.

طارق أبو السعد، القيادي السابق بالإخوان، الذي أرجع صمت الجماعة تجاه قضية حزب الله إلى تخوفها من التعرض لنفس الموقف، في ظل وجود دعوات داخل مصر إلى تقديم مقترح للجامعة العربية يصنف الإخوان جماعة إرهابية. ورجح أن الموقف الذي كانت الجماعة ستعلنه هو انتقاد اعتبار حزب الله إرهابيا، خاصة أن الإخوان يملكون تاريخا حافلا مع إيران.

التردد الإخواني لم يكن أول مواقف الجماعة غير الواضحة والتي تكيل بمكيالين، فقد سبق أن أصدرت الجماعة بيانا عقب اقتحام السفارة السعودية بطهران، دعت فيه البلدين إلى تهدئة الأوضاع
وأشار أبوالسعد، في تصريحات لـ”العرب”، إلى أن الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية مدح حسن البنا مؤسس الإخوان في أكثر من موقف، فضلا عن دعم الجماعة وتأييدها للثورة الخمينية في سبعينات القرن الماضي . وكشف أبوالسعد أن اتصالات إخوانية – إيرانية تتم بشكل غير مباشر عبر شخصيات تابعة لحركة حماس ترتبط بعلاقات جيدة مع طهران.

العلاقة مع إيران
لكن خبراء استبعدوا أن تخلع الجماعة الرداء الإيراني نهائيا، وفي هذا السياق، قال خالد الزعفراني، العضو السابق بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريحات لـ “العرب” إن الإخوان لهم علاقات قوية مع طهران، عبر يوسف ندا عضو التنظيم الدولي للجماعة الذي يملك استثمارات كبيرة في إيران ويرتبط بعلاقات مباشرة مع قياداتها. في المقابل هناك قيادات أخرى، مثل محمود غزلان تتمسك برفض فكرة التقارب مع طهران ويمارسون ضغطا على ندا لتخفيض مستوى علاقاته مع إيران وعدم توريط الجماعة في علاقات تعمق أزماتها الدولية.

وكانت لجنة مصادرة أموال الإخوان التي شكلتها وزارة العدل المصرية بعد ثورة 30 يونيو كشفت عن خطط الجماعة لتطوير علاقاتها مع إيران، ومنها وثيقة سرية تم تسريبها من الرئاسة إلى حزب الحرية والعدالة تتناول تفاصيل مقترحة لشكل ومستقبل العلاقات مع طهران. وأخطر ما كشفت عنه الوثائق، نية جماعة الإخوان إنشاء جهاز أمن على غرار الحرس الثوري.

والتردد الإخواني لم يكن أول مواقف الجماعة غير الواضحة والتي تكيل بمكيالين، فقد سبق أن أصدرت الجماعة بيانا عقب اقتحام السفارة السعودية بطهران، دعت فيه البلدين إلى تهدئة الأوضاع، وهو ما أثار حالة من الغضب السعودي، وترتب عليه انقسام في صفوف الجماعة.

وعلى إثر ذلك البيان اتهمت قيادات إخوانية بتركيا موالية لمجموعة إدارة الأزمة بقيادة محمد كمال، جناح محمود عزت بتلقي تمويل من إيران وقيل إن محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد زار طهران سرا، وتلقى دعما ماديا ضخما من قبلها، وهو ما نفاه الأخير، متقدما باعتذار للسعودية عن بيان الجماعة.

مقابل صمت جماعة الإخوان على إعلان حزب الله تنظيما إرهابيا، وهو القرار الذي أيّدته جامعة الدول العربية، كانت حركة النهضة الإسلامية في تونس، والتي تعتبر أحد أفرع جماعة الإخوان المسلمين، أكثر وضوحا حين أعلن رئيس الحركة راشد الغنوشي رفضه لهذا التصنيف. وفي لبنان، قال عزام الأيوبي، الأمين العام الجديد للجماعة الإسلامية، إن حزب الله يتحمل مسؤولية تصنيفه تنظيما إرهابيا، لأن ما يقوم به يضعه بشكل صريح في خانة ميليشيا إرهابية تحاول فرض رؤيتها عبر السلاح.
محسن عوض الله