المحرر موضوع: موقف احزابنا وموقف حكومة الاقليم واحزابها من مشروع روج آفا للاكراد في سوريا  (زيارة 1296 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
موقف احزابنا وموقف حكومة الاقليم واحزابها من مشروع روج آفا للاكراد في سوريا
------
تمخض الاجتماع المنعقد في مدينة (رميلان) بمحافظة الحسكة السورية بتاريخ 17 - 3 - 2016 لبعض القوى والاحزاب الكوردية السورية وبعض الاطراف العربية والسريانية المتحالفة معها الاعلان عن تشكيل (المجلس التأسيسي للإتحاد الفدرالي في روج آفا – شمال سوريا - غرب كوردستان حسب بعض الاحزاب الكوردية) والذي أنيطت به مهمة تطبيق النظام الفدرالي خلال الستة اشهر القادمة في مناطق سيطرة الاكراد في شمال سوريا (إقليم روج آفا) للاطلاع الرابط ادناه

ومعنى مصطلح (روج آفا) الذي باتت عنوانا متداولا لمشروع أجمع عليه اغلب الكرد بمعظم مكوناتهم وإنتماءاتهم الحزبية والمذهبية في (العراق وسوريا وايران وتركيا) لكنهم اختلفوا في طريقة تنفيذه فجميع الأحزاب الكوردية تدعي تمثيل الكرد لكنها في الحقيقة تتصارع على السلطة والنفوذ والزعامة فيما بينها وفي هذا المقال الترجمة الحرفية (لروج آفا) يعني (غرب كردستان - شمال سوريا) وهي المناطق التي تعتبر كردية من وجهة نظر بعض الأحزاب الكردية المتشددة والطامحة لاقامة كيان كردي في سورية وتتمثل في ثلاث مناطق رئيسية وهي :

أ - محافظة الحسكة - (الجزيرة السورية) شمال شرق سوريا ذو التنوع القومي والديني
ب - مدينة (عين العرب) - كوباني وتقع في (ريف محافظة حلب الشمالي) ذو اغلبية كوردية
ج -  مدينة (عفرين) وتقع في (ريف محافظة حلب الغربي) ذو اغلبية كوردية

1 - الاحزاب والاطراف المشاركة في الاجتماع :
------
قاد ونظم الاجتماع المذكور اعلاه حزب الإتحاد الديمقراطي الكوردي السوري بزعامة السيد (صالح مسلم) الموالي لحزب العمال الكوردستاني التركي ذو الفكر الماركسي والذي له علاقات مثيرة للجدل مع النظام السوري والايراني والعراقي وقد حضر وشارك في الاجتماع المذكور اعلاه قوات وحدات حماية الشعب المسلحة وقوات وحدات حماية المرأة المسلحة التابعتان لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري و مجموعة من العرب (صناديد حميدي دهام الجربا) او ما يعرف (بجيش الكرامة) و (المجلس العسكري السرياني) (السوتورو) و (قوات حرس الخابور) و بعض من فصائل الجيش الحر في محاولة غير منصفة وغير موفقة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري لاعطاء صورة وانطباع بأن مشروعه وإدارته الذاتية تمثل كافة المكونات القومية والدينية وأطياف المجتمع في المنطقة

2 - الجزيرة السورية في محافظة الحسكة تاريخيا ارض اشورية :
-----
أرض الجزيرة السورية في محافظة الحسكة كانت عبر التاريخ جزء أساسي من أرض ما بين النهرين التي قامت على أرضها الإمبراطورية البابلية والآشورية لغاية الحاقها بسوريا بموجب تقسيمات اتفاقية سايكس بيكو وما يؤكد اشورية هذه الجزيرة بالدليل تاريخيا وجود المئات من التلال والمواقع الأثرية الاشورية البابلية المكتشفة وسكن الجزيرة عبر مراحل تاريخية متعاقبة شعوب أخرى مختلفة من العرب والاكراد والارمن وغيرهم فهي بالتالي أرض لجميع أبنائها وهي أولا وأخيرا جزء من الخارطة الوطنية السورية فهي ملك لجميع السوريين دون استثناء وبخصوص الحقوق القومية للأكراد ولابناء شعبنا الاشوري السرياني في الجزيرة فهذه المسألة مجردة عن تاريخية أرض الجزيرة فمن حق الأكراد أن يكون لهم حقوق ثقافية وسياسية وإدارية في أي مكان يتواجدون فيه في سوريا وكذا الحال لبقية الأقليات ومنهم شعبنا وهذه الحقوق يجب أن تقر وتضمن دستوريا وعبر الحل الديمقراطي وتحت ظل هوية وطنية سورية جامعة مشتركة تحترم وتقر التنوع القومي والديني ولا تهمشه   

3 - موقف حكومة الاقليم والاحزاب الكوردية الرئيسية فيه من المشروع :
----
لم تعلن حكومة اقليم كوردستان او الاحزاب الرئيسية في الاقليم وفي مقدمتهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغير (كوران) موقفهم الرسمي والصريح من مشروع (الفيدرالية - روج آفا) لكن كل المعطيات والمؤشرات على الارض تؤكد ان حكومة الاقليم والحزب الديمقراطي الكوردستاني تؤيدان المشروع ضمنا او تلميحا احيانا وتتحفظ عليه احيانا اخرى لان الحزب الديمقراطي الكوردستاني السوري (بيشمركة روج آفا) الموالي سياسيا وفكريا للحزب الديمقراطي الكردستاني في الاقليم وكذلك بعض حلفائها من الكورد لديهم خلافات مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري وكذلك لعدم مشاركتهم في الاجتماع انف الذكر اعلاه علما ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني السوري ينضوي تحت تشكيل المجلس الوطني الكردستاني في سوريةالذي تبنى قوات (البيشمركة السورية) كجناح عسكري للمجلس الوطني الكوردي

حيث ترفض وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري صراحة دخول القوات التابعة للمجلس الوطني الكوردي بكل فصائلها إلى المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في سوريا للدفاع عنها في وجه الهجمات الارهابية لوجود خلافات تاريخية وفكرية وسياسية بين الطرفين اما حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغير كوران فأنهما تغازل لا بل تؤيدان المشروع تلميحا او تصريحا لان علاقتهما التاريخية والفكرية والسياسية طيبة وجيدة مع حزب العمال الكوردستاني التركي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري لغاية اليوم

4 - موقف احزابنا ومؤسساتنا القومية في الوطن والمهجر من المشروع :
-----
المؤسف لم تبادر لغاية كتابة هذه السطور اغلب احزابنا ومؤسساتنا وتجمعاتنا القومية في الوطن والمهجر الاعلان عن موقفها الرسمي من المشروع اعلاه بأستثناء (المنظمة الاثورية الديمقراطية وحزب تحرير اشور والمجلس السرياني العالمي) وحيث ان المشروع (روج افا) تم طرحه بشكل متسرع وغير ناضج ومستوفي لشروط الصمود حيث انفردت به بعض القوى الكوردية السورية كما موضح في اعلاه لفرض سياسة وسلطة امر الواقع استغلالا لظروف الشعب السوري العصيبة والمعقدة وبعيدا عن ارادة وحق ومشاركة جميع مكونات المنطقة القومية والدينية في صياغة مستقبلهم وتحديد شكل النظام السياسي وهذا طبعا لن يتحقق ابدا إلا عبر احترام كل الاراء والمواقف والطروحات واجراء حوار وطني جامع وشامل لكل قوى ومكونات الشعب السوري القومية والدينية في المنطقة من (عرب وكرد وسريان آشوريين وتركمان وغيرهم)

استنادا لمبدأ الشراكة والمساواة والتوافق الوطني عبر مرحلة انتقالية تقودها هيئة حكم انتقالي ترعى صياغة ميثاق وطني يرتكز عليه دستور جديد يطرح للاستفتاء العام وإن هذا المشروع الاتفرادي يفتقد للروح الجماعية وللشرعية والتوافق الوطني ولن تنتج عنه إلا المزيد من فقدان الثقة والتوتر والتفرقة والاحتقان والتصعيد بين مكونات المجتمع السوري واني شخصيا ادعو واطالب كافة احزابنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا القومية والوطنية في العراق وسوريا والمهاجر تثبيت موقفها الرسمي الرافض لهذا المشروع الانتقائي الذي يحاول تهمشنا وسلب حقوقنا وارادتنا والغاء تاريخنا وشراكتنا الفعلية كذلك ادعو كافة تنظيماتنا في سوريا والعراق لتوحيد الخطاب والمواقف والجهود من اجل مواجهة المخاطر والتحديات والصعوبات لضمان حقوقنا ومستقبلنا

5 - الموقف الدولي والاقليمي من المشروع :
-------
لا يوجد اي اعتراف وطني سوري واقليمي ودولي رسمي وصريح بمشروع روجا افا للاكراد في المناطق السورية الثلاثة اعلاه حيث رفضت حكومتي الامريكية والروسية وكذلك حكومتي تركيا وايران اضافة للائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية وكذلك رفض النظام السوري هذا المشروع ان الاجماع في الموقف الاقليمي والدولي والوطني الرافض للمشروع يؤيد ويؤكد ما ذهبنا اليه في اعلاه بأنه مشروع انفرادي واقصائي ومتسرع وغير ناضج ولا يخدم حتى الاكراد وحقوقهم المشروعة ومستقبلهم في سوريا 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=806201.0


                                 انطوان الصنا   

             antwanprince@yahoo.com