المحرر موضوع: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ  (زيارة 2836 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
بقلم: ميخائيل ممو
في كل عام جديد، عادة ما نضيف رقماً جديداً لتاريخ العام المنصرم، وذلك في فجر العام الذي يحل علينا، وعلى مَرّ الأيام تتوالى المناسبات الدينية لإحياء ذكراها متمثلة بمآثر القديسين وغيرها من المناسبات المفروضة وفق التعاليم المسيحية، وكذلك للأديان السماوية الأخرى، وللمناسبات القومية والوطنية التي لا تقل شأناً، ولها مكانتها وطعمها الخاص أيضاً على مدار السنة، والتي منها بوجه متميز في شهر مقدم الربيع شهر نيسان الخالد خلود مناسباته المتعددة، حيث تتحلى فيه الطبيعة بحلّة قشيبة زاهية لتبث الإنشراح والفرح في نفوس من هب ودب على وجه الأرض، وعلى وفقٍ متميز الإنسان ذاته لتمتعه بروح الحياة ومنها أيضاً الماشية والطيور التي تسرح وتمرح في جو من الحرية بصفاء الأجواء وما يتحلى به وجه البسيطة بألوان زاهية ومنها بشارة الإخضرار واليانعة من الثمار.
لكي نؤكد ما ذهبنا اليه يلزمنا القول بأن شهر نيسان له أهميته ومكانته وتأثيره على النفس البشرية بجماله الشبيه بجمال الهة الحب والجمال، كونه يشكل ولادة حياة جديدة على الأرض وبداية إنتشارالخير والسلام والمحبة والجلال بدلالات عديدة حين تجعله العديد من شعوب العالم بأنه شهر العطاء لتحتفل به منذ العصور القديمة متمثلة بالعصر السومري فالآشوري والبابلي، ومن ثم أبناء إسرائيل بإعتباره بداية الخلاص لشعبهم بخروجهم من أرض مصر يوم 15 نيسان والإحتفال به كعيد للفصح كما جاء في التوراة، حيث كان الأول من نيسان يوافق الإعتدال الربيعي لديهم والمتعارف عليه في التقويم الحديث يوم 21 آذار.  وكذلك ما ذهب اليه العراقيون بنعته عيد الربيع، ولدى الصابئة واليزيديين والفرس بإعتباره عيد الخليقة لديهم، إضافة لليوم الأول منه والشهير بيوم الطرافة المعروف بكذبة نيسان لدى أغلب شعوب العالم إقتداءً  بتبني التقويم المعدل الذي سَنّهُ ملك فرنسا شارل التاسع عام ‏ ‏1564. وليس من الغرابة أن تحتوي أيام شهر نيسان الكثير من المناسبات لدى العديد من شعوب العالم رغم اختلاف تقاويم الإحتفالات، كونه أقدم الأعياد منذ سبعة آلاف عام وبتسميات متفاوتة كيوم "زكموك" لدى السومريين و" أكيدو أو أكيتو" الذي يعني " ريش شاتين أو شاتيم " بمعنى رأس السنة لدى الآشوريين، ولدى اليزيديين الذين يسمونه "سر صالي" كأول يوم أربعاء من أول أسبوع في شهر نيسان حيث يكون اليوم المذكور بداية للسنة اليزيدية، والرومان اعتبروه مقدساً بالنسبة الى فينوس آلهة الحب، ويعنى به أيضاً الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتشرق أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء أي الإنفتاح، ولتتوالى التسميات كنوروز أي بمعنى اليوم الجديد ويوم الخليقة وغيره من التسميات تيمناً بإنتشار الخصب والخضار. وأن لا تفوتنا الإشارة لرمزية ما تعنيه ملحمة كلكامش فيما تخص تموز وعشتار وأهميتها بشهر الخصب والزهو والعطاء بعودة تموز اله الخصب إلى الحياة كعودة المسيح بعد صلبه.
كما وأشارت المصادر التاريخية بأن معناه لدى السومريين شهر العبادة او المزار المقدس بتقديس الهيكل،  وفي العصر البابلي بمعنى البداية والشروع أي بدء السنة الدينية المقدسة وقيل أيضاً عن ذكر اسم نيسان في النقوش التدمرية. وإلى جانب ذلك تبين لنا من بعض مطالعاتنا بأن العرب القدامى، ولا سيما أهل البادية، كان رعاة البدو يحتفلون بشهر نيسان من أجل ماشيتهم، ولا زال هذا التقليد سائداً في بعض المناطق التي يعتاشون على الماشية وعطاء الربيع. وليس بالغريب أن يوصي النبي لعلي بمقولة " أن تأخذ من ماء المطر بنيسان " للشفاء، ربما احتفاء بمقدم شهر الربيع الثاني أي الربيع الآخر الذي هو شهر نيسان في التقويم الهجري. وهناك أيضاً العديد من التفاسير لدى شعوب الشرق الآوسط من الأكراد والأتراك والتركستان واذربيجان وغيرهم.
وهنا لا تفوتني الإشارة لمناسية عيد الفصح عن مجموعة من النصب التذكارية في مدينة بعلبك الآثرية التي وجدتُ فيها في إحدى زيارتي شكل البيضة منحوتة في أغلب الأعمدة للدلالة على رمز ميلاد الحياة وديمومتها والتي يعتز بها المسيحيون بشكل عام لحد يومنا هذا في عيد الفصح بتلوينها بألوان زاهية كرمز للربيع الزاهي بمباشرة أبناء العائلة الواحدة في صبيحة يوم العيد وفيما بعد على المقارعة بمسكها بين راحة أصابع اليد بإظهار طرفها المحدد ليقرع عليها المتسابق ببيضته من الطرف المحدد أيضا ومن ثم تكرار ذلك من طرفها الثاني، ومن يكسر الطرفين يحصل عليها وتكون حصته، ولا تقتصر هذه العادة المتوارثة على العائلة فقط، وإنما للغرباء والأصدقاء أيضاً لتتطور بإسلوب آخر هو وضع بيضة واحدة أو عدة بيوض في مكان ما من قبل طرفين متنازعين، ومتى ما جلست ذبابة ما على إحداها يخسرها الطرف المَعني بها، ربما يُعنى بذلك على توفيق حظ الفائز لتلك المناسبة القدسية، وقد تكون تلك اللعبة من باب الطرافة.
ولكي نعزز أهمية هذا الشهر الذي تتوالى فيه المناسبات، يحدونا التساؤل، هل هي المصادفات أم الحقائق التي أملتها الطبيعة. حتماً سيكون الجواب في الحالتين. إذن دعونا نسرد بعض الأمور والوقائع التي أملت على الذين يحتفون بقدسيته وفق ما يلي:
1.   لدى الآشوريين: لا أخوض في ذلك لكثرة ما كُتب وكتبتُ عن ذلك، مكتفياً بكلمة دولة العراق أمام مجلس الأمن/ نيويورك 21 آذار 2013 التي جاء فيها ما يلي:
(عيد أكيتو (رأس السنة الآشورية) يمثل بداية للخير وقدوم فصل الربيع ويعتمد على أسطورة قديمة مفادها نزول الآلهة عشتار الى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز ونجحت بذلك ليعم الخير وينشر الربيع أزهاره على الربوع ويسمى بالآشورية (خا بنيسان) أي الأول من نيسان ويحتفل به الآشوريون قاطبة في العراق ودول المهجر كما كان يفعل العراقيون القدماء. (يعنى بذلك أبناء الإمبراطورية الآشورية).
2.   بعد سقوط الإمبراطورية بخيانة البابليين وتألفهم مع الميدييين (الفرس) لإسقاطها، كان الأشوريون من الأوائل الذين آمنوا بالمسيح، بغية تكوين امبراطورية دينية، فبقوا على عهدهم محتفظون بعاداتهم وتقاليدهم بإحياء رأس السنة الآشورية ولحد يومنا في الوطن الأم وبلدان المهجر.
3.   تشبيه ذلك بيوم قيامة المسيح من عيد الفصح بإنتصاره على الموت، وإنتصار الخير على الشر ليكون يوم المحبة والإيمان.
4.   شبّه المسيحيون الأولون كنيسة المشرق بأزهار وورود شهر نيسان بالألوان الزاهية التي ينشرها الربيع في ذلك الشهر.
5.   تنوع التذكارات ومناسبات الأعياد التي يُحتفل بها إحياءً لذكرى العديد من القديسين في ذلك الشهر من أمثال الربان هرمز في ألقوش ومار عوديشو ومار أدي وغيرهم.
6.   العديد من العادات والتقاليد المألوفة اليوم في الكنائس ذات الصلة المباشرة بتلك التي كانت في مهرجان أكيتو، ومنها على سبيل المثال: التبخير في الكنيسة، ملابس الكهنة والشمامسة، الطهارة والقراءات، الذبائح والقرابين وغيرها الشبيهة بالأيام الإثنتي عشر لإحتفالات اكيتو.
7.   لدى العبرانيين اليهود أو بني إسرائيل: أول وأعز يوم قدسي لديهم يوم خلاصهم من عبودية مصر، وفق ما جاء في سفر التثية (16: 1ـ 4 ) " احتفلوا دائما بفصح الرب إلهكم في شهرالربيع نيسان (الشهر اليهودي القمري) ففي هذا الشهر أخرجكم الرب إلهكم من مصر ليلا، واذبحوا للرب إلهكم غنما أو بقرا في الموضع الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه ".
8.   جاء في سفر الخروج خروج (34 17 18) عن شهر نيسان الذي يُعنى به  (شهر أبيب) تيمناً به لتسمية " تل أبيب" قول الرب لموسى وهو في أرض مصر: «هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو لكم أول شهور السنة» (خروج 12: 1). وإنه لمن المثير للانتباه أن يكون معنى هذه الكلمة ”شهر أبيب“ حرفياً: " شهر البراعم الخضراء "، وقد سُمِّي هكذا لأنه يقع في فصل الربيع، ويُقابل شهرَي مارس وأبريل أي نيسان. وقد صار هو رأس السنة العبرية الدينية، ودُعِيَ فيما بعد باسم شهر ”نيسان“، وحالياً هو الشهر السابع للسنة العبرية المدنية.
9.   لدى الصابئة: ومن الشعوب القديمة إخوتنا الصابئة المندائيين بتقديسهم لشهر نيسان، نستشهد هنا بيوم البنجة الذي معناه التكفير عن الخطايا بعماد الجماعة، حيث يتم في كل سنة من اليوم الخامس والسادس من شهر نيسان الإرتماس في الماء الجاري على النهر بثلاث دفعات قبل تناول الطعام، وفي سائر المواسم لا يجوز إلا نهاراً وفي أيام الآحاد فقط. 

10.   قد تكون من باب المصادفة لأحداث معينة على إقرار أيام متفاوتة من شهر نيسان لإحياء ذكراها ومنها: اليوم العالمي للتوعية يوم 4 نيسان، ويوم الصحة العالمي في 7 نيسان، واليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء في 12 نيسان، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يوم 23 نيسان، واليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 نيسان، ويوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية في 29 نيسان وغيرها، يوم التراث العالمي في 18 نيسان، يوم الرقص العالمي 29 نيسان، ويوم عيد الشجرة في اليوم العاشر من نيسان... حيث يتبين لنا بأن كافة هذه الأيام تتوسم بالعالمية ليعم جدواها على العالم أجمع دون أية مفارقة أو تمييز، إقتداءً بهيبة نيسان الخالد بزهوه ورونقه، مستبعدين الأحداث التي لا يتناسب ذكرها ونحن بصدد أفراح هذا الشهر ومنها يوم التطهير العرقي للأرمن والآشوريين واليونان المعروف بالمذابح من قبل الأتراك العثمانيين.
ولا يفوتنا هنا من الإشارة على إقدام مجموعة من العراقيين الواعين المدركين والمخلصين للتغني بإرث ما بين النهرين، وذلك من خلال مناداتهم ومناشدتهم السلطات الحكومية بجعل يوم الأول من نيسان يوم الثقافة العراقية لإحياء ذكرى هذا اليوم تزامناً مع يوم أكيتو رأس السنة الآشورية البابلية. وهذه دلالة على أن أبناء العراق الأصلاء لا زالوا يمجدون هذا اليوم التاريخي الشهير.
11.    ومن الجدير ذكره بأن يحتفظ كل شعب بيوم لغته في إحتفال خاص إلى جانب اليوم المحدد والمتعارف عليه باليوم العالمي لكل اللغات، لا أن يجعله اليوم المخصص بلغته، لكون الكثير لا يدركوا ذلك، وخاصة من أبناء شعبنا المتعدد التسميات والمكونات الحزبية أيضاً، ولدينا دلائل على ذلك لا حاجة لذكرها.
12.    وقبل أن نختتم حديثنا عن هذا الشهر الخالد، لا بد لنا أن نشير بأن العديد من دول العالم رسمت لها اليوم الذي تحتفل بلغتها الأصلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر يوم اللغة الصينية بتاريخ 20 نيسان تخليداً لذكرى مؤسس الأبجدية الصينية، ويوم اللغة الإنكليزية بتاريخ 23 نيسان تخليداً للذكرى السنوية لوفاة الكاتب المسرحي والروائي الشهير وليام شكسبير، إضافة لأيام أخرى ولأكثر لغات العالم. إن تلك الأيام المحدد تاريخها يتم الإحتفال بها وفق التاريخ المقرر لها، وما تم إقراره من قبل مؤسسة اليونسكو يوم 21 شباط هو يوم كافة لغات العالم لتحتفل به سوية  كافة شعوب العالم في ذات اليوم، تقديراً وتشجيعاً لها دون مفاضلة لغة على أخرى.  رغم احتفاظ كل شعب ناطق بلغته الإحتفاء باليوم المحدد للغته. 
13.   وبما أن الآشوريين كانوا من الآوائل الذين إعتمدوا الخط المسماري في كتابتهم وتطوير ذلك إلى العهد الأوكاريتي في اللاذقية بإعتماد ما يقارب 32 رمزاً أو حرفاً، فكان الأجدر بأبناء ذلك الشعب من خلال مكونات تسمياته الدينية وتنظيماته الحزبية ومنتدياته الثقافية والأدبية أن يتحسس لذلك، ولكن لربما الأحداث المأساوية التي مرّ بها دعته أن يتغافل ويتناسى ما ذهبت اليه العديد من شعوب ودول العالم. إلا أنه بعد أن انتشر الوعي وتأسست المدارس في شمال العراق ودول المهجر استيقظ المجلس القومي الآشوري في شيكاغو بولاية الينوي الأمريكية على إقرار يوم اللغة الآشورية يوم 21 نيسان من كل عام، وذلك قبل ثلاث سنوات بإعتماد التسمية تقييماً لإصدار 21 مجلداً الذي أصدرته جامعة شيكاغو لعمل دام أكثر من تسعين عاماً بمساهمة 85 باحثاً لغوياً تم تكريم المتأخرين منهم في الذكرى الثانية ليوم اللغة الآشورية لعام 2015 في احتفال خاص لمساهماتهم القيمة. ويسعنا هنا أن نكبر جهود أبناء شعبنا من المعلمين والمسؤولين في جمعياتنا الثقافية والأدبية والإجتماعية بإقدامهم على إلتزام إحياء هذه المناسبة باليوم المخصص وعلى نحوٍ خاص في أمريكا والسويد وروسيا وأرمينيا وجورجيا وليتم ادراجه في التقويم السنوي، آملين من باقي الدول التي تتواجد فيه من أبناء شعبنا أن تنحى ذات المنحى ومنها بلاد النهرين واستراليا المتواجدة فيها مدارس اشورية وأينما تواجد أبناء شعبنا الآشوري الذين يعتزون ويتفاخرون بلغتهم الأصيلة.
ومما يؤسف له أن لا تستدرك بعض التنظيمات الحزبية والمكونات الدينية المهتمة بالتعليم والتدريس اللغوي  لهذه المناسبة المختلفة عن يوم اللغة العالمي المصادف 21 شباط بأنه وإعتباره يوم اللغة الآشورية لتنعته بذات اليوم دون وعيها ومعرفتها بشموله لكافة لغات العالم، وليس بلغة محددة. كما ونأمل من كافة مسؤولي التسميات القومية المستحدثة أن يعتمدوا ذات اليوم رغم نعتهم له بما يحلو لهم شريطة أن يكون بذات اليوم المقرر، بغية أن يكون سبيل التوحيد لأيام المستقبل من منطلق اللغة المُوحدة التي تخلق شعباً موحداً، كون اللغة هي العنصر الإساسي لمقومات القومية. هذا ما استطعناه أن نكبر فيه شهر نيسان المجيد، وفي الوقت ذاته نأمل من قرائنا الكرام أن يزيدونا علماً بما لديهم من مناسبات أخرى لم تحضرنا وتخص شهر نيسان. ونحن نورد موضوعنا بالعجالى المختصرة، حيث سنكون من الشاكرين لهم.



غير متصل Sawrisho

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #1 في: 18:46 28/03/2016 »
تحياتي للصديق العزيز الاستاذ ميخائيل ممو
هذا الموضوع توثيق جيد لمناسبات شهر نيسان ولكن كيف فاتتك مناسبة السادس عشر من نيسان في العام 1972 دكرى صدور قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والاثوريين في العراق الذي رغم عدم تطبيقه بالصورة المطلوبة الا انه اسس لمرحلة ثقافية جيدة لابناء شعبنا في العراق وخارجه مع تحياتي وتقديري
ܣܒܪܝܫܘ
 

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #2 في: 20:00 28/03/2016 »
اخي سوريشو
هذه المناسبة بالرغم من أهميتها في وقتها، فقد أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد في عداد ما نؤمن به اليوم، لأسباب كانت قد دعتنا على الإلتزام بما يملى علينا من السلطة الجائرة التي فرقت منتدياتنا بالرغم من الإصدارات التي كنا نضمّنها بأساليب رمزية هادفة بثت الشكوك في نفوس بعض الضعفاء ممن كانوا يطعنونا في الظهر، أدت بالعديد من مجموعتنا على ترك مسؤولياتهم  وبالتالي مغادرة الوطن، حيث كنت في وقتها سكرتير الهيئة المؤسسة لأتحاد الأدباء وسكرتير مجلة المثقف الآثوري ومقدم برنامج حوار وشخصيات التلفزيوني بلغتنا.. ومن خلال هذه المهام عانيت الكثير من ضغوط رقابة المطبوعات والعناصر الأمنية. بالرغم من أنها كانت مرحلة مشجعة لأنطلاق نشاطاتنا الثقافية والأدبية والفنية بحذر دائم. وأنا شخصياً كانت لي في حينها معايشات هي في طي النسيان.. شكراً لك على ما تفضلت به.
ميخائيل ممو


غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #3 في: 11:28 29/03/2016 »
الكاتب النحرير والاستاذ القدير ميخائيل ممو المحترم
شلاما
بالرغم من احتواء المقال على معلومات كثيرة ولطيفة، الا انني اجزم لا بل ابصم بالعشرة لو انك كنت قد كتبت هذا المقال في عهد (بطل الامة العربية !) و(بعبعها !) في نفس الوقت، السيد... الرئيس... القائد... المناضل... البطل... حامي الحدود الشرقية... و(الغربية!)، و(الجنوبية !) وحتى (الشمالية !)... الدكتور صدام حسين، لكان مصيرك السجن لا محالة، لانك نسيت ان تذكر 7 نيسان مولد البعث، و28 نيسان مولد القائد (الضرورة !)...
تقبل وافر تحياتي استاذنا العزيز ميخائيل ممو وكل عام وانتم بخير

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #4 في: 16:28 29/03/2016 »
الأخ الفاضل اوراها سياوش
ههههههههههههههههههههههه
أبصم بالعشر أصابع كلامك من عمق الأعماق.. أضحكتني بملء شدقيّ.... ذكرتني بما لم يخطر على بالي من تلك السخرية والهلوسة الفكرية النتنة التي لا زال بعض المتشدقين ـ وزد على ذلك ـ يحويها في مخيلتهم من خلال الكابوس الذي يأسرهم. نحن اليوم كسرنا وتحررنا من تلك الأباطيل. نعم أخي أوراها، كان علينا أقل ما يمكن أن نشير لذلك بسخرية واستهزاء للبذخ البليغ والترهيب الشنيع الذي أفسد بهجة نيسان لتورثه الدواعش. تصور حتى الحقوق الثقافية التخريبية المتعمدة التي عايشتها لم يسمح لي يراعي ولا حاسوبي أن ادرجها في المقالة التوثيقية، وكما أشرت لذلك رداً للأخ سوريشو.
مع بالغ تحياتي.
ميحائيل ممو

متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #5 في: 19:36 29/03/2016 »
الاستاذ ميخائيل ممو المحترم
تحيه لكم  ولمحاوريكم  مشدوده بسلـةٍ مليئه بالبيض الملون والمسلوق
اخي ميخائيل, كنت اليوم في مدينة آرنهيم, بزياره تفقديه لصديق يمر في وعكه صحيه ,  اعتقد انك تعرفه  من خلال الانترنيت بإسم عود  الذي كان يطربنا في معزوفاته, وصل الحديث  بنا حول شهر نيسان وخيراته الى حدود السؤال عن شكل الخير النيساني المقسوم  لشعبنا في شهر نيسان , اجابني  متضجرا,دعنا نحكي عن  شأن شعب  غير شعبنا ربما فيه ما يمنحنا ثواني من التنكيت والترفيه ,قاطعته قائلا: احنا ما زلنا نتغنى ونفرح بنيساننا القديم والحديث ونعيش امل نيسانات مشرقه لشعبنا في العراق....  ثم ختمتها  بجمله  قصدت فيها ان استفزه : يا ريت تموز ( انت) كاعد يسمعك!!!! راح يضحك ضحكه فززت زوجته بالمطبخ, الرجل بلغ تحياته الك .
اخي ميخائيل  دعني الآن أبلغك بالامر الطريف الذي  دعاني لكتابة هذه المداخله !!
يوم امس  سألتني , اين  هو الاستاذاوراها سياوش ؟ أشو ماكو؟
والآن حينما شاهدت مداخلته الدسمه, قلت مع نفسي سبحان رب شهر نيسان, كم هذا الشهر ساحر وسحري بحيث تتحقق فيه النداءات الغيبيه والتخاطرات الروحيه.
همسه في اذن العزيز اوراها : (ادري بيك راح تكوللي  خلليها سكته ليش تجيب الشك على نفسك و ملف القضيه لسه مفتوح !!)). ولا يهمك  اخي اوراها  مادام  لنيسان إله فوق آلهتهم المزيفه . 
شكرا جزيلا وتقبلوا خالص تحياتي ومحبتي

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #6 في: 01:51 30/03/2016 »
أخي الأستاذ شوكت
نعم ان المصادفة التي حفزت أحاسيسنا بغياب زميلنا سياوش رغم أنه لم نلتقيه وجها لوجه، يبدو أنها شنفت مسامع الهة نيسان وأيقظته ليطل علينا بمداخلته التي لم ترتضيها آلهة نيسان لتكون من ضمن ما أشرنا إليه في مقالنا عن العديد من المناسبات. ومن الجانب الآخر ليعيد بنا نيسان على ذكر زميلنا عود الذي عودنا على نغمات أوتار عوده في ذات الشهر الذي التقيناه عبر التموجات الصوتية المطمورة في العقل الباطن، وبمسعى ذكر نيسان تدعك الآلهة أن تلتقيه للإطمئنان على صحته، وكأنما تخاطبك لتقول له: عود يا عود، وشنف آذاننا بما تجود، لعلنا نستذكر الوعود في أيام عيد الصعود. آملاً من هذه المخاطبة أن لا يتناساه الإله تموز بصلواته لطيبة الغد المعهود محملاً بالجديد من الحصيد وبما يزيد.
هذا ما أوحى لي قدوم مباهج نيسان من خلال روضة مفرداتك.. مع بالغ شكري وتقديري وإلى المزيد مما تذريه وتبذره في حقل عينكاوا كوم، وأن يلهمكم أكيتو بأكثر مما أنتم عليه من أفكار إصلاحية وتقويمية لتحفيز مشاعر وأحاسيس ومدارك الضالين والغافلين والمنافقين، وأن تستل نبلات شوكتك التي توخزها في ضمائر المتشككين بحزم وشكيمة .
ميخائيل ممو
   

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
« رد #7 في: 11:34 30/03/2016 »
الاستاذ القدير والكاتب النحرير ميخائيل ممو
اسمح لي يا استاذنا الفاضل ان اخاطب استاذنا الكبير شوكت توسا ايضا بهذا الرد.
شلاما، واكيتو بريخا اللوخن رابي ميخائيل ورابي شوكت، وبريخا لكل بني امتن...
انها نغمة ...
نغمة القلم، او اليراع كما تسميه... فقد تنسجم مع ذوقك او لا تنسجم، انها بالضبط كالأغنية، وكالموسيقى، تتفاوت في مدى تأثيرها على السمع ما بين فرد وآخر، فقد تدخل القلب او لا...
ان ما يشدني هو طريقة العزف على يراعكما، ورقي الاسلوب في ترتيب كلمات اغانيكما، ومعانيها مفرداتها، بالإضافة الى التقاط الردود من لُبِّها، وتوسيع شرحها. كل هذا يجعلني مشدودا الى انغامكما حتى وان لم اتواجد في منبر الحرية، لانشغالي في بعض الاحيان بأمور الحياة الاخرى.
استاذي العزيز شوكت: اني ارى انه من الطبيعي ان يأتيك الاتهام بسبب التناغم الذي ذكرته اعلاه، وهو دليل على عمق ودقة العزف المنفرد المؤثر الذي لا يود البعض الاستماع اليه، لتعريته للانغام النشاز التي تطلق من قبل هذا البعض.
اتمنى للجميع اكيتو سعيد في ظل اجواء التحرير القريبة، ونطلب من اله نيسان النصر على عدو البشر، ولنعزف انغاماً جميلة بعضنا لبعض، ولنحب بعضنا لبعض، يحبنا الله جميعاً.... تحياتي