المحرر موضوع: لماذا الارهاب  (زيارة 714 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوتيار تمر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 186
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا الارهاب
« في: 16:02 28/03/2016 »
لماذا الارهاب
   
جوتيار تمر/ كوردستان
27/3/2016
السؤال البديهي الذي يطرحه الشارع الانساني بكل تصنيفاته، وكل شرائحه، لماذا الارهاب..؟، بالطبع ماعدا شريحة واحدة لاتطرح هذا السؤال لانها تحاول تبرير الفعل الارهابي، او تحاول ايجاد ثغرات في الفكر الارهابي كي تبعد التهمة عن نفسها، او تعمل على تأصيل الفكرة خارج اطارها الايديولوجي محاولة منها التبرأ من الارهاب.. وهذه الشريحة على اختلاف مسمياتها وتوجهاتها، لاتفتأ ان تكون من احدى اهم مصادر الارهاب.. انها كالمومس التي تبرر فعلتها بالحاجة، وتنفي عن نفسها الرغبة والاستمتاع بالفعل البغائي، لذا نجدنا دائما امام هيجان اصحاب هذا الشريحة، وفورانهم في جميع المحافل وعلى جميع المنابر، ينددون بالارهاب، ويتبرأون منه، ساعين في ابعاد انفسهم عن مكامن الاتهام الحصري، وكأنهم مقتنعون تماماً بأن اي عمل ارهابي في اية بقعة على الارض ستتجه الانظار واصابع الاتهام اليهم مباشرة، فضلا عن كونهم في دواخلهم يدركون حجم الهوة التي توجد في الايديولوجيات التي يتبنونها، وهذا ما يدفعهم مباشرة الى التنكير والتنديد والتبرأ، ويلجأون الى النصوص القديمة في مدوناتهم التشريعية ويأتون بالامثلة على ان ذلك الفعل الارهابي لايمكن ان يصنف ضمن قائمة شرائعهم، متجاهلين الجانب الاخر من تلك الشرائع وتلك الاحداث الترافقية التي اثثت اسس تلك الشرائع بالفعل والعمل وليس بالقول وحده،  محاولة منهم لاخفاء معالمها وكل تلك الاستنباطات والاستقراءات الرؤية والفكرية والتأويلية والاجتهادية التي بررت الكثير من الافعال والاعمال التي يتخذها اصحاب الفكر الارهابي كذريعة للقيام باعمالهم.
 وقبل الخوض في ماهية تلك الشريحة وتحديد عناوينها او المسميات التي تختبئ ورائها، نحاول استنطاق الواقع الذي نلامسه عبر التعايش والرؤية المباشرة، او من خلال المرئيات التي تنقل الحدث اول باول، ومن خلال الاستماع الى السمعيات التي لاتقل اهمية عن غيرها من المصادر الاخرى في نقل الواقع بكل تفاصيله، وبالطبع كل حسب توجهه ايضاً ورؤيته للموضوع او الحدث الفعال والمؤثر والذي يفتح ابواب التمويل او يعطيها الاسبقية الحدثية.
هذا الواقع الملموس ليس الا نقطة مرئية من بحر هائل جذوره متمكنة في الارض، وكل المتحولات التي تطرأ عليه يستند في تغيير ملامحه على المنطوقات والمنزولات السماوية، باعتبارها الراعية بامتياز لغالبية التشريعات الكهنوتية، وهذا الاخير         " الكهنوت" يظهر نفسه على انه الحجر الاساس لكل ما هو خارج عن المصدر الاساس ولكل ما هو باعث للتفرعات والاجتهادات والتبريرات التي منها يتم نسج المتخيلات التشريعية على اعتبارات مستمدة من الفقه التشريعي الاصلي، مما يجعلنا نؤمن بأن الحقيقة الاكثر وجوديا والاهم تاريخيا كما يقول عبدالرزاق الجبران هي ان الانسان عبد لكهنوته وليس للاهوته، لان المتدين لايتبع مصدر التشريع الاساس لديه، انما يتبع الكهنة الذي ينطقون باسم صاحب التشريع الاساس، وكأن الكهنوت هو من استعبد صاحب التشريع ولم يعبده هو، لذلك تنطلق ارئهم وفق المنطق الاهوائي وبالتالي ينتج ضمن هذه الشريحة الكثير من التيارات التي قد تتقاتل فيما بينها وفقاً لاجتهادات تجيز لبعضها امراً ويحرمها الاخر لاعتبارات مصلحوية لاتساعد على تحقيق الاخر لاهدافه ضمن دائرة وجوده الفعلي او الانتمائي.
وعلى هذا الاساس يمكن تحديد معالم وملامح الشريحة المغايرة التي استثنت من الشرائح المتسائلة لماذا الارهاب..باعتبارها احدى روافد الارهاب نفسه، والمسميات التي قد نطلقها نحن عليها ليست الا الوجه الخارجي لها، لكون تلك المسميات لاتتطابق والفكر  الذي تتبناه ضمن تأويلاتها الكهنوتية المنصاعة تماما للصيرورة التي يريدون خلقها، وفق المنظومة الانتمائية والعقائدية المنتجة من قبل اصحاب الفكر الكهنوتي، مما يعني بالتالي استحداث الممرات التي تساعدهم على بلوغ غاياتهم عبر استغلال التشريع الاساس( الاصلي) وابعاد المشرع الاول من الواجهة، واحلال المشرعين الكهنوتيين بدلاً عنه، كمعين لاينضب للافكار التي تلبس رداء التشريع الاساس ولاتعمل به الا وفقاً لحاجاتها.. ولهذا حين يقول الجبران الاديان الحقيقية ليس تلك التي تملك الها حقيقيا، وانما تلك التي تملك انسانية حقيقية، وان قيمة الانسان ليس بنوع الهه، وانما بنوع انسانيته، فانه لايقولها عن عبث، ومن معزل عن الحقيقة التي يحاول اصحاب الفكر الكهنوتي اخفائها عن الناس، بل يقولها لانه يدرك بان هولاء هم المهد الحاضن لكل فكر خارج عن الانسانية، وانهم السبب في كل انحراف وخروج عن المسار الانساني سواء من خلال فتاويهم التي لاتمس الوجود الانساني الا من خلال الفتات، ام من خلال الممارسات التي تجبر الكثيرين على الرفض والتمرد، على ان هولاء الرافضين والمتمردين لايمكن ان ينتجوا الفكر الارهابي، بل وحدهم المسببين لتمردهم يختلقون الاسباب والمبررات كي يقتلعوا جذور هولاء من الارض، فيدعون الى محوهم، وبذلك يمهدون ويحتضنون الفكر الرافض لوجود الاخر غير المنصاع لهم، فتتحول ارائهم الى فتحات وممرات يستغلها تلك الجماعات والتيارات  لتبرير افعالهم الارهابية بكل تشكيلاتها وصورها .
ان معالم هذه الشريحة لاتبنى الا على اساس رفض الاخر بكل اشكاله، طالما لايستمد  الاخر قوته الايديولوجي منهم، مما يعني تبرير اية وسيلة لاخضاعه او لترهيبه، وهذا الفعل يشرع لهم اتباع ابشع الوسائل والتي اصبحت غير مخفية على احد، ممن يمكنه انصاف الحقيقة والخروج من دائرة الصمت الاخرس، وبالتالي العمل على كشف الحقائق حتى وان بدت معارضة لوجود الهه الذي يؤمن به، طالما هذا الاله ليس الا عبداً للكهنوت الناطق باسمه، وليس الا وجهاً مخفياً وراء الحجب، وكل ما يفعل باسمه ليس الا نتاج الرغبة الكهنوتية الساعية لاحكام قبضتها دائما على الموجود الانساني.
هذه الشريحة لن تتساءل يوما لماذا الارهاب، لانها ان سألت ستفضح مكنونها، وستفضح وجودها الفعلي، باعبتارها الراعي الرسمي للارهاب، والممول الاكثر حضوراً في كل الاعمال الارهابية التي تعصف بالعالم الحالي، وليست مقولاتي ادعائية تحريضية نابعة من ظرفية خاصة، انما هي مقولات نابعة من الصميم التشكيكي لكل ما هو ضد الانسانية حتى وان بدا وكأنه امر فوقي الهي، فطالما لايساهم هذا الامر في اعطاء الانسان حقه الانساني فانه بلاشك غير  معني بالانسان وغير ملزم.. ولذا نرى بأن كل المبررات التي يحاول اصحاب الشريحة هذه تقديمها، او حتى العمل على التنديد وانكار وجود مثل هذه الافكار بين اروقة نصوصهم، فانها لاتصدر الا من باب التفادي والتواري خوفاً من فضح امرهم بين الناس.