المحرر موضوع: المسيرة النيسانية (عيد أكيتو) لهذا العام منقسمة على نفسها بين قيادات شعبنا الآشوري  (زيارة 3250 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عوديشو سادا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 517
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المسيرة النيسانية (عيد أكيتو) لهذا العام منقسمة على نفسها بين قيادات شعبنا الآشوري
 
مرة أخرى جاء نيسان، شهر البركة والخير، شهر يملؤه الأمل والمحبة والسعادة. شهر أنبعاث الحياة من جديد بوجه الطبيعة الخلابة للتغيير والتجدد نحو ما هو أفضل كما خلقها الله للأنسان. لكن، في يومنا هذا، وفي هذا الزمن الردئ والظروف الراهنة التي تمر بها أمتنا الآشورية يقف الأنسان بوجه هذه الإرادة الروحية ببهاءها الخلاب وجمال طبيعتها الخضراء، ليُحَول نيسان أفراح أكيتو والخلود والبقاء الى لون الحزن القاتم السواد، لتصبح في طي النسيان، وليتحول من خلال فكر الإنسان البالي إلى حزن أعمق، ليصبح هذا العيد التأريخي، عيد رأس السنة الآشورية البابلية الذي كان يحتفل به الأجداد العظام بقلب وقالب متحد دون تغليب مصلحة الكراسي والمناصب والمنافع البرلمانية وقيادة الأحزاب المتنافرة والمهزوزة، ليصبح مناسبة لا معنى لها . بعكس ما يحصل اليوم ونرى ونسمع بعين الواقع المرير واقع أحزابنا القومية المتردية بأفكار خالية من الشمولية بالقضية القومية، حيث راح البعض يقرر ويخطب اليوم مثلما يحلو له، ووفقاً لمصلحته الشخصية ومنافعهِ المالية المتعلقة به شخصياً أولاً، ومن ثم الحزب الذي ينتمي إليه. وسنة تلو أخرى، يحلُّ علينا (أكيتو)، ومن دون أن ينقطع عنا، بقوميته الأصيلة, وهنا يحضرني قول الشاعر بأي ثوب جئت ياعيدُ؟! هل أتيت بثوب الفراق والخصام وتأسيس حزب داخل الحزب الواحد والأنفصال؟ أم بثوب تعدد الأحزاب والمسيرات المنزلقة وراء أفكار القيادات المتنافرة، التي تقف ضدّ جموع الشعب والناس البسطاء من المثقفين ورجال الدين، والعلم والمعرفة المتفرقة بمسيراتها النيسانية بين قرانا وقصباتنا الشمالية بأفكار صانعيها وهي تسير في مواكب نيسان الزاهية، بين أزقة وشوارع نوهدرا ضمن مسيرات أمتنا التأريخية الخالدة، والأحتفالات المتعددة الجوانب والأماكن بهذه المناسبة النيسانية التأريخة، كما كان يحتفل الأجداد العظام في بابل ونينوى، عاصمة اشور، .. قُل لي بأي ثوب جئت يا (أكيتو)؟
من سيقود المسيرة النيسانية الجماهيرية الكبرى هذه المرة خلال إحتفالات هذه السنة، والتي ستخرج بصخب وهتافات وشعارات أبناء وبنات شعبنا، من مختلف الطبقات والأعمار لأمتنا المجيدة، بتسمياتها العديدة، والتي نفتخر بها جميعا، هذه المسيرة التي ستنثر السرور وتبعث الأمل في أجواء الطبيعة الخلابة، والتي لا مثيل لها في هذا اليوم، الأول من نيسان الأغر، العيد القومي لأمتنا الآشورية في كل أصقاع العالم المتحضر والمتمدن؟
 ويبقى السؤال: من سيكون في الخطوط الأمامية للمسيرة، وأي فصيل وأية قيادة ستتقدم المسيرة الجماهيرية، بعد أيام قلائل من الآن؟ هل هو فصيل الحركة الديمقراطية الآشورية، زوعا، كما في السنين السابقة، أم فصيل كيان أبناء النهرين المنفصل والمنشق بأغلب قيادييهِ المعروفين، من قيادة زوعا البنفسجية ؟ أم تجمع التنظيمات السياسية لأحزابنا، الذي هو الآخر لا نعلم أين صفى به الدهر في أيامنا الحاضرة؟ أم قيادة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ؟ أم تعدد الأحزاب الأخرى المتبقية، مع كل الأحترام والتقدير لجميع ألوان أمتنا الآشورية بتعدد فصائلها وتنظيماتها الحزبية ؟
 ومرة أخرى يتكرر السؤال: من سيقود المسيرة هذه السنة وكيف ستلتقي مختلف الآراء والتوجهات والأفكار والوجوه المختلفة المتناقضة والمنفصلة عن بعضها البعض؟ وهل سنشهد في هذه المناسبة الخالدة الضحك على الذقون، وإستغلال مشاعر الناس البسطاء مرة اخرى كما اعتدنا على ذلك في مناسبات سابقة؟
 هل سيستمر السؤال مرة تلو أخرى، وسنة تلو أخرى، دون جواب، أم أن هناك من يُجيب لإرضاء الأنفس وشفاء غليل الناس البسطاء السائرة بين أزقة وشوارع نوهدرا الخالدة وغيرها من قرانا ومدننا التأريخية خلال المسيرات النيسانية، حاملة معها براءة القلوب والأفكار والمشاعر القومية الشريفة، والمؤمنة بحق قضيتهماالقومية التأريخية؟
وأخيراً نقول بمناسبة أعياد (أكيتو)، كل عام وأبناء أمتنا الآشورية المجيدة  بخير وفرح ومحبة وسلام وتجدد وعطاء، وإنبعاث الحياة من جديد بين أفكار وشرايين أبناء أمتنا، وصفاء القلوب بين القيادات المتناحرة، على أمل العودة إلى نقطة البداية السليمة والصحيحة، للإنطلاق بقوة وإقدام  ضمن مسيرة أمتنا، ومشاعر قومية وصلبة، مفعمة بمحبة تعدد قيادات شعبنا، والتي تصب في مجرى واحد، بأفكار ومشاعر حرة ونزيهة، من أجل قضايانا المصيرية والمتعلقة بأمن وسلام إتحادنا القومي الآشوري الرصين.
ولكم موفور الصحة والسلام
ومن الباري هبة إتفاق القلوب والوئام
وبإتحادكم لشعبنا الآشوري مفتاح الآمان ..


عوديشو سادا