المحرر موضوع: أطفال العراق ..أين حقهم ؟  (زيارة 1055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                                        أطفال العراق ..أين حقهم ؟   

         
       رشيد كَرمة
ألأطفال أحباب الله ..هكذا توارد الحديث الديني الذي نصت عليه الأديان السماوية الثلاثة  اليهودية والمسيحية والإسلامية , وهكذا إتفقت مع تعاليم المصلحين في كل اصقاع الأرض بل وفي لحظة نادرة يصعب إيجادها يتم التطابق بين مايقرره الملك المتربع على العرش وخليفته على الأرض بخصوص هذا الكائن ( الطفل ) الذي سينجز مهامه في مراحل لاحقة بين اللعب وإشباع غرائزه وبين طرح الأسئلة الصعبة ببراءة منقطعة النظير أحيانا ً كثيرة وبدافع الإحراج حينا ً .
ولعل من المفارقة بمكان ( هذا إذا استبعدنا التدخل القسري من جانب الكبار  ) ان لايحتاج الأطفال لكثير من الوقت لإقامة علاقة صداقة  ودية مع  أقرانهم بعيدا عن الجنس واللون والقومية والطائفة والدين والمنشأ و الشكل كأن يكون الطفل مصابا بعاهة أو شئ من هذا القبيل ناهيك عن الإختلاف اللغوي .
ولاشك ان الأطفال في مختلف ارجاء المعمورة يتمتعون بذكاء متقد , وصادق ويستخدمون أدواتهم _ وسائلهم _ الدبلوماسية للحصول على مايرغبون دونما إتفاق مسبق بينهم ويكاد الأطفال يكونون طبقة ً خارج الصراع الطبقي وقوانينه وهم القوة الحاكمة ولها القول الفصل في كل الأوقات , ولطالما لعبوا دورا ًمهما في شد كيان الأسرة التي تعاني من عدم  الإنسجام وطغيان عدم الود , كما انهم يشكلون الدافع الأرأس للعمل من أجل توفير الغذاء ومتطلبات الحياة , ويفرض قانون الطفولة إشاعة الفرح والبهجة رغم أنف الجميع ورغم كل شئ  ,  وإذا ما صرخ الأطفال جوعا لايستطيع كائنا من كان ان يلجم صراخهم .
والطفل صنو النظافة وعنوان النقاء والعفوية وهم عماد المجتمعات البشرية أينما وجدت ومتى مانشئ الصغار بشكل سليم تكون المجتمعات قد كسبت الشئ الكثير والعكس صحيح جدا ً.
ولا جدال في هذا وتكاد تشكل هذه البديهة إحدى أهم الحقائق التي تقترب من المطلق .
 ولكن من هو الطفل ؟ هل هو الرضيع ؟ هل هناك حدود معينة للطفولة ؟ وهل ان للطفل حقوق محفوظة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟ والتي تنتهك فيها حرمة الإنسان وحقوقه ليل نهار , سرا ً وعلانية , فما بالك بالطفل ؟
من أجل ان نسلط الضوء على هذا لابد من مراجعة سريعة للوائح الأمم المتحدة , هذا المنبر الأممي التي تخضع له جميع الأمم ومنها ( الأمة الإسلامية ) التي ترفع يافطة مخافة الله في كل ركن من أركان الدولة في المدرسة والشارع والبيت  وفي أجهزة إعلامها ,

 اتفاقية حقوق الطفل
اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة
للأمم المتحدة 44/25 المؤرخ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989
تاريخ بدء النفاذ: 2 أيلول/سبتمبر 1990، وفقا للمادة 49


وإذ تشير الديباجة  إلى أن الأمم المتحدة قد أعلنت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن للطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين،
واقتناعا منها بأن الأسرة، باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع والبيئة الطبيعية لنمو ورفاهية جميع أفرادها وبخاصة الأطفال، ينبغي أن تولى الحماية والمساعدة اللازمتين لتتمكن من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها داخل المجتمع،
وإذ تقر بأن الطفل، كي تترعرع شخصيته ترعرعا كاملا ومتناسقا، ينبغي أن ينشأ في بيئة عائلية في جو من السعادة والمحبة والتفاهم،
وإذ ترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعدادا كاملا ليحيا حياة فردية في المجتمع وتربيته بروح المثل العليا المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، وخصوصا بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والإخاء،
وإذ تضع في اعتبارها أن الحاجة إلى توفير رعاية خاصة للطفل قد ذكرت في إعلان جنيف لحقوق الطفل لعام 1924 وفى إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1959 والمعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ولاسيما في المادتين 23 و 24) وفى العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ولا سيما في المادة 10) وفى النظم الأساسية والصكوك ذات الصلة للوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية المعنية بخير الطفل،
وإذ تضع في اعتبارها "أن الطفل، بسبب عدم نضجه البدني والعقلي، يحتاج إلى إجراءات وقاية ورعاية خاصة، بما في ذلك حماية قانونية مناسبة، قبل الولادة وبعدها" وذلك كما جاء في إعلان حقوق الطفل،
وإذ تشير إلى أحكام الإعلان المتعلق بالمبادئ الاجتماعية والقانونية المتصلة بحماية الأطفال ورعايتهم، مع الاهتمام الخاص بالحضانة والتبني على الصعيدين الوطني والدولي، وإلى قواعد الأمم المتحدة الدنيا النموذجية لإدارة شئون قضاء الأحداث (قواعد بكين)، وإلى الإعلان بشأن حماية النساء والأطفال أثناء الطوارئ والمنازعات المسلحة،
وإذ تسلم بأن ثمة، في جميع بلدان العالم، أطفالا يعيشون في ظروف صعبة للغاية، وبأن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى مراعاة خاصة،
وإذ تأخذ في الاعتبار الواجب أهمية تقاليد كل شعب وقيمه الثقافية لحماية الطفل وترعرعه ترعرعا متناسقا،
وإذا تدرك أهمية التعاون الدولي لتحسين ظروف معيشة الأطفال في كل بلد، ولا سيما في البلدان النامية،
قد اتفقت على ما يلي:
الجزء الأول
المادة 1
لأغراض هذه الاتفاقية، يعنى الطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.
المادة 2
1. تحترم الدول الأطراف الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع من أنواع التمييز، بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو الوصي القانوني عليه أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسي أو غيره أو أصلهم القومي أو الإثني أو الاجتماعي، أو ثروتهم، أو عجزهم، أو مولدهم، أو أي وضع آخر.
2. تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للطفل الحماية من جميع أشكال التمييز أو العقاب القائمة على أساس مركز والدي الطفل أو الأوصياء القانونيين عليه أو أعضاء الأسرة، أو أنشطتهم أو آرائهم المعبر عنها أو معتقداتهم.
المادة 3
1. في جميع الإجراءات التي تتعلق بالأطفال، سواء قامت بها مؤسسات الرعاية الاجتماعية العامة أو الخاصة، أو المحاكم أو السلطات الإدارية أو الهيئات التشريعية، يولي الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى.
2. تتعهد الدول الأطراف بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه، مراعية حقوق وواجبات والديه أو أوصيائه أو غيرهم من الأفراد المسؤولين قانونا عنه، وتتخذ، تحقيقا لهذا الغرض، جميع التدابير التشريعية والإدارية الملائمة.
3. تكفل الدول الأطراف أن تتقيد المؤسسات والإدارات والمرافق المسؤولة عن رعاية أو حماية الأطفال بالمعايير التي وضعتها السلطات المختصة، ولا سيما في مجالي السلامة والصحة وفى عدد موظفيها وصلاحيتهم للعمل، وكذلك من ناحية كفاءة الإشراف.
 لقد ذكرتُ ثلاث مواد من أصل 54 مادة تشكل بمجموعها إتفاقية ملزمة لحقوق الطفل وفقا ً للديباجة .
وإذا ما عدنا للمقارنة بين الحقوق الواردة والتطبيقات في بلدان خير امة أخرجت للناس لوجدنا الفارق كبير و( مخزي ) إذ يساق الأطفال لأعمال دونية حقا ًوتصادر كافة حقوقهم بل ويتاجر بهم في أرذل أسواق التجارة ,
ولقد تعرض صغار السن الى إستغلال فاضح إذ إستخدمتهم شبكات التسول في كل البلدان الإسلامية ولقد بهرني أداء الأطفال في الهند وباكستان وهم يؤدون أغان ٍ تجبر السامع للتعاطف معهم .
وإذ رأيت مؤخرا ً فيلما ً لطفل إيراني أستغل من جانب رجال مهوسيين بالنزعةالطائفية لم يتجاوز التسع سنين لقن بشكل ( طائفي ) مستدرا التعاطف على قضية عمرها 1400 عام  ليثير شرخا آخر الى قائمة الشروخات التي يسعى لها الطائفيون , فإن الفيلم وأساليب شحذ الفرقة والتناحر لم يكن بعيدا عن إطلاعي المبكر , ولربما هناك من الخسة ان أذكر ما يتعرض له الأطفال في الأماكن الدينية ومراكز العبادة !!!!!
ومقارنة لوضع الأطفال في بلادي ( العراق ) الذي يتعرض الى طوفان من البدع والتضليل وإشاعة الدجل وفرض ( الحجاب على طفولة البنات )  ( وضرب الزنجيل على طفولة الأولاد ) والبرنامج الإذاعي الخاص ليوم الطفولة العالمي الذي أعدته الإذاعة العربية من القناة 2 من راديو السويد لأمر ينذر بالكارثة فعلا , ويشكل إذا لم يكن قد شكل أصلا صدمة لذوي الإهتمام , إذ ذكر التقرير ان :
أطفال السويد والدانمارك وهولندا هم الأحسن مستوى معيشي في العالم وذلك في إحصائية أعلنتها اليونيسيف , وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الحادية عشر و, والأطفال في جيكوسلفاكيا هم الأفضل مقارنة بفرنسا ....
ومع هذا فإن 20000 عشرون ألفا ً من أطفال السويد بحاجة الى رعاية ( نفسية ) نتيجة القلق في سن المراهقة !!!!!
ولقد قدمت إحتجاجات وإنتقادات من جانب منظمة حقوق الطفل في المجتمع السويدي ضد أداء الحكومة وطالبت الدولة ببذل الجهود لئلا تتعكر الطفولة او يسئ إستخدامها.
وبإمكان القارئ ان يتصور حجم المفارقة بين الصورة التي إخترتها عنوانا للمقالة وهي عبارة عن أطفال يبحثون عن حقهم بالنفط العراقي الذي يهرب الى الجيران المسلم وما وصل اليه العالم من تطور أخلاقي بعيدا عن الطلاسم والجنجلوتيات !!!!!
ولربما قد تفيدكم هذه الأحصائيات :
 التقارير الصحية توضح مدى التدهور الصحي الذي وصل إليه الشعب في العراق.. ) أن هناك ما يقرب من 1.261.917 طفل ماتوا. ويعد السبب الرئيسي في الوفاة تحت سن الخامسة هو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإسهال والقرحات والتهاب الأمعاء وسوء التغذية.


كما أن هناك أمراضا عديدة أخرى زادت بشكل كبير، أو ظهرت لأول مرة في العراق، مثل السعال الديكي والحصبة والكوليرا وشلل الأطفال والجرب وغيرها كالآتي:
 
السعال الديكي    زاد 3.4 مرات       
الحصبة   زاد 4.5 مرات (25.818 حالة )      
الغدة النكفية   زادت 3,7 مرات (35,881 حالة      
الأميبا   زادت 5,13 مرات في عام 1989      
التيفويد   ارتفع 10,9 مرات (19,825 حالة)      
شلل الأطفال الآن 18 حالة بعدما سجلت حالتان عام 89
الكوليرا من لا شيء عام 89 إلى 2560 في 98
الجرب من لا شيء إلى 43,580 حالة في 1998    
(الجدولان عن رمزي كلارك من "المركز الدولي للتأثير" في تقريره لسكرتير الأمم المتحدة، نوفمبر 99).
ومن التقارير الحديثة فقد تجاهلت اليونيسيف السؤال أين تذهب الأرصدة الخاصة بالأطفال العراقيين وبماذا يعزي صمت العالم والأمم المتحدة عن ممارسة ( المعممين ) تجاه طفولة لاتملك من الطفولة إلا إسمها فقط....
ولابد من الإشارة  ألا ان إستمرار  الصمت المطبق  من جانب المجتمع الدولي  يولد إشكالية كبيرة في مصداقيتها  ولابد من حملة عالمية لحماية الطفولة في العراق  وخصوصا من  إضطهادهم  بوسائل القمع القائمة او المستندة على الواعز الديني الذي  يفرض على المجتمع العراقي فرضا ً........

   السويد   رشيد كَرمة         13 آذار 2007