إلى متى يظل "ممثلو" أمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" يقبلون المذلة والإهانة؟
=======================================================
أبرم شبيرا
كلمات في غير محلها... ولكن!!:----------------
يلاحظ القارئ العزيز بأنني كتبت كلمة "ممثلو" بحروف صغيرة تعبيراً عن إحتجاجنا وإمتعاضنا وتصغيراً لهم في مهماتهم البرلمانية رغم إعترافنا بأنهم قانونياً وسياسياً يمثلون أمتنا "الكلدانية السريانية الآشورية" لأنهم وصلوا إلى الكراسي البرلمانية عن طريق الإنتخابات، المعيار الوحيد المتاح لإكتساب هذه الصفة في هذا الزمن "الديموقراطي" جداً. ويلاحظ القارئ العزيز أيضاً بأنني كتبت "الكلدانية السريانية الآشورية" بحروف كبيرة تكبيراً وتمجيداً لهذه الأمة العظيمة بكل تسمياتها الحضارية رغم أنها أضحت بفعل العقلية الطائفية المهيمنة على مقدرات البلاد "مكون مسيحي". كما أنه من الضروري للقارئ اللبيب أن يفهم أنه لا محال إلا أن نذكر هذه التسمية الوحدوية لكونها الطرح السياسي الأضمن في الوقت الحالي من التسمية المفردة في مواجهة التحديات المصيرية المشتركة والمطالبة بحقوقنا القومية، وهي الحالة التي تفرض علينا أن نضعها دائماً بين هلالين لتعطي نوع من التحفظ على هذه التسمية الوحدوية. أما ذكر كلمات كـ "المذلة والإهانة" التي تأتي ضمن الظروف الإعتيادية والمستقرة والتي تسودها الألفة والمحبة والتسامح ونكران الذات، وهي الظروف التي يفتقر إليها المجتمع العراقي بشكل عام ومجتمعنا بشكل خاص، تأتي ككلمات غير مقبولة ومستهجنة ولكن ذكرها ضمن الظروف القاسية والتكفيرية والسياسات الإستبدادية التي تمارسها النخب الحاكمة في العراق تجاه أمتنا و أيضا تجاه "ممثليها" تفرض علينا وتجبرنا على أن نجعل مثل هذه الكلمات مقبولة بعض الشيء خصباً عنًا رغم أن ذكرها يحز في عقولنا ويؤلم قلوبنا لأن الكثير منهم أصدقاء لنا لا نرغب إطلاقاً أن يتعرضوا للمذلة والإهانة وأنهم جميعاً أبناء أعزاء لأمتنا ولا نشك في إمكانياتهم الفكرية والسياسية والتي مع الأسف الشديد، تتطاير وتتلاشى في هذه الأيام من جراء الرياح الطائفية العاتية التي تضرب وبقوة بأمتنا وبالتالي يتعرضون إلى الإنتقادات والمهانات من قبل أبناء أمتنا من جراء عجزهم عن القيام بأي شيء مفيد لهذه الأمة.
لماذا نطالب بإستقالة "ممثلي" أمتنا ؟؟: منذ سنوات عديدة طالبنا وطالب غيرنا من أبناء أمتنا بإستقالة "ممثلي" أمتنا من المراكز البرلمانية والحكومية وأجرى موقع عنكاوه الألكتروني الموقر إستفتاء حول الموضوع وكان أكثرية أبناء أمتنا يؤيد الإستقالة، ولكن "في المشمش" كما يقول أخوتنا المصريين. لماذا نطالب بهذه الإستقالة؟ فالجواب واضح وضوح الشمس لأنه كما هو معلوم وبشكل جلي بأنه منذ عام 2003 لنا ممثلين في الهيئات البرلمانية والحكومية ولكن لم يستطيعوا تحقيق أي شيء إطلاقاً لأبناء أمتنا، بل الواضح والجلي هو أن حياتهم في تدهور مستمر وفضيع وكأنها راكبة على جناح عفريت سائر نحو المجهول وبدون وجهة محددة. أفهل هذه الحالة المزرية التي نعيشها في الوطن موضوع يستوجبه التوضيح أكثر والإطناب فيه؟ فبنظرة بسيطة على الواقع المزري لأبناء أمتنا تكفي للتوقف عن الشرح المفصل. أليس لـ "ممثلي" أمتنا عيون سليمة قادرة على النظر على هذا الواقع المزري؟؟ أفليس لهم أحاسيس يحسون بما يتعرض له أبناء أمتنا من مأساة وفواجع بسبب السياسيات الإستبدادية للنخب الحاكمة في العراق ومنتوجهم الدعشي؟ نعم ... ونعم مرة أخرى... لهم عيون سليمة وأحاسيس مرهفة ولكن لا يستجبون لنداء أبناء الأمة بالإستقالة... لماذا:
الأول يقول: نعم لهم عيون ويشاهدون الواقع بكل وضوح ولكن مصالحهم الخاصة والتحزبية المقية تعميهم وتصبح غشاء سميك يغطي عيونهم لذلك يرفضون الإستقالة ويبررونها بشتى التبريرات الباهتة. فإذا كان هؤلاء خائقون على جيوبهم، فأنا أقترح أن نؤسس جمعية خيرية لمساعدتم في إعادة ملئ جيوبهم من تمويلات أبناء أمتنا الفقراء التي ستكون مصدرا أكثر حلالاً بكثير من تمويل والرواتب المدفوعة من سرقات الفاسدين في النظام العراقي. وهنا أود أن أكد تأكيداً قاطعاً لهم بأن في حالة إستقالتهم يجب أن لا يخشوا على فقدان هيبتهم وسلطانهم المستمد من فساد وتخلف النظام السياسي في العراق بل سينالون عوضاً عنه مركزاً محترماً وهيبة مبجلة أساسها حب وإحترام وتقدير أبناء أمتنا وليس اللصوص والفاسدين ومن المؤكد حينئذ سيكون تكريس قابلياتهم في خدمة الأمة وعبر قنواتها القومية الشرعية ذو فائدة وتصبح إمكانيتهم في مكانها الصحيح و يظهر "نضالهم" على مساره السليم.
الثاني يقول: لا .. لا .. لا يجب أن يستقيلوا لأن على "ممثلي" أمتنا أن "يناضلوا" من داخل الهيئات البرلمانية والحكومية ويواجهوا التحديات وهم جالسون جنباً إلى جنب مع اللصوص والفاسدين حتى ينتزعوا منهم حقوق أمتنا... جواب يذكرني بحروب دون كيشوت الذي كان يحارب الشياطين المتجسدة في طواحين الهواء كما حاربنا القانون الشيطاني للبطاقة اللاوطنية، آخر معاركنا ولكن ليست الأخيرة فالحرب مستمرة على ساحة المشاركة في الحكومة التكنوقراطية "غير الفاسدة" والتي خرجنا منها بدون حمص. ألا يعتبر عدم إختيار أي "تكنوقراطي" من "المكون المسيحي" أهانة لكل المسيحيين ولأصحاب الأرض الحقيقيين؟؟؟ ربما معايير تحديد التكنوقراطي عند النخبة الحاكمة هي السرقة والفساد والخيانة والتأمر وهي معايير "تكنوحرامية" حتماً غير موجودة عند "المكون المسيحي" لا في الماضي ولا في الحاضر، ولا نستغرب بأن الحرامي والفاسد والخائن والمتأمر لا يريد أن يجلس الصادق والنزيه والمخلص والمتفاني معه وتحت قبة واحدة لعل ينكشف أمره أكثر فأكثر.
الثالث يقول: حتى لو أستقالوا من الهيئات البرلمانية والحكومية فأن هناك بعض الحثالة الذين يقتاتون من فتات الخبر الساقطة من موائد الحرامية والفاسدين ومستعدون لإنتهاز فرصة أستقالة "الممثلين" الحالين لأمتنا للوثوب على كراسيهم المهلهة، أي بما معناه الرجوع إلى المرجع الأول ومن دون نتيجة، لا بل بنتيجة أسوء. فمثل هؤلاء لا تكون الإنتخابات بعلاتها وعيوبها مصدر وصولهم إلى الكراسي بل يكون اللصوص والفاسدين والمتحذلقين مصدر "شرعيتهم". وإذا حسبنا البعض من هؤلاء "اللكامة" - حسب اللهجة العراقية - موجودون بين أبناء أمتنا، حالنا كحال غيرنا من الأمم، إلا أنهم في حساباتنا القومية هم منبوذين وحالهم سيكون كحال يهوذا الإسخريوطي المنبوذ.
ما الحل بعد إستقالة "ممثلي" أمتنا:في معظم المناسبات التي تجمعنا مع أصدقاءنا والمهتمين بشؤون الأمة يطرحون، بعد نقاشات مستفيضة عن المأساة والفواجع التي يعانيها أبناء أمتنا في وطن الأم والحالة التشاؤمية التي تسيطر على عقولنا ومن دون الخروج بحل بحده الإدني لتخليص أبناء أمتنا من هذه المأساة والفواجع، يطرحون تساؤل .. ما الحل؟ ...صحيح لا أحد في هذا العالم، خاصة أمتنا الفقيرة، يملك عصا سحرية وبضربة واحد يحل كل المشاكل. ولكن على الجانب الآخر نقول لا مستحيل على الأرض فلكل داء دواء. أطلب السماح من القارئ الكريم لكي أروي له هذه الحكاية. لي صديق عزيز مهتم جداً بالشؤون السياسية والقومية لأمتنا ويتمتع بنوع من روح الفكاهة وبأسلوب إنتقادي حاد جداً حيال المسائل الكنسية والقومية. في السنوات الأخيرة طغى على تفكيره نوع من التشاؤم وفقدان الأمل في إيجاد أي حل لخلاص أبناء أمتنا من المأساة والفواجع التي تفعل فعلها فيهم وتدفعهم نحو المجهول والموت. ولغرض التخفيف من تشاؤمه كنتً أقول له: أنظر يا صديقي العزيز... السرطان مرض خطير وقاتل وسنوياً يقضى على الألاف من الناس في العالم ولا علاج له. ولكن بالمقابل العلماء يعملون ليل نهار لإيجاد الدواء الشافي للمرض. فكان يردُ ويقول محلفاً: "والله... العلماء سيجدون الدواء لمرض السرطان ونحن مستحيل أن نجد الدواء لمشاكل أمتنا". فكنت أرد عليه وأقول: "أنظر يا صديقي العزيز كيف العلماء يعملون بجد ويكرسون الوقت والجهد والمال من أجل إيجاد دواء لمرض السرطان وقد أثمر عملهم هذا بإيجاد أدوية تخفف أو تمنع من إنتشار هذا المرض في جسم الإنسان فبمرور الزمن سيأتي اليوم الذي سيجدون العلاج الشافي والكامل للمرض... هكذا يجب أن نكون في تعاملنا مع مشاكل ومأساة أمتنا". فبالعمل الجاد ونكران الذات والتضحية بالوقت والمال وتصفية النيات والقلوب سنرسم خارطة الطريق وحتماً سيكون لهذا الطريق خطوات عملية طويلة جداً يتطلبها الصبر والتأني. والمنطق يقول لضمان نجاح الوصول إلى نهاية الطريق هو البدء بالخطوة الأولى. أنظر عزيزي القارئ كيف فشلت كل محاولات الوحدة أو التقارب سواء بين فروع كنيستنا المشرقية أو أحزابنا السياسية؟ لأن في معظمها جاءت عفوية وبعضها للمزايدة الكنسية والقومية ومن دون خطة أو رسم لخارطة الطريق لا بل من دون خطوة أولى. فمعظم المحاولات كانت تتجاهل، بقصد أو جهل، الخطوة الأولى وتقفز من فوق الواقع إلى النهاية من دون المرور بالمحطات الضرورية والثانوية للوصول إلى المحطة الأخيرة... مسألة طويلة وشائكة نتجنبها هنا ونتركها لفرصة أخرى حتى لا نخرج من صلب موضوعنا هذا.
كيف نبدأ الخطوة الأولى؟؟ لنأتي بمثل آخر: كل شخص عندما يبدأ بتشييد بناء أو بيت أو بناية، أولى الخطوات الأساسية والضرورية التي يشرع بها هي تنظيف الأرض من النفايات والقاذورات والأنقاض ومن ثم وضع السياج حول الأرض وتسويتها لتكون ملائمة لدك الركائز والأساسات ثم تشييد البناء. هكذا الحال أيضا مع "ممثلي" أمتنا في الهيئات البرلمانية والحكومية. لا أحد في العالم يستطيع أن ينكر بأن النظام السياسي في العراق فاسد حتى النخاع وكل الإصلاحات التي تأتي من رجال هذا النظام لا تستطيع الإفلات من فساد النظام طالما تنطلق من نفس النظام وممثليه هم من نفس النظام. ومن المؤسف القول بأن مشاركة أبناء أمتنا في هذا النظام الفاسد سينتقل مرض الفساد إليهم وبالتالي لا مفر من أن ينعتوا بالفساد أيضا. من هذا المنطلق وقبل الشروع بخدمة أبناء أمتنا يجب قبل كل شيء الخلاص من هذا المرض عن طريق تجنب الإختلاط والتعاطي مع المصابين به وإكتساب نوع من الحصانة ضده فبدون هذا الخلاص تكون كل جهودهم مضيعة للوقت ومصدر للفشل والتعرض للنقد والتهجم من قبل أبناء أمتنا الذي ينتظرون نتائج ملموسة منهم. هذا الخطوة الأولى المهمة جداً، أي ترك الهيئات البرلمانية والحكومية المبوءة بأمراض الفساد والنفاق والسرقات والأحقاد، لا يمكن رسمها وتنفيذها إلا بإرادة نزيه ووضع مصلحة الأمة فوق مصلحة الشخص والحزب الذي ينتمي إليه وبنكران الذات والتضحية بالمنصب والمال وتشابك أيادي "ممثلينا" الخمسة في البرلمان وشدها بقوة بعضها بالبعض وإطلاق أعلان إستقالتهم ليكون إطلاقه كإطلاق قنبلة ذرية مدوية تخرس ألسنة بعض رجال الحكم والسياسية في العراق المنافقين والكذابين الذين ما أن يختموا لقاءهم مع بعض من رجال كنيستنا أو أحزابنا ونفاقهم في التأكيد على الأصالة العراقية للمسيحيين وضمان حقوقهم المشروعة حتى يديروا ظهورهم ويذهبون إلى مكاتبهم البرلمانية والحكومية ليشرعوا قوانين ظالمة وممارسات إستبدادية بحق أمتنا. صدقنوني معظم الذين ألتقوا برجال كنيستنا وأحزابنا وأكدوا على أحقية أمتنا في حقوقها الدينية والقومية المشروعة صوتوا في البرلمان تأييدا لقانون البطاقة اللاوطنية وغير الموحدة. محافظ نينوى ... أي نينوى نتكلم عنها وأي محافظ والأمر كله بيد داعش.. في وقت قريب زار هذا المحافظ شخصيات من أبناء أمتنا في أربيل ليؤكد مساندته لهم في محنتهم وتفهمه لمعاناتهم، فما أن عادة بعد أيام إلى مكتبه حتى نكر وأحتج على قرار الإتحاد الأوربي في أعتبار المسيحيين في العراق يتعرضون للإبادة الجماعية؟؟!! ليس هذا فحسب بل إن إستقالة "ممثلي" أمتنا سيكون له دوياً صاروخياً عابر للمحيطات ويصل آذان الدول المتقدمة والديموقراطية حينذاك سيتساءل رؤساء هذه الدول عن سبب الإستقالة هذه ... حينذاك سيصدقون بأن الإبادة الجماعية ليسب داعشية فحس بل هي أيضا طائفية مقيتة يمارسها الفاسدون والتكفيريون القابعون في أروقة البرلمان والحكومة العراقية ويستخدون أسحلة مختلفة عن أسلحة داعش ولكن بالنتيجة النهائية هي القضاء النهائي لوجود أمتنا في أرض أباؤنا وأجدادنا، حينذاك يستطيع "ممثلي" أمتنا الجلوس مع رؤساء هذه الدولة ويطلبون منطقة آمنة وحماية دولية على أسس منطقية مقبولة.
شغر الكرسي الوزاري اليتم في المركز والأقليم المخصص للـ "مكون المسيحي" ولم يتم إشغاله رغم مرور وقت طويل... لماذا؟؟؟ يتحجج المسؤولون في المركز والإقليم بالقول بأن الكتل البرلمانية لهذا المكون غير متفقين على شخصية معينة لإشغال منصب الوزير... من حيث الشكل يظهر بأنها حجة مقبولة ومنطقية والمذنب فيها هو "ممثلي" أمتنا في البرلمانين المركزي والإقليمي. فشهوة اللهوث وراء هذا الكرسي لإقتناء إمتيازاته غير المشروعة والملوثة بالفساد ومال الحرام أمر مسيطر على عقولهم وسلوكهم، وهو الأمر الضروري والجوهري الذي يجب التخلص منه والتطهر من أمراض الكرسي وجزء من الخطوة الأولى في خارطة الطريق. واليوم هناك معارك علنية أو خلف الستار والتباكي على عدم وجود كرسي لهم في حكومة التكنوحرامية المزمع تشكيلها... في الحقيقة أمر تشكيل ما يسمى بحكومة تكنوقراط لا أفهمه رغم إمتلاكي قدر بسيط من أبجدية العلوم السياسية، فرئيس البرلمان سني طائفي ورئيس مجلس الوزراء شيعي طائفي وحصة الكراسي في البرلمان ومجلس الوزراء قائمة على أسس طائفية فمن الذي سيختار التكنوقراطيين لإشغال المناصب الوزراية؟ هل الناس البسطاء المتظاهرين أمام بوابة منطقة الخضراء... طبعاً كلا. أن أصحاب الكراسي الطائفية هم الذين سيرشحون أعضاء وزارة التكنوحرامية والتصويت عليهم. فالمنطق والحقيقة والممارسة الفعلية والخلفية الفكرية والعقلية تؤكد بأن لا يمكن أن نتصور شيعي يصوت لمرشح سني والعكس صحيح أيضا. إذن ما لنا ونحن وهذه اللعبة القذرة التي ليس لنا فيها لا ناقة ولاجمل؟ إذاً كل هذه الأوضاع والقاذورات يجب التخلص منها أولاً بإستقالة "ممثلي" أمتنا من هذه الأروقة المظلمة كخطوة أولى حتى نستطيع تشييد الخطوة التالية. كما هناك أمر مهم أثبته الواقع والممارسة السياسية وهو أن مثل هذه الكراسي سواء البرلمانية أو الحكومية واللهوث للحصول عليها تلعب دوراً كبيرا في تسعير حدة الخلافات والصراعات بين أحزابنا المتمثلة في البرلمان. فنبذها وطرحها خارج عقليتهم الحزبية من المؤكد سيساهم هذا في التقارب والتفاهم بينهم وسيظهرون لأبناء أمتنا بأنهم ليسوا عبدة الكرسي بل جاءوا لخدمة هذه الأمة.
إذن نؤكد مرة أخرى إن إستقالة "ممثلي" أمتنا من البرلمان ونبذ الكرسي الوزاري هي الخطوة الأولى في مسيرة خريطة الطريق. ومثل هذا الأمر، كما ذكرنا سابقا، لا يتحقق إلا بنكران الذات والمنصب وببذل الجهود المضنية ووضع مصلحة الأمة نصب أعينهم قبل كل شيء ومن ثم الإنطلاق نحو الخطوة التالية، بعد تصفية القلوب وتكاتف الأيدي، وهي البدء بوضع أسس وركائز تشكيل مجلس أعلى للـ "الكلدان السريان الآشوريين" مؤلف من الأعضاء الخمسة في المركز والأعضاء الخمسة في الإقليم مع أربع ممثلين من فروع كنائسنا الكلدانية والسريانية والآشورية والشرقية القديمة بدرجة مطران أو أسقف ومن ثم توالي الخطوات نحو وضع آليه للعمل وتشكيل لجان متخصصة من شرفاء و"تكنوقراط" حقيقيين وأكفاء ليس في إختصاصهم فحسب بل في ضميرهم ووعيهم وإستعدادهم للعمل والتفاني من أجل خدمة هذه الأمة... أفهل هذا أمر صعب ومستحيل؟؟؟ كلا وألف كلا. كم أتمنى أن يتحقق هذا الحلم... ولكن نحن نعلم بأن الأحلام القومية لا يحققها إلا الأبطال القوميين ... أفهل لنا فعلاً أبطال قوميين؟؟؟. كم أتمنى أن تتحقق هذه الخطوة الأولى حتى أهرع إلى صديقي العزيز وأزرع فيه بذرة أمل وأقول له: أنظر لنا علماء يعملون بكل جدية من أجل إيجاد الدواء الذي سيخفف من معاناة أمتنا، فبالعمل المضني والتفاني سوف يكتشفون عاجلاً أم آجلا الدواء الذي سيقضي على أمراض أمتنا أن لم يكن في عصرنا الحالي فمن المؤكد سيكون ذلك للأجيال القادمة فهكذا تستمر أمتنا وتتواصل نحو أماد أبعد حينذاك سوف نتفاخر وتتفاخر الأجيال القادمة في كونهم أحفاد حمورابي وآشور بانيبال ونبوخذنصر ومار شمعون برصباي ومار بنيامين ومار توما أودو وفريدون أتورايا وأغا بطرس ونعوم فائق وفريد نزها فيتعاظم بريق هؤلاء النجوم ويضئ طريق مناضل أمتنا نحو نيل حقوقنا المشروعة في أرض الأباء والأجداد.