اخي العزيز عبدالأحد سليمان بولص حفظكم الرب
تحية وسلام
شكراً للاجابة والرد على ما كتبتهُ.
المصدر الذي تُشير اليه كاثوليكي وقد راجعته وهو ممتاز، وكذلك المصدر الذي ترجمتُ أنا منه هو كاثوليكي أيضاً، لا توجد اختلافات جوهرية ومن الأفضل أن نضع رأي الأرثوذكس حول الموضوع لنُقارن بينهما. هذه التفاصيل تحتاج الى وقت طويل.
هناك نقاط وفروقات مهمة جرى تغييرها عبر الزمن في قانون الأيمان، والجدول المذكور في الرابط يوضّح بصورة لا تقبل الشك تلك الفروقات. حتى ابرشية سان دييكو تعمل بصيغتين مختلفتين بقانون الأيمان وخاصة عند النظر الى الروح القدس وانبثاقه وهذه موجودة في كتاب خدمة القداس!!
اخي العزيز
الصلاة الربية (أبانا الذي....) فيها إختلافات بين الكاثوليك أنفسهم، علماً وأنت خير العارفين بأن هذه الصلاة قد نُقِلَتْ لنا من فم الرب المُقدّس في الأنجيل، فلماذا الاضافة والتغيير؟؟؟
كما ذكر الأخ العزيز أدي بأن الكاثوليك قبل عدة سنوات قد غيّروا القانون، حتى لو كانت كلمة أو كلمتين ولكن هذا التغيير هو انقلاب على مجمع نيقية، لماذا؟
الأحتفال بعيد القيامة لم اتطرّق اليه، لأنني قد كتبتُ عنه عدة مرات سابقة، رُبّما لم تطّلع عليها، وهذه إحدى المقالات التي كُنتُ قد كتبتها سنة 2012 جواباً الى الأب الفاضل نويل فرمان السناطي هذا نصّها للفائدة العامة وشكراً لأتعابك.
الأب الفاضل نويل فرمان السناطي المحترم
شلاما عمخون
بعد أن قرأت مقالتكم القيّمة والمُهّمة في موقعنا المنبر الحر عنكاوا على الرابط (المصدر 1)،
أرغب في أبداء الرأي بالقول: أؤيدك وبقوّة على ما جاء بها خدمةً لوحدتنا الكنَسّية، ومن خلالها رُبّما نصل الى الوحدة الشعبية بعون الرب مع جزيل الشكر والتقدير لتوضيحاتكم وآرائكم.
الأب العزيز، وأنا في بغداد في عيد القيامة لسنة 2005 زارني أحد الأصدقاء وعائلته للتهنئة بالعيد وهو من السريان الأرثوذكس، وبعد الأحاديث الشيّقة، تطرّقنا عمّا ماجاء في مقالتك تقريباً وكانت المناقشة مُفيدة، وبعد أن حسبْنا تواريخ أعياد الفصح لدى اليهود والتواريخ المُثبّتة عند الكاثوليك والأرثوذكس وكنيسة المشرق بصورة عامة من كتاب الحوذرا، كانت نتيجة الحديث بأن التواريخ المُثبتة للعيد بحسب التقويم القديم الشرقي، اليولياني، رُبّما أفضل من الغربي ،الغريغوري، وهي الأصح بإعتقادنا، لأن عيد الفصح يجب أن يكون متوازيا مع عيد الفصح اليهودي وقت جلوس الرب في يوم العشاء الأخير مع التلاميذ أثناء فصح اليهود آنذاك بحسب الأنجيل المُقدّس. لهذا، فأن الاحتفال الصحيح يجب أن يتوازى مع الحدث ولا يجوز الأحتفال بالعيد قبل فصح اليهود بأيام كثيرة تصل الى الشهر تقريبا في بعض السنوات. كما نعلم بأن أختلاف التوقيت لا يعني أي ضرر أو اختلاف في عقيدة الأيمان المُشتركة بين الجميع، ولا يعني كذلك بأن هناك تباين بين طائفة وأخرى. عندها إتفقنا بتبليغ كنائسنا بما وصلنا اليه من المناقشات مع الأخوة الآخرين، عسى ولعلْ!
التقاويم الرئيسية
1- التقويم اليولياني، نسبة الى يوليوس قيصر والذي بدأ في السنة 45 قبل الميلاد، أعتمد الفلكيّون على احتساب كل ثلاث سنوات متتالية 365 يوماً للسنة الواحدة والسنة الرابعة تُسمى السنة الكبيسة وأيامها 366 يوماً، وهذا ناتجٌ من دوران الأرض حول الشمس وكل دورة هي 365 يوماً ورُبع اليوم تقريباً، واليوم الزائد تم وضعه على أيام شهر شباط ليصبح الشهر 29 يوماً في السنة الكبيسة.
2- التقويم الغريغوري، نسبة الى البابا غريغوريوس الثالث عشر. في الأيام الأولى لأنتخابه سنة 1572 وجد العلماء بأن هناك فرقاً بسيطاً في حساب السنة الشمسية وتم ابلاغ البابا بذلك، وهذا الفرق جاء نتيجة تراكُم الدقائق والثواني من كل سنة، حيث أن السنة هي 365 يوماً وأقل من رُبع اليوم بقليل، وليست 365 يوماً ورُبع اليوم بالضبط!، وهذا الجزء القليل هو 11 دقيقة و14 ثانية (ألمصدر 2)، ولهذا تم حساب الدقائق المُتراكمة وكانت بحدود 10 أيام، وقد تم طرح هذا الرقم من التاريخ المعمول به آنذاك من قبل البابا وأصلح التقويم المُسمى بإسمه حيث أمر أن يكون اليوم بعد 5 أكتوبر يوم 15 أكتوبر من تلك السنة!، ولكن باعتقادي هذا لا يخلو من نواقص أيضا، وتم إعتماد التقويم المنسوب اليه الغريغوري (أي أن كل 134 سنة نحصل على الفرق يوم واحد تقريباً، وكل ألف سنة نحصل على 7 أيام فرق بين السنة الفلكية والحساب اليوليي). الى ذلك التاريخ، كان جميع المؤمنون المسيحيون يحتفلون بميلاد الرب وقيامتهِ بصورة موحّدة. ولكن بعد ذلك الوقت بقي البعض على التاريخ القديم اليولياني والذي يُسمى بالشرقي، والآخرون إعتمدوا التقويم الغريغوري الغربي. وبهذا لا يوجد خلل أيماني بين الطوائف والكنائس بأسمائها المتنوعة. في هذه السنة 2012 عيد الفصح صادف يوم 8 نيسان بالتقويم الغريغوري وفي يوم 15 نيسان بالتقويم اليولياني ولا توجد هناك أية مُشكلة أبداً.
تواريخ عيد القيامة
يكون العيد عند الكاثوليك والأنكَليكَان واللوثريين بين 22 آذار وحتى 25 نيسان في أغلب السنين، أما عند غيرهم فيكون على الأكثر بين 4 نيسان وحتى 8 أيار من كل سنة كما تقول المصادر وما يؤكد عليه الأب نويل أيضاً. ويكون الأعتماد على القمر ومتى يكون بدراً خاصة، وأمور فلكية يعرفها المختصون بالفلك والرياضيات وهو الأقرب الى فصح اليهود بأعتقادي. عادة يكون الأختلاف بين التقويمين الغربي والشرقي أسبوعاً واحدا ولكن في بعض الأحيان يصبح الفرق خمسة أسابيع نتيجة لدوران القمر، ولكي نفهم العلاقة وكيفية حساب تواريخ الأحتفال أرجو الرجوع الى موقع سلطانة الحبل بلا دنس (المصدر 3) والذي يعطينا أيام الأحتفال بعيد الفصح الشرقي من سنة 2010 والى سنة 2050 وفي نفس الصفحة سنُشاهد السنين المشتركة للأعياد وكذلك الطريقة الحسابية البسيطة الثابتة المُستخدمة في معرفة اليوم الصحيح.
ولمعرفة تاريخ عيد الفصح لسنة 2012 مثلاً نتبع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: يُقسّم الرقم 2012 على 19 ويتم تسجيل الباقي الأول ويكون 17.
الخطوة الثانية: يُقسّم الرقم 2012 على 4 ويتم تسجيل الباقي الثاني وهو الآن صفر.
الخطوة الثالثة: يُقسّم الرقم 2012 على 7 ويتم تسجيل الباقي الثالث ويكون 3.
الخطوة الرابعة: نضرب الباقي الأول في 19 ونجمع الناتج مع الرقم 15 وألمجموع الأخير نُقسّمه على 30 والباقي يتم تسجيله بإسم الباقي الرابع وهو في هذه الحالة 8.
الخطوة الخامسة: نضرب الباقي الثاني في 2 والباقي الثالث في 4 والباقي الرابع في 6 ونجمع النواتج ويكون 60. بعد ذلك نُضيف 6 إلى الناتج النهائي ويصبح المجموع 66 وهذا الرقم نُقسِّمه على 7 والباقي يُعتبر الباقي الخامس وهو الآن 3.
الخطوة السادسة: نجمع الباقي الرابع مع الباقي الخامس ونُضيف الى الناتج 22 وفي هذه السنة ستكون النتيجة33، وبما أن النتيجة هي أكثر من 31 وهي أيام شهر آذار، عندها نطرح 31 من الرقم 33 وسيكون الحاصل 2 فقط. وهذا الرقم نجمعه مع الرقم 13 والذي هو الفرق بين التقويمين اليولياني والغريغوري والحاصل النهائي وهو الرقم 15 هو يوم الأحد 15 نيسان عيد الفصح الشرقي بحسب التقويم اليولياني ويكون يوم 8 نيسان بحسب التقويم الغريغوري بعد طرح 7 أيام من 15. أما إذا كانت النتيجة أعلاه 31 أو أقل عندها نُضيف 13 الى الحاصل ورُبما يكون العيد في نهاية نيسان أو بداية أيار وهكذا. ان هذه الطريقة عامة ويُعتمد عليها لكل السنوات والتواريخ. والسؤال المهم هو: هل في سنة 3164ميلادية سيتم تغيير آخر والفرق أكبر والى متى؟ ولهذا يجب، ومن الأفضل اللجوء الى حل كما تفضّل الأب نويل.
مثال آخر لسنة 2015
الخطوةالأولى: 2015 تقسيم 19، يكون الباقي 1
الخطوة الثانية: 2015 تقسيم4، يكون الباقي 3
الخطوة الثالثة: 2015 تقسيم7، يكون الباقي 6
الخطوة الرابعة: نضرب، الباقي الأول في 19 ونجمع الحاصل مع 15 والناتج النهائي نُقسِّمه على 30 ويتم تسجيل الباقي الرابع ويكون 4
الخطوة الخامسة: نضرب، الباقي الثاني في 2 و ألباقي الثالث في 4 و ألباقي الرابع في 6 ونجمع النواتج ونُضيف اليها 6 ويصبح ألمجموع الكلي 60 ومن ثم نقسّمه على 7، يكون الباقي الخامس 4
الخطوة السادسة: نجمع الباقي الرابع مع الباقي الخامس ونُضيف الى المجموع 22 ويكون الناتج 30
الخطوة السابعة، نلاحظ النتيجة، فإذا كانت تساوي 31 أو أقل عندها نُضيف 13 ومن المجموع الناتح نطرح الرقم 31 وهي أيام شهر آذار وفي هذا المثال سيكون عندنا ما يلي 30 زائداً 13 والناتج 43 ونطرح منه 31 والباقي سيكون 12
الخلاصة من المثال: يوم عيد الفصح لسنة 2015 سيكون يوم الأحد 12 نيسان بالتقويم اليولياني أو الشرقي ويكون العيد يوم 5 نيسان في التقويم الغريغوري أو الغربي بعد أن طرحنا أسبوعاً واحداً من الرقم 12.
ملاحظة مهمة:
لقد وضّح الأب عامر قصار في الموسوعة العربية المسيحية على الرابط (4) طريقة حساب التاريخ والعلاقة بين التقويمين أيضاً، وكيف يكون الفرق بينهما، أسبوعاً أو خمسة أسابيع(كما حدث في سنة 2008) إستناداً الى تاريخ وقوع العيدين في نفس الشهر القمري أم لا، ويتطرق كذلك الى الأخطاء والحلول المُقترحة للتوحيد التي يُمكن الأستفادة منها للراغبين بالأطلاع وتوحيد الأعياد وشكراً لكم.
المخلص
مسعود النوفلي
4/2012
المصادر التي إعتمدتُ عليها قبل عدة سنوات هي:
المصدر (1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=569424.0المصدر (2)
http://www.exovedate.com/a_history_of_the_calendar.htmlالمصدر (3)
http://www.peregabriel.com/aveomaria/article.php?id=4778المصدر (4)
http://198.62.75.4/www1/ofm/1god/liturgia/data-della-pasqua.htm#immagine