المحرر موضوع: عبدالكريم الكيلاني :الموت هو ابرز دعائم هذه الحياة  (زيارة 695 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أدب

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 308
    • مشاهدة الملف الشخصي
عبدالكريم الكيلاني :الموت هو ابرز دعائم هذه الحياة
حوار:ابتسام انطون
مابين الفسحة والصمت، لغة لها بلاغة حد الصمت، بعد ان قرأت اجاباته على أسئلتي المتواضعة، أدركت سر الكوردي المثقف الممتلئ  حباً، ربما تشبهنا الفصيلة كوننا فلسطينين نعيش هذا الحال في الداخل، يأخذنا الميل العاطفي لمن يشبهوننا في الحياة من أقليات، في أوطان ليست اوطانهم،ونشيدهم الوطني مخنوق من رجفة الارض تحت اقدامهم، عبد الكريم الكيلاني، ليس شاعراً واديباً فحسب،أنه فنان في رؤاه الحياتية، وترتيب أولويات الحزن واولويات الفرح، لرسم الحياة، سلوكه حروف أنيقة، توازي مرايا المرأة في قمة جمالها، وتؤازر الشريد حتى الوصول لملاذه، للكيلاني كم من الحياة السخية لمحيطه، أرى الاوطان في وطنه وارى وطنه في ملامحه، كان لي شرف اللقاء مع هامة أدبية من كوردستان العراق.

عبدالكريم الكيلاني شاعر وكاتب وروائي  من أصول كوردية ،اين تسكن الآن ؟

الآن انا اسكن في دهوك، تلك المدينة الهادئة الواقعة بين جبال ثلاث، وهي احدى مدن اقليم كوردستان العراق التي تتمتع بمناظر خلابة وسياحية، وهي احدى المدينتين اللتين اسكنهما، الأخرى هي مدينة الشعر والادب والخيال، أسكنها منذ أول حرف، أختال في شوارعها حاملا ابتساماتي واحزاني واحلامي ، أتوق الى أزقتها كل لحظة، لأنها تحتويني بصدق كلما هبت ريح عاصفة على مدن روحي.

ماذا انتج هذا الصراع غير الشرخ؟


أي صراع تقصدين ياسيدتي، أن كنت تقصدين الصراع بين المخيلة والواقع فهو صراع أزلي، تسوق المخيلة جيشها العرمرم الى رحى هذا الصراع والقتال المشرف ليكسر شوكة الواقع المر، هذا الواقع الذي نعيشه بشق الانفس، والذي لا يمنحنا سوى الحروب والجوع والمآسي والخراب، أما المخيّلة فهي الملاذ الآمن الذي يستريح الانسان تحت سمائه الشاسع وسقفه المفتوح، وأما أن كنت تقصدين صراع الأجناس الأدبية فهناك أشكال واضح في هذا المصطلح، إذ كيف سننظر لهذه الاشكالية، وهل أن الأدب بشكله العام وليد للواقع الذي نعيشه أم  أنه انعكاس لرؤية الكاتب والموقف الآني له تجاه الواقع، وفي الحالتين هناك انتاج ثر للادب الانساني بكل اجناسه واشكاله وهذا الانتاج يولد الصراع الايجابي الذي يحتاجه الادب بصورة عامة.

لشعرك لون داكن يميل للأحمر،هل هو لون الحياة ما بعد الموت ام لون التماوت في حياة واحدة لا غيرها؟

باعتقادي ان الحياة بصورة عامة جميلة لكنها غير منصفة، والموت هو ابرز دعائم هذه الحياة، فالحروب والاحداث الدامية تنخر جسد التكوين الاستراتيجي لشرق اوسطنا المبتلى بهذا السواد، والشعر هو محاكاة للواقع بشكل أو بآخر، لهذا فأن ما كتبته من نصوص شعرية او مقطعات أدبية يعبر عن هذا الواقع برؤيتي، وبما أن الاحمر هو السائد في الواقع، فأن نصوصي تقع تحت تأثيره وتصبغ بلونه، بالرغم من محاولاتي للخروج من شرنقة الحزن الا انني لم افلح فأنا جزء من هذا الواقع والموت هو المشهد اليومي الذي يتكرر أمامي، لكنني أأمل واتطلع الى مستقبل خال من العنف والموت.

لست شفافا في شعرك، ثوب الغموض يلبس الكلمات، لماذا هذا الجدار العازل بينك وبين القصيدة؟.

أعتقد أن العكس هو الصحيح، فاللغة تمثل الوعي والبناء الشعري يحتاج الى لغة رصينة تؤسس لهذا البناء وتحمله على اجنحتها، لتدخل القلوب وتبقى لمدى أطول ولأجيال أخرى، ربما يرى أحدهم أن هناك جدار عازل بيني وبين القصيدة ، ويرى آخر بأن نصوصي تخلو من الاسوار والجدران والابواب المغلقة، وهذا يعتمد على نوع القراءة والوعي القرائي، لا اعتقد بأن الغموض هو السائد في نصوصي الشعرية لكن بالتأكيد الأمر السائد فيها هو اللغة والبناء اللغوي الذي يشكّل في النهاية اسلوبي الكتابي،.

كم هو تأثير شرذمة الكيان على قصيدتك؟

للكيان أو البنية أو الهيئة تأثير كبير على الانسان بغض النظر عن كونه كاتباً أم شاعراً أم فناناً أو أي مبدع في أي مجال آخر، وربما هذا المصطلح مشاع جداً فالكيان يتبع الوطن في اغلب الأحيان، والقصيدة هي الوطن الأم للشاعر، لذا فأن الشعر مرآة ناصعة للكيان الشعري، وهو الداعم الأول لتأثيث الكيان بالحداثة والاسلوب والمحتوى الذي تضخه المخيلة وتلبسه ثوب القصيدة.

هل انت معي ان من يعتلي منصبا يفقد ماهية التقشف في الشعر،،كيف تمكنت من التوازن بين عملك والقصيدة المجردة؟

أنا اؤمن بأن هذه المقولة صحيحة لحد ما، لكنها ليست قاعدة، الشعر هي حاجة انسانية لا ترضخ للمعايير ولوظيفة الانسان، فالشعر ببساطة هو الثوب الذي يرتديه الشاعر وبدونه يشعر بانه عارٍ، والعري الروحي يفقد الانسان رغبته في الحياة، اعتقد أن على الشاعر او الكاتب ان يجد متسعاً من الوقت للقراءة والكتابة وممارسة طقوسهما بغض النظر عما يمتهنه الانسان كوظيفة، فالشعر هو الخالد وبقية الامور تفاصيل تنتهي.

 هل الادب له منظور جنسي برأيك ؟؟ له انتماء ذكوري او انثوي؟


لا اعتقد بأن الأدب يجب أن يصنف الى أدب نسائي أو رجالي، ذكوري أو أنثوي، فالأديب يستطيع أن يكتب على لسان المرأة كما أن المرأة تستطيع أن تكتب على لسان الرجل، فالأديب المتمرس يستطيع أن يتقمص مايشاء ويخلق حيوات مختلفة والا فأنه لا يرتقي الى مصاف المبدعين، وهنا نعطي مثالا بسيطاً، لقد كاتب جورج اورويل رواية شخوصها من الحيوانات ( مزرعة الحيوانات ) ، اذا باعتقادي لا يصنف الادب على هذا الشكل وكل الادب واحد.

كم انت متصالح والمفاهيم المتوارثة حول الانثى ومكانتها في المجتمع الذكوري،،خلف الخلف؟ لك حكاية والموت؟؟

انا اؤمن ايمانا تاما بان المراة والرجل هما ركيزتا هذا العالم، وبدون احدهما لايمكن للحياة ان تستمر، ودائما وفي كل كتاباتي اقف مع المرأة وادافع عنها لانها سر جمال الحياة، ولا يمكن للحياة أن تسير بدونها، لايجب أن تكون المرأة خلف الخلف، عليها أن تكون في المقدمة، عليها ان تكافح وتناضل من اجل الاستحصال على حقوقها، من الخطأ مخاطبة المرأة على أنها هامش في الحياة، المرأة والرجل صنوان لايمكن أن يهمش احدهما على حساب الآخر.

كم انت حر منها الآن وبقاياها أسرة دون زوجة؟


لا يمكن للرجل أن يتحرر من المرأة، المرأة هي الأم والأخت والزميلة، والصديقة، والشريكة في الحياة، نعم انا بلا زوجة لكن المرأة موجودة في قصائدي وكتاباتي ولا يمكن أن أحيا بدونها.

تورين الرواية عماذا تتحدث وكيف ولدت ؟


روايتي تورين وليدة التغيير الشامل الذي حصل بعد احداث 2003 وهو يرصد الواقع الذي انتج عن هذا التغيير، وطريقة الحياة المعاشة في الموصل ودهوك، تورين الرواية هي صرخة لكل ماسبق، ورؤية لما سيأتي في القادم من الأيام، وقد ترجمت الرواية للغة الكوردية وطبعت أيضاً، ونفذت نسخها من السوق وأنا الآن أخطط لطبعها ثانية ورفدها للاسواق.

كيف ترصد الحال الأدبي في آننا؟

اعتقد بأن المشهد الأدبي ضبابي بسبب انتشار وسائل الاتصال والعالم الرقمي، لكن الابداع يفرض نفسه بالرغم من كل هذا، انا اؤمن بأن الادب سيتعافى رويدا رويداً، وسيتخلص من الشوائب العالقة في ثوبه، ففي النهاية لا يصح الا الصحيح.

ما هي وثيقة عبدالكريم الكيلاني  فيما بعد الحياة؟


سؤالك فلسفي وصعب جداً، بعد الحياة يأتي بعد الحياة، الآن نحن نعيش الحياة، وان كانت هناك حياة أخرى سنتحدث عن هذا الأمر ياصديقتي. وشكرا لك على هذا الحوار الممتع

 

سيرة ذاتية

عبدالكريم الكيلاني
مواليد الموصل 18 - 4 - 1969
المؤلفات :
- ( ترانيم في الغربة ) مجموعة شعرية - 1995
- ( بقاياي ) مجموعة شعرية صدرت 1998
- ( عري القناديل ) مجموعة شعرية 2008
- مقالات نقدية في نصوص كوردية 2006.. مع مجموعة من الكتاب .. صادرة عن اتحاد الأدباء الكورد _دهوك
- ( خربشات على الهواء) كتاب نقدي 2009
- ( تورين ) رواية 2011
- ( فيض ) مجموعة مشتركة عن اتحاد الأدباء والكتاب فرع نينوى 1995
نشر العشرات من المقالات الادبية في مختلف الصحف العربية والكوردية