الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم
سلام المحبة
ألكلام عن الكنيسة الكلدانية يزيد الجرح إيلاماً , ولكن لا بد من تحمل ذلك حباً والتزاماً , ومن الحب ما قتل كما يقال .
أرجو أن لا تعتبرني متشائماً إن قلت بأن الكنيسة الكلدانية في طريقها إلى المزيد من الإنحدار , وأكثر من يتحمل مسؤولية ذلك هم رعاتها , فالوحدة بآمرها كما هو معروف ومقبول من الجميع . ألرعاة في وادٍ والرعية في وادٍ آخر . بعض الرعاة كالحاكم المستبد يتخلص ممن لا يتفق معه ولو قيد انملة بنفيه إلى كنيسة أخرى أو رميه خارج البيت الكنسي . وهذا الشيء الوحيد القادر على عمله , ولو كانت للراعي سلطة أخرى يستخدمها على أبناء الرعية لأستخدمها . ألكلمات المعسولة كالمحبة والتضحية والعطاء وما شاكل نسمعها في المواعظ وحالها كالطبيب الذي يحاضر عن مضار التدخين ويدعو بشدة إلى الإقلاع عنه وحال انتهاء المحاضرة تكون السيكارة قد استقرت بين شفتيه ...
كنيستنا لا تتحمل الإستقلالية , والإستقلال معناه المزيد من الإستقلالية داخلها , أي كنائس كلدانية على غرار ما استحدث في فانكوفر , وهذا الحدث تتحمل الكنيسة وزره الأكبر لعدم معالجة الموضوع بحكمة , وإنما بالعنجهية التي ورثها الشعب الكلداني من المجتمع العراقي والكنيسة جزء منه ... إلقاء اللوم على القوانين الشرقية مبالغ فيه . ألقينا اللوم على الحاكم فلما تم استبداله حلّت الكارثة على الجميع وبالأخص الشعب المسيحي ... لا أعتقد أن فك الإرتباط بالموضوع العسير , وكما شخص الأخ " يوحنا بيداويد " أبعاد المسألة هذه , فبالإمكان حلها ببساطة بعرضها على الفاتيكان وبيان أن تلك القوانين كانت لها ظروفها ومببراتها التي انتفت الحاجة إليها الآن . حتماٍ ستكون هنالك آذان صاغية , وخاصة أن ذلك لا يتعارض مع الإيمان المسيحي . ما معناه هنالك تساهل حتى في جوهر التعليمات الانجيلية من خلال التجدد في تفسيرها , فكيف الحال بقوانين أملتها ظروف معينة قد أكل عليها الدهر وشرب .... وأكرر القول أن الكنيسة لن تنهض من جديد إلا إذا نهض الكهنة من سباتهم وهجروا عقلية القرون الوسطى .. وهذا احتمال بعيد جداً جداً لأنه لا ينسجم مع طموحاتهم الذاتية وغرائزهم البشرية ... يهاجمون المادة وينزلون جام غضبهم على الإنسان المادي وهم أكثر الناس عشقاً لها .
أرجو المعذرة أخي جاك عن قسوتي هذه . لا أخفيك سراً بأني بدأت منذ مدة غير قصيرة أطالع الكتب الدينية بشغف والتي زادت إيماني بالمسيح ورسله , ولكنها زعزعت ثقتي بكهنتي ... إنها سيف ذو حدين , فقد تقرب الشخص إلى الإيمان أو تبعده . لم تبعدني عن الإيمان المسيحي لحد اللحظة , ولكنها أبعدتني عن الإيمان برعاة كنيستي .
تحياتي