المحرر موضوع: علوج  (زيارة 636 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبحي ساله يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 405
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
علوج
« في: 18:29 13/04/2016 »
علوج

صبحي ساله يي
في التاسع من الشهر الحالي، مرت ذكرى إسقاط صدام حسين ونظام البعث الذي تأسس على الغدر، وانتهج التعذيب والتصفيات الجسدية والارهاب والرعب والابادة الجماعية والأنفال، ومارس التعريب والترحيل والتهجير بحجة القرب من الحدود الايرانية، أو من الابار النفطية والمواقع العسكرية أو التبعية الايرانية أو إيواء البيشمركه.
نظام نقض العهود والمواثيق، واشترى ذمم وضمائر عدد كبير من الشعراء والادباء واساتذة الجامعات والكتاب لتحسين صورته ووصف رئيسه بالقائد الضرورة والمؤمن بالله وبطل القادسية وحامي البوابة الشرقية وقاهر أعداء الأمة، كما جند بأموال الشعب الكثير من الفضائيات ووسائل الاعلام العربية والاجنبية للتغطية على جرائمه، وشكل شبكات رهيبة للتجسس على المواطنين وتصفية المعارضين في الداخل والخارج. كما اتبع سياسة شوفينية ومذهبية حاقدة، ورفع شعارات العروبة والوحدة والحرية والاشتراكية، وصنع  لرئيسه عشرات الآلاف من التماثيل وطبع له ملايين الصور، وأجبر الجميع على وضعها وتعليقها في دورهم ومحلات عملهم،  وقتل الروح الوطنية والانتماء الوطني بشكل ممنهج.
رغم الخراب والفوضى والدمار الذي حدث بعدهما، واستغلال بعض الشخصيات والاحزاب السياسية للظروف والمستجدات لصالحها، عرضت إحدى الفضائيات  بهذه المناسبة مقاطع ومشاهد من ذلك اليوم الذي يعتبر يوما للتحرير، أما المشهد الذي لفت نظري، فهو صورة لمحمد سعيد الصحاف، الذي اشتهر بمفردة (العلوج)، تلك الكلمة التي مثلت في حينها عبئاً ثقيلاً على كواهل الأمريكيين والمترجمين، والتي تحولت إلى لفظ رنان يردده الكثيرون حتى الآن للشتم أوتقليل الشأن.
في لحظة عابرة قارنت ذلك الصحاف مع (الصحافين) الذين ظهروا من بعده ويشبهونه في الكذب، فرأيته إعلامياً متميزاً، طليقاً في اللغة وقادراً على التضليل والخداع بخبرته ومهاراته الشخصية، متفنناً ومبدعاً في اختيار كلماته، وكاتماً لأسرار النظام الذي عمل معه، مبتعدًا عن إغراءات أضواء وسائل الإعلام. بينما الذين ظهروا من بعده والذين تولوا مواقع في الاحزاب والدولة وأصبحوا نوابا في البرلمان، والذين يشبهونه في الهدف والمفعول ويتفوقون عليه في الكذب والتوهيم، أصبحوا أسباباً للسخرية ولفقدان الثقة، وصدرت عنهم تصريحات إعلامية تخالف الواقع الذي نعيشه، ورأيتهم مأزومين لا يجد الخير إلى قلوبهم سبيلاً، غارقين في النقص الادبي والعلمي والمعرفي، ناعقين مشؤومين ينشرون الكذب ويبثون الكراهية والتحريض ضد الآخرين، لايتوانون عن إستعمال اللغة العنصرية الطائفية البذيئة طعناً ولعناً، وبدلا من كلمة (العلوج)، يؤلبون ويكفرون ويتنابزون بالألقاب ويعرضون علينا يومياً، في ماكينات إعلامية تعمل بلا خوف، معلومات مغلوطة وتأويلات مسمومة.
وتذكرت أنه خلال الأعوام التي مضت، إستمعنا من هؤلاء (العلوج الجدد) وقرأنا لهم تنظيرات جميلة ورزينة وراقية حول التعايش والتسامح والتصالح والاستقرار والتنمية والوحدة الوطنية، ولكن في مجالات العمل إنكشفت حقائق مواقفهم، واكتشفت أن الكثيرين منهم يعانون من عقد نفسية لا علاج لها، لذلك يوزعون الاتهامات دون حساب أو رقيب. وبفضل (علوجيتهم)، وتصريحاتهم واتهاماتهم ومهاتراتهم وإشاعاتهم، تحولت المشاهد السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق تدريجياً نحو التدهور والتأزيم، وتفاقمت الخلافات وتعقدت الأوضاع حتى باتت عصية على الحل، وأصبح العراقيون يعانون من الارهاب والعنف والبطالة والفقر والغلاء.
رأيت الصحاف، وما زال البعض لايتعظ من الذي حصل له ولحزبه ولقائده، ويحاولون تغليب الجزء على الكل، والثانوي على الأساسي ..