السيستاني في حالة إحباط صامتة المرجع الشيعي الأعلى يمتنع عن التدخل في الأزمة السياسية المتفاقمة ويرفض لقاء وفد من النواب المعتصمين. ميدل ايست أونلاين
موقف السيستاني قد يرفع اسهم الصدر في الشارع الشيعيبغداد – قال مقربون من المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني انه يشعر بالإحباط والاستياء الشديد من تفاقم الأزمة في العراق بسبب الخلافات بين السياسيين حول التشكيلة الحكومية الجديدة ومكافحة الفساد.
واشتدت حدة الازمة بعدما اقال عدد من النواب رئيس البرلمان سليم الجبوري اثر تعليقه جلسة كانت منعقدة الثلاثاء للتصويت على لائحة حكومة من 14 مرشحا قدمها العبادي بعد التفاوض عليها مع رؤساء الكتل السياسية.
وادت هذه الخطوة الى تجميد عمل مجلس النواب وانقسام حاد داخل الكتل السياسية بين مؤيد للإقالة ومعارض لها.
وتتضمن خطة العبادي التي اعلنها في فبراير/شباط والمدعومة من التيار الصدري اصلاحات من خلال ادخال شخصيات اكاديمية وتكنوقراط الى الحكومة.
لكن الكتل السياسية الكبيرة التي تهيمن على السلطة وتتقاسم المناصب المهمة تعرقل ذلك.
وقالت مصادر ان النائب عن ائتلاف دولة القانون هيثم الجبوري لم يجد بعد فشله في لقاء المرجع الشيعي الاعلى آية الله على السيستاني في النجف غير التصريح بان "المرجعية مع الاصلاح والتغيير".
وأضافت المصادر وفقا لوكالة العباسية نيوز ان هذه "العبارة قالها لتبرير اخفاقه مع عدد من زملائه النواب المعتصمين في الاجتماع مع المرجع الأعلى الذي ينقل المقربون منه استياءه الشديد من أداء الحكومات المتعاقبة التي رأستها قيادات شيعية افضت الى مزيد من الفساد والسرقات والخراب في العراق".
وكان اية الله اسحق فياض وهو أحد مساعدي المرجع السيستاني واضحا وساخرا في الوقت نفسه وهو يبلغ الجبوري وزملاءه الذين رافقوه، ان "السيستاني ليس سياسيا والبركة فيكم انتم ايها السياسيون"، في اشارة لا تخلو من تهكم ونقد للقيادات السياسية الشيعية التي احتدمت الخلافات في ما بينها ووصلت الى تبادل اتهامات وتخوين بعضها لبعض.
ورغم ان النائب هيثم الجبوري الذي رأس وفد النواب المعتصمين واغلبهم من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون لمقابلة السيستاني يزعم انه "مستقل" ويرأس كتلة صغيرة في الائتلاف (كفاءات) ورثها من مؤسسها الناطق السابق باسم الحكومة علي الدباغ المقيم في الخارج، الا ان المعلومات عنه لا تشجع الحوزة النجفية على اللقاء معه لتورطه في ملفات فساد ابرزها ضبط فلاحين في مزرعته الواقعة في ناحية القاسم بمحافظة بابل بالاستيلاء على كميات كبيرة من النفط من انبوب يمر بالمزرعة وبيعها لصالحه عام 2014، مما دعا رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الى التدخل ووقف الاجراءات القانونية ضده.
ووفق ما نقل عن ممثل المرجعية في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي فان السيستاني لا يريد اقحام نفسه في صراعات سياسية بين القيادات الشيعية "التي لا تتذكر المرجعية الا في اوقات الازمات".
ولا تستبعد مصادر نيابية ان يؤدي اخفاق وفد النواب المعتصمين برئاسة هيثم الجبوري في مقابلة اية الله السيستاني، الى صعود اسهم التيار الصدري في الشارع الشيعي بعد ان نجح زعيمه مقتدى الصدر في استقطاب الاضواء عبر الاعتصامات الشعبية والدعوة الى اصلاحات سياسية في الوقت الذي تراجع فيه دور حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون في الاوساط الشيعية.
وتمكن الصدر من تحريك الشارع مجددا على اثر فشل البرلمان في التصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة التي قدمها العبادي.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد والعديد من المحافظات احتجاجات واعتصامات تطالب برحيل حكومة العبادي وتندد بالمحاصصة الطائفية وبالفساد.
وعادت خيام المعتصمين لتظهر مجددا في العديد من الساحات العراقية خاصة منها بغداد في ما يعكس حجم الضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي باتت اصلاحاته ومستقبله السياسي على المحك في ظل تنامي نفوذ الأحزاب والشخصيات السياسية الرافضة لتلك الاصلاحات التي يعتقد أنها تهدد مصالحهم.
