بغداد – إرم نيوز
أقدم العشرات من أنصار التيار الصدري، الأربعاء، على نصب مشانق رمزية للمسؤولين العراقيين في شوارع العاصمة العراقية بغداد، في خطوة منهم أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط الشعبية والحكومية.
ما أقدم عليه انصار التيار الصدري، دعا الحكومة إلى تعزيز وتكثيف الوجود الأمني داخل العاصمة، خوفا من تطورات أمنية قد تخرج عن السيطرة.
وبحسب قياديين في الحراك المدني العراقي، تحدثوا لـ”إرم نيوز”، فإن “نحو 10 مشانق رمزية نصبها أتباع التيار الصدري، وقوى متحالفة معه، تهدد بالمصير المحتمل للمسؤولين العراقيين، والوزراء المتهمين بعمليات فساد مالي وإداري”.
في السياق، أظهر مقطع فيديو حصل عليه “إرم نيوز”، دخول عناصر ومؤيدي التيار الصدري إلى مقرات ومكاتب الوزراء، مهددين باقتحامها جماهيريا، في حال لم يقدم الوزراء استقالاتهم خلال ساعات.
وظهر في الفيديو، اقتحام عدد من المحتجين بقيادة شيوخ من التيار الصدري، مكتب وزير العدل العراقي، حيدر الزاملي، مطالبين إياه بالاستقالة خلال 3 ساعات، استجابة للمطالب الشعبية.
من جهته، قال مصدر أمني لـ إرم نيوز” معلقا على اتساع الاعتصامات والاحتجاجات في بغداد: “لم نعد قادرين على التعامل مع المعتصمين والمحتجين بالقوة، رغم الأوامر الصادرة لنا بمنعهم من دخول الوزارات”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه “قياداتنا وضعتنا في المواجهة مع أبناء الشعب العراقي الغاضبين” منوها إلى “نحن بعيدون كرجال أمن عن الصراعات السياسية الحالية”.
وناشد المصدر الأمني عبر “إرم نيوز” التيار الصدري بـ”عدم التصعيد، وذلك لأن رجال الأمن مكلفون بحماية الوزارات ومؤسسات الدولة”.
بدوره، حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من استغلال من وصفهم بـ”أيتام الولاية الثالثة”، وهو الأسم الذي يطلق على أنصار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يحاول الوصول إلى السلطة مجددا، من خلال دفعه لبعض النواب إلى الاعتصام داخل البرلمان.
ودعا الصدر في بيان صدر عنه الأربعاء، إلى الاستمرار بالحركات الاحتجاجية السلمية، لاسيما وأن السفارات الأجنبية لم تتدخل بالشأن العراقي، مشدداً على عدم الاقتراب من مباني السفارات الأجنبية.
وطالب الصدر عبر بيانه، إلى تشكيل ائتلاف شعبي موحد، يضم جهات شعبية وبرلمانيين من ذوي النيات الوطنية المخلصة، بحسب تعبيره، وذلك بهدف تغيير الواقع العراقي.
وفي تسليط للضوء على موقف مقتدى الصدر من الأزمة الحالية في العراق، رفض الزعيم الشيعي تدخل أي من السفارات الأجنبية في الأزمة، إلا أنه رحب بأي دور عربي وإسلامي في العراق، قائلا : “لا ضير في تدخل منظمة التعاون الإسلامي والدول الإسلامية والأمم المتحدة لمساعدة الشعب العراقي ولو من خلال انتخابات مبكرة”، وهو التوجه الذي وصفه مراقبون بالتقارب مع المحيط العربي، لاسيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
ويرى مراقبون أن الأزمة العراقية، آخذة بالتصعيد مع غليان الشارع وعدم استجابة القوى الشيعية المهيمنة على الحكم، للمطالب التي يعتبرها معارضو العملية السياسية ثوابت لابد من تغييرها، لمنع انزلاق العراق إلى تناحر شيعي شيعي بدأت ملامحه بالتبلور نتيجة خلافات على حصص ومناصب حكومية.
ويبدي المراقبون خشيتهم من تحول المناشق الرمزية التي نصبها أنصار التيار الصدري للمسؤولين والوزراء الفاسدين، في شوارع بغداد، إلى حقيقية خلال الأيام المقبلة، بسبب تعنت الأطراف السياسية الشيعية وتمسكها بمكاسبها.
http://www.eremnews.com/news/arab-word/475088