ملاحضاتي على مقال السيد جعفر ئيمينكي
بطرس نباتي لم اقرأ مقال يعالج وضع المكون المسيحي بقلم احد المثقفين في الوسط الكوردي يتفوق بطرحه ما سطره السيد النائب السيد جعفر ئيمينكي في مقاله الذي بعنوان( المسيحيون في اقليم كوردستان بين الواقع والطموح ) رغم اختلافنا معه في مسائل مهمة مثل تسمية المسيحيين (المسيحيين الكورد ) فنحن ندين بالديانة المسيحية لكننا لدينا اسم قومي اي نحن من الكلدان او آشوريين او سريانا لدينا قومية وخصوصية نختلف عن غيرنا من القوميات والإثنيات ليس فقط في الديانة فحسب ، لأننا عندما أصبحنا ندين بالمسيحية فإن مسيحيتنا لم تكن أبدا تحدد انتمائنا القومي وإنما اعتناقنا للمسيحية جاء حالنا كحال الأقوام الاخرى في العالم ، لذلك ما هو مؤكد بأننا لسنا كوردا او عربا مع كل احترامنا للاخوة الكورد والعرب، وربما هناك من الكورد من اصبح مسيحيا وخاصة في العقد الأخير من القرن الحالي ،فهل يا ترى يحق لنا ان نطلق عليه اشوري ؟ لانه رغم كونه مسيحيا فانه سيحتفظ بهويته القومية الكوردية ويعتز بها وبلغته وتراثه . وربما ايضا دخل الكورد الى المسيحية قبل ان يصبحوا إسلاما ، او كانوا مسيحيين ثم أشهروا اسلامهم (كعشيرة بنديان) لكنهم لم يغيروا قوميتهم ، إذن كنّا نتمنى للأخ جعفر ان يتجاوز هذه المسالة ولا يعتبرنا كوردا، وان كانت زلة لسان او زلة قلم نرجو ان يعمد وبسرعة الى تصحيحها ، وكما ان الاخوة الكورد يعتزون بهويتهم وقوميتهم كذلك نحن الكلدو آشوريين ايضا نعتز بلغتنا السريانية وبتراثنا وهويتنا القومية وباراضينا ونعتبرها أراض تاريخية لا يمكن التفريط بها ولا يمكن ان نقبل ان يتم سلبها او التجاوز عليها مهما كان او يكن ذلك الشخص الذي يحاول ذلك .
رغم ذلك اعتبر مداخلته جيدة وهي تعبر عن نهج جديد يمكن ان يكون خارطة طريق كما تفضل مشكورا ولذلك اود ان اطرح ما يلي:
1- ما حدث عبر التاريخ او خلال مئة سنة الماضية وحتى اليوم بين الشعبين يحتاج الى دراسة متأنية ونزيهة من قبل مثقفي الشعبين
2- حدثت احداث مؤلمة ابان القرن الماضي استغلت دول الجوار الدين ونفوذ الإقطاع والاغوات في تفجير الخلافات أدت الى صراعات دامية كانت ضحاياها أبناء كلا المكونين
3- مسالة الاراضي والتجاوزات على أراضي المسيحيين في دهوك او غيرها يجب ان يتم معالجتها من قبل القيادة السياسية في الإقليم وليس عن طريق تشكيل اللجان الحكومية لأننا أصبحنا لا نعتد بنتائجها، وهنا اود ان اتي بمثل ما حدث هذه الأيام في احدى قرى نهلة فالذي تجاوز على املاك القرية مؤخراً ومنع اَهلها من التضاهر قريته تابعة لقضاء عقرة والأرض المتجاوز عليها تقع ضمن قضاء العمادية فكيف يدعي بملكيتها ان كان صادقا..
الامر الاخر كل من يعيش. في منطقة العقرة الزيبار او في العمادية يعلم جيدا لمن تعود ملكية قرى نهلا وغيرها من القرى المتجاوز عليها ، وكذلك سندات الملكية التي بحوزة أهالي تلك القرى .
4-اذا أراد المكون الأكبر عددا وهو المكون الكوردي من معالجة مسالة الهجرة بين الأوساط المسيحية ليوفر مجال العمل للشباب وليعفى خريجينا من مسالة التنافس على الوضائف وليعمل في التوظيف وفق نسبة السكان لكل مكون وكذلك ليكون التعيين على أساس المنافسة العلمية وبكفاءة وليس بالوساطة والانتماء الحزبي.
5-قبل الانتخابات في اقليم كوردستان طرحت في حضور القائد مسعود البارازاني مسالة إعداد مؤتمر في كوردستان يعالج مسائل وإشكالات العلاقات بين المكونات وبالأخص بين الكورد والكلدواشوريين ورحب سيادته بذلك وأبدى تفهمه الكبير لعقده وقال بالحرف الواحد
(اذا كُنتُم أنتم كمسيحيين مستعدين لمثل هكذا مؤتمر فأنا مع الفكرة وما عليكم سوى السعي لتحقيقها )
بنظري هناك جهات وأشخاص من كلا المكونين الكوردي والكلدواشوريين لا زالوا ينظرون بعين الماضي ولم يتحرروا من تلك الأحداث الماساوية التي حدثت بين الشعبين وعندما تبرز مشكلة ما فانهم يقومون بتفسيرها وفق تلك النظرة وحتى الوقت الحاضر لم يتحررو من اثار الماضي والأنكى من ذلك ان الأجيال راحت تجتر تلك الماساة وتراجيتها نقلا سواء شفاها او عن طريق بعض الإصدارات المغرضة التي تغذيها ذات الأوساط التي سببت تلك الأحداث المؤسفة بين الشعبين
6- اتمنى من اخواني الكتاب وخاصة من خارج الوطن الابتعاد عن الردود المتشنجة والتعميم وإطلاق
التهم والتعكير على المسائل الإيجابية التي يحملها مضمون رسالة السيد النائب وان يتم دراستها وفق منطلق تطوير العلاقات التاريخية بين الكلدان والاشوريين والسريان لوضع اسس معاصرة وجيدة لبناء علاقات إيجابية نطمح بتحقيقها والتي تهمنا نحن المتبقين في الوطن .
فعلا نحن مع ما سطره سيد النائب فهذه العلاقات تحتاج اكثر من مراجعة وخارطة طريق تودي الى تمتين العلاقات الطيبة بين الشعبين لبناء وطن كردستاني متعدد الاثنيات والأديان وهو طموحنا الاول والأخير