الدولة الإسلامية تفجّر أشهر كنيسة كاثوليكية في الموصل بطريرك الكلدان يعبّر عن ذهوله وحزنه من الجريمة بحق كنيسة 'الساعة'، ويناشد المجتمع الدولي العمل لإنهاء الصراع بالعراق والمنطقة. ميدل ايست أونلاينإرهاب ليس له حدّالموصل (العراق) ـ فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الأحد، كنيسة اللاتين أو كنيسة الآباء الدومنيكان في مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق، والتي كانت قد شيدت قبل مئات السنين.
وتعرف كنيسة "الساعة" شعبيا بـ كنيسة الساعة وهي كنيسة كاثوليكية تقع في حي الساعة بالموصل، وتعتبر إحدى أشهر كنائسها وإحدى المعالم المميزة لهذه المدينة.
واعلن مصدر امني من داخل مدينة الموصل أن "عناصر داعش أقدموا على إخلاء منازل المواطنين القريبة من كنيسة الساعة التي تقع في منطقة الساعة وقاموا بتفخيخها قبل تفجيرها".
وأضاف المصدر فی تصریح لشبكة "روداو" ومقرّها أربیل، أن "داعش أقدم على تفجیر الكنیسة بالكامل بعدما فجّر الساعة التي تقع في أعلى الكنیسة في الثاني من فبراير/شباط 2015، وبعدما نهب كافة محتویاتها".
ونقلت شبكة الإعلام العراقي شبه الحكومية عن مصادر عسكرية القول إن مسلحي الدولة الإسلامية نهبوا محتويات الكنيسة قبل أن يسووها بالأرض.
واستولى مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على الموصل -التي يبلغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة- في حزيران/يونيو 2014، وهي اكبر مدينة في خلافة اعلنها التنظيم الإرهابي من جانب واحد تمتد عبر الحدود من شمال العراق الي شرق سوريا.
ويعيد تفجير الكنيسة الكاثوليكية في الموصل تسليط الضوء على الأخطار التي باتت تحدق بالأقليات المسيحية وبرموزها في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط بأسره. وكذلك بالرموز الثقافية القديمة مثل التماثيل وحتى لأضرحة تعود لطوائف من المسلمين.
ومن العراق إلى سوريا وغيرها من الدول التي تنتشر فيها الجماعات التكفيرية، تعرضت الأضرحة والمعابد وتماثيل آلهة من العصور القديمة للتفخيخ والتفجير بزعم انها رموز للكفر والشرك بالله.
وتقول جماعات مسيحية إنها تتعرض لإبادة حقيقية وتهجير من المنطقة على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي.
والأثنين، ناشد بطريرك الكلدان في العالم لويس ساكو المجتمع الدولي العمل لإنهاء الصراع في العراق والمنطقة.
وقال ساكو في كركوك "بذهول وحزن والم تلقينا خبر قيام عناصر تنظيم داعش بتفجير كنيسة الساعة الاثرية، وسط الموصل، بعد تفخيخها من جميع الجوانب".
واضاف "نهيب بالمجتمع الدولي والمرجعيات الدينية الى تحمل مسؤولياتها الكاملة لحماية البلاد والمواطنين الابرياء، باتخاذ خطوات جادة لإنهاء الحروب والصراعات (...) في العراق والمنطقة".
واعرب عن حزنه الشديد لتفجير الكنيسة بالقول "نشجب بقوة هذا الاستهداف لكنيسة مسيحية كما نشجب استهداف المساجد وسائر دور العبادة".
ووصف ساكو التفجير بـ"الخطيئة الجسيمة ضد الله والانسان لمسح ذاكرة المسيحيين وتفريغ العراق من مكونه الاصلي لصالح دولة من الاغراب الارهابيين".
وناشد ساكو "السياسيين العراقيين الاسراع بتحقيق المصالحة ورص الصفوف لدحر الارهاب بكل مسمياته".
وتعتبر كنيسة "الساعة"، احد ابرز المعالم الاثرية المسيحية في مدينة الموصل، وتعتبر معلما دينيا يستقبل المسيحيين والمسلمين على حد سواء.
وتم بناء هذه الكنيسة عام 1866 لتكون مقرا للاباء الدومينيكان في الموصل، ويحمل برجها الشهير ساعة قدمت كهدية للاباء الدومينيكان من زوجة الامبراطور الفرنسي نابليون الثالث.
وكانت الكنيسة تتكون من قبتين متساويتين في الحجم وصحن فسيح يتسع لمئة مصل بالإضافة إلى الجوقة. أما برجها فله ساعة ذات أربع وجوه كانت تدار بالنصب لأكثر من مئة سنة حتى تم استبدالها بأخرى إلكترونية في الثمانينات.
واشتهرت الساعة بدقاتها الجهورية التي كانت تسمع في القرى المجاورة مسافة أكثر من 15 كيلومترا.
وكان بالإمكان رؤیة الكنيسة من أغلب مناطق الموصل، وكانت ملجأ لأهالی الموصل حیث یقصدها الزوّار للتبرّ بـ"مریم العذراء".
ويواصل التنظيم الإرهابي عربدته في المدينة العراقية، بينما يدور حديث في اوساط الحكومة العراقية، ومنذ اشهر، عن استعدادات مكثفة لتحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي بدعم رئيسي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.
ومايزال التردد يعتري اطلاق عملية تحرير الموصل بسبب خلافات بين دول التحالف وبغداد بشأن مشاركة قوات الحشد الشيعي في العمليات العسكرية. إذ يرفض أهالي الموصل وواشنطن هذه المشاركة بسبب جرائم طائفية سابقة لهذه المليشيا، بينما يصر قادة الحشد على حقهم في قتال التنظيم الإرهابي بعد ان ساهموا، على حد تعبيرهم، في تحرير مدن عراقية اخرى.