المحامي روبرت قليتا على طريق نينوى ... بين الأمس واليوم
+++++++++++++++++++++++++++++++++ أبرم شبيرابالأمس وتحديداً في عام 1994 سار المحامي روبرت وليم قليتا على طريق نينوى وجال وصال في أروقة تاريخ الحركة القومية الآشورية عبر بحث علمي وموضوعي طويل عن تاريخ الحركة القومية الآشورية تحت عنوان (على طريق نينوى – تاريخ مختصر للحركة القومية الآشورية 1892 – 1990) ونشر في حينها في المجلة العلمية (Journal of The Assyrian Academic Society, Vol. VII, No. 1, 1994).
ونال في حينها أعجاب الكثير من القراء ولا يزال الموضوع بأهميته وسعته وفصاحته يعتبر من المواضيع المهمة في دراسة تاريخ الحركة القومية الآشورية. واليوم يسير المحامي روبرت وليم قليتا على نفس الطريق ولكن بظروف خاصة ومحاكاة ملئها مأساة الماضي وكوارثه... بالأمس طرد الظالم والمستبد أبناء شعبنا من وطنه الأم ولكن مع كل المأساة والفواجع أستمر أبناء شعبنا بأحزابهم السياسية ومنظماته القومية في السير على طريق نينوى رغم صعوبته ومهالكه وظل شعبنا الأبي بكل تسمياته وطوائفه صامتاً متحدياً ظلم إقتلاعه من أرض أباءه وأجداده. واليوم يظهر أن إدراك نهاية طريق نينوى ومحطاته التاريخية في بغديدا وبرطله وتلكيف وتلسقف وغيرها ليس بالأمر السهل، محطات يجثم المجرم داعش على صدورها، لا بل هو أمر صعب جداً ويتطلبه تضحيات جسيمه ومن كل واحد من أبناء شعبنا وكل من موقعه الخاص وبأساليبه المتاحة.
ما أشبه اليوم بالبارحة... بين مخيم اللآجئين في بعقوبة 1918 ومخيم اللاجئين في عنكاوة 2014 طريق طويل من المأساة والفواجع... أهل يدرك الظالمون وأذنابهم هذه الحقيقة التاريخية المنقورة في قلوبنا التي يناضل أبناء شعبنا من أجل التخفيف من مأساة هذا الطريق؟
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ بالأمس ناضل أبناء أمتنا وكل من موقعه الخاص لتحقيق العدالة والإنصاف بحق هذا الشعب الحضاري العريق، ناضل أمير الشهداء مار بنيامين والمطران الشهيد توما أودو وشهيد الفكر القومي التقدمي الدكتور فريدون أتورايا وجنرال الأمة أغا بطرس وغيرهم كثر، فقدموا كثير الكثير حتى حياتهم من أجل هذه الأمة. بالأمس وفي بلدان المهجر سار على نفس الطريق، طريق نينوى المنقور في قلوب أبناء شعبنا أمثال معلم الفكر القومي الوحدوي نعوم فائق والصحافي الثائر فريد نزها والمفكر القومي ديفيد برصوم بيرلي فعانوا معاناة شديدة من أجل التخفيف من هذه المأساة والفواجع. واليوم أبناء شعبنا في وطن الأباء والأجداد يقاوم جبروت الشيطان ويصمدون أمام محاولات إقتلاعه من جذوره التاريخية. ما أسخف وما جهالة وما إبليسية البعض عندما يقولون بأن معاناة المسيحيين هي كغيرهم من المسلمين فالجميع كعراقيين يعانون نفس المعاناة من قبل الفكر التكفيري والإرهابي... يعتبر مثل هذا التصريح قمة الجهالة والغباء أو هو بالأصح قمة النذالة والتجريم بحق المسيحيين في العراق لأن الفكر التكفيري الإرهابي لا يأتيهم من داعش الإرهابي فحسب بل من جميع الجهات والكل يهدف إلى قلع المسيحيين من وطن أباءهم وإجدادهم... نعم الكل يهدف إلى تحقيق هذا الهدف الإجرامي سواء أكان بسلاح داعشي في طرد المسيحيين من أراضهم أو بالقوانين الجائرة للنظام العراقي وأحدثها قانون الهوية الوطنية الموحدة الذي يجرد أطفالنا من دينهم المسيحي.
اليوم يقف روبرت وليم قليتا أما محكمة فدرالية أمريكية لتعاود النظر في التهمة الموجهة إليه على أساس أن المسيحيين في العراق غير مضطهدين على أيدي المتطرفين الإسلاميين في العراق، وأن المحامي روبرت قليتا قدم أوراق مزيفة لبعض المسيحيين الذين طلبوا اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية والهاربين من نيران جهنم داعش. في الوقت الذي يعرف كل العالم مدى تعرض المسيحيين في العراق إلى الظلم والإضطهاد ونتيجة ذلك تهجروا الكثير منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأخرى التي تؤمن لهم الأمن والسلام من خلال طلبهم للجوء وقيام روبرت قليتا وجميع الموظفين العاملين في مكتبه في شيكاغو بمساعدتهم في هذه المسألة الإنسانية ووفقاً للقانون الأمريكي للهجرة.
المحامي روبرت قليتا يخطو خطواته بثقة وثبات نحو المحكمة الفدرالية
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ اليوم يقف المحامي روبرت قليتا أمام محطة أخرى من محطات تاريخ شعبنا اللاجئ إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويقف خلفه الألاف من أبناء شعبنا في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بعض دول العالم بحملة واسعة لمساندة روبرت قليتا ومطالبة المدعي العام بتبرأته من هذه التهمة. فقد ألهب هذا الظلم بحق روبرت قليتا حماس أبناء شعبنا في الولايات المتحدة الأمريكية فقاموا عبر وسائل الإتصال الألكترونية والتواصل الإجتماعي حملة شعبية واسعة تحت عنوان (standwithrobert) لمساندة روبرت قليتا وتبرئته من هذه التهمة الباطلة.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ففي اليوم الأول للنظر في القضية في يوم الأثنين الماضي المصادف 18 نيسان 2016 تجمع الألاف من أبناء شعبنا أمام المحكمة الفدرالية يرفعون أيادهم تأييدا لروبرت ومن بينهم شخصيات دينية وقومية معروفة وعقد إجتماعات وتظاهرات تدعوا إلى إسقاط التهمة عنه وحضر أيضا قناة ANB لنقل الحدث، وفي أدناه بعض الصور لأبناء شعبنا متضامين مع روبرت قليتا أما المحكمة الفدالية وأعتقد أنها تكفي لبيان مدى الدعم والإسناد الذي وفره أبناء شعبنا لهذا الإنسان الآشوري القومي المخلص والمتفاني لقوميته.
أبناء شعبنا وبالألاف في شيكاغو يرفعون أياديهم أمام المحكمة الفدرالية دعماً لروبرت قليتا والتي شاكر فيها معظم تنظيماتنا القومية وأحزابنا السياسية المختلفة
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ نيافة مار بولص بنيامين أسقف كنيسة المشرق الآشورية وكهنتها يقفون أمام المحكمة الفدرالية دعماً لروبرت قليتا. وكان نيافة مار كوركيس أستقف الكنيسة الشرقة القديمة في شيكاغو قد حضر أيضا جلسة المحاكمة دعماً وإسناداً للأبن البار للكنيسة والأمة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ وأخيراً، كما سبق وأن ذكرنا في مناسبة أخرى، لم يبقى في هذه السطور القليلة إلا أن أقول بأنني عرفت المحامي روبرت وليم قليتا عن كثب ولمست غزارة ثقافته وطيبة قبله وتأثرت بحماسه في العمل القومي والإنساني وبشجاعته في خوض أصعب القاضايا وأعقدها من أجل مساعدة شعبه المضطهد من دون أي تميز بين طائفة وأخرى أو عشيرة وأخرى فكان في قلوب جميع أبناء شعبنا وسيبقى كذلك رغم كل التهم الباطلة الموجهة له... أنه حقاً أمراً غريباً أن يصدر من الهيئات القضائية في الولايات المتحدة الإمريكية تصاريح تقول بأن المسيحيين في العراق غير مضطهدين... أليس هذا غريباً وعجيباً؟؟؟ وهنا لا يسعنا غير أن نقول بأننا نقف وبكل صلابة وإصرار مع المحامي روبرت قليتا في محنته هذه، ونأمل أن يعود إلى حياته الطبيعية وعمله بعد إسقاط التهمة عنه ويستمر عمله القومي والإنساني بهمة ومثابرة أقوى تجاه الشعب الذي يعاني أقسى أنواع الظلم والإضطهاد في هذه الدنيا.
هنا أيضا أكرر ما سبق وذكرته، حيث عُرف عن المحامي روبرت وليم قليتا بهدوء طبعه وسمو أخلاقه وسعة أفاق تفكيره وغزارة ثقافته القومية والقانونية وإتقانه لحرفيته مهنته في الحقل القانوني وتقدسيه لها كمحامي محترف يعرف حدود القانون وكيفية إستخدامه وبإتقان ودقة ليس في خدمة زبائنه فحسب بل لأي إنسان يعوزه المشورة القانونية والمساعدة الإنسانية. هكذا عرف الناس المحامي روبرت قليتا ليس في الولايات المتحدة الأميركية فحسب بل في جميع مجتمعاتنا المسيحية الكلدانية السريانية الآشورية المنتشرين في أنحاء العالم. لا بل وأكثر من هذا بكثير، فقد عرف عنه في كونه من أكثر الناشطين في الحقل القومي يخدم وبكل أخلاص وتفاني أبناء شعبه في الولايات المتحدة الأمريكية أو في أي مكان كانوا خاصة أبناء شعبنا المحتاجين والهاربين من ظلم الأنظمة الإستبدادية في وطننا العراق وسوريا، فإنشغاله بمهنته لم يحول ذلك للتضحية بالوقت والجهد وحتى المال لمساعدة أبناء شعبه. كما لروبرت قليتا مواقف جريئة وشجاعة ومشاركة مستمرة في نشاطات قومية وسياسية كثيرة وسافر إلى شمال الوطن بيت نهرين ليشارك ويعايش وبشكل مباشر أوضاع شعبنا هناك ويسعى بكل ما أمكن من مساعدتهم للتخفيف من الظلم الذي عانوه على يد المتطرفين والأرهابين، لذلك عرف عنه في كونه محامي مختص في قضايا الظلم والإضطهاد الذي يتعرض له شعبنا في وطنه التاريخي.