المحرر موضوع: لقاء مع أسبوعية حزب اليسار الفنلندي من صفوف المقاومة الى الكتابة في ضواحي هلسنكي  (زيارة 883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء مع أسبوعية حزب اليسار الفنلندي 
من صفوف المقاومة الى الكتابة في  ضواحي هلسنكي


غلاف اسبوعية  " Kansan uutiset"  جريدة حزب اليسار الفنلندي
حوار :آنا بايو                                                       تصوير: يوسي يوينتاوستا
ساهم في ترجمة النص للعربية : ماركو يونتنين

يوسف ابو الفوز يكتب عن الهجرة والتطرف الديني وفوبيا الخوف من الاجانب . وخلف كل هذه المواضيع سعي وعمل لاجل التعايش والسلام .
تفاجأ يوسف هدّاد مطلع السنة بمكالمة تخبره بمنحه جائزة الابداع من منظمة الكتاب والفنلنين الفنلنديين الفنلندية (كيلا) :
ـ اسعدني كوني اول كاتب اجنبي وعراقي في فنلندا ينالها وأيضا اول مواطن من مدينة كيرافا.
في تقرير منظمة "كيلا" عن منح جائزة الابداع للكاتب يوسف هدّاد قالوا انهم "تابعوا نشاطاته وكتاباته ما يخص الهجرة، واسلوبه الادبي المحمل بالسخرية السوداء. وان كتاباته تغني الصوت غير الفنلندي الذي يكتب عن الشعب الفنلندي خارج اوربا، وخصوصا مواضيع الهجرة والتطرف الديني وفوبيا الخوف من الاجانب" .
القاريء الفنلندي عرف  يوسف هدّاد بأسم يوسف ابو الفوز من كتابه الاول "طائر الدهشة" (ترجم ونشر عام 2000) ، وبانتظار روايته "كوابيس هلسنكي " التي هي قيد الترجمة.
ــ خلال كتابتي رواية " كوابيس هلسنكي" فكرت بالقاريء الفنلندي، والان والعمل تحت الترجمة سعيد بأنه ستحقق امنيتي بان يطلع القاريء الفنلندي على هذا العمل .
في هذه الرواية الخيالية تشهد هلسنكي عملا ارهابيا :
ــ كتبت عن التطرف الديني وبوادر تشكيل منظمات على غرار "داعش" قبل ان تتأسس. ولاجل جمع المعلومات تجولت في العديد من الدول الاوربية. اخترت فكرة خيالية لكن نثرت حولها الكثير من الحقائق. قلق جدا من انه قد يحصل ما توقعته روايتي ( الهجوم الارهابي في هلسنكي). فهناك من التحق بتنظيمات داعش من فنلندا، وهذا ليس المشكلة الاولى. السؤال : ماذا سيفعلون لو عادوا الى فنلندا؟
ينبغي عدم الخلط بين الدين والسياسة !
ابو الفوز قلق جدا من استغلال الدين كواجهة ومبرر للاعمال السياسية. التي تساعد على نشر الكراهية ويرى ان خلط الدين بالسياسة يشكل خطرا على المجتمع .
ــ لست ضد اي اعتقاد لاي انسان . الناس احرار في اختيار دينهم واقامة شعائرهم، ولكن لا يحاولوا اجبار الاخرين على اعتناق دينهم او خلط ذلك بالعنف. حزين جدا لما يحدث من اعمال ارهابية في اوربا . هناك الان ازمة اقتصادية وسياسية تخلق جو لنشر روح الكراهية وهذه الاشياء مرتبطة ببعضها.
لذلك يريد ان يشجع على التواصل بين الثقافات والخيوط المشتركة وهو يعتقد ان هناك نتائج معقدة وصعبة نتيجة نشر سياسة الكراهية :
ــ اعتقد ان هناك من ارتكب اخطاء في السياسة الاوربية .
 يوسف يعتقد انهم خلقوا امكانية لنشاط الجماعات الارهابية مثلا بناء المساجد بتمويل من دول الخليج فهناك التخوف من ان تكون مكانا لتجمع المتطرفين .
الفقر وليس الهجرة هو المشكلة !
حسب يوسف ابو الفوز فأن الاعلام قد يخلق اراء متضاربة وينشر الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين . فمثلا ان الحوار عن التحرش الجنسي وجرائم الاغتصاب يجري الحديث عنها وربطها مع قضية الهجرة وكانها مشاكل جديدة في فنلندا .
ــ الجريمة هي جريمة بطبيعة الحال، بغض النظر عن من هو مرتكب الجريمة، مهاجر او من اهل البلاد الاصلين، والملاحظ انهم يشتركون في كونهم عاطلين عن العمل ومهمشين في المجتمع وفقراء. علينا ان نبحث هذه المسائل ولا نعامل المهاجرين واللاجئين كمجموعة واحدة. في وسط اللاجئين هناك اصحاب مؤهلات عالية وتعليم عالي وايضا غير متعلمين وهناك من هو قادم من مدن صغيرة او من الارياف ونجد ايضا المتدينين والليبراليين .
يوسف ابو الفوز يذكرنا اننا دائما نجد اشخاص سيئين ولكن لا نجد شعوبا سيئة !
عدة محطات قبل الوصول الى كيرافا (ضواحي هلسنكي)
في طفولته كان يوسف يقرأ كثيرا .
ــ في عمر 13 عاما كتبت اول قصة وعرفت اني ساكون كاتب. وكان هذا بفضل المدرسين الجيدين، الذين شجعوني للكتابة واهتموا كثيرا بمحاولاتي الاولى.
وايضا الاجواء التي عاشها في مدينته السماوة، بالاضافة طبعا لاجواء العائلة واهتمامها :
ــ ولدت لعائلة فقيرة، والدي عامل في السكك الحديدية وامي ربة بيت، وعائلتي مرتبطة بنضالات قوى اليسار وهذا خلق لعائلتنا الكثير من المشاكل والصعوبات. ونشطاء قوى اليسار كان مكانهم السجن دائما.
ان النشاطات والاجتماعات اليسارية لم تعجب الحكومة خاصة في زمن حزب البعث وصدام حسين . فاضطر يوسف لمغادرة العراق مشيا على الاقدام الى الكويت وهناك غير اسمه ورغم ذلك توصلت اجهزة نظام صدام لمكانه فاضطر لترك الكويت الى عدن في اليمن الديمقراطي ومن هناك توجه الى جبال كردستان ليلتحق مع حركة الانصار الشيوعيين وحيث المقاومة الكردية. وهذه السنوات في جبال كردستان كانت زمنا صعبا، ويقول يوسف انه فيها تعلم الكثير واستمر في الكتابة .
ومن هناك ، بعد هجمات نظام صدام حسين بالاسلحة الكيمياوية على كردستان ، بدأ البحث عن طرق للسفر الى اوربا، عبر موسكو في روسيا الى تالين في استونيا. كان يوسف يريد الذهاب الى السويد لكن في تالين اعتقل بتهمة تجاوز حدود بدون فيزا وكان معه مئة عراقي يبحثون عن اللجوء في اوربا ، وضعوا في السجون مع المجرمين العاديين، لان استونيا في حينها لم تكن موقعة على اتفاقية جنيف للاجئين. وتطلب الكثير من العمل، رسائل وبيانات واحتجاجات واضراب عن الطعام لتقبل بهم فنلندا كلاجئين لاسباب انسانية .
الان يوسف يعيش في مدينة كيرافا منذ عشرين عاما :
ــ كيرافا ليست مدينة صغيرة ، انها قرية كبيرة ، بروح الالفة بين اهلها التي تشعر بها .
في روايات يوسف هناك اكثر من شخصية من كيرافا.
ــ احاول ان لا اكتب عن نفسي، لكني استثمر تجاربي كمصدر لبعض القصص والشخصيات، اجمع ما بين شخصيات مختلفة لاشكل منها شخصية جديدة ومعها احيانا اضع شيء من تجاربي.
بناء الجسور الثقافية
كتب يوسف كثرا عن اللجوء، وعن التغيرات في الاجيال الجديدة الشابة من المهاجرين،الذين يجدون انفسهم بين ثقافتين. وضمن اشياء عديدة ، يهتم يوسف في  حي "فاريسوا" المتعدد الثقافات في مدينة توركو، فبالاضافة الى عمله الاكاديمي كباحث في جامعة تامبيرا وكتابة الادب، هو ينشغل في بناء جسور العلاقات بين الثقافات ومختلف الاجيال، ولهذا نجده يقوم باعمال تطوعية في زيارة المدارس ويلتقي التلاميذ الشباب هناك :
ــ احدثهم واثير نقاش : ماذا على المهاجر وما هو المطلوب منه ان يتعلم اضافة الى اللغة الفنلندية؟ اهم العوامل التي تبني التعايش والسلام في المجتمع وتساعد على خلق الاندماج الحقيقي؟ مع مجموعة من الشباب الجدد القادمين الى فنلندا زرنا المسبح العمومي والمكتبة العامة وكنت اتحدث لهم " كيف نسلك وكيف نتصرف؟" و"ما هي القوانين والضوابط ؟" احاول مساعدتهم للعيش بسلام وتوافق مع المجتمع الفنلندي .
 قبل اسبوع من هذا اللقاء الصحفي كان في "كيركونومي" والتقى حوالي 120 لاجئا في معسكر اللاجئين :
ـ تحدثت لهم عن تجربتي كاجنبي في فنلندا وعن الثقافة الفنلندية. احكي لهم عن تجارب  وتفاصيل بسيطة . كيف  في باص المصلحة والقطار ان الفنلنديين عموما لا يتحدثون بصوت عال، فاذا تحدث او ضحك احد بصوت عال يستغربون من ذلك ونظراتهم لا تعني العنصرية بقدر انهم لم يعتادوا ذلك. نتحدث ايضا عن موقع المراة في المجتمع الفنلندي وكيف ان لها شخصيتها المستقلة ومتساوية بالحقوق والواجبات ولها حريتها التامة في حياتها.
النهاية المفتوحة تعطي مجالا للقاريء للتفكير !
يوسف ابو الفوز يقرأ بحماس ويكتب بحماس ايضا .
ـ  اكتب بأستمرار وحسب زوجتي اكثر من اللازم احيانا .
 الكتب في بيته في كل مكان. ويكتب ملاحظات دائما. دفتر الملاحظات دائما معه. ولا يريد ان يحدثنا عن مشروعه القادم .
ــ لا اريد التحدث عن السمك في النهر ولم يدخل الشبكة بعد !
يؤمن تماما بان الفن والادب يمكن ان يغيرا العالم نحو الافضل . 
ــ يمكن العيش بسلام حين يكون السلام في داخل نفس الانسان. وهذا يتطلب التفكير ومن هنا فان الفن والادب هو المكان المركزي في تفكيره . ان الادب والفن يمكن ان يجعلا الحياة اجمل وافضل. ومع ذلك لا اريد ان اعطي اجوبة جاهزة في اعمالي الادبية ، احاول ان احث القاريء ليمتلك اسئلة في مخيلته وهذه تدعوه للتفكير بنفسه للعثور على الاجوبة ، من هنا اميل لترك النهايات مفتوحة في اعمالي الادبية.