المحرر موضوع: الرسالة الرعوية لقداسة مار أدى الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم لمناسبة عيد القيامة المجيدة حسب التقويم الشرقي (القديم)  (زيارة 2655 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شليمون اوراهم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1145
    • مشاهدة الملف الشخصي
بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة/ مكتب الإعلام

الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار أدى الثاني لمناسبة عيد القيامة المجيدة

أدناه الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار أدى الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم، لمناسبة عيد القيامة المجيدة حسب التقويم الشرقي (القديم)، النص الأصلي باللغة السريانية، ويليه الترجمة العربية المعنوية:










أخوتنا في الخدمة الروحية: الرعاة الأجلاء.. الكهنة المختارون.. الشمامسة الموقرون.. أبناء الكنيسة الكرام في الوطن العراق الحبيب وفي مختلف بلدان الاغتراب.

  تقبلوا سلامنا ومحبتنا في الرب.. مع صلاتنا الدائمة أن تكونوا بخير وسرور، محفوظين بنعمة الرب المقدسة.
ها نحن نحتفل اليوم مجددا بالقيامة المجيدة للرب يسوع المسيح من بين الأموات منتصرا على الخطيئة والموت، هذه القيامة التي كانت تتويجا للتدبير الإلهي لخلاص البشر، وقد تنبأ بها الأنبياء في العهد القديم.. وجسدها الرب يسوع المسيح المولود من العذراء مريم بنعمة الروح القدس.. وكان قد تنبأ بها بنفسه له المجد خلال رسالته الخلاصية على مدى ثلاث سنوات من كرازته بملكوت السماوات، فكان العهد الجديد.. عهد الخلاص من الموت في الخطيئة إلى الحياة في النعمة، وقد صارت هذه القيامة المباركة أساس إيماننا المسيحي القويم، والذي تأسست عليه الكنيسة المقدسة.. وحملت رسالة الخلاص إلى بني البشر.
وإذ كنا نحتفي اليوم بهذا العيد المبارك كعيد طقسي سنوي محدد وفق التقويم، ونقول لكم: عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير، لا بد لنا أن نؤكد مجددا إن القيامة ليست مجرد حدث تاريخي وقع في مكان وزمان معينين.. إنما هي في معانيها ودلالاتها فعل إيماني متجدد يوميا في حياة كل مؤمن يعيش حياته الأرضية هذه وفق وصايا الرب وتعاليمه المقدسة القائمة على المحبة وما لها من ثمار كثيرة.. هذه الوصايا والتعاليم التي بذل الرب يسوع المسيح دمه الزكي وجسده القدوس من أجل نشرها بين الناس لكي ينالوا الخلاص طالما آمنوا بها وبهذا الفداء العظيم.

وحيث أن القيامة جاءت بعد معاناة: تكذيبه من قبل قساة القلوب، تقديمه إلى المحاكمة، تعذيبه ومن ثم صلبه على الخشبة، يكون من الممكن أن يلقى المؤمنون باسمه القدوس والسائرين على وفق تعاليمه السامية.. شيئا من المعاناة في حياتهم اليومية وبطرق مختلفة، ومن ذلك ما نشهده اليوم ومنذ نحو سنتين مضت لقسم من أبناء شعبنا المؤمنين في بلدنا الحبيب العراق وفي سورية العزيزة.. وقد تعرضوا إلى جانب أبناء مكونات أخرى قومية ودينية إلى ضيقات كبيرة أسفرت عن شهداء ومخطوفين، وتدمير منازلهم ودور العبادة، وتهجير أعداد كبيرة منهم تحت مختلف أشكال التهديدات.. ونزوحهم من مناطقهم وقراهم ومدنهم إلى مناطق أخرى آمنة، وكل ذلك بسبب الهجمات التي تعرضت لها مناطقهم هذه من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، والتداعيات المختلفة لهذا الواقع المؤلم عليهم، وما تطلبه ذلك من تقديم الدعم والمساعدات لهم، وإعانتهم على تجاوز هذه الأزمة مستلهمين كلمة الرب له المجد، من يصبر إلى الآخر.. فهو يخلُص "متى 10 : 22". 

وعليه لا بد لنا جميعا في هذا اليوم المبارك أن نتذكر أخوتنا المعانون هؤلاء.. بصلواتنا وابتهالاتنا إلى الرب القائم من بين الأموات أن يؤازرهم بنعمته المقدسة ويفيض عليهم برحمته وحنانه.. فيتحقق لهم الأمن والسلام.. وينالوا الخلاص في هذه الدنيا.. نموذجا أرضيا وجسديا للخلاص النهائي الروحي.
ولا بد لنا أيضا أن نتقدم بالشكر والامتنان لمختلف الجهات من حكومات ومؤسسات ممن قدموا لهؤلاء الأحباء العون والمساعدة، مثلما نجدد طلبنا من جميع الجهات ذات العلاقة محليا وإقليميا ودوليا.. لتحمل مسؤولياتهم والتصدي معا للإرهاب.. وتحرير المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرته، وإعادة المهجرين إلى ديارهم، وإعادة إعمارها وتوفير الأمن والسلام والعيش الكريم لهم. وهذا هو أهم ما نطلب ونسأل الرب ونطرق بابه من أجل تحقيقه.. إلى جانب طلباتنا الأخرى، وهو القائل له المجد: إسألوا تُعطوا.. إطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم.

أحباؤنا في الرب:
تبقى قيامة الرب كالشمس التي أشرقت لتزيل ظلمة الخطيئة والموت، وهي رجاؤنا الأكبر لنيل الحياة الأبدية التي لكي نحصل عليها.. لا بد لنا أن نسير على درب من منحها لنا.. فنسلك كما هي مشيئته، فهو الطريق والحق والحياة.. هو القيامة والحياة.
قام الرب حقا قام.. قيامة وحياة وتجدد لكم جميعا.. وكل عام وأنتم بخير وسلام.. آمين.


كتب في قلايتنا البطريركية ببغداد
إيار 2016


أدى الثاني
بالنعمة: جاثليق بطريرك
الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم


غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.