المحرر موضوع: يا مًنيَّـةَ القلــب  (زيارة 1365 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
يا مًنيَّـةَ القلــب
« في: 13:45 01/05/2016 »


يا مُنيَّـةَ القلب



إيشو شليمون


يا مُنيَةَ القلبِ أشكو والنوى  سُقُمي      يَا ليتَ  نفسي  تداوي  السُقمَ  بالنُظُمِ
 
حباً توارى  وطيفَ  الثغر  والمُقَلِ      لا  لن  يَـزول  نضيراً  باقِ  كالوَشِمِ

مرَّت  سِنيناً وقلبي الماضيِ آسِرُهُ     والقلبُ  يهوى  خِلاف  العقـلِ  والنظمِ
 
 أمُ الرَبيعينِ  يا  فَخـرُ  الربيعِ  لَنـا      زاهٍ   بأرثِـكِ  رغـمَ   الدهـرِ   والقِدَمِ
 
أرضُ  المسَّـرَّةِ   للأمجـــأد ناصِيَّةً     فيـكِ  الأماني   وأنـتِ   غـادَةُ   الأُمَـمِ
 
تِلكَ  الديــارُ  بها  كانـت  مَباهجنـا     وسيرة  الأجـدادِ  في الألـواحِ والرُقَـمِ
 
 بانَ الحبيبُ  وَأقْـوَّت  تِلكُمُ  المُدُنِ      لَما  غَـزاها   سَـليلُ   الصِلِّ   والبُهُـمِ
 
روحُ الدَواعِشِ ملىء الشَرِ حـاويةً     مِن ألف عامٍ وَهُم  في الأرض كالوَرَمِ

فالشعبُ أضحى شريداً عن مساكنه     يُسـدي  الدُعــاءَ   لِمنْ  آواهُ   بالكَـرمِ

 خارت  قِواهُ  وإذ  أطيافــهُ  شَطَطاً      ثخـنُ الجـراحِ  لشـعبٍ  غيـــرَ  مُلتئِـمِ

هل مَن  يَعـومُ  عُباب  البحرِ يسألُهُ      كَم   من  حَيـاةِ  طَواهـا  جوفُــهُ  نَهِمِ
 
وَكم  فَقيـدٍ  تراب الغربِ  حاضِنُهُم    عن  تُربـة  الأهــلِ  بالحسراتِ  والألمِ
 
أو مَن يجوب  بقاع الأرضِ منتَقِلاً     عطشى  يُعاني  من  الويلات  والسُقُمِ

هَلاّ سَألتَ لِما عن ارضِهم  رَحَلوأ      مَن عَلمـوا  الناس  بالقرطاسِ  والقَلَمِ

قف يا زَماني فما لي في  مَسرَّتِكم      كيفَ  المَسَــرَّةُ  والأحبابُ  في  الخيَّمِ

اين   المسَّـرةُ  والأيـــامُ   تُرغُمُنـا      تَركُ  الديـار  لظى  الهجران في كَظَمِ
 
ماذا تَقولُ  لِمن باتـت  ظمائرهم      طَـوعُ    التَقيَّــةِ  في  الأقــوالِ  والقَسَـمِ
 
ماذا تَقولُ لِمن أضحت  مَطامِعَهم      رهينَـةُ  الجَذبِ  بين  الغَربِ   والعَجَــمِ
 
والسَلبُ  أمسى جهاراً فيه  يُمتهَنُ    والبعض اضحى كما الجرذانِ في القَضِمِ
 
يا أرضُ تَبقى طُلولَ الماضِ تجذبنا     والعيشُ  فيكِ  شَـبيه  السُمِ  في الطعُمِ
 
يا  إبنَ  دجلــةَ   والفـراتِ  يا  أمَلاً     هَلاّ  خَنا الدهر  قد  اضنى  بكَ  الهِمَمِ
 
قم  يا  كريماً  فنجم العقــلِ  قد  أفَلَ     وباتـتِ  الســوحُ  مأوى  المارِقِ الأثِمِ
 
ورايـةُ  السِـلم  لا  تَجدي  لتسـعفنا     من  ثــورةِ  الجَهلِ  من اصحابها العُقَمِ
 
ركائِز  الحــقِ   للأخـلاق  مرجعها     وسـيرةُ   الحـقِ  عندِ  البعضِ  كالعَدَمِ

زوراً  يُقـامُ  شِـعارُ العدلِ  في  بَلًدٍ     إن سـادَ  فيـه  رديفُ الجَهلِ  في الحُكُمِ

عينُ الأباة على الأوطان في سَهَرٍ     عَقـلاً   يَقــودُ  وفي  الأعمــالِ  كالخـدمِ

 وفي العـراق أباة النفسِ  في كَمَـدِ     والحكـمُ   فيـه  مع  الأصـلاحِ  في  جَذَمِ
 
نـارُ  الشقاقِ  مُثيـراً  في  طوائفـه     وللنهيـبِ  عيـــونُ   البعضِ   لَمْ   تَنُــمِ