المحرر موضوع: من يتحمل مسؤولية إحياء لغتنا؟ القسم الثالث  (زيارة 2442 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يتحمل مسؤولية إحياء لغتنا؟
القسم الثالث



بقلم : ميخائيل ممو
سبق وإن سلطنا الضوء في القسم الثاني من موضوعنا الموسوم " دور اللغة وأهميتها في حياة الشعوب" وقد إرتأينا في هذا القسم أن نحدد بعض الإشكالات التي تدع لغة ما تتراوح في عقر دارها لتصبح في عداد اللغات التي في طريقها للإندثار، بالرغم ممن يحاول من بني الطليعة الواعية على بث روح الحياة فيها. لذا نود القول هنا: 
لو لم تكن اللغة برموزها الإبتكارية عبر مراحل التاريخ، لما استطعنا اليوم أن نتحدث ونتخاطب بها مع بعضنا، أو أن نقرأ لفهم ما دوّن بواسطتها،  نكتب وننشر ما يخالجنا وما تراودنا من الأفكار، وما إلى ذلك من مفاهيم أخرى.. وبما أنه قد إرتقى عددها إلى ما يقارب الستة آلاف لغة من خلال التطور البشري في كافة أصقاع العالم بهذا العدد الهائل، ليس معنى ذلك أن نتأملها ونفقهها جميعاً، ولا حتى الجزء اليسير منها. هذه بديهة لا يقرها المنطق العلمي اللغوي ولا الفلسفي لمحدودية مدارك الإنسان. إن المهم والأهم أن يتمكن الفرد من لغته الرئيسة المتعارف عليها بتسمية اللغة الأم، أي التي نشأ وترعرع عليها منذ صغره ولحد كبره. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، ولا تغفل على أي إنسان ينتمي إلى المجتمع البشري بحكم معايشاته اليومية في محيط مجتمعه، وعلى وجه خاص من ينتمي لذات المجموعة الإثنية التي يؤمن بها ويجعلها ديدنه الأسمى أينما حطت به الأقدار من أرض المعمورة. ليس معنى ذلك أن تتحدد المعرفة اللغوية بلغة واحدة فقط لدى الفرد، طالما هناك ما تفرضه التعاليم اللغوية وإمكاناته الإدراكية لتسلحه بلغات أخرى. إذن من الأهمية بمكان أن يتعلم ويتقن الفرد لغته الأم قراءة وكتابة طالما من السهولة أن يتحدث بها منذ نعومة أظفاره. أما أن يخلق مبررات يستوجبها التحليل الإقناعي فهذه مسألة فيها وجهة نظر. قد يكون الأمر كذلك أحياناً لظروف تفرضها الحياة الإجتماعية والسياسية العقائدية للدولة التي ينشأ فيها ومرتع طفولته. ولكن أن تكون عكس ذلك فلا وجوب للأعذار والمسوغات قطعاً. والقصد من ذلك إن توفرت كافة السبل والوسائل لتحقيق ما نعنيه، فأين تكمن العلة؟! هل هي في تصرفات إهمال الوالدين وأولياء الأمور؟ أم في نفسية الفرد ذاته؟ معايشاتنا وتجاربنا على مدى طويل من السنين أثبتت بأن الأمر يتوقف على الوالدين وثقافتهم بالدرجة الأولى، ومن ثم الأبناء بالدرجة الثانية، ولأسباب مجتمعية عديدة ثالثاً، بحكم المصاحبة والمرافقة من ذات الأعمار التقريبية تفرضها التأثيرات المباشرة عليهم  للتخلي عن التعليم اللغوي. وبما أن المسألة عمومية لدى أغلب الشعوب في ديار المهجر، إلا أن خصوصيتها تكمن لدى المكونات القومية التي ليست لها مدارس رسمية ومنابع تعليمية منظمة لإنتشال آفة الأمية كمصطلح أقرته منظمة اليونسكو الذي مفاده بأن من لا يقرأ ويكتب بلغته الأم يُحتسب في عداد الأميين بلغته الأم رغم معرفته وتثقفه بلغات أخرى لا تمت بصلة لإنتمائه اللغوي والإثني.
إن ما دعاني لهذه التنويه الهام، هو زياراتي للعديد من دول الإغتراب التي يتواجد فيها أبناء رعيتنا وجلدتنا من الآشوريين المهاجرين بكافة تسمياتهم، وعلى وفق خاص الذين تتوفر فيهم الهيمنة القومية من الشباب بالإنتماء الإثني وإفتقارهم للتربية اللغوية التي هي عماد أحاسيسهم ومشاعرهم وروح استمرارية وجودهم عبر التاريخ الحديث. وهناك أيضاً إلى جانب ذلك من لا يقلّ شأناً عنهم من أصحاب المسؤوليات في المراكز الدينية والمؤسسات الثقافية والإجتماعية يتمجدون بأصالة لغتهم القدسية ومدى أهميتها دون أن يحركوا ساكناً في الرفع من شأن أهميتها ودورها في الحياة الإجتماعية وتفعيلها بشكل مباشر ، أو المبادرة على حث أبنائهم للإلتحاق ببعض الدورات التي لا تتجاوز على أصابع اليد الواحدة إن كانت في الكنائس أو الجمعيات الخاصة التي اصبحت مرتعاً مرموقاً لهم للهو وقضاء الوقت هباءً في الإنغمار بمناقشات فارغة على طاولات مستديرة وبأعمال تمتد لساعات متأخرة من السهر لا تتناسب والتربية الأخلاقية لأبنائهم وعوائلهم.
ومن جانب آخر، إن تهيأت فرص التعليم الرسمي، يتبين لنا عن تهاون المسؤولين وتقاعس الوالدين أو أولياء الأمور من إتمام واجبهم في التعليم اللغوي المجاني على حث وتشجيع أبنائهم بغية الإلتحاق بدروس تعليم اللغة الأم. ولكي أكون أكثر وضوحاً استل مضمون هذه الفكرة من الواقع العملي في المدارس السويدية أولاً عن قلة الذين يلتحقون بدروس اللغة الآشورية وبكافة مسمياتها في كافة المراحل الدراسية، مقارنة بالكثافة السكانية لتواجد عدة آلاف من الناطقين بذات اللغة من المؤمنين بها شفاهاَ بذريعة تسمية الإنتماء القومي، بحيث لا تتجاوز نسبة تفعيلها العشرة بالمائة إن لم تكن أقل من ذلك. علماً بأنه يتم توفير كافة مستلزمات التعليم مجاناً دون أي مقابل. فإن كانت النسبة المخيبة للآمال بهذا المعدل في بلدان مشابهة، فما أدراك من البلدان الأخرى التي لا تتواجد فيها تلك الخدمات، وحسبي من ذلك حتى وإن وجدت وتهيأت الفرص بالمجهود الشخصي تجد النسبة بما لا تتوقعه أبداً، والدلائل كثيرة في العديد من دول الشتات في أوربا وأمريكا حيث تشكل فيها مجموعات سكانية اثنية كبيرة متمركزة في بقعة أو منطقة جغرافية واحدة.
هذه الإشكالية من ناحية، ومن الناحية الأخرى بعد تصاعد الوعي القومي على ضوء الأحداث السياسية والدينية في الأوطان التي يؤمها ذات الشعب تبرز الساحة السياسية والدينية والثقافية المتمثلة بالأحزاب والمراكز الدينية محدودية التوعية اللغوية لم ترق للمستوى الذي يستوجبه التعليم اللغوي في المهجر، بإستثناء بعض الجهود النادرة جداً التي يشهد لها الواقع المألوف في استراليا، ناهيك عن تألق تجربة التعليم في الوطن الأم.
وبالرغم من كل ذلك يتجلى لنا من أصداء تلك المواقع بأنها تخفي عنها أهمية التجسيد اللغوي المشمول ببرامج ومهمات أخرى كالتأليف في مجال أدب الأطفال والشبيبة والحكايات الشعبية التراثية وأدوات الألعاب الخشبية التعليمية وما شابه ذلك من وسائل الإيضاح العملية وفق ما هو متعارف عليه في المدارس الحديثة. كما وأنه من جملة ما يرتقي بالتوعية اللغوية في مجال تلك النواقص والسلبيات هو تشجيع من تتوفر فيهم المواهب فيما يتوصلون اليه ويحققوه دون دعم أعمالهم الإرشادية التوجيهية بمستوى الفكر القومي الفاعلة لتكوين الشخصية وإبراز الهوية الحقيقية، وكلنا يعلم بأن السياسات الدخيلة والنزعات الإرهابية والأوضاع المزرية في بلداننا الأصلية أردتنا على شفا حفرة من نار لنهجر أوطاننا وننقذ أرواحنا لعلنا نعود لضالتنا المنشودة والهدف المستوجب تحقيقه.

إذن دعونا أن نجعل من لغتنا الأم الوطن الدائمي لنا جميعاً أينما تواجدنا وبرغبة ملحة في كافة محطاتنا الإنتقالية، ومن خلالها نخاطب ما افتقدناه عسانا نصيب الحقيقة مثلما أصابت ذلك بعض الشعوب التي عايشت ذات المحن بصبرها الطويل جاعلة من لغاتها الدرب الشائك في طريق المعتدين وسلاح التحدي في وجوههم.
ولطالما لا زلنا في دائرة التبجيل اللغوي، فلا محالة من أن نفتح آفاقاً جديدة بطرق أبواب مستحدثة تمليها علينا وسائل الإعلام من الفضائيات والمواقع الألكترونية وغيرها من السبل التي تمتعت بألسن حرية التعبير المباشر والأقلام التي تم تحريرها من شبح الظلم والإضطهاد بإطلاق سراحها.
وهنا نود أن نثني جهود ومساعي المجلس القومي الآشوري في الينوي على يقظته ومبادرته بإقرار القرار التاريخي على جعل يوم 21 نيسان من كل عام يوم اللغة الآشورية، مستمداً أياه من ضخامة وأهمية القاموس الآشوري المحصور في واحد وعشرين مجلداً صادراً عن جامعة شيكاغو، استغرق وضعه تسعون عاماً على يد أمهر وأشهر اللغويين، توالى على جمع وتشذيب مفرداته أكثر من 85 باحثاً لغوياً من المستشرقين.
لذا.. وبهذه المناسبة التي كنا نحن على أبوابها من شهر نيسان الخالد نهيب بكافة مؤسساتنا ومدارسنا ومعلمينا أن لا ينسوا هذا اليوم التاريخي الهام، وأن يستيقظ من هم في سبات الإهمال القاتل ومن يضع العصا في دوران العجلة بأسلاكها أو قضبانها المحكمة الشبيهة بالتسميات اللغوية. وأن لا يتم إغفال ذلك من مسؤولي ومعلمي من نشيد بتجاربهم الإيجابية في سدني ونيوزيلندا ومحافظات السويد والعراق أيضاً تيمناً باللجنة الأدبية والتعليمية للمجلس القومي في شيكاغو ومالبورن وأرمينيا وجورجيا وكراسنادار في روسيا وسدني ومالبورن في استراليا ومناطق أخرى متفرقة.

 



غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ والاديب الكبير رابي ميخائيل ممو المحترم
تحية طيبة
لغتنا القومية هي هوية امتنا ووعاء ثقافتنا وتراثنا وحضارتنا، وهي انعكاس لنهضتنا وازدهارها، وبالتالي لغتنا اساس وجودنا، وبغيابها نغيب ونندثر،ولكن ما نراه اليوم ونسمع به، ومع الاسف الشديد ان نجد البعض من ابناء شعبنا في المهجر، يتغنون ويتفاخرون بلغات البلدان التي يعيشون فيها،ولا يولون اهتماما للغتهم الام، وبالتالي استاذ العزيز وما هذا الا تحطيم للهوية القومية، فلغتنا الام هي ذاتنا وشخصيتنا، فاذا نتخلى عنها يعني تغلينا عن هويتنا القومية ونصبح تابعين للامم الاخرى بهوية منزوعة.اذن علينا ان نقول لغتنا الام تستحق منا هذا الاهتمام، خاصة بعد ان سقطت سهوا من بين ايادي شعبنا في المهجر،وبدا واضحا ان اهمال البعض للغتنا الام والذين ظنوا امرا عابرا بات متعمدا، وكان امر لغتهم لا يعنيهم،رغم تسليمنا بالمقولة التي تؤكد ان اللغات التي تسمى بالحية، تموت اذا لم تتجدد وتتناقل حتى اللغات التي نكتسبها بالتعليم، تسقط من الذاكرة بمضي السنين ان لم نستخدمها، فاللغات شانها شان البشر وكل الكائنات الحية تنثر وتموت بالاهمال، ورغم ذلك تجاهلنا الامر وتراجع اهتمامنا بلغتنا الام وتذوقها الى درجة متدنية، مما يدق ناقوس الخطر في جسد امتنا واجيالنا القادمة. وتقبلوا مروري ووجهة نظري ودمتم سالمين
اخوكم
هنري سركيس

غير متصل ميخائيل مـمـو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 696
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي الجزيل الإحترام هنري سركيس.
دعني ألقبك بالمحارب الإرشادي والتوجيهي المجهول، رغم عدم معرفتنا عن كثب. ولكن مداخلاتك الدائمة تدعنا أن نتأمل ونحلل كل ما أنت ذاهب اليه، لحرصك على تقويم كل إعوجاج مقصود من أي طرف كان، سواء الإصلاحيين أو المراوغين من ذوي الفكر التعمدي اللامنطقي، وهذه دلالة على صراحتك وإيمانك وثقافتك من الخزين الفكري الذي تحمله. كما وإني أتفق ورأيك مائة بالمائة، موني عشت ذلك الواقع بشكل مباشر في العديد من دول الشتات، وخين تناقش المسؤولين من حملة لقب الدال والميم والكاف تراهم يسطرون الأعذار والحجج بمسوغات لا تمت للواقع والحقيقة بصل، وحين تفنذ أقوالهم، يجيبوك لقد حاولنا ولم نلق الإستجابة. أقولها ربما، ولكن ليس كل شئ مُحال. ومن عادتي أن أنشر البعض من كتاباتي في موقع إيلاف، فتردني هناك بعض المداخلات. ولكي تكون على علم من ذلك أعيد هنا رأيين كجواب لمداخلتين لهما صلة بما أشرت إليه وهما كالأتي:
نعم، اخي في الغربة، والأستاذ الفاضل " فول على طول " لمداخلتك التي لا تقل شأناً عن الآلاف ان لم تكن الملايين ممن احتضنوا بلاد الشتات من جيلنا الذي شتته ظروف الحياة الصعبة متمثلة بالإجتماعية والإقتصادية والدينية والسياسية، والتي جعلتنا الأخيرة منها أن نستهجن القفص المُحكم وننعتق بالخفي والحذر من بين قضبانه الحديدية ولا حتى من بابه المقفل في وجوهنا من بني المكونات القومية. ومن ثم إتساع تلك الدائرة لتشمل أيضاً كل من لا يبصم بإبهامة على ما تملي عليه السلطات الغاشمة والدكتاتورية المنفردة التي لا ترى حجمها سوى بطول ظل قادتها من الذين يطمعون بخيرات بلدان سكانها من ذوي الأصول التاريخية الساحقة في القدم، ليمسوا ويمتثلوا عبيداً أمام أئمة وقادة الفكر الرجعي. هذا ما يتضح أمام أنظار العالم الذي بشر بالربيع العربي، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى الخريف العربي ومن ثم إلى التشتيت الشتائي من القوى الكبرى بغية الإستحواذ على إقتسام المغانم.
أخي المتداخل.. ليس من الغرابة أن تشكو وحدك مما أنت تعانيه، ولكن ليس في اليد حيلة، طالما سياسات ومنهجية دول الشتات تستثمر أفكار أجيالها المستقبلية بحكم قوانين التربية والتعليم والتهجين التي لا نرتضيها لأنفسنا بحكم ما ورثناه من عادات وتقاليد إلى جانب النشأة الدينية والقبلية أو العشائرية التي لا تعني شيئاً لأفكار ذريتنا ليتهمونا بـ " اُولد فيشوند" أي من الطراز القديم. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، مهما حاولنا وزمرنا وطبلنا، مثلما يقول المثل: من شبّ على شئ شابَ عليه. وإن كنا قد تعاملنا وأياهم بمفهوم المثل المذكور، دعني أقول: لربما حصدنا نتائج محاولاتنا. ولا تنس بأن هناك من طبقوا ذلك وتوفقوا بل وتفوقوا على من أهمل لغته، لكون الرأيين أرجح من الرأي المنفرد، وكذلك التسلح بلغيتين أكثر إغتناءً من اللغة الواحدة وفق رأي الباحثين التربويين والنفسانيين، ولهذا نجد من يتقن لغته الأم وعلى معرفة بها أكثر تفوقاً من أصحاب اللغة الواحدة. وللحديث صلة في قسمنا الخامس. مع بالغ تحياتي.
أخي بنيامين م. بنيامين
بمداخلتك المقتضبة أصبت عين الحقيقة. فمن يؤمن بوجوده القومي والإثني تشده وتحفزه أحاسيسه للسباحة في بحر لغته للحفاظ على هويته وأصالة وجوده. فإن اللغة الآشورية التي تم نعتها بتسميات لفظية وكتابية متفاوتة من خلال مراحل التاريخ هي ذاتها لا اختلاف فيها، رغم معاناتها من سيطرة الدخلاء على الأرض التي ولدت فيها، بقيت بهمة وغيرة رجالها المومنين من كتابها الفخورين على التواصل في بث روح الحياة فيها، بالرغم من فرزها في عداد اللغات التي آلت إلى الإندثار وأصبحت من اللغات الميتة. نعم، لقد كانت في فترات زمنية معينة من القرون الماضية تعاني من حشرجات الموت البطئ، لكنها عادت تتنفس الصعداء مثال الكائن الحي الذي يتنفس نفساً طويلاً من الهم والتعب فإنفرج ذلك الهم بهيبة وروح مار أفرام ومار نرساي ومار افراهاط وابن العبري وابن الزغبي وتوما أودو وأوجين منّا وغيرهم بما خلدوه لتكون نتاجاتهم دافع خير بإلهام من آمن بهم أن يشمروا عن سواعدهم لمتابعة ما ورثوه وإحياء ذلك من خلال الدورات التعليمية التي مهدت تأسيس المدارس في الوطن الأم من بلاد النهرين وفي استراليا والسويد وبعض الولايات الأمريكية وأرمينيا وروسيا وغيرها، بحيث حفزت على تسمية يوم اللغة الآشورية 21 نيسان من كل عام.
أخي هنري.. لدينا الكثير للحديث عن مداخلتك، ولكن تساؤلي هو أين الذين نشنف أسماعهم بترديد نغمة لغتكم سلاحكم، لغتكم هويتكم، لغتكم وجودكم، لغتكم رأس الحربة، لغتكم أصل اللغات، لغتكم لغة مسيحكم، لغتكم منبع قدسيتكم، لغتكم تجمعكم، لغتكم أصالتكم ووو... أقول هذا وأغلب بني شعبنا يرجحون إختيار لغات أخرى عوضاً عن اللغة الأم التي تمنحها لهم قوانين الدول التي لجأوا اليها لتعلمها مجاناً في المدارس الرسمية كدولة السويد مثلاً وبشكل خاص، إضافة للدول الأخرى التي يجهلون أنظمتها ولا يكلفون أنفسهم من هم من مسؤولي تنظيماتنا المتنوعة ومؤسساتنا الثقافية والسياسية والديينية وغيرها. وسأنهي كلامي بأن نوسع من حجم آذاننا لنصيخ السمع لأصداء ناقوس الخطر، لعلنا ندرك الحقيقة. رغم أني  أحياناً  أشطب وأستبعد مفردة اليأس من قاموس حياتي وفق المداخلة السابقة التي دونتها للأخ بنيامين.