المحرر موضوع: تباً للتأريخ - الأمة التي لا تخدم حاضرها . لا يمكنها أن تحفظ مجّد ماضيها  (زيارة 3235 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور قرياقوس ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


تباً للتأريخ - الأمة التي لا تخدم حاضرها . لا يمكنها أن تحفظ مجّد ماضيها


آشور قرياقوس ديشو
تورونتو – كندا
 
كنت أحب تاريخ شعبنا وأتلذذ بقراءته دائما وأغوص في دهاليزه العميقة كلما أحتجت الى معلومة أو خبر معين لأغني بهما كتاباتي أو مقالاتي . ألا أنني اخيراً بتُّ أشمئز بل أتقزز منه. لأنني لم أعد أجد فيه نفعاً. ولان التاريخ لم يفعل فعله المنشود في شعبنا . فهو لم يجعلنا نتقدم ولو بخطوة واحدة الى الامام ولم يصبح لنا حافزاً حتى نتطوركأمة لها مكانتها وحضارتها في هذا التاريخ. ولا نجاري به الامم المتطورة والمتقدمة الاخرى والتي أصلاً لا تحمل ذكراً ولو طفيفاً في أية حضارة قديمة وعريقة مثلنا .
 
التأريخ الذي نستقتل من أجله في كل أحاديثنا ومقالاتنا  والذي لم يعد لنا أوعندنا  نحن الاشوريون غيره لنتكلم عنه لم يستطيع أن يجمعنا معاً أبداً في  مشروع معين واحد  نعوّل عليه  ليزدهر به شعبنا في الوطن أو المهجر ولا أن يحوينا كشعب واحد أو حزب واحد أو مؤسسة واحدة أو حتى في رأي واحد ؟ . لم نستطيع أن نختارمن صفحات التأريخ المشّعة والكثيرة حدث معين أو قصة صغيرة واحدة لتقرب بيننا كأشوريين أو تقربنا من  فئات شعبنا الاخرى من الكلدان والسريان . اصبحنا نسعى اليه فقط  عندما نريد أن نستشهد بمقتطفات لنهاجم بها الاخرين ولنُسكت من ينافسنا في الكلام فقط وليس العمل . بينما كأمة وشعب لازلنا نراوح في أماكننا فلم نخطو بفضل هذا ( المكَرود) وأعني التاريخ  ولو خطوة واحدة الى الامام . لا بل خلصنا الى ماهو أتعس لقد أصبحنا  نعود الى الخلف لنعيش في وضع مؤلم ومزري جداً لأننا في كل السنوات 6000 الماضية كنا جالسين ( رِجلاً على رِجل )  ننتظر حتى يأتي الاخرون ويقولوا لنا : أنتم أصحاب حضارة وتأريخ خذوا هذه الارض لكم !!!!!.
 
هذا  التاريخ الذي نتباهى به اليوم والذي نحاول به أن نغطي على تقاعسنا وفشلنا لم يعد الا وسادة مخدرة ندعوا به شعبنا الى النوم والغفلة . يخدعنا به السياسين والكتاب  والمثقفين ليشحذوا به عقولنا البسيطة ويلقنوننا به بعد أن فشلوا في أن يقودوننا الى التجدد والتطور والازدهار ولأنهم لم يستطعوا أن يبتكروا شيئاً جديداً أو يرسموا خارطة طريق تجمع شعبنا معاً نحو مستقبل مزدهر أو يبنوا حاضراً آمناً وسالماً أو يقدموا لنا خيارات منطقية وواقعية نواجه بها تحديات اليوم وتقود شعبنا الى بر الامان .
 
هذا التسطير الذي نقرأه عن التاريخ كل يوم وصل الى درجة الأستخفاف بعقول شعبنا الطيب والبسيط ولم يعد الا رسالة مطرزة بكلمات جميلة تصلح لدرس القواعد والانشاء فقط  .  يحاول المدمنون عليه أن يدوسون من خلاله بأقدامهم على مشاعر أبناء شعبنا من المهجرين والهاربين الذين يفترشون الخيم والقاعات والساحات والذين أختُطفت وأغتُصبت عوائلهم وبناتهم وأبنائهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم . وبكل بساطة فأن هذه الكتابات والمقالات هي رسائل  فشل تفتقر الى الابداع والالهام والرغبة الصادقة التي تدعوا الى التطور والتغيير والسعي الى خلق حياة جديدة وطريق قومي ونضالي نحو أهداف جديدة في حياة أية أمة .
 
لقد سعّدَ أبناء شعبنا وأمتنا في العراق بسقوط االدكتاتورية في 2003 وحظي الشعب جميعه بالحرية والانتصار . ولقد توقع الجميع تغييرات جديدة وكبيرة في الوطن ونحن أيضاً كأشوريون وكلدان وسريان تأملنا تغييراً في  أوضاع شعبنا. فمرت عملية التغيير سهلة على الفئات الكبيرة بعد أن أغتنموا بالسلطة والجاه والحكم  ألا نحن فلم ندرك بان معظم مشاكلنا كشعب وأمة لا زالت قائمة ولم يفهم القادة السياسيين والدينيين أنهم أمام مهمة صعبة وعسيرة والتي هي بناء أمة متحدة ومتكاملة فبدأنا نواجه ضعفنا في المصالح الذاتية التي سعت أليها مؤسساتنا السياسية والقومية وصراع المذاهب وتجاهلنا مصلحة شعبنا العامة وخاصة بعد أن طرق الشعب وقياداته السياسية والدينية باب الانقسام والتشتت ليركزوا على ( نموذج ) التاريخ والتسميات والمذاهب وليبدأوا عليه صراعاتهم الجديدة القديمة .
 
سطور التاريخ وحدها ليست كافية لنيل الحقوق . قد يكون التأريخ في بعض الاحيان حافزاً ولكنه ليس السلاح المباشر للشعوب التي تريد أن تنتصروتحقق امنياتها بل يجب ان تمتلك هذه الشعوب ارادة وتصميم وأستراتيجية وتخطيط . فهنالك الكثير مما هو جيد في تأريخنا . ولكن أيضاً هنالك الكثير الذي يحتاج التغيير في  واقع و حاضر شعبنا . ويمكن  للتاريخ أن يكون فقط مصدراً  للقوة والبأس في حياة شعبنا عندما  لا نكون منعزلين بل نؤمن بأننا شعب واحد متكون من ثلاثة فئات وأن أحد ركائز قوتنا وعلاقتنا مع البعض هي أن نتعامل كأخوة وأحبة وأهل وعلى قدم المساواة والعدالة.
 
أن درجة تطور أية أمة وتصنيفها بين الامم الاخرى يأتي من مقدار التقدم والازدهار الذي يحدث في حياتها وما تخطط به للمستقبل و ليس فقط من خلال  حقبات الماضي  بل بما حضت به من التطور والتقدم الفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي ومن خلال أستراتيجيات وخطط وضعتها من أجل مستقبل مشرق ومزدهر . أن الحوار و نتائج اللقاءات السابقة والاختلاف في الرؤية  التي حدثت بين قيادات كنائسنا قي الماضي ومهما أسفرت من نتائج يجب أن لا تقود الى الخيبة والانعزال ولا تتوقف الجهود عن رسالة الوحدة المنشودة  التي دعت اليها قياداتنا الدينية  دائما ً بل يجب ان يستمر الاتصال والحوار لخلق أرضية سليمة ومشتركة  وان يشكلّوا  فرق عمل من مستشارين وخبراء لفهم أسباب الفشل وعدم الاتفاق  وجمع البيانات للحصول على المزيد من  الدعم والمعرفة والتجربة لاعادة بناء  حلقة الحوار والاتصال من جديد .
 
أن الصراع حول التاريخ والتسميات والسعي نحو السلطة والمصالح الفردية والحزبية والفئوية المذهبية والتعصب في العلاقة من خلال الجلوس على أقطاب متناقضة ومتعاكسة  هي التي أدت  الى جميع هذه التوترات التي نراها في العلاقة العامة بين الكتاب والمثقفين والساسة ورجال الدين . ويجب علينا اليوم التوجه نحو أعادة تعريف التبعية القومية والعمل الى صياغص ة شعورجديد يدفعنا الى الوحدة أو العمل المشترك من خلال التركيز على الاسس والعوامل المشتركة التي تجمع فئات شعبنا جميعاً في نتاج تاريخ وثقافة ودين وأرض واحدة والتي هي المرجعية الوحيدة التي يمكن أن تجعلنا جميعاً مسؤولين عن مصير وأهمية هذه العوامل التي نشترك بها .
 
أن الواقع والظروف القاهرة التي يمر بها شعبنا في الوطن يحتم على المسؤولين من السياسيين ورجال الدين من جميع الفئات الثلاث الانفتاح على بعظهم وترك أوراق التاريخ جانباً ولنقارن أنفسنا مع هذه المجتمعات المتطورة في اوربا وأمريكا وكندا ودول آخرى والتي تحاول أن تخلق أرضية جديدة لها مع شعوب تختلف عنهم كلياً وتجتمع بهم في مجتمع واحد من خلال جلب اللاجئين الذين يبحثون عن حياة أفضل لانفسهم ولعائلاتهم . والتي جاءت أصلاً من مجتمعات  وثقافات  مختلفة ووجهات دينية خاصة لتنافس معهم ولتختلط مع ثقافة مجتمعات هذه الدول ولكنهم وضعوا بالرغم من كل هذا  كل الاختلافات التي تخلق الحواجز جانباً . بينما نحن الفئات الثلاث من الكلدان والسريان والاشوريين والذين نكون شعباً واحدا التي عاشت سوية لدهور طويلة وتشترك معاً بلغة ودين وثقافة وتقاليد وعادات وأرض واحدة نجد العيش المشترك معاً صعباً وغير وارد.
 
مهما كانت الدوافع التي جلبت هذه الشعوب الى قبول مجتمعات آخرى غريبة – أقتصادية أو سياسية أو انسانية بحتة -  للدخول في أوطانها وتشجيعها للعيش المشترك . فهي لا تعبر الا عن رقي هذه العقول ونظرتها المتفاءلة نحو المستقبل في بناء مجتمعات جديدة بعيدة عن التزمت الذي يلازم شعبنا بدون وجه حق. أن فكرة العولمة التي تشغل العالم اليوم لابد أن تأخذ موقعاً مهماً في أفكارنا وعقولنا . وان نربطها بعالمنا الصغير الذي يمثل مكونات شعبنا الثلاث من أجل  أن نخلق له عالماً خاصاً يجمعنا بعيداً عن قيود وأغلال التاريخ والتسميات .
 
أن جسد وكيان أية أمة وشعب كما هو جسم الانسان لا يمكنه أن يتكون  من عظمة واحدة وأن فئات شعبنا الثلاث هي  العمود الفقري لجسد أمتنا وشعبنا وهذا العمود الفقري هو  الذي سيجعل جسد الامة  كبيراً وقوياً  ومتراصفاً. وشعبنا الذي يعيش هذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخه يجب عليه أن يجمع أعمدته و أشلائه الممزقة والمنعزلة وأن يعمل جميع  الكتاب والمثقفين والسياسيين ورجال الدين بجد وأمانة لتتفتق اذهانهم عن خطط وأفكار ووسائل تربط بين هذه المكونات الثلاث لشعبنا لتخلق شعباً واحداَ  قادراً على التعايش معاً وليمكنه من مواجهة التحديات التي يواجهها شعبنا اليوم في الوطن من قبل أن نفقد حظوظنا في الحياة الحرة الكريمة حينها ستسقط كل الحجج والتبريرات .
فلم يعد هناك في الوطن قارباً كبيراً يمكنه حملنا الى بر الامان بعد الان فكل ما هو متوفر هو زورقاً صغيراً يجب على جميع فئات شعبنا أن تركبه سويةً  وتعمل بالتجذيف فيه معاً وفي نفس الاتجاه .
 
02-05-2016


غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ العزيز اشور قرياقوس ديشو المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بخير.
شكرا على ما تفضلت به في مقالك الرائع والصريح. اخي العزيز قضيتنا القومية اليوم تمر بازمة وجود حقيقة، فهناك من المشكلات والازمات الشيء الكثير، وهي مشكلات وازمات صنعنا الكثير منها بايدينا ونحن عن عواقبها غافلون، ولكن وكما خلقت في الماضي بايدينا، فانه لا يزال في ايدينا مفاتيح الحل ايضا، قبل ان يفوت اوان الحل، ويضيع كل شيء. وبالتالي لقد ان الاوان لتجديد والاصلاح في عملنا الحزبي والقومي والسياسي، والخروج من عباءة اصبحت ضيقة علينا، ومعيقة لنضالنا.من اجل هذا نقول علينا ان نكون صرحاء في تحديد اين تكمن العلة، وكيف يكون العلاج، او على الاقل في الوقت الراهن جزء من العلاج.فامتنا الاشورية اليوم وحسب ما تمر به تكون على المحك، فاذا تراجعت قضيتنا القومية اكثر فاكثر الى الوراء اعتقد سوف يضيع كل شيء، ولن تفرق الخسارة ساعتها بين احزابنا وشعبنا. وتقبل مروري ووجهة نظري والرب يرعاك وسلامي الى الاهل جميعا
اخوكم
هنري سركيس
كركوك

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1830
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاخ والصديق المحترم
اشور قرياقوس ديشو
تحياتي لكم دوماً
اخي العزيز لقد  قرأت مقالتك مرتين وتركتها وغادرت البيت   ومعي ال  laptop  وركبت سيارتي مع أولادي كي احضر تدريبات ابني الأصغر وجلست في الملعب   وانا أفكر في  عن ماذا يفتش اخي اشور وماذا يريد ان يقول لنا وأي رسالة هذا الاخ يريد أن تصل إلينا .
وكوني أعرفك واعرف سمو أخلاقك وتعليمك  أردت ان اكتب لك  .
 
فأنا ارى في مقالتك  الكثير من الآلام والجروح والغم والقهر والتعب وهذا ناتج عن محبتك وغيرتك على  تاريخنا وماضينا والذي انت وانا نحاول ان نستمد منه قوتنا كي نحافظ على مستقبلنا  كي نبقى مرتبطين بتلك الجذور وتلك الأرضي  التي كتبنا من اجلها وفرحنا فيها وبكينا عليها  .

اخي العزيز أنا  اعتقد  ومن خلال  محادثاتي مع الاصدقاء والرفاق وبعض الاقارب عندما نجتمع في سهراتنا  مع بعض ونتحاور في موضوعات كثيرة ولكن أهمها عَلى  الإطلاق يكون  عن قوميتنا. .
وأنا اطرح رأي عليهم  وأسمع منهم وأتحاور معهم  .
وهنا ساكتب لك رأي الخاص   

وتقريباً  الجميع هنا  متفق عليه   على ان   احد اهم أسباب علتنا وعدم وحدتنا المنشودة وما وصلنا اليه اليوم هو   بعض قادتنا   .

نعم بعض قادتنا وعلى مر تاريخنا المعاصر !! 
نعم  بعض قادتنا السياسيين  والروحانيين والعلمانيين  !!   
وهنا اقولها  وبصراحة  وبدون مجاملة او تردد   وبقلباً مكسور بل وبقلباً مفجوع  .
ان بعض قادتنا السياسيين والروحانيين والعلمانيين  لا يملكون روح القيادة ولا يعرفون كيفية  القيادة ولا يقبلون بالرى الاخر   ولا يفهمون روح التضحية  وحب الاخر وجمعنا مع بعض ونشر الروح القومية الصادقة فيما بيننا

بعض هولاء القادة السياسيين والروحانيين والعلمانيين   كانوا ولا  يزالوا سبب  مشاكلنا  وفرقتنا وتباعدنا   وتخاصمنا وبالتالي  عدم وحدتنا القومية والثقافية والكنسية  التي تتكلم وتنادي لها  .

نعم اقولها وبصوت  عالي وليسمعني الجميع    .... أن  بعض قادتنا سبب عدم وحدتنا ! ! 
 
نعم  ان  بعض هولاء السياسيين  وبسبب   خلافتهم الشخصية ....... قد ذبحونا    وأهملونا بل   ومن زمان من اجل الكرسي والمصلحة قد باعونا  !!!!
نعم أن بعض هولاء العلمانيين  وبسبب  كتاباتهم  العنصرية  ،  عدم  الوحدوية   واللا اخلاقية  قد  جرحوا بَعضُنَا وجعل الجميع يتذمر منا  بل   ويكرهونا !!
نعم أن بعض آباءنا  الروحانيين وبسبب عدم  تضحياتهم النبيلة والمطلوبة  . قد ابعدونا عن بَعضُنَا وفرقونا ومزقوا  كنيستنا الى اشلاء  بل   وأضعفونا .

هذا هو خلاصة ما اعتقد انه احد أسباب  مشاكلنا نحن الاشوريين   وبحسب  ما اعتقد وهذا هو راى البسيط
أن  التمرين على وشك أن  ينتهي ومعه قد انتهت مشاركتي وارجوا أن  تفهمها  ولَك الحق أن لا  تقبلها .

لك مني  ولجميع  أصدقائي في كندا التحية   

صديقك جان يلدا خوشابا /   ديترويت   
   
 

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي العزيز والكاتب المتألق هنري سركيس المحترم :
تحياتي لك وللعائلة جميعاً .أرجو أن تعذرني أخي العزيز لتأخري في الرد على تعليقكم لأنشغالي في العمل .

شكراً لمروركم الكريم وأضافاتكم القيمة والتي نعتبرها أغناءاً لمقالتنا . وكذلك  نعتز بنظرتكم المتفاءلة لمستقبل أفضل لشعبنا وأمتنا وايمانكم بظرورة الاصلاح والتجدد في العمل القومي والسياسي والمؤسسات  الدينية لفئات شعبنا معاً لأنها  تمثل منظومات أجتماعية وثقافية وسياسية مهمة في حياة الشعوب.  وعمل فئات شعبنا معاً  يمكن أن تجمع حشداً واسعاً من ابناء هذه الامة ليكون له صوتاً و قوة وتأثير وصداً واسعاً وكبيراً .
أخي العزيز هنري :
أننا كشعب وأمة يجب أن لا نقدم أنفسنا للعالم من خلال الماضي فقط بل أن يكون لنا أستراتيجيات وبرامج تنمية أقتصادية وسياسية وفكرية وثقافية . وحتى أن لم تكن فينا هذه الامكانيات يجب على مؤسساتنا القومية والدينية أن تبدأ في بناء هذا الكيان في أفرادها ومؤسساتها حتى نتمكن أن يكون  لنا ذكراً ولو صغيراً في عالم اليوم أيضاً .
أن أزمة شعبنا هو قياداته والتي تسعى الى المصالح الفردية والحزبية والفئوية والمذهبية. وهو حتما سبب الاخفاق الذي يلازم  مسيرة شعبنا في الوطن .

تقبلوا خالص محبتي وتقديري .
أخوكم آشور قرياقوس ديشو

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز والصديق جان يلدا مع التقدير:

كم أنت رائع يا صديقي جان. كنت رياضياً مجتهداً وناجحاً تخدم قومك وشعبك  واليوم كاتباً قومياً ملتزماً ورائعاً لا تبخل من جهدك ووقتك وأنت تحاول أن تزرع هذه القيّم الجميلة والرائعة في أبنائك . وهو عين العقل والحكمة فالاباء يجب أن يكونوا القدوة ويعملوا ما بوسعهم حتى يبعدوا أبنائهم عن كل ما يؤثر سلباً على نشأتهم و مستقبلهم .

وعودة الى مقالتي أود أن أشكركم على حضوركم الجميل هنا ومداخلتكم الغنية . وانا أتفق معك في كل ما ذهبت اليه أيها العزيز جان:
نعم الفشل فينا جميعاً كشعب وأمة . وأحب أن أربط رؤيتي بما يدور في أطار هذه الامة وشعبها تاريخاً وحاضراً وكيف ننظر نحن أو البسطاء منا الى المسؤولين ورجال الدين والبعض من يحكم على قيادات هذه الامة من خلال كلامهم  عن القومية والدين ومن غير ان يعتمدوا على النتائج التي وصلت اليها أمتنا وشعبنا   فأقول  : ليس كل مَن يحب أمته ودينه  يمكن أن يكون قائداً ناجحاً وبارزاً ؟؟؟؟وأود أن أبسط هذا الرأي من خلال  هذا التشبيه المبسط ... فأقول ليس كل من تكون له القدرة على الطبخ يمكنه أن يفتح مطعماً ناجحاً !!!!.لأن المطعم الناجح ليس في لذة طعامه فقط  فالمطعم الناجح يحتاج الى أشخاص يعرفون كيف يضعون الطعام أمام الزبائن . والمطعم الناجح يحتاج الى أشخاص يعرفون كيف يحسبون المال وماهو الدخل وكم هي المصروفات . والمطعم الناجح يحتاج الى أشخاص لهم القدرة على حل الخلافات والمشاكل أذا حصلت في المطعم . والمطعم الناجح يحتاج الى اشخاص لهم خبرة في الدعاية والاعلان .
والان لنعود الى مسؤولينا الذين يحبون قوميتهم ودينهم ولهم القدرة في الكلام الجميل حول القومية والتاريخ . فهم لا يعلمون كيف يقدمون الطعام الى شعبهم (والتي هي الادارة ) ولا في حساب الدخل ( وهي فشل شعبنا في بناء قدرات أقتصادية وتنموية لشعبهم ) الا اذا كانت لمصالحهم الخاصة . ولا في ( حل خلافات المطعم ) واعني الخلافات التي حصلت بين فئات شعبنا منذ 2003 والتي في الاصل كان المسؤولين هم مصدرها . وأخيراً ( الدعاية والاعلان للمطعم ) واعني قدرة مسؤولينا وقادتنا على بناء علاقات وصداقات مع المسؤولين في الوطن أو على النطاق الدولي وجلبهم لدعمنا ومساعدتنا في محنتنا اليوم .
فحتى نكون أمة لها مكانتها بين أمم اليوم يجب أن يكون لنا أنجازات وقدرات علمية وانسانية وسياسية وثقافية ونمتلك فنانيين ورياضين وكتاب وعلماء ومفكرين لهم صيت واسع في عالم اليوم وهو ما فشل أيضاً السياسيين والقادة في تهيئته لشعبهم وأمتهم

مع خالص أمنياتي وتقديري لك وللعائلة عزيزي جان

أخوكم : آشور قرياقوس ديشو   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ آشور قرياقوس ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
في البدء نحييكم على هذا المقال الرائع في مضمونه وطريقة عرضه السلسة وتوجيه الأنتقادات اللاذعة التي وجهتموها الى من يتناولون التعامل مع التاريخ من كتابنا ومثقفينا بطريقة غير موفقة وغير علمية في التأثير على شحذ الهمم للعودة الى حالة أمتنا كيف كانت رمزاً للشموخ والحضارة والعراقة بين الأمم القريبة والبعيدة منها جغرافياً وزمانياً وأين أصبحت اليوم أمة تضحكُ عليها الأممُ ، حقيقة إنها تعيش في أسوأ مراحلها من التمزق والتشرذم والضعف ..
نتفق معكم في كل ما ذهبتم إليه في تحليلاتكم واستنتاجاتكم في وضع كل شيء في مكانه المفروض أن يكون فيه وهذا الأسلوب هو التفاتة ذكية منكم الى كيفية قرأة التاريخ وكيفية التعامل معه . هنا نود أن نضيف شيئاً عن فهمنا للتاريخ ، التاريخ هو الهوية القومية لأية أمة تعيش على أرض محددة عمدتها ببصمات حضارتها كما فعلوا أجدادنا بأرض بيث نهرين الحبيبة والأمة التي لا تمتلك مثل هذه الأرض تعتبر أمة غير موجودة أو أمة يتيمة ، فمن يترك أرضه كمن يموت والديه ويصبح يتيماً ، أي أن وجود الأمة مقرون بوجود الأرض التي يورثها له التاريخ .... فتاريخنا فعل وترك لنا ما يجب أن يفعله ويتركه لنا غير مقصراً وبقى شامخاً كشموخ أثارنا في أرض بيث نهرين الخالدة وشموخها في قاعات أرقى متاحف العالم كشموخ الشمس في كبد السماء ، ولكن نحن من قصرنا في فهمنا لقراءة التاريخ وأخترنا المهاجر الغريبة التي لا يربطنا بها رابط تاريخي وبتنا اليوم يتامى بلا حبيب ولا صديق ولا من يمد لنا يد العون ليعطينا الحد الأدنى مما نستحق من حقوق قومية ، يؤسفنا أن نركز في معظم كتاباتنا على هذا الجانب من حياة أمتنا ونمس أو قد نخدش بذلك مشاعر وأحاسيس وخصوصيات أبناء أمتنا ممن أختاروا المهاجر لأسبابهم الخاصة أوطاناً لهم بديلاً عن وطن الأم بيث نهرين مع اعتذارنا الشديد لهم ، ولكن ما العمل إنها الحقيقة المرة والمؤلمة التي لا نحتمل كبتها واخفائها تجعل عيوننا تذرف دموعاً وتنزف لها قلوبنا دماً كلما أتينا الى ذكر تاريخنا العظيم .... وهنا نود أن نقول علينا أن تعتذر من تاريخنا ومن أجدادنا لأننا لم نتمكن من المحافظة على الأمانة التي حملوها لنا على رقابنا وحمايتها ... وا آسفاه يا أبناء أمتنا كم نحن ضعفاء ومبتذلين للحياة إننا حقاً لا نستحق الحياة ....دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخ جان
تقول(ان بعض قادتنا السياسيين والروحانيين والعلمانيين  لا يملكون روح القيادة ولا يعرفون كيفية  القيادة ولا يقبلون بالرى الاخر   ولا يفهمون روح التضحية  وحب الاخر وجمعنا مع بعض ونشر الروح القومية الصادقة فيما بيننا )
سؤالي هل قادتنا  السياسيين والروحانيين والعلمانيين كانوا يملكون روح القيادة و كانوا يعرفون كيفية  القيادة و يقبلون بالرى الاخر   وكانوا يفهمون روح التضحية  وحب الاخر واستطاعواجمعنا مع بعض ونشر الروح القومية الصادقة فيما بيننا في العقود الماضية وهل كانوا متحدين ؟
اعتبر وافتخر بان الاشوريين استطاعوا بايجاد طرق كثيرة لتمسك بالامة وبالارض والانتماء الاشوري وتاريخم واستطاعوا تاسيس احزاب ومؤسسات وحركات ومنظمات استطاعت الدفاع وتحقيق جزء من حقوق شعبناوهم افضل بكثير من الطوائف الاخرى المسيحية وبدورها نهضت الطوائف الاخرى بعدما كانت غير مهتمة بامور الانتماء والنشاط السياسي لذلك لديكم انتم الاشوريين قادة واحزاب ومؤسسات استطاعت تحقيق ولو جزء من حقوق شعبنا واستطعنا نحن الانتماء ومن ايجاداحزاب استطعنا من تحقيق بعض احلامنا القومية تجاه امتنا وشعبنا بجانب قادة ومؤسسات وروحانيين وعلمايين.تحياتي
الاخ آشور قرياقوس ديشو
تقول(هذا  التاريخ الذي نتباهى به اليوم والذي نحاول به أن نغطي على تقاعسنا وفشلنا لم يعد الا وسادة مخدرة ندعوا به شعبنا الى النوم والغفلة . يخدعنا به السياسين والكتاب  والمثقفين ليشحذوا به عقولنا البسيطة ويلقنوننا به بعد أن فشلوا في أن يقودوننا الى التجدد والتطور والازدهار ولأنهم لم يستطعوا أن يبتكروا شيئاً جديداً أو يرسموا خارطة طريق تجمع شعبنا معاً نحو مستقبل مزدهر أو يبنوا حاضراً آمناً وسالماً أو يقدموا لنا خيارات منطقية وواقعية نواجه بها تحديات اليوم وتقود شعبنا الى بر الامان)
يااخي تستطيع ان تؤسس حزب او حركة اينما كنت وتنادي بما تريده واترك السياسين والكتاب  والمثقفين الاخرين يعملون بما يؤمنون لان من يحاسب ويفشل مخططات الخونة هو الشعب .
تقول ( ننتظر حتى يأتي الاخرون ويقولوا لنا : أنتم أصحاب حضارة وتأريخ خذوا هذه الارض لكم !!!!!)
ليس لاحزاب وقادة شعبنا اي دور في تدمير حضارتنا وانما هناك جهات عالمية معروفة متعاونة مع جهات عراقية معروفة لمحي اثارنا وحضارتنا وكنائسنا ومواقعنا التاريخية للاجل افراغ العراق والبلدان المجارة من جودنا كشعب اصيل ولهذا لا احد ياتي ويقول لنا   أنتم أصحاب حضارة وتأريخ خذوا هذه الارض لكم !!!!!)
لكي نحافظ على ارضنا وتاريخنا وحضارنا والبقاء على ارض اجدادنا علينا الاتحاد والابتعاد عن اتهام قادة شعبنا واحزابنا ومؤسساتنا وعلينا ان نلاحظ ان تحديات واولويات كل مرحلة كانت تختلف عن المرحلة التي سبقتها و كانت طاقة التغيير تتركز على المشكلة التي يواجهها المجتمع لذلك شعبنا يواجه الان اخطر وابشع مرحلة مرت عليه وبرأي ابشع من مذبحة سميل .لذلك  برأيي يجب وضع التجربة القومية في سياقها التاريخي و تقييم أداءها حسب التحديات التي تواجه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .تحياتي

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز والاستاذ الكاتب والمحلل السياسي خوشابا سولاقا المحترم.
نشكر مروركم الكريم ونود أن نعبر عن اعتزازنا بمداخلاتكم والتي تعتبرأضافة قيمة لمقالنا 
كوننا رواد الحضارة في وادي الرافدين هو أمر مشرف لا يمكن أن ننكره .و بلاشك أن تاريخ شعبنا هومفخرة لنا جميعاً . ولكن كأمة حية يجب أن نعيش مع الاحياء ويجب أن نجاري بقية الامم في بناء الحاضر والسعي الجدي لنجد مكاناً بين هذه الامم .
لست هنا أحاول أن أجد تبريراً للهجرة ولكن الهجرة هي ظاهرة ليست بالجديدة ولم تقتصر على شعبنا فقط وهي طالت كل بلدان المنطقة منذ مدة ليست بالقصيرة بعد أن فشلت هذه الاوطان في توفير أبسط سبل العيش والامان والامال لمواطنيها وفشلت الحكومات في تسخير الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية  لمواطنيها و فشلت أيضاً في خلق التقارب بين مكونات شعوبها المختلفة التي ظلت تعيش في تناحر وتطاحن .
والهجرة التي نحن بصدد الحديث عنها . لم تكن الهجرة الفردية التي حصلت قبل 2003 والتي وان كان لها تاثيره على شعبنا الا أن ما حصل لشعبنا بعد هذا التاريخ تعتبر الهجرة الكبيرة و حصلت بشكل جماعي كان له تأثير أقسى وأشد كوننا مكوّن صغير وهي التي قصمت ظهر شعبنا وأضعفت كيانه في الوطن . وهذه  الهجرة  حتماً كان لها  أسبابها  الخاصة تختلف عن قرارات  الهجرة  الشخصية والفردية التي حصلت لشعبنا قبل هذا التاريخ  والتي كانت فيها كل المؤسسات السياسية والحزبية وحتى الدينية تدعي بأن الوطن يعيش  الديمقراطية والحرية والامان. 

فالارقام تشهد على أن الهجرة بعد 2003 كانت أقسى وأشد وهي كانت مبرمجة ومستهدفة ولكن في نفس الوقت تشهد على ضعف مؤسساتنا القومية والسياسية والدينية وتقصيرها  لانها فشلت في تحقيق الحريات الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية لشعبنا التي دعت اليها في أبجدياتها السياسية ولم توفرأستراتيجيات وبرامج وخلق حماية خاصة لشعبنا . فكل السياسيين من شعبنا والمؤسسات السياسية والدينية كانوا على علم بالوضع الامني والاقتصادي لشعبنا وخاصة بعد الاعتداءت على البيوت والكنائس وأختطاف الاشخاص بعد أن فشلت الحكومة بالسيطرة على الزمام الامور في المدن وأصبحت تحت رحمة المليشيات والاحزاب الدينية .
أخي العزيز الاستاذ خوشابا ان الكلام عن هجرة شعبنا طويل ولكن بجانب الرغبات الفردية والشخصية هناك تقصير  واضح من قبل الاحزاب والمؤسسات السياسية والدينية لا يمكن التغاضي عنه ويجب ذكره حتى يصبح درساً بليغاً للمستقبل .
تقبل تحياتي القلبية . وامنياتي للعائلة الكريمة بالسلامة والامان

أخوكم : آشور قرياقوس ديشو