وا قنفتاه وا هيبتاه'.. العبادي والجبوري مفجوعانسخرية عارمة وعشرات الصور والكاريكاتيرات من “قنفة” البرلمان العراقي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي لها مدلولات سياسية خلاصتها أن حزب الكنبة العراقي يختلف عن ذاك المصري”.العرب [نُشر في 06/05/2016، ]
حزب القنفة العراقيبغداد- أثارت صور نشرها المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، سخرية واسعة على المواقع الاجتماعية. ومن ضمن ما نشره المكتب الإعلامي صور تظهر العبادي “يقف مفكرا” أمام ما يطلق عليه العراقيون “قنفة (أريكة) بيضاء” بدت عليها ما يشبه آثار دماء. وتكرر المشهد نفسه مع رئيس البرلمان سليم الجبوري.
وكان المئات من أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، اقتحموا مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء، السبت، قبل أن ينصبوا خياما بجوار المبنى بعد أن ندد الصدر بإخفاق السياسيين في إصلاح نظام “المحاصصة” السياسية الذي تلقى عليه مسؤولية تفشي الفساد.
وسخر العراقيون من هذه الحادثة، متسائلين عما تختزنه هذه “الكنبة” من أسرار، وعن سبب إيلاء المسألة أهمية أكثر من مقتل العشرات، الأحد، جراء انفجار سيارتين ملغومتين في مدينة السماوة بجنوب العراق.
وقتل ما لا يقل عن 32 شخصا وأصيب العشرات في تفجيرين انتحاريين وسط مدينة السماوة. وتبنى التفجيرين تنظيم داعش. وروى الكاتب علي الرواف “هل تتذكرون تمثيلية قديمة لحمودي الحارثي وخليل الرفاعي اسمها ‘الـ6 كراسي’… تدور أحداثها حول شخص يرث ستة كراس قديمة يقوم ببيعها، ويظهر أن جدته قد خبأت مجموعة من المال في بطانة أحد هذه الكراسي… يكتشف هذا الأمر بعد بيعه الكراسي… فيقوم بالبحث عن هذا الكرسي الذي فيه الكنز إلى أن يجده في نهاية المسلسل!”.
{القنفة النيابية} أهم عند رئاستي البرلمان والوزراء مما يجري خارج مبنى البرلمان من سيل دماء وتفجيراتكما نشر عراقيون صورا كاريكاتيرية تسخر من اهتمام الساسة العراقيين بالأريكة المتضررة ضمن هاشتاغ #قنفتي_هيبتي. وأطلق مدونون حملة ساخرة بعنوان “قنفتي هيبة وطن/حملة مليونية لفضح نواب البرلمان المهتمين بالقنفة وناسين العراق”.
ونشر الصحفي مصطفى كامل صورة لأريكة مشابهة تماما لنفس الأريكة التي يدور عليها الجدل، وقد جلس عليها أفراد من أسرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، منوها "عقدة الشهيد صدام حسين مترسخة لدى ساسة الصدفة. لم يجلب سليم الجبوري الا أريكة تشبه ما سبق للرئيس يرحمه الله استخدامه".
وكتب عراقي “أول قنفة في العالم يزورها رئيس وزراء ورئيس برلمان للاطمئنان على وضعها بينما تعيش بلادهم أسوأ وضع في العالم”. وسخر معلق “مؤلم مشهد العبادي ومن معه وهم يتطلعون بحزن عميق إلى القنفة، ماذا فعل هؤلاء الأوباش؟ لقد حركوا قنفة الدولة من مكانها”.
وكتب الفنان عبدالجبار الشرقاوي “أوجعتهم ضمائرهم واستيقظت على قطعة أثاث تلطخت. ولم توجعهم تلك الضمائر الميتة على بلد يتفكك ويحتضر بسبب ما جنته أيديهم وجهلهم وولاؤهم لغير العراق”.
أما الروائي شوقي كريم حسن، فكتب “نظرات الحزن والانكسار والأسى ترتسم على وجوه السلطة التشريعية والتنفيذية ولسان الحال يهتف بصوت عال.. وا مصيبتاه.. وا قنفتاه.. وا هيبة دولتاه.. ما لكم صامتون.. وإلى القنفة المدماة لا تنصرون.. أعدوا العدة فلابد من قرار.. وا عمار وا خبار.. أهين البرلمان.. وهرب الأعضاء.. وضرب البعض بالحذاء.. وا قنفتاه وا هيبتاه”.
الكثير من العراقيين نشروا صورا لأرائك منزلية بطرق مختلفة للتعبير عن احتجاجهم على طريقة تعامل زعماء العراق مع الأزماتمن جهته، كتب الأديب محمد غازي الأخرس “لا أدري لماذا خيّل إليّ أن رئيسي السلطة التنفيذية والتشريعية مدفوعان بقوة اللاوعي إلى الوقوف تلك الوقفة الغريبة. فالقنفة والكرسي وكل ما يجلس عليه يرمز في مخيلنا للسلطة، للعرش، للهيمنة”.
ونشر الكثير من العراقيين صورا لأرائك منزلية بطرق مختلفة للتعبير عن احتجاجهم على طريقة تعامل زعماء العراق مع الأزمات. وكتب مقدم البرامج الساخرة، علي فاضل، على فيسبوك “لن أدعهم يمسون هيبة منزلي… قنفتي سر كبريائي”.
وشبه بعضهم الأمر بـ”حزب الكنبة المصري”، وهو مصطلح سياسي شاع استخدامه بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي ويعني “أولئك الجالسين على القنفة يراقبون التلفزيون ولا يحركون ساكنا”، وهم “الأغلبية الصامتة التي تتجاهل الانخراط في السياسة أو إبداء رأيها”، لكن يبدو أن الأمر مختلف مع “القنفة العراقية” التي يبدو أنها أهم عند رئاستي البرلمان والوزراء مما يجري خارج مبنى البرلمان من سيل دماء وتفجيرات.
ويقول مغردون إن “كرسي الحكم وقنفة السلطة أهم من أي شيء آخر”. وكانت إحصائية لحصيلة أبريل الماضي من القتلى والجرحى أظهرت مقتل 741 عراقيا.
وتهكم مغردون “القنفة التي حيرت الرئاسات الثلاث وجعلت بان كي مون يبدي قلقه ودفعت الهيئات الدبلوماسية إلى التوجه إلى منع سفر رعاياها إلى بغداد”. ورأى البعض أن الرؤساء الثلاثة يفكرون بعمل نصب تذكاري للقنفة البطلة فيما أطلق عليها آخرون “القنفة الشهيدة”. وتساءل البعض عن المحظوظ الذي سيسافر إلى إيطاليا من أجل أن يدرس علم تحريك القنفات! وتساءل شاعر “ترى هل أضيفت القنفة إلى بقية مقدساتنا؟”.