المحرر موضوع: من تلسقف الى سهل نينوى  (زيارة 3550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوقي يوسف

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من تلسقف الى سهل نينوى
« في: 08:19 06/05/2016 »
                                         من تلسقف الى سهل نينوى
                                                                     شوقي يوسف بهنام
عندما قال الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي يوما :-
           اذا الشعب  يوما اراد الحياة                  فلا بد ان يستجيب القدر
فإنما كان يعني ان ارادة الحياة وارادة الشعوب اقوى واعتى من كل الارادات الاخرى . والشابي كان موفقا جدا في استخدامه لمفردة القدر لسطوته وعنفوانه وجبروته الذي لا يرحم . ومع هذه الصورة المخيفة التي كونها الانسان عبر تاريخه لطغيان القدر الا ان الشابي جعل من ارادة الشعوب اعظم من ارادة القدر . هكذا هو قدر شعبنا الذي صار ضحية لإرادة لا تريد الحياة . و لابأس من الانطلاق من التعبير الدارج في لغتنا اليومية للتعبير عن اقحام بريء في تهمة او وضعه في اشكالية هي  لا يد له بها . التعبير الدارج يقول " لا بيها ولا عليها " . هذا التعبير الذي يؤكد موقف الانسان الذي يزج في تهمة هو منها براء . نحن شعب مسالم ، عبر تاريخنا الطويل ، وعبر فتراته المختلفة ، لم نتجاوز على حدودنا ، وبالكاد !! نحصل على حقوقنا وكما يقول التعبير الدارج ايضا " بالقطارة " . كنا الضحية الاولى لما حدث في الهجمة اللاإنسانية التي تعرضنا لها . نحن لسنا طرف في اي قضية كانت وليس لنا الحق في ان ندلي حتى بأصواتنا فيما يخص ما مهم في مستقبل بلدنا الذي نعتز به ، إيما اعتزاز بالانتماء اليه . نحن شعب .. او فئة سكانية .. اجتماعية او مكون اصيل من مكونات هذا البلد . ليس لدينا انتماء او تبعية لأي جهة او بلد خارجي الا العراق لكي ننتمي اليه . وكان الاولى بهؤلاء الذين اجتاحونا ، ان يجتاحوا من يعلن علنا او ضمنا انتمائه او ولائه الى هذا البلد او ذاك او هذه الجهة او تلك . ما ارغب في قوله ، وحتى لا اخرج عن العنوان الذي قيدت نفسي به لهذه السطور ، هو ان شعبنا لا ولاء له الا للعراق وللعراق وحده . وان ما حدث في تلسقف قبل ايام ، يعد نموذجا اصيلا للانتماء الى العراق . تلسقف هذه البلدة الصغيرة التي اجتاحها لا انسانيو القرن الواحد والعشرين . بلدة صغيرة لا تعرف غير بساطة الحياة ولا تريد غير سلامة الحياة وهدوئها . تلسقف شأنها شأن كل قرى وبلدات (صنفها تحت اي مسمى) ، التي لا تريد غير هدوء الحياة وسلامتها كما نوهنا قبل قليل . من هنا كانت الصرخة .. كان الاحتجاج على استمرار هذا الجانب اللاإنساني الذي داهمها واجتاحها منذ ما يقرب العام والنصف العام . فكانت عمليات تلسقف التي حركت الضمير وشحذت الهمة واظهرت علامات ان الشعب لا بد ان يستجيب القدر له ولمطالبه . ومن تلسقف والصرخة التي تمثلت بصمود قوات سهل نينوى (NPF) البطلة التي اثبتت جدارة وقدرة الدفاع عن النفس والقضية وقبر الغزاة الطامعين .. صرخة تنتظر وحدة الصف والكلمة ونداءا يتنظر تأييد النصر للحق وشعبنا .
 نأمل ان تستمر الجذوة وتستمر راية الحرية حتى تنتفض كل بلدات سهل نينوى بالمطالبة بحقها بتقرير المصير واستجابة لنداء الحرية ............