المحرر موضوع: لماذا يكذب الرئيس ؟!  (زيارة 743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا يكذب الرئيس ؟!
« في: 09:48 10/05/2016 »

لماذا يكذب الرئيس ؟!


يلتزم الرؤساء في البلدان المعتمدة مناهج الديمقراطية الحذرفي تصريحاتهم لوسائل الاعلام، خشية التفاسيرالمغلوطة لمضامينها من قبل معارضيهم وناخبيهم وعموم المواطنين، وحفاظاً على هيبة الدولة التي يمثل موقعهم فيها مركزالصدارة وفقاً للدستور والقوانين، فيما يخوض أقرانهم في البلدان التي يحكمها الدكتاتوريون في وحل الاستهتار بالدساتير والقوانيين المعتمدة في بلدانهم، بحجج واهية ليس أقلها أن الرئيس هو راعي الدستور وجميع القوانين تصدربعد تذييلها بتوقيعه (المبارك)، بمافيها قوانين الصحافة التي يفترض أنها تراقب أداء الجميع !.
الخليفة أردوكان، رئيس تركيا المحكومة بـ (ديمقراطية) حزبه الاسلامي يطلق تصريحاً نارياً يوم الأحد الماضي، يتهم به الحلفاء بقيادة أمريكا بانهم ( تركوا تركيا وحيدة في مواجهة داعش) !، ويعلن أن (لا أحد ممن يدعون أنهم يحاربون داعش مني بخسائرمثلنا) !، ويضيف أن (لا أحد من القائلين أنهم يقاتلون داعش الحق خسائر بداعش في سوريا بقدر الخسائر التي الحقناها نحن، ولا دفع ثمناً باهضاً مثل الذي دفعناه)!!.
هكذا اذن يصم الرئيس التركي آذانه ويغمض عينيه عن الوقائع التي يعرفها العالم بأسره عن تفاصيل الحرب ضد داعش، وينكر مايدعيه حلفاؤه بقيادة أمريكا عن تفاصيل نشاطهم المعلن ضد التنظيم منذ 2014، ناهيك عن الدور الروسي الذي أجهض مخططاته المحمومة في تنفيذ مايسمى بالمناطق الآمنه على الحدود التركية، وفضح دوره شخصياً وحكومة حزبه في ملف تهريب النفط عبر الاراضي التركية، اضافة الى تحويل تركيا الى الممر الآمن للارهابيين من كل انحاء العالم للعبور الى سوريا، بعد تدريبهم وتجهيزهم بالاسلحة واستقبال جرحى المعارك مع الجيش السوري في المستشفيات التركية !.
مع احترامنا لارواح الضحايا الذين سقطوا في التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها المدن التركية في الآونه الأخيرة، ونحن ضد استهداف المدنيين في اي بقعة في العالم، ومع قناعاتنا بأن تلك التفجيرات هي ردود افعال على سياسة اردوكان الدكتاتورية في تركيا والمنطقة، لكننا نسأل الرئيس الذي يدعي الشعوربالوحدة في مواجهة داعش، لماذا لايقارن تلك الخسائر بمايتعرض له الشعبين السوري والعراقي من خسائرجراء الارهاب الداعشي المدعوم منه ومن حكومته طوال السنوات الماضية؟!
لقد فقد أردوكان(هيبته)السياسية التي كانت مؤسسة على مشروع انضمام تركيا الى الاتحاد الأوربي، بعد اعتراض كبارالاتحاد على سياسة حكومته وحزبه الشوفينية ضد حقوق الشعب الكردي، وخشيتهم من (تجريف) حزبه لمبادئ العلمانية التي أسس لها اتاتورك، وتجربة فتح بوابات الحدود للمهاجرين باتجاه اوربا يعتبرها الاوربيون ابتزازاً (مالياً) رخيصاً لايرقى الى القيم الديمقراطية التي تدعيها الطبقة الحاكمة التركية.
على هذا يكون الرئيس التركي محشوراً في زاوية تبديد الأحلام التي خطط لها وأنكشفت أمام الرأي العام والحكومات على حد سواء، وماتصريحه المفضوح بالكذب والرياء الا رد فعل الخائب بعد سقوط رهانه على تضليل الرأي العام وتضليل الحلفاء، وليس ادل على ذلك من اعتماده قياسات خاطئة لتفسير الوقائع، وهو اسلوب كان ومازال يعتمده في رؤيته السياسية التي جرت تركيا الى ماهي عليه الآن من تقاطعات سياسية وصلت الى اختلافات بينه وبين رئيس الوزراء داوود أُغلوا، بعد احتدام الصراع بينهما حول ادارة البلاد والعلاقات بين تركيا والعالم، وليس بعيداً افتراقهما في قيادة الحزب والدولة خلال المؤتمرالقادم لحزب العدالة والتنمية.
يبدو أن (الخليفة) احتاج الى ممارسة هوايته في الكذب، معتقداً أن كذبةً جديدة وبهذه (النوعية) قد تعينه على ترميم صورته داخلياً، خاصةً وهو يتقاطع مع رئيس الوزراء أوغلوا المحسوب  الآن أقرب منه للأمريكيين والاوربيين، متناسياً أن كذبة الرئيس فضيحة وشتيمة على الرئيس وحزبه ونوابه وناخبيه، قبل أن تكون تجاوزعلى الدستوروالقوانين وتجاوزعلى الشعب الذي انتخبه .
علي فهد ياسين