المحرر موضوع: سورايا  (زيارة 1267 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سورايا
« في: 17:05 15/03/2007 »
سورايا
كلمة ليست غريبة على مسامعنا، بل نتداولها باستمرار وخاصة عندما نتكلم بلغة الآباء والأجداد (السورث) ونقول نحن سورايي بلفظة الجمع وأنا سورايا بلفظة المفرد، وقد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة عندما أقول أنا سورايا أي ما معناه أنا مسيحي، ولكن ليس ذلك صحيحا لأنني عندما أتحدث وأعرف نفسي كوني مسيحي أقول أنا مشيحايا أي أنا مسيحي وبهذا نلاحظ أن سورايا ليست مشيحايا تماما بل للكلمة مدلولات أخرى.
فالمسيحي خارج أرض ما بين النهرين لا نطلق عليه لفظة (سورايا)، لأن هذه الكلمة هي مفردة خاصة بلغتنا السريانية وبالمتحدثين باللغة السواداوية أي العامية.
والمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري عندما اتفق على نعت هذه المسميات الثلاث بكلمة واحدة (سورايا) يكون قد أختصر الكثير من الجهد والعمل أوصد الباب أمام المتعصبين لهذا الاسم أو ذاك وفتح الآفاق رحبة أمام الكلمة الواحدة التي تجمعنا نحن أحفاد الآشوريين والبابليين لكي نكون كخلق الله الآخرين معرّفين بكلمة واحدة تشير إلينا جميعا، ولنتشبه بهم؛ فالعرب بلغتهم العربية واسمهم القومي المشتق من لغتهم أصبحوا يكنّون بالعرب وهكذا الأكراد، ونحن كنا فقط النشاز بين مختلف الأقوام.
فلغتنا الواحدة أصبحت لها مسميات عديدة، فالكلداني يسميها الكلدانية، والآشوري يسميها الآشورية مع خصوصية للسريان لوجود حرف مختلف وصوت مختلف. لكن جميعنا نتحدث بلغة السورث ونتفهم بعضنا على بعض بواسطتها وكنا بعيدين عن الوصول إلى القناعة المشتركة بأن يكون لتسمية اللغة المكان اللائق والضروري باستحداث التسمية التي تجمعنا، لكن كما يقول الشاعر: لابد لليل أن ينجلي ولا بد أن يستجيب القدر واليوم شعبنا أراد الحياة وأراد أن يكون له اسما وببساطة هو (سورايا) ليتشبه بالأقوام الآخرين، لذلك يجب أن تستجيب الدساتير والقوانين وأجهزة الأعلام والفضائيات وتُدخل في مفرداتها تسميتنا القومية القديمة الجديدة، لأن شعبنا نهض من تحت الركام وأزال الغبار عن الاسم المتداول لأنه كان منسيا وتم أعادته للذاكرة وللتداول.
فيا أمة السورايي:
اليوم وضعتِ اللبنة الأولى في طريق الوحدة،
اليوم تم سحب البريق من كل متعصب لعرق دون آخر،
اليوم أصبحنا كلنا تحت مظلة واحدة لتجتمع خبرة الكلداني مع خبرة الآشوري ويعزز نضال السرياني نضال أخوته الآخرين،
اليوم أجتمع الجبل مع السهل ونينوى عانقت بابل، وجبال صبنا وهكاري مع دشت حرير وسهل نينوى،
اليوم تتحدث تلكيف تماما كما تتحدث كويسنجق ودهوك،
اليوم عينكاوا شهدت الولادة التي طالما انتظرناها،
اليوم بزغت شمس النهار ولن يبقى بعده مكان لظلام الليل الذي تعشعش فيه قواه الظلامية...
لأن الشعب قال كلمته وأكثر من ألف من شخصيات مهمة من أبناء شعبنا أجمعوا على الكلمة الموحدة، وأصبحت التفرقة شيئا من الماضي ولتصبح الآشورية ناصرة للكلدانية ولتكون السريانية رافعة لرأسها مع أخوتها، أنهم ثلاثة في واحد أهم أبناء لعائلة واحدة هي (السورايي).
فمرحى لكم يا قوم السورايي لأنكم أثبتم للعالم أجمع أنكم أمة حية، لأنكم أجتمعتم في عينكاوا وامتزجت اللهجات الجميلة واتخذتم من لغتكم لغة رسمية للمؤتمر وكان من لا يفهم ملزم أن يأخذ له من يُفهمه ويترجم له، فها إن الدم بدأ يسري في العروق وإن الكسل والتخاذل تم شطبهما من القاموس الخاص بهذه الأمة وانبثق لها مجلس يرعى شؤونها ويدير مصالحها ... مجلس أنبثق من رحم الأمة لكي يقول للعالم أجمع ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، وهكذا ليس كل من قال انا من هذه الأمة يمثلها بل من يؤمن بها!!!! بحاضرها ومستقبلها ويحمل معه كل أرث التاريخ ويناضل لكي تتقدم الأمة إلى أمام...
فهنيئا لكل أبناء الأمة وإلى المزيد من العمل المخلص ونقول بفخر أن خطوة الألف ميل قد تم تدشينها وبد الطريق واضح المعالم وعلينا أن نحزم أمرنا ونسير ولا نخف أبدا لأن الله سيكون معنا وسيخزى كل من لا يريد لنا العيش الكريم وفي عراقنا العزيز والواحد.
عبدالله هرمز النوفلي
14 آذار 2007
عينكاوا