الوطـن والصبـا وخريف العمــر إيشو شليمون
هِيَّ الدنيــا لَمن فيها جِنـان المنشأ الفاني
ففيــها هائماً يســـري ويلهو في الصبـا هأنـي
كومضً نـورهُ يمضي ربيــع العُمـرِ نيسـانِ
كَما الكُلُ بها كنـتُ وكانت ومضَ تيجانِ
لـــيوم فيـه أمــران بقسـطاسٍ بعرفــــانِ
رَمَت مِن لحظها وهجـــا أضائت كلَّ اركاني
غدت من يومها عشقي ولا عنــهُ بنكــــران
سَرَتْ في عمقَ اعماقي بقلبـــي ثُمَّ شرياني
ولا زلـتُ بها اشـدوا مواويلـــي وألحانــــي
أناغيهـا كما الماضي وَعِـبقُ الماضِ أنساني
لِـقدْ أضحى الهوى حلماً وطول البعد اضناني
فَكيفَ زهــرَّةُ الـوُدِ غَدَّتْ من غير عنـوانِ
ألا يا قَلبـيَّ الدامـي ألا تكفيـك احــزاني
فكم من ليلّةٍ اشـــكوا لحب ســاد وجداني
وأروي الماضي والذكرى لأحبابـــــي وخُلانــي
فَيا ليلُ الجفـا إرحـــل ليضوي النـورُ اوطاني
وإبعد هولــك المؤذي كفـاك تَقـسِ بلـداني
فبين اليــوم والأمس بدت للنفس دهـران
مضت أنـوار ماضينا ظـلامٌ يومها الثاني
فهل هذا الذي يجري جزاء الجارِ يا جاني