االاخ فارس يوسف المحترم
الان فهمنا موقف الكنيسة الكلدانية بوضوح من خلال غبطة البطريرك ساكو, اذا كانت تصريحاته تمثل موقف الكنيسة, حول ثلاث قضايا مهمة تتعلق بمصير شعبنا, لنسميه الشعب المسيحي كما يحلو للاخرين , وهي كالاتي:
اولا: لا لتسليح شعبنا لغرض الدفاع عن النفس او التحرير لمدننا وقرانا وانما التطوع في الجيش العراقي او البيشمركة لهذا الغرض.
ثانيا: لا للحكم الذاتي او محافظة باسم شعبنا وانما نحن جزأ من الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته ووطننا هو العراق من الزاخو الى البصرة.
ثالثا: لا لمساهمة الولايات المتحدة اوالدول الغربية في تأسسيس كيان خاص وباي شكل كان لشعبنا على ارضه التاريخية.
نحن الان بانتظار موقف كنائسنا الاخرى من هذه اللاءات الثلاث, تذكرني بلاءات جبهة الرفض العربية ايام زمان. لذلك على الكنيسة الاشورية بفرعيها والسريانية بفرعيها ابداء رأيهم حول اللاءات المصيرية هذه.
هذه اليوتوبيا المسيحية الجميلة لها مؤيديها ليس لانها صادرة من غبطة البطريرك فقط وانما بالدرجة الاساس لمصالحهم المشتركة مع الكنيسة الكلدانية التي هي مادية بحتة, هذه المصالح المشتركة تتمثل بالسوق العراقية التي هي اكبر بكثير من سوق محافظة او منطقة صغيرة للحكم الذاتي, الخسارة تكون كبيرة للطرفين.
البطريرك ساكو مع احترامي الشديد ل (درغه) ليس مفكر اجتماعي او سياسي او محلل عسكري لنطبل خلفه في كل تصريح له, انه رجل دين يحمل دوغما فكر اوتوقراطي, كأي رجل دين مصالحه الشخصية مرتبطة جذريا بمصالح مؤسسته الكنسية, عندما تتقلص الكنيسة الكلدانية في العراق الى حجم سهل نينوى وتوابعه, يتقلص دوره في الكنيسة الكاثوليكية وبالتالي المنتفعين منها. لذلك نراه يستخف بأي اعتراض على تصريحاته ويتهمهم بما يشاء, كما هو واضح من رده على منتقديه في الرابط الذي اشرت اليه في ردك وبدون ان يناقش الاراء المخالفة.
كما يبدو ان غبطة البطريرك ليس ملما بكثير من الامور السياسية والتاريخية حتى انه لا يعرف معنى (ميليشيا) ليقوم بوصم وحدات سهل نينوى بها؟ ويبدو ايضا انه كان بعيدا عن الاحداث عندما يعيد ويذكر كل مرة تجربة فوج ملكو. فوج ملكو كان وحدة عسكرية تابعة للجيش العراقي انتسب اليها المسيحيون الهاربون من الجيش العراقي بعد اعلان العفو عنهم اذا التحقوا بها, ومن الجنود المسيحين من جبهات الحرب مع ايران نقلوا خدماتهم لها ليكون قريبين من مناطق سكناهم. نعم كانت تجربة سيئة ولكن لا مجال للمقارنة مع الوحدات التي تقاتل حاليا الدواعش. وان الشهداء من فوج ملكو, رغم حزننا وصلاتنا لهم, لم يكن بالعدد الكبير الذي يقوم سيادة البطريك تهويله. اليس عدد رجال الدين المسيحيين المسالمين الذين قتلوا في السنين الاخيرة على ايدي الارهابيين اكبر؟. هل شهداء كنيسة النجاة من الاطفال والنساء كانوا مسلحين؟ هل ابناء شعبنا من موصل وسهل نينوى كانوا مسلحين ليقتلوا ويشردوا؟ كان ابناء شعبنا يخدم في الجيش العراقي منذ تأسسيسه وقدم شهداء في الحروب اكبر من نسبته في العراق ولكن هذا لم يمنع من قتل المسالمين غير المسلحين من شعبنا وتدمير قراهم وتهجيرهم كل مرة عبر تاريخ الدولة العراقية. لماذا خلط الاوراق يا سيادة البطريرك؟!.
الاخ فارس, الموضوع يتعلق بمصير شعب لا يمكن اختصاره بموقف شخص واحد مهما كان موقعه او مؤسسة واحدة مهما كان حجمها. كثير من الامور لا زالت تحتاج ان تقال بصراحة وليس تأييد فقط لكن الوقت لا يسمح. شكرا
ا