المحرر موضوع: أئمة الصين يدرسون مزيجا عقائديا بين الإسلام وماركس  (زيارة 1121 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
أئمة الصين يدرسون مزيجا عقائديا بين الإسلام وماركس
معهد للدراسات الإسلامية يوجه طلبته بأنهم يستطيعون حب الدولة الشيوعية وحزبها الوحيد الملحد رسميا والله معا، وإن كان الوطن يأتي أولا.
ميدل ايست أونلاين


'حبّ البلاد، حبّ الديانة'

ينشوان (الصين) - تذكر لوحة من الرخام الابيض حفر عليها بأحرف ذهبية شعار "حب البلاد، حب الديانة"، وانغ يوي وهو في طريقه الى معهد الدراسات الاسلامية كل صباح، بأنه يستطيع ان يحب الدولة الصينية والله معا وان كان الوطن يأتي اولا.

ويخفي هذا الشعار تناقضا كبيرا في بلد يقوده الحزب الشيوعي الصيني، الحزب الوحيد والملحد رسميا. لكن طلاب معهد ينشوان (شمال) احد اهم معاهد الصين، لا يرون اي تناقض بين تعاليم كارل ماركس والإسلام.

ويقول وانغ وهو في سنته الرابعة والاخيرة من الدراسات الاسلامية ان "حب البلد يعني ان يكون الرجل مواطنا صالحا ومسلما صالحا". واضاف ان "الماركسية والديانة ليستا متناقضتين وفهم ديانات ونظريات الآخرين يمكن ان يساعد على فهم افضل للعقيدة الذاتية".

وينص الدستور الصيني على حرية العبادة لكنه يرسم حدودا صارمة لهذا المبدأ اذ لا يعترف سوى بخمس ديانات تفرض قيود صارمة على ممارسة شعائرها.

واكد الرئيس الصيني شي جينبينغ في مؤتمر حكومي في نيسان/ابريل ان الديانات في الصين يجب ان تتبع قيادة الحزب الشيوعي.

وقال شي كما نقلت وكالة الانباء الصينية الرسمية "علينا ان نوجه ونعلم الاوساط الدينية واتباعها القيم الاساسية للاشتراكية". واضاف "يجب ان نكافح بتصميم التسلل الخارجي الذي يستخدم وسائل دينية وان نمنع الانحراف العقائدي من قبل المتطرفين".

مطرقة ومنجل وهلال

ويمارس الاسلام في الصين افراد الهوي وهم صينيون مميزون اتنيا لكنهم مندمجون وقريبون جدا من الهان، الاتنية التي تشكل اغلبية، وكذلك الاويغور، الاقلية الناطقة بالتركية في اقليم شينجيانغ والقريبة ثقافيا من آسيا الوسطى.

وتستهدف السلطات الاويغور السنة مثل الهوي، بسبب اعمال عنف وقعت في السنوات الاخيرة في شينجيانغ ونسبتها بكين الى "التطرف الديني" و"النزعة الانفصالية" و"الارهاب" المستوحى من التيار الجهادي.

والاسلام موجود في الصين منذ اكثر من الف عام وقد وصل اليها عبر التجار العرب بحرا وطريق الحرير. ويضم هذا البلد اليوم ثمانية معاهد للدراسات الاسلامية تديرها الدولة.

وفي معهد ينشوان، يردد وانغ يو ورفاقه خلال درس اللغة العربية "القيم الاساسية للاشتراكية" و"الوطنية" امام لوح اسود مزين بالمطرقة والمنجل.

ويقول تيموثي غروز استاذ الدراسات الصينية في معهد التكنولوجيا في انديانا ان هؤلاء الطلاب "يدركون" هذا التناقض لكن افراد الهوي يتكيفون مع الوضع بسهولة بعدما "اخضعوا لفترة طويلة جدا لعملية دعائية سياسية وخصوصا جيل ستينات وسبعينات القرن العشرين".

ويضيف "تقليديا، شغل المسلمون الهوي مجموعة من المواقع العسكرية والحكومية (...) وابناء الهوي استفادوا من التنمية الوطنية"، مشيرا الى انه "من الاسهل ان تحب حكومة تساعدك على ان تصبح غنيا".

لا حاجة للحكومة

ويشكل الازدهار الواضح في يشنوان عاصمة اقليم نينغتشيا الدليل على ذلك، بجاداتها الجديدة ولوحاتها المكتوبة بثلاث لغات (الانكليزية والصينية والعربية) ومعرضها التجاري السنوي للصين والشرق الاوسط.

على الرغم من مؤشرات النجاح، لا يلقى التعليم الاسلامي على الطريقة الصينية اجماعا بين المسلمين.

وقال امام مسجد في المدينة رافضا اعطاء اسمه ان "تعليم المعاهد الاسلامية ليس اسلاما بل دعاية رسمية".

واضاف ان "المسؤولين يعرفون انهم يصنعون ائمة يعلمون ما يروى لهم"، مؤكدا "لا نحتاج الى الحكومة لتحدثنا عن الديانة".

لكن المدارس الدينية التابعة للمساجد تعطي دروسا في الاسلام بدون الاشارة الى الماركسية والوطنية. لكن خريجيها يجب ان يجتازوا امتحانا رسميا قبل ان يسمح لهم بإلقاء الخطب.

وفي المعهد الذي بني في ثمانينات القرن العشرين ويموله الى حد كبير بنك التنمية الإسلامي في السعودية، يؤكد الطلاب انهم راضون على نتائج دراستهم.

ويقول هاي جون وهو في السنة الثالثة، ان وضع مسلمي الصين شهد تحسنا كبيرا منذ عهد جده الذي عاش "اوقاتا صعبة جدا". ويضيف ان "جيله لم يكن بامكانه اداء الحج، لكن نحن نستطيع ان نقوم بذلك".