المحرر موضوع: لندن تحتفي بفنّ عراقي تتجاهله بغداد  (زيارة 1676 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
لندن تحتفي بفنّ عراقي تتجاهله بغداد
فنانون عراقيون يعرضون لأول مرة في معرض آرت 16، إبداعات تتضمن رسائل سياسية ضمنية للمخربين والإرهابيين والنخب الفاسدة.
ميدل ايست أونلاين


'الثبات الفني لم ينطفئ بعد'

لندن ـ مع كل المشكلات التي يواجهها العراق حاليا، هناك خطر اختفاء المشهد الفني في البلاد بالكامل، ويتشارك في هذه المخاوف العديد من الفنانين العراقيين الذين ما زالوا يعملون داخل العراق.

في الوقت ذاته، يتم حاليا عرض الفن العراقي في معرض آرت 16، وهو معرض فني سنوي يقام في لندن وقد تم افتتاحه في 19 أيار/مايو وتعرض الأعمال للبيع جنبا إلى جنب مع قطع اخرى قادمة من مائة معرض ومن 33 دولة مختلفة.

الفن العراقي الذي أتى إلى لندن بواسطة مؤسسة رؤيا، وهي مؤسسة غير ربحية، جرى النظر فيه بالفعل جيدا ـ حيث وصفت "صحيفة الفن" في لندن المعروضات العراقية على أنها من بين "أقوى المعروضات" وانها "نتاج مشاريع غير تقليدية وغير ربحية".

ولكن، وفي حين تم تسليط الضوء بسخاء على الأعمال الفنية العراقية في لندن، يصف الفنانون العراقيون الوضع بشكل مختلف تماما داخل العراق، فلدى الكثيرين منهم أفكار عظيمة، ولكن ليست لديهم آفاق كثيرة.

ويتحدث الفنان العراقي قاسم سبتي عن أوضاع الفن في العراق، قائلا إن "مراكز الفن والجمعيات والأكاديميات والمعارض التي سويت بالأرض بسبب الحرب لم يتم إعادة بناؤها وتضاءل التقدير لما يقدمه الفنانون".

وأضاف أن "الدولة لا تهتم بتمويل وتشجيع الإنتاج الفني وأنها بدلا من ذلك تهتم بتشجيع السخافات الدينية للنخب الدينية التي تعمل على تأخير النمو، بسبب العقليات التي لا تزال عالقة في الماضي بدلا من التركيز على المستقبل".

وذكر سبتي أنه "ليس بإمكان المرء أن يتصور أن بغداد كانت تعتبر من أكثر المدن حيوية ثقافيا، عند الاستماع إلى أخبار اليوم".

من جهته اكد الخطاط العراقي محمد النوري، الذي يعيش في دبي ويمارس الخط فيها ما قاله سبتي مؤكدا أن "الفن اليوم قد تراجع للأسف في العراق على الرغم من أننا لا نزال نجد الفنانين الشباب الموهوبين والمثيرين للإعجاب وما ينقصنا هو وجود من يمولهم ولذلك فإنهم يذهبون بشكل طبيعي إلى وظائف تمكنهم من البقاء هم وعائلاتهم على قيد الحياة".

وتريد مؤسسة رؤيا أن تساعد على تغيير هذا الوضع بحسب تمارا الجلبي رئيسة المؤسسة التي قالت أن "معرض آرت 16 يوفر منبرا تجاريا للمواهب العراقية".

ومؤسسة رؤيا هي واحدة من المؤسسات غير الربحية عرضت أعمالها في هذا المعرض بناء على الدعوات التي وصلتها هذا العام. وقد كان المشهد الفني العراقي المعاصر خارج البلاد موحدا على نحو تقليدي بفعل تجربة المنفى، ولكن هذا المعرض مختلف إذ أن العديد من الفنانين المشاركين فيه زالوا يعيشون داخل البلاد.

كان الفن في العراق قبل عام 1990 يخدم بشكل واضح السياسة ولكن لا يمكن القول بأن هذا الفن كان جميعه يدور في فلك عهد قومية صدام حسين وحزب بعث صدام حسين إذ أن هذا القول سيكون تشويها لا أساس له. خارج نطاق دعاية الدولة كان الفن أيضا موجودا بانفتاح أكبر.

وكانت المهن الإبداعية تمول بسخاء، وكانت تمارس على نطاق واسع، بما في ذلك الأزياء والخط والخزف والنحت والشعر. إلا أننا نشهد اليوم اندثار هذه المهن. فوزارة الثقافة العراقية اليوم هي مجرد شبح لما كانت عليه سابقا إذ أنها لا تملك ميزانية لتطوير الفن وانجازاتها لا تتعدى القليل المعارض الصغيرة التي تستضيفها في مقرها.

وغالبا ما يتجاهل الإعلام الأخبار الفنية وأخبار الفنانين الذين لا يتم الحديث عن تاريخهم كقوة الفكرية في المجتمع العراقي إلا بإشارات متناثرة.

لدى الاقتراب من مكان عرض الفن العراقي في معرض آرت 16، لا يمكن للمرء إلا أن يتفاجأ على الفور بالمجموعة المتنوعة والسخية من الألوان والأساليب: الفخار الآشوري من صنع قاسم حمزة، والتطريز من صنع ضحى الكاتب والرموز التي أصبح العراق مشهورا بها. وكل منها يمثل مرحلة تاريخية مختلفة عن المراحل التي مرت بها البلاد.

ويفسر الجلبي عملية الاختيار قائلا "تم اختيار الأعمال المشاركة وفقا لما رأينا أنها الأكثر تعبيرا عن الأمور التي نهتم بها نحن كمؤسسة. وتتضمن المجموعة المعروضة أعمال عراقيين من العديد من قطاعات المجتمع المختلفة موضوعة تحت سقف واحد".

من بين جميع الوسائل، كان صوت التصوير هو الأعلى لأنه فن متاح أكثر من غيره لأناس يعيشون في بلد يصعب فيه الحصول على المواد الفنية.

فبآلة تصوير واحدة ومن موقع واحد وبمجرد كبسة زر سهلة تخدم الصور كجسر يقرب العوالم البعيدة من بعضها البعض. ولدى الجلبي أيضا نظرية عن انتعاش فن التصوير إذ يقول أن "الشباب يستخدمونه كوسيلة لتمييز أنفسهم عن الجيل الأكبر سنا".

ونحن نرى هذه النظرية مطبقة في سلسلة أيمن العامري تحت عنوان "عاملات الشوارع في بغداد" التي انتجت ما بين عامي 2013 و2014.

وتعالج مطبوعاته ظاهرة الدعارة المحرمة، وتسلط الضوء على المومسات العراقيات في وجوه مخفية بأقنعة فينيسية مزخرفة.

هذه الصور هي بالكاد فاضحة، بدلا من ذلك فإنها تموضع المرأة على خلفية حياتها اليومية في أجواء بيتية داخل بغداد مليئة بالحميمية. وكان وصول العامري اليهن صعب للغاية ما اضطر الشاب البالغ من العمر (21 عاما) الدخول في مفاوضات مباشرة مع القوادين الذين تعمل عندهم المومسات للدخول إلى العالم السفلي الذي يصعب بالعادة الدخول اليه.

وقد تم اختيار الأقنعة التي كانوا يرتدونها من قبل الفنان.

تشمل سلسلة جولي عدنان بعنوان "تستطيع أن تذهب" والقائمة على الوسائط المتعددة، بورتريهات فوتوغرافية لأشخاص يرفعون صورا سياحية للبلاد التي يتمنون زيارتها أو الهجرة إليها، في تناقض واضح مع المشهد العراقي الذي يسكنه هؤلاء الأشخاص.

أثناء تفقد الأعمال، كان من المستحيل تجاهل حقيقة أن المشترين الأثرياء كانوا يتهافتون على شراء هذه القطع بينما المبدعون الذين انتجوها كانوا غائبين عن المشهد باستثناء نادين حاتوم المقيمة في برلين.

وتفسر ليما شحادة، مديرة الاتصالات في رؤيا، هذا الغياب قائلة إن "السبب وراءه ليس عدم محاولة رؤيا جلبهم الى لندن، ولكن الدخول إلى المملكة المتحدة غير ممكن على الإطلاق".

ويقول الجلبي إن تراجع الساحة الفنية في العراق مايزال مستمرا، ولكن الثبات الفني لم ينطفئ بعد. ومع صعوبة ايجاد أماكن آمنة حيث يمكنهم ممارسته، فإن النظام السياسي الفاشل والسياسيين ذوي المصالح الذاتية لم يتمكنوا من ردع الفنانين العراقيين وثنيهم عن القيام بما يحبون القيام به أكثر من أي شيء آخر.

على العكس من ذلك، فإن هذه الإخفاقات ذاتها ترجمت إلى الهام فني اتضح في اختيار الأعمال المعروضة في لندن. ويتضمن بعضها رسائل سياسية ضمنية توصل رسالتهم الخاصة للمخربين والإرهابيين والنخب الفاسدة.

وتبدو الرسالة التي حملها نصب 2016 لصقر عبدالله سليمان واضحة من العنوان ذاته، "اقرأ". فهي مجموعة من سبعة نصوص ملفوفة بعناية وبشكل حيوي بنسيج ذي ألوان زاهية، تمثل الكتب المقدسة من مختلف الأديان.

والمغزى من عمل سليمان هو أنه إذا ما قرأ دعاة العنف هذه النصوص فإنهم سيكتشفون أن هناك قواسم مشتركة أكثر بكثير من الخلافات.

اللوحات الزيتية والمطبوعات والتطريز والسيراميك والتركيبات التي ظهرت بفخر في حي أولمبيا في لندن تحتفي بمجتمع حي من الفنانين، الذين، كما يصفهم سبتي "يبقون ويمارسون الفن دون اعتراف بهم".

وإذا ما بيعت الأعمال، فإنها بالتأكيد ستساعد الفن العراقي. ولكن، ودون جمهور محلي، يزداد خطر رؤية المشهد الفني العراقي يختفي بشكل متسارع لأن المزيد من الفنانين يتطلعون إلى مغادرة البلاد.

وبوصفه رساما وأخصائي رسوم متحركة مقيم في بغداد، ينكت سجاد عباس عندما سئل عن الحلول المقترحة لهذه المشكلة، ويقول "الحل هو في الهجرة، فالفنانون داخل البلاد يسيرون على حبل مشدود".

ويخلص عباس قائلا "من ناحية، يمكن الجهل تجاه الفن في العراق الشخص من الازدهار، ولكن هناك مخاطر من ناحية أخرى إذا ما أراد الشخص، كفنان أن يعبر عن أفكار مثيرة للجدل تتعلق بالمجتمع أو الدين أو السياسة".


غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
احتفوا .............
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.