المحرر موضوع: الالحان  (زيارة 3297 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميسم الجزراوي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الالحان
« في: 01:03 16/03/2007 »
                                                                      الالحان 
                                                               ميسم هرمز

ان طربنا من الاستماع الى لحن جميل دائما يحدث لنا بطريقة خفية لايُعرف كيفيتها،واننا لنجد المتعة في التعرف الى ذلك اللحن لمرات عدة اخرى عن طريق استعادته بالغناء او الصفير وغيرها من الطرق حيث يزيل عنا همومنا ويولد لنا شعورا معينا بالارتياح (ماكس بنشار،تمهيد للفن الموسيقي).

وهنا يخطر على بالنا السؤال:لماذا نطرب الى اللحن الجميل وما هو اللحن الجميل واللحن اللاجميل؟

ان كل ما يستمع الانسان اليه ضمن هذا الكون يعتبر صوتا ولا يعتبر موسيقى الا اذا صدر عن مصوتات ذو ثوابت كما في الالات الموسيقية او الحناجر البشرية اذ رتبت عملية اظهار الصوت البشري بشكل معين.ونقصد بالترتيب هنا عملية ابراز النغمات وفق مسارات معينة بحيث تكون مستساغة ومقبولة السماع. والمستمع عادة لايقنع عادة بالنغم وحده فهو يطرب موسيقيا متى ما استمع لتعاقب من الانغام المنتظمة وفق طريقة ترتاح لها الاذن ويرتاح لها الذهن.

فمفهوم اللحن وتعريفه هو ترتيب معين لنغمات محددة بحيث تشكل مسارات صوتية.

وتنتقل هذه الالحان من المصدر المصوت قد يكون آلة موسيقية او حنجرة بشرية الى الذهن عن طريق السماع وهنا تبدأ عملية التذوق وفرز الجميل من اللاجميل لدى المستمع،حيث يبدأ العقل بتقريب المعلومات الصوتية الى ما موجود من خزين معلوماتي سابق(ذاكرة) فان حصل وظهرت الحان قديمة مخزونة في فكر الانسان مشابهة لحد ما الى اللحن الجديد اصبح بامكان العقل من استقبال ذلك اللحن وتنظيمه ضمن ملفات متوافقة مع الخزين القديم وبذلك يشعرالمستمع بالارتياح والهدوء والاستمتاع ويعتبره لحن جميل ضمن مفهومه وهذا النوع من الالحان تتواجد دائما ضمن نطاق البيئة الواحدة للمجتمع، اما اذا كان اللحن الجديد المستقبل من قبل العقل غريب وبعيد عن الخزين اللحني لدى المستمع انذاك يشعر المستمع بعدم الارتياح وتوتر يؤدي بالتالي الى عدم تقبله واعتباره لحن سيء او لاجميل وبذلك تكون مسئلة جمالية الالحان هي من الامور النسبية حيث يعتبر الجميل من الالحان عند البعض لا جميل عند الاخر والعكس صحيح .لذلك لايمكن لابناء الريف من الاستماع الى الحان كلاسيكية او اجنبية وذلك بسبب تقوقع بيئتهم على انماط معينة من الالحان.

وقد يقع نقاد الموسيقى وخصوصا من ليس لهم منهجية الناقد وعلميته في نفس الاخطاء عند تقييم الالحان فيطلقون تسمية الجميل وغير جميل مبتعدين بذلك عن قواعد النقد والمرتبطة بفلسفة الجمال فيصدرون احكاما خاطئة ومصطلحات ليس لها اية صلة بالعلمية وانما ترتبط بالفاظ ومصطلحات يعدونها بانفسهم من اجل تجميل لغتهم الصحافية.

فالجميل من الالحان بمفهوم النقد هو كل ما يظهر من نغمات مرتبة لتشكل مسارات لحنية قريبة من بيئة الحان المستمع على ان تكون خالية من النشاز اي تكون النغمة مصوته بقدر تردداتها الاصلية حيث لكل نغمة تردد محدد يفرق الواحدة عن الاخرى.

وتختلف الالحان ومكوناتها النغمية من الشعبية الى المنهجية (كلاسيكية) فالالحان الشعبية تسمو بعفوية انتاجها من قبل ملحنيين غير اكاديميين او قد تصدر من اناس عفويين لهم موهبة ترتيب النغمات بشكل الحان معتمدين على خزينهم الفكري اللحني حسب ما توارثوه وتناقلوه شفاهيا ،اما الالحان المنهجية فتتصف بمراعات تطبيق القواعد عند بنائها وهذه القواعد تُدرس وتُدرس بنفس الطريقة في معظم بلدان العالم حسب كتب منهجية اعدت خصيصا لتنظيرها ،لذا تتصف الالحان المنهجية (مثل الالحان الاوركسترالية والاوبرالية وغيرها من القوالب الموسيقية العالمية) بالبناء النغمي الرصين للمسارات وطريقة تعاقب الاجناس اللحنية (النغمية) واسلوب الانتقال بين الجمل اللحنية العريضة والضيقة ضمن المديات اللحنية الواسعة، لذلك لايمكن التحدث عن الالحان بصورة كلية الا بعد اجراء عملية التحليل لتحديد انواع الالحان واشكالها النغمية.وذلك ما ساعد في ابراز حركة احياء التراث والموروث الشعبي لدى العالم الغربي عن طريق تسخير القوالب الكلاسيكية المنهجية لخدمة اللحن الشعبي او العكس.