المحرر موضوع: راعي ارسالية السريان الكاثوليك ببيروت: الامم المتحدة غير مبالية باللاجئين المسيحيين العراقيين، والكنيسة وحدها تتحمل كل الاعباء  (زيارة 1524 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فادي كمال يوسف

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
راعي ارسالية السريان الكاثوليك ببيروت: الامم المتحدة غير مبالية باللاجئين المسيحيين العراقيين، والكنيسة وحدها تتحمل كل الاعباء
فادي كمال يوسف/ عنكاوا كوم/ بيروت
انتقد راعي ارسالية العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك ببيروت الاب يوسف سقط، عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بلبنان، معتبرا ان خدماتها للمسيحيين العراقيين لا تتخطى "العمل الدعائي" على حد وصفه، فيما تتكفل الكنسية لوحدها تغطية احتياجات ابنائها.
 الاب سقط الذي ترعرع في سهل نينوى، ولم يغادرها الا مرغما بعدما احتجز مع مجموعة من الرهبان في دير مار بهنام حين احتل تنظيم داعش المتطرف المنطقة، قبل أن يفرج عنه بعد اربعين يوما من الاعتقال، اوضح في حديث مفصل لموقع عنكاوا كوم أن "الانسحاب الغريب للمنظمات الإنسانية الداعمة من تقديم يد المساعدة لأبنائنا اللاجئين ترك الكنيسة وحدها في الميدان"، مبينا أن "متطلبات اللاجئ لا حدود لها ومتشعبة، والكنيسة مهما فعلت وقدمت فان امكانياتها محدودة"، سقط الذي يخدم في ارسالية العائلة المقدسة التي تعمل لخدمة اللاجئين العراقيين المسيحيين روحيا وماديا بشكل عام والسريان الكاثوليك بشكل خاص، اعتبر عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بلبنان "دعائي" فقط، منتقدا في الوقت ذاته "أسلوب تعاملها مع المسيحي العراقي وتوقف اغلب برامجها سواء الخاصة بتقديم المساعدات الانسانية من السلة الغذائية والصحية، وكذلك الخاصة بتطوير وتنمية القدرات".
وكشف سقط ان "الوكالة عادة ما تتنصل عن التزاماتها الصحية والاستشفائية تجاه العراقيين بالخصوص، فعند طلب المساعدة لغرض تسديد فواتير المستشفيات المرتفعة جدا طالما تتحجج بان الحالة غير مدرجة ضمن برامجها، ما يجبر المرضى باللجوء الى الكنيسة التي تحاول تغطية تلك النفقات"، من جهة أخرى نوه سقط الى ان "هناك تباطؤ غريب في معاملات توطين العراقيين وتسفيرهم الخاصة بوكالة الغوث، فبحسب احصائيات دقيقة من الارسالية التي حصرت ما يقارب 1250 عائلة سريانية كاثوليكية عراقية لاجئة الى لبنان لا يوطن خلال الشهر الواحد سوى عائلة او عائلتين، والاخطر من ذلك ان هناك انتقائية غريبة لا تمت بصلة الى الانسانية التي تعلن عنها الوكالة دوما"،  مبينا ان "الاختيار في التوطين دائما ما يقع على العوائل الشابة وذات التحصيل العلمي الجيد كالأطباء والمهندسين واصحاب الشهادات العليا، فيما تترك معاملات كبار السن والمرضى وغيرهم من المحتاجين للعناية في الدول المتقدمة طي النسيان، والاغرب من ذلك ان هذا يطال في بعض الاحيان العائلة الواحدة كأن يتم تسفير الابناء فيما يترك الاب والام كبار السن ما يساهم في تفكيك العائلة وتشرذمها".
كما انتقد سقط في الوقت ذاته "ضعف التنسيق بين وكالة غوث اللاجئين في لبنان والمؤسسات اللبنانية وخاصة الامن العام، في ملف بالغ الاهمية والخطورة وهو شرعية تواجد اللاجئين على الاراضي اللبنانية ، وعندما نتكلم عن اللاجئين نخص العراقيين بالذات لان الاخرين كالسوريين وغيرهم يختلف وضعهم، كما ان هناك قوانين اخرى تسري عليهم قد عالجت قضاياهم، فعادة وجود العراقيين يعتبر مخالف للقانون ورغم تزويد اللاجئ بأوراق خاصة من الوكالة تثبت انه لاجئ الا ان تلك الاوراق لا يعترف بها من قبل عناصر الامن اللبناني او أي قوى امنية اخرى عند المسائلة عن الاوراق ويتم احتجازهم، والانكى من ذلك انه عند الاتصال بالوكالة والتي تعتبر مسؤولة لحل القضية فهي تتنصل من كل التزاماتها، وعندها تضطر الكنيسة للتدخل وتحاول انقاذ هذا اللاجئ واخراجه من السجن"، معتبرا ان "الوكالة اما تكون غير مبالية باللاجئ وهذه مصيبة واما انها لا تنسق مع الامن العام والدوائر الامنية الاخرى في لبنان وهنا المصيبة اكبر لآنها تورط اللاجئين بأوراق ومستندات لا قيمة لها".
وعند سؤالنا عن دور الكنيسة وما فعلته بهذا الشأن اجاب سقط ان "رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان التقوا مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم، قبل مدة قصيرة وتم التباحث بهذا الملف، ووعد ابراهيم بإيجاد حل سريع، ما يؤمن شرعنة تواجدهم على الاراضي اللبنانية، ولكن القضية بحاجة الى وقت لوضع الية مناسبة وحصر الاعداد الكبيرة من اللاجئين ولكننا نعد ابنائنا بان الملف في طريقه الى الحل قريبا".
اما بخصوص اهم الخدمات التي يقدمها مركز ارسالية العائلة المقدسة للاجئين فبين سقط أن "المركز تم تأسيسه في منتصف العام الماضي، وبالتحديد في شهر اب بتوجيه من غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، هدفها تقديم الخدمات الروحية والمساعدات الانسانية للاجئن" مضيفا أنه "بداية الامر أنشئ مركزاً رعويا بإدارة الاب فراس دردر، وبعد تسلمنا المهام تم افتتاح المركز الحالي للإرسالية في منطقة سدة البوشرية، والذي يضم كنيسة العائلة المقدسة، ومركز الخدمة، كما ندير من مقرنا الحالي جميع النشاطات الشبابية والاجتماعية أضف الى ذلك مدرسة ملائكة السلام الابتدائية والمتوسطة، ورياض اطفال ملائكة السلام".
تؤمن الارسالية ان استمرار الاطفال في تلقي تعليمهم من اولوياتها الأساسية، ورغم تشعب خدماتها الروحية والانسانية الا انها تولي هذا الملف اهتماما خاصا لتأثيره على بناء جيل كامل وانقاذه من الضياع، سقط أشار الى أن "مدرسة ملائكة السلام تحتضن 680 طالب وطالبة من عمر ستة سنوات ولغاية اربعة عشر عاما، ينتمى الطلبة إلى مختلف الطوائف المسيحية، نعتمد المنهج العراقي للاستمرار على النسق التعليمي ذاته لللاجئ"، تعاني المدرسة من عدم اعتراف وزارة التربية والتعليم اللبنانية بها كمؤسسة تعليمية، مبينا أن "هناك عدد من الشروط صعبة المنال حاليا لمنحنا هذا الاعتراف، رغم اننا نمنح الطلبة شهادات للتخرج ونسعى جاهدين من بإمكانياتنا المتواضعة لتحقيق هذه الشروط والحصول على الاعتراف".
وزاد الاب ان "استمرار الطلبة على مقاعد الدراسة من اولوياتنا، ونحن الوحيدون الذين ندير مؤسسة تربوية متكاملة للاجئي، من جهة اخرى فأن المدرسة توفر عدد من الخدمات المجانية لطلبتها النقل من محل سكناهم الى المدرسة، كما توزع الملابس على دفعتين شتوية وصيفية، وتقدم تغذية خاصة ثلاث ايام في الاسبوع"، موضحا أن "الدراسة وكامل مستلزماتها مجانية، فنحن نعتبر التعليم رسالة مقدسة، ويجب علينا استكمالها على افضل وجه للأطفال اللاجئين الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس اللبنانية، والتي بمعظمها خاصة وتستوفي اجور مرتفعة جدا".
ومن جانب اخر يرى الاب سقط أن "مساهمة اخرى تقدمها المدرسة وهي توفير فرص عمل للأساتذة من اللاجئين، فمدرسي مدرستنا وادريها ومختلف العاملين فيها هم حصرا من هؤلاء، وخاصة للمدرسين الذين تطالبهم وزارة التربة العراقية بإثبات انهم مازالوا مستمرين في الخدمة من مناطق سهل نينوى لصرف رواتبهم واستحقاقاتهم المالية، نحن نمنحهم كتب خاصة من المدرسة بهذا الشأن، واضافة لذلك نحن نمنحهم رواتب ربما هي رمزية ولكنها تساهم في توفير مدخول اضافي لهم".
بالإضافة الى المدرسة فان الارسالية تدير روضة للأطفال، يحدثنا عنها سقط قائلا إن "روضة ملائكة السلام تحتضن 142 طفلا، كذلك فأن الكنيسة تتحمل كافة نفقات الروضة من النقل والاجور وكذلك نحتمل رواتب المدرسين والعاملين الاخرين، واستئجار بناية الروضة، نحن نستحصل فقط رسوم تسجيل سنوية من الطلاب وقدرها 37 دولار امريكي فقط".
اما النشاطات الاخرى التي على عاتق الارسالية فيوضح سقط أن "الإرسالية تقدم سلة غذائية متكاملة لـ 1250عائلة سريانية كاثوليكية شهريا وبشكل متواصل ودون توقف، كما نقدم سلة دوائية تتضمن مجموعة من العلاجات وخاصة للأمراض المزمنة، الحصة تقدم شهريا ولأي مستفيد يقدم لنا وصفة طبية"، وعن مصادر تمويل كل تلك هذا المشاريع، يبين سقط أنه "لا وجود لمصادر تمويل ثابتة، سوى دعم البطريركية السريانية الكاثوليكي، كما نحاول الاتصال بمنظمات وجمعيات خيرية وهي تتكفل ببعض المشاريع ولكن بنسب معينة وفي بعض الاحيان لا تقدم لنا أي دعم فنضطر الى تغطية كل تلك العجوزات من قبل البطريركية من اجل استمرار الخدمات دون توقف"، مستغربا في الوقت ذاته "غياب أي دور للحكومة العراقية عن تقديم الدعم للاجئين والذين هم بالدرجة الاساس مواطنين عراقيين، وابتعاد السفارة العراقية ببيروت عن تقديم أي جهد يذكر في كل تلك الملفات".
واضاف سقط أن "هناك مجموعة اخرى من النشاطات التي نقدمها، واهمها احتضان الشباب والشابات من خلال حزمة فعاليات  منها انشاء اخوية شبابية تنتظم مرة كل اسبوع في لقاءات دورية تثقيفية، كما نظمت الاخوية الشبابية بطولة بكرة القدم لعدد كبير من الفرق شارفت على مراحلها النهائية، كما نرعى الجوق الموحد الذي سيجمع كل الطوائف، وهم بصدد التحضير لأمسية تراتيل هي الاولى من نوعها في لبنان، تختص فقط باللاجئين العراقيين المسيحيين، نبعث من خلالها رسالة مفادها انتصار ارادة الامل والحياة على الموت".
بين الامل بمستقبل جديد، ومحاولة للانتصار على واقع صعب ومرير، تحاول الكنيسة تقديم علاج عله يداوي بعضا من جراح رعيتها، ارسالية العائلة المقدسة قد تكون في بعض الاحيان ضوء في نهاية نفق مظلم يضيء تارة ويختفي تارة اخرى، اما البحث عن الحل الجذري لعقبات تواجه شعب تشتت وهجر في انحاء المعمورة، فهي لن تكون في متناول اليد في المستقبل القريب.