السيد قصي الصافي .. تحية
قلت في بداية تعليقك على تعقيبي ما يلي:
يؤسفني أن لا أجد متسعاً من الوقت للإجابة على كل ما ورد في ردك الطويل والذي تتزاحم فيه المتناقضات ، وهو يذكرني بتظاهرات ترامب الإنتخابية التي تعتمد شيطنة الآخر المختلف وغالباً ما تنتهي بالعنف واستثارة الأحقاد وبث الإنقسام.
لم تجد الوقت المتسع لأجابتي وجئت بكل هذا التعليق الطويل الذي يوازي بحجمه مقالك !! ماذا لو كان لديك متسع من الوقت !!
عنوان مقالك يقول:
الجالية العراقية والثورة السياسية في أميركا
أنه عنوان مثير للضحك .. هل تعتقد بان للجالية العراقية تأثير على السياسة الأمريكية !! أنا اشك في هذا والسبب لأن العراقيين عموما هم أناس متنورين ولايؤمنون بالتشدد، والمتواجدين منهم في أمريكا وأنا من ضمنهم هربنا من بلدنا بعد أن ذقنا الأضطهاد وعشنا التهميش والتفرقة على أساس الدين والمذهب والطائفة (أمراض المجتمعات الشرقية) ووصلنا هذا البلد الامن لنعيش بسلام وحرية وأمان ولنعمل على خدمة هذا البلد العظيم بدستوره وقوانينه (ولا أعني ادارته السياسية) لنرد الدين لهذا الشعب المختلط والمتجانس والمتحضر بدستوره وقوانينه .. أما أذا تعتقد بان هناك عراقيين قدموا لهذا البلد من أجل أحداث ثورة سياسية!! فهؤلاء قد غايتهم هي غير غايتنا ومهما فعلوا فلن يغيروا شيئا بالأتجاه السياسي الذي هو مرسوم مسبقا.
أما لو كان عنوان مقالك مثلا (العرب والثورة السياسية في أمريكا) أو (المسلمون والثورة السياسية في أمريكا)ن والحالة هذه من الممكن القول بان هناك خطة للتدخل في شؤون أدارة البلد وسياسته وكما حدث ويحدث الان في زمن أدارة باراك حسين أوباما الذي أشترته السعودية (كشخص) بملايينها وملياراتها (هذه المليارات التي هي قوت شعب السعودية)!!
في ردك لي قلت بانه ((لم يشر المقال إلى أن ترامب سيقود البلد إلى نظام فاشي وإنما إلى استنبات بذرة سامة تنعش الفكر الفاشي الجديد والذي ينمو تحت جلد الديمقراطية))!! أنتهى الأقتباس.
ولكنني أشير ثانية ما جاء في مقدمة مقالك حول هذه النقطة بقولك:
حركة بقيادة ترامب تجمع فيها العنصريون واليمين المتطرف، والتي لانبالغ إن قلنا أنها ستكون بذرةً سامة لصعود الفاشية الجديدة،
والسؤال الان هو مالفرق بين الجملة المقبسة أعلاه من مقالك، وبين الجملة التالية التي جاءت في تعقيبك على مداخلتي:
((لم يشر المقال إلى أن ترامب سيقود البلد إلى نظام فاشي، وإنما إلى استنبات بذرة سامة تنعش الفكر الفاشي الجديد)).أما قولك وبصورة أستهزاء بان:
((أكثر ما أضحكني أن أميركا العظمى في خطر من جرذان الإرهاب الإسلامي،))
أوا ليس هؤلاء الجرذان بتسميتهم القديمة (القاعدة) هم من فجروا رمزا أمريكا الأقتصادي (برجي التجارة العالمي في نيويورك) وقتلوا أربعة الاف شخص بريء كانوا يعملون لخدمة الأقتصاد العالمي، واراد هؤلاء الجرذان أيضا تدمير البنتاغون وتمثال الحرية!!
أوا ليس هؤلاء الجرذان هم من زرعوا الرعب في نفوس الالاف من الناس المشاركين في سباق ماراثون بوسطن عندما فجروا منطقة مكتظة بتجمع المتسابقين ومن قبل اخوين مسلمين نما وترعرعا في أمريكا وحضيا بحياة حرة كريمة وفرص تعليم وغيرها من الخدمات وبدلا من أن يخدما هذا البلد النعيم راحا وفجرا مضمار للرياضة والسباقات الشعبية فقتلوا وجرحوا المئات.
ثم أوا ليس الجرذ (نضال حسين - المسلم الفلسطيني الأصل) الضابط في الجيش الأمريكي هو الاخر قد قتل ثلاثة عشرة من زملائه الضباط في قاعدة فورت هوت العسكرية الأمريكية في ولاية تكساس، بعد أن نهل هذا الجرذ من فكر المتطرف الأسلامي أنور العولقي (الأمريكي المولد واليمني الأصل) وهو الان في السجن ومن سجنه ارسل رسالة بايع فيها المجرم الأرهابي أبو بكر البغدادي (يا لجسارة هذا الجرذ الذي لم يعتذر لقتل زملائه)ز
ثم أوا ليس الجرذ الباكستاني وجرذته السعودية قد قتلا زملائهم في مركز الرعاية الأجتماعية في سان برناندينو بجنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث كان هذا الجرذ يعمل في هذا المركز وله رواتب جيدة ومزايا من رعاية أجتماعية وصحية وبيت وعائلة وغيرها، واستغل مناسبة أحتفال المركز وتجمع زملائه ليقوم بقتلهم والأمثلة كثيرة هذا عدا ما يحدث في أوروبا من أرهاب وتفجيرات وتجاوزات على القانون وغيرها وخاصة في كل من فرنسا وبلجيكا والمانيا وبريطانيا وغيرها.
نعم ان هؤلاء الجرذان لا يمثلون كل المسلمين ولكنهم ومع الأسف يعملون لتطبيق ايات في القران تدعو الى قتال من يخالفهم الرأي (من اليهود والنصارى والمشركين) وبث الكراهية ضدهم وسبي النساء في غزواتهم كما حدث في الموصل وسهل نينوى حيث القرى والبلدات المسيحية وفي سنجار تحديدا، وغيرها من الأعمال القبيحة والأنكى في الموضوع بان مفكري الأسلام ودعاتهم الدينيين والذين يصدرون الفتاوي يشجعون هؤلاء من خلال عدم تكفيرهم وتكفير أعمالهم واخرها كانت مع شيخ الأزهر الذي سأل هل من الممكن تكفير فكر داعش واعمالهم الأرهابية فقال: (كلا لا أستطيع تكفيرهم وأعمالهم كونهم مؤمنون مسلمون ويتخذون من القران شريعة لهم) أوا ليس هذا دعم وتأييد للأرهاب والأرهابيين المسلمين وتشجيعا لهم للأستمرار بهذا النهج العدواني ضد البشرية.
أنا لست من يبث الكراهية أبدا وانما لتعرية هؤلاء وأفكارهم وهم في الحقيقة اصبحوا معروفين للعالم أجمع، ولست أبدا بكاره لأخوتنا المسلمين والدليل أن أصدقائي المسلمين هم اكثر من المسيحيين، وعملت معهم لعشرات السنوات وعلى تواصل معهم لحد الان واخرها كان قبل ساعات في اتصال مع صديق من بغداد يسألني أن اساعده في موضوع تقني، واخر قبله سالني عن الطرق الشرعية للوصول الى الولايات المتحدة الأمريكية هو وعائلته ولأنني أعرف هؤلاء الأصدقاء وأعرف توجهاتهم وأخلاصهم فانني مستعد حتى لكفالتهم للمجيء الى هذا البلد.
تقبل أحترامي.