المحرر موضوع: بغداد تغامر بالالتحاق بتحالف إيران وروسيا وسوريا  (زيارة 1283 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
بغداد تغامر بالالتحاق بتحالف إيران وروسيا وسوريا
الجعفري: نحن بحاجة لخبرة الدول الثلاث في محاربة الدولة الإسلامية، والتنسيق قائم معها لأنه 'لا يمكن فرض الموقف الأميركي على العراق'.
ميدل ايست أونلاين


انعطافة خطرة نحو إثارة غضب واشنطن

بغداد ـ تبدي الجماعات والقوى الشيعية العراقية الحاكمة حاليا إصرارا قويا على ضرورة إلحاق بغداد بالتحالف الثلاثي الذي تشكله روسيا وسوريا وايران، ليصبح العراق الضلع الرابع في مكون هذا التحالف الذي صنعه أساسا تلاقي مصالح وتنامي حدة الصراع الطائفي في المنطقة، وزحف تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من الأراضي السورية والعراقية.

وفي خضم تعرّض حكومة حيدر العبادي إلى ضغط هائل من قبل واشنطن بهدف إبعاد العراق عن هذا التحالف الرباعي، أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري حاجة بلاده إلى هذا التحالف وإلى خبرة روسيا وسوريا وإيران لمحاربة الدولة الإسلامية.

وفكرة الانضمام للتحالف الروسي الإيراني السوري التي شدد عليها الجعفري ليست جديدة، لكن الجديد فيها هذه المرة أن الإعلان عن الحاجة إلى هذا التحالف قد جاءت من أحد أبرز الشخصيات في حكومة العبادي.

وكان قادة المليشيات الشيعية بجميع أطيافها قد ضغطوا على العبادي منذ أن قررت روسيا التدخل المباشر في سوريا دفاعا عن نظام الرئيس بشار الاسد، من أجل دفعه للالتحاق بالمعسكر الروسي الإيراني.

وسنح التدخل العسكري بإقامة تعاون عسكري وثيق بين موسكو ودمشق وطهران حرصت المليشيات الشيعية العراقية على الالتحاق به أسوة بحزب الله واستجابة لأوامر إيرانية لا تخفى إطلاقا على الملاحظ العادي لطبيعة العلاقة بين الطرفين، غير أن واجب العلاقة مع الولايات المتحدة حتم على العبادي مكرها، إمساك العصا من وسطها في هذا الملف الحساس من ناحية علاقة العراق بواشنطن ورفض ضغوط المليشيات إلى أجل يمكن أن لا يطول كثيرا في المستقبل، في تقدير بعض المراقبين.

واعترف الجعفري الأحد بأن "التنسيق قائم" بين الدول الأربع.

وشدد "العراق بحاجة إلى خبرة روسيا وسوريا وايران لمحاربة التنظيم"، مؤكدا أن "التنسيق قائم بين الدول الأربع، ولا يمكن فرض الموقف الأميركي على العراق".

وقال الجعفري إن "المعركة في الفلوجة ليست بمعزل عن المعركة في الموصل ولا يمكن السماح لأعداء العراق بأن ينفردوا بأهالي الفلوجة".

وفي الظاهر، فإن كلمة الأعداء تشير إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحتجز الآلاف من العراقيين في المدن التي يسطر عليها بما يجعلهم رهائن ويعقد من مهمة القوات العراقية التي تستعين بحشد من مقاتلي المليشيات، والتحالف الذي يدعمها من فرصة القضاء على التنظيم الإرهابي بأسرع وقت وبأقل خسائر بشرية ومادية ممكنة.

لكنّ الكلمة نفسها (الأعداء) يمكن ان تحيل على الولايات المتحدة أيضا مادام الجعفري قد شدد على أنه "لا يمكن فرض الموقف الأميركي على العراق".

ويقول محللون إن كل تأويل جائز ما دام من الممكن أن تصير الولايات المتحدة بجرة قلم وبأمر من طهران، عدوا لشيعة العراق وخاصة للذين جاؤوا على ظهر دباباتها عندما تقتضي تطورات الأوضاع مثل هذا الموقف.

الولايات المتحدة العدو
والولايات المتحدة حليف وثيق لنظام الحكم الشيعي في بغداد منذ غزو العراق في العام 2003 وهي حليف قوي له في الحرب على إرهاب تنظيم القاعدة في مرحلة أولى ثم حاليا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، فعن أي موقف تريد واشنطن فرضه على حكومة العبادي؟

ويقول مراقبون إن وزير الخارجية العراقية كان يعلق ـ على ما يبدو ـ على تصريح للجنة الأمن والدفاع في البرلمان كشفت فيه الأحد، عن تعرض حكومة العبادي إلى "ضغط كبير" من قبل الولايات المتحدة بهدف إبعاد العراق عن التحالف مع روسيا وإيران وسوريا.

وقال عضو اللجنة اسكندر وتوت الأحد إن "هناك ضغطا أميركيا كبيرا على الحكومة لإبعاد العراق عن التحالف الرباعي، في حين أن هذا التحالف فيه فائدة للعراق أكثر من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".

واشار وتوت إلى أن "على العراق التحرك باتجاه سوريا وروسيا وإيران لأن ذلك يصب في مصلحته".

ويقول مراقبون إن عودة القوى الشيعية العراقية لإثارة موضوع تغيير تحالفات العراق على نحو دراماتيكي وإلحاقه بالحلف الثلاثي بين روسيا وإيران وسوريا جاء بعد اتفاق الدول الثلاث وبإصرار إيراني اساسا.

ولم تخف طهران وحلفاؤها الشيعة الحاكمين في العراق، رغبتهما في الاستفادة من قدرات روسيا العسكرية ونجاحها في الساحة السورية لدعمهما في العراق، ولخدمة أهدافهما الاستراتيجية التي تتعدى هدف القضاء الإرهاب، إذ يمكن لروسيا أن تشكل صمام أمان يحمي الجماعات الشيعية العراقية ومصالح ايران في العراق ضد القوة الأميركية الضاغطة والتي لن تتراجع بسهولة وتترك العراق لقمة سائغة للإيرانيين.

وكان وزراء دفاع الدول الثلاث قد عقدوا الخميس اجتماعا في طهران لمناقشة الاوضاع السورية وقضايا مكافحة الإرهاب في المنطقة.

ويقول مراقبون إن إثارة المسؤولين العراقيين لمسألة التحالف مع المعسكر الروسي الإيراني لم يأت من رغبة ذاتية لأن أولوية بغداد اليوم هي التخلص من الدولة الإسلامية وليس من الحكمة السياسية أن تثير أحد أبرز داعميها في الحرب على الإرهاب (الولايات المتحدة) في هذا التوقيت بالذات.

ومن هنا ـ يؤكد المراقبون ـ على أن التحريض القوي في بغداد على وقف التحالف مع الولايات المتحدة وتغييره صراحة بالتحالف مع المعسكر الروسي الإيراني يأتي بدفع من طهران وبضغط مباشر من قادة المليشيات الشيعية الحليفة لها، وهي فكرة لا ترفضها موسكو التي ترى أن تعميق نفوذها العسكري المباشر في العراق مسألة مغرية جدا من الناحية العسكرية والاقتصادية وفرصة تاريخية قد لا تتكرر لتوسيع نفوذها المباشر في المنطقة والاقتراب أكثر من منبع الطاقة الأبرز في العالم لما لذلك من تأثيرات إيجابية مباشرة على نتائج صراعها مع الولايات المتحدة على أكثر من جبهة ومنطقة في هذا العالم.

ومن جهتها، تحتاج إيران للتدخل الروسي في العراق ضمن حساباتها لما بعد المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية، لا سما مع تزايد المؤشرات على أن التنظيم الإرهاب لم يبق في عمره الكثير، قبل أن يتم القضاء عليه.

ويقول محللون إن ايران تعتقد أن تأمين سيطرتها في العراق بعد تخليصه من تنظيم الدولة الإسلامية لن يكون ممكنا دون غطاء روسي بنفس الطريقة التي تستفيد فيها من تدخل موسكو في الصراع في سوريا أين أثبتت الوقائع أن المليشيات المدعومة من ايران ومنها حزب الله وقوات بشار الاسد كانت في طريقها لهزيمة ساحقة أمام مقاتلي الجيش الحرّ لولا تدخل الطائرات الروسية في الوقت المناسب لتغيير موازين القوى.

هل تفوق الجرأة حدها؟
وتخشى طهران من أنها ستتعرض لضغوطات دولية هائلة تطالبها بالكف عن تدخلها في العراق بعد أن تسقط ذريعة الحرب على الإرهاب، في ظل استمرار التدخل الأميركي في العراق بعد القضاء على الدولة الإسلامية، خاصة في ظل حجم المعارضة العراقية الشعبية الواسعة بين الشيعة والسنة لتدخلها في شأن بلادهم الداخلي.

ويضاف الى ذلك أن طهران ليست واثقة من أن حلفاءها سواء أكانوا في الحكومة أو قادة للمليشيات، سيكونون قادرين على حكم العراق وتوجيهه في اتجاه حلم إيران بالهلال الشيعي وهم واقعون تحت نفوذ الولايات المتحدة.

وتقرّ حكومة العبادي بصعوبة عملية تحرير الفلوجة وببطئها وتعتبرها مسألة ليست سهلة، لأن الإسراع في العمليات قد يكلّفها خسائر أكثر في صفوف مقاتليها من الحشد والجيش.

وترى أن التدخل الروسي المباشر في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية كما تريده ايران يمكن أن يعجّل بالقضاء على الدولة الإسلامية مثلما حصل في سوريا.

وضمن هذه القراءة ما يشي بأن بغداد باتت تتهم الولايات المتحدة سرّا بأنها تمارس نوعا من "التواطؤ" وبالرغبة في عدم الإسراع بإنهاء الحرب بانتظار الرئيس الأميركي القادم على اعتبار أن الرئيس باراك أوباما أصبح في موقف لا يسمح له باتخاذ قرارات حاسمة قد يتطلبها الموقف في العراق عندما تنتهي الحرب على الإرهاب قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويقول محللون إن نهاية عصر الدولة الإسلامية تخفي في ثناياها حروبا أخرى على النفوذ ستكون عرقية وطائفية أيضا، خاصة بالنسبة للأكراد الذين يحلمون بضم الكثير من المدن والأراضي في شمال العراق.

ويؤكد المحللون إن الوضع في العراق بعد نهاية الحرب على الدولة الإسلامية سيكون بحاجة إلى قرارات أميركية مزلزلة مع بلوغ الجرأة لدى القادة الشيعة المتنفذين هناك، إلى حد المجاهرة باستعدادهم لقضم اليد التي جاءت بهم الى السلطة وتبقى صاحبة الفضل عليهم في ما هم عليه من وجاهة ونفوذ اليوم بنسبة تساوي على الأقل إن لم تكن اكثر مما أغدقت به عليهم ايران.