المحرر موضوع: قصيدة البعبوض ...  (زيارة 861 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
قصيدة البعبوض ...
« في: 23:17 19/06/2016 »
قصيدة البعبوض ...

خلدون جاويد

البعبوض فاكهة رَبّانية
يتلذذ بها المخنـّـثون
هي قطعة ُ" مِلـَبّسْ " إصبعية الشكلِ
تـُوضع أحيانا في الفم ِ
وهي ضرورية ٌكمقبّلاتٍ
لاتـُمْضغ بل تـُمَص
مثل قصبِ السكّر ِ
بعضُ الشبقاتِ يتلذنَ بها فمَويا
حد إغماضةِ العينِ ا ُنـْسَا ً
وممكن أن تدخل في دهاليز اخرى
في راس الإصبع الفاكهاني إظفرٌ.
عجيبٌ أمرُ هذه الفاكهةِ
 تُؤخذ كما تـُوخذ حقنة ْ
وهي أيضا ًمقبّلات للوجْبةِ
لايمكن معرفة تاريخ ِممارستِها
لكن تستطيع أن تدغدغ َ بها
عجيزة َالعريس ِفي الزفـّةِ
فاصدقاؤه يشبعونه بالاصبع ِ
لتهييج بروستاتِهِ
وبذا يدخل منتصبا ًللزوجةِ
لا تنسَ أنّ البعبوضَ مقبلاتٌ   
ومِن ثـَمَ تاتي الوجبة ُ
وهي عبارة ٌعن قطعةٍ لحميةٍ
أفعى بعينٍ واحدة ٍ
إنْ تـُلمس تتوهج كالنار
وإن تـُدعك تتفجرْ
بصهير ٍ بركاني ٍأبيض .
إنها على هياةٍ كبابيةٍ باحجام ٍمختلفةٍ
في نهايتِها بستانٌ قربَهُ بيضتان
ليستا للأكل ِواقعيا ً
لكنْ للتبَرّكِ بهما
أحيانا للشمّ وأحيانا ًأخرى للـّطع ِ
لكن ْ ممكن أن يؤكلا  ـ مجازيا ًـ
بالإسلوبِ اللـّزج ِالناعم ِالبطيءْ
المُيَسّرْ
إذ أول ما تدخلُ في الفم ِالسفلِيّ ِ الحلقومة ُ
حلقومة ُ الأفعى
وبعدها الانبوبُ العضليّ ُ الجبّارُ القهّارُ
القادرُ والمتمَكّنُ والمُتفننُ
والساحرُ والداحرُ والناحرُ
والساهرُ
على أملاكِ الأمّةِ
والسلطان
والحاكم بأمرهِ في كلّ مكان ٍ
البعبوض البعبوض أولا ً
ومِن ثـَمّ الإنسياب الى الكباب ِ بلا بيض ٍ
وللكبابِ فضلٌ على وجودِ البشريةِ
وديمومتِها
المخنثون مولعون به .
ممكن أنْ يَاكلَ البعبوضَ فردٌ
أو كثيرون
في حفلةٍ جماعيةٍ تناسليةٍ او لاتناسليةٍ
ممكن أنْ يَأكلَ البعبوضَ
إمبراطور. ملك . رئيس .
وزير. مدير. شرطي .
رئيس عرفاء وحدة .
ممكن أحد شباب الايمو
ممكنْ ممكنْ
لكنْ أنْ يأكلـَهُ شعبٌ ما ، وبرمّتِهِ
وأنْ يبتلعَ العضوَ الكبابوي حدّ البيض ِ
فهذا ما لانقوى على تصورهِ
قال الطاهر وطـّار بروايتِهِ اللآز
لم نصدقْ
عندما رأينا أنّ الفرنسي يتغوط
فذهب الواحدُ تلوَ الآخر
كي يتذوقَ
كي يتأكد
وبذا
" كلـّـنا قد لطعنا الغائط الفرنسي "
نعم
كلنا أوأغلبنا قد أكلَ البعبوض
مع قطعةِ الكبابِ الطويلةِ
حتى حدودِ البيض ِ
لم يتعضْ أحدٌ من البعبوض الاول
ولا الثاني او الثالث
في كلّ مرة ٍ نراهن عليه
فاذا به ينتخبُ مِن بين جميع ِ
أصابع الحلوى
ينتخبُ البعبوض
ملايين  لايفكرون بعقلِهِمْ
بل بعجيزتِهمْ
ولا تختارُ سوى البعبوض
وبالتالي
فنحنُ جميعا نسقط بينَ الأرجل ِ
مابين بعابيض ٍوكبابٍ
يتقدّمهمْ مآخوذ ُ " ابو عمامة ْ "
رُشّ عليهِ السُمّاقُ
الزرنيخ ُالبوتازُ الطـَرَقاتُ العبواتُ
التفجيراتُ
لتحرق اجيالا
مِنْ أطيازٍ باسم " اللهِ " مفخخةٍ
وبسائلِهِ المَنويِّ النوَويّ ِملطـّخة ٍ
نذرا ً لعمامته ِ
أطيازُ الشعبِ برمتِهِ
فهوـ الشعب ـ الجاهز حد الجوعْ
الملتاع المندحر المفجوعْ
السامع والطائع والتابعْ
للحجة والآية والسيد
والمستسلمْ
لرئيس الميليشيا الجربوعْ
آه ٍ آه ٍ ا ُواه ٍ من هذا الشعب المتأفـْيـِنْ
بطوائفه بمذاهبه بالأحزاب وبالأديان ِ
وبالأجناس وبالفكر المتشظي باللعناتْ
قالوا فيما قالوا : قطارك فاتْ
والبعض يعَوّلُ
والعمر مضى والشهر قضى
إلاّ من نهر الشهداء المتدفق
إلاّ من امواج الجرحى والقتلى والأمواتْ
قطارك فاتْ
وحتى البعبوض الطالع من كل مكان
فاتْ
فاتْ
فاتْ
ـ لا  مافاتْ !
بعد قليل بعد قليل بعد قليل
ـ إهْ
الآن دخلْ
الآن الآن
"أجراس ـ الثورة ـ فلتقرعْ " .

 *******     
17/6/2016
* إضافة غاية بالأهمية  ! : وُضِعَتْ النقطة على الضاد في كلمة البعبوض للتأدب .